احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

كيفية التعامل مع المشاكل في العلاقات

منذ الطفولة نسعى إلى أن نكون ضمن مجموعة من الناس، نشعر بالسعادة عندما يخبرنا أحد ما كم وجودنا مهم في حياته سواء من أفراد العائلة أو من الأصدقاء أو الأحباء، ولكن منذ تلك اللحظة أيضًا تبدأ رحلتنا  في مواجهة المشكلات في علاقتنا وتزداد تعقيدًا وتشابكًا مع الأيام؛ لأنه ببساطة هذه هي الحياة، وعملية بناء العلاقات تلك هي من أعقد العمليات التي قد تقوم بها في حياتك، ويمكن أن تمنحك أغنى التجارب والخبرات، ولكن السؤال هنا: هل جميع هذه التجارب تجلب لنا السعادة والرضا؟ 

من الطبيعي أن الجواب حتمًا لا، فبعضها قد يكون مُربكًا، ويسبب لك ضغوط ومشكلات تؤثر سلبًا على سير حياتك اليومية. فما هي أنواع هذه المشكلات وكيف تؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، والأهم كيف تتعامل مع تلك المشكلات عامة والمشكلات العاطفية والزوجية على وجه التحديد، تلك التي ترمي بك بعيدًا عن شاطئ الأمان والراحة؟ وكيف يمكن أن تكتسب ثقة وكفاءة في مواجهتها في المستقبل  لبناء علاقات أكثر عمقًا وقوة؟ هذا مو موضوع بحث هذا المقال.

أنواع المشاكل في العلاقات

تتعدد المشاكل مع تعدد العلاقات في الحياة، وهناك أنواع عديدة من مشاكل العلاقات التي قد تواجهها. فيما يلي بعض الأمثلة الشائعة:

  •  مشاكل الاتصال والتواصل. 
  •  قضايا الثقة. 
  •  الاختلافات الجوهرية. 
  •  المشاكل المالية. 
  •   قضايا الأسرة. 

كيف تؤثر المشاكل في العلاقات على حياتك؟ 

“لم أعد أثق بأحد، لقد فقدت ثقتي بنفسي وبكل من حولي”. يعتمد رفاهك وسعادتك في أغلب الأحيان على نوعية علاقاتك سواء العاطفية أو الزوجية، والتي قد يكون لها تأثير كبير على العديد من جوانب حياتك بما في ذلك الرفاه العاطفي، والصحة الجسدية والحياة الاجتماعية وتقدير الذات.

فقد أظهرت دراسة (Gómez-López et al., ,2019)، أن العلاقات العاطفية يمكن أن تكون مصدرًا مهمًا للرفاه العاطفي لكل من المراهقين والبالغين الناشئين، والعكس صحيح؛ فعندما تواجه مشاكل في علاقتك العاطفية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالحزن أو الغضب أو الإحباط أو القلق وبالتالي سيؤثر سلبًا في جميع مجالات حياتك.

كما وبحثت دراسة (Glaser et al., 2001) عن الأثر المتبادل بين العلاقة الزوجية والصحة الجسدية، فقد تكون لمشاكل العلاقة تأثير سلبي على صحتك الجسدية، بما في ذلك الصداع ومشاكل الجهاز الهضمي واضطرابات النوم. وللمشكلات في العلاقات أثرها السلبي أيضًا على احترام الذات وهذا ما بحثته دراسة ( Luciano et al., 2019) التي أكدت أنه يمكن أن تؤثر مشاكل العلاقات العاطفية أيضًا على تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك؛ فعندما تشعر بالرفض أو عدم الحب من قبل شريكك سيؤدي بك ذلك إلى تدني مستوى احترام وتقدير الذات.

 من الطبيعي أن تؤثر المشكلات  في العلاقات على الحياة الاجتماعية بشكل عام، إذ بحثت دراسة (Zafar et al., 2014) عن أثر الطلاق والانفصال على حياة النساء الاجتماعية، حيث أدى الطلاق إلى حالات اكتئاب وتوتر وانسحاب من الحياة الاجتماعية.

 بشكل عام، من الواضح أن مشاكل العلاقات، قد يكون لها آثار بعيدة المدى على حياتك بكافة مجالاتها، لذا من المهم إيجاد طرق واستراتيجيات للتعامل مع تلك المشكلات وحلها للحفاظ على حياة هانئة ومرضية.

طرق التعامل مع المشاكل في العلاقات

إن تقبّل فكرة أن الحياة ليست خالية من المشكلات يعد أساسًا للتعامل ولحل أي مشكلة تواجهك، إنه بالتأكيد ليس بالأمر البسيط، لكنه ضروري وأساسي للحفاظ على علاقات صحية ومتينة.

 أكد ( Buckless, 2021)، في كتابه “كيف تحل مشاكل العلاقات”، على أن هناك أوقات في العلاقات العاطفية تشعر فيها أن كل شيء مبالغ فيه ولا يمكنك تجاوز هذه التحديات المجهدة. 

إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فأنت لست وحدك، وهناك طرق لتجاوز أصعب الأوقات التي تشعر فيها أنه لا يوجد أمل. كما نجد في هذا الكتاب بعض الطرق لمعرفة كيفية تجاوز تلك العقبات المروعة في العلاقات، كما أكد الكاتب أن هناك أمل في اجتياز أكثر الأوقات رعباً في علاقتك عندما تكون صادقًا ومنفتحًا بشأن مشاكلك. فيما يلي مجموعة من الطرق التي تساعدك في التعامل مع المشكلات في العلاقات:

  1. ابحث عن سبب المشكلة

عندما تعرف السبب سيكون من السهل إيجاد الحل للمشكلات العاطفية أو الزوجية، لذا خذ وقتًا كافيًا للتأمل في المشكلة لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراءها؛ ففي بعض الأوقات قد يبدو لك سبب المشكلة مغايرًا لما هو في الحقيقة. 

  1. كن مستمعًا متعاطفًا

إحدى أهم مهارات التواصل الفعال هو القدرة على الاستماع الفعال للآخر، ففي العلاقات الصحية من المهم أن يشعر الشخص بأنه مسموع حتى يشعر بالراحة نسبيًا في طرح المشكلات والتعبير عن النفس، ويمكن استخدام تقنيات مثل: ” أنا أفهم بوضوح ما تريد التعبير عنه”، ” نعم أعتقد أن هذا الأمر يزعجك” أو ربما بعض الإيماءات التي توحي للشخص الآخر أن هناك من يفهمه ويصغي إليه.

  1. حاور شريكك وجهًا لوجه

إذا كنت منزعجًا في علاقتك العاطفية أو الزوجية، ابتعد عن نقاش المشكلة عبر وسائل التواصل، وحاول أن تنظّم موعدًا لكي تلتقي بالشخص الآخر وجهًا لوجه وتدرس بوضوح تعابير الوجه والإيماءات التي بدورها قد توحي لك بالكثير مما لا تعبّر عنه الكلمات، وبالتالي التخلص من عبء سوء الفهم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم التفكير جيدًا قبل التحدث لكي لا تقول شيئًا قد تأسف عليه طوال حياتك. 

  1. عبّر بوضوح عن نفسك

التعبير بوضوح وصدق عن النفس، يعد أيضًا إحدى مهارات التواصل الفعال الضروري لحل المشكلات العاطفية والزوجية وغيرها، لذا تدرب على إيصال جميع أفكارك ومشاعرك للطرف الآخر بكل شفافية وصدق ووضوح، وأن تكون نفسك هو أفضل وأكثر إمتاعًا من التظاهر بأنك شخص آخر، فالعلاقات الصحية أساسها الصدق والوضوح.

  1. ابقَ هادئًا

في أثناء حوارك مع شريكك، حاول أن تستخدم نبرة صوت منخفضة، وخذ نفسًا عميقًا، وبإمكانك طلب استراحة إن لزم الأمر؛ لكي لا تصعّد من حدة المشكلة.

  1. كن إيجابيًا

حاول أن تنظر للمشكلة من وجهة نظرة أوسع، انظر لها على أنها سبيل نحو مزيد من الانفتاح والتغيير نحو الأفضل في علاقاتك، فكل شيء سلبي يحمل شيئًا إيجابيًا، لذا حاول أن توجّه جهودك وأفكارك بهذا الاتجاه.

  1.  اجعل لنفسك مساحة شخصية 

اهتم بنفسك جيدًا، واعط الأولوية لرفاهيتك دون الإضرار بالآخرين، فلا بأس من وضع بعض الحدود في علاقاتك، قد يبدو الأمر للوهلة الأولى صعبًا وخاصة مع الأشخاص المقربين جدًا، لكن إن لم تكن في حالة نفسية جيدة سيسبب ذلك مزيدًا من المشكلات في علاقتك، لذا أنت بحاجة إلى تخصيص مساحة لنفسك لإعادة الشحن والتأمل الذاتي وعندها ستكون أكثر كفاءة في التعامل مع المشكلات.

  1. ضع نفسك مكان الشخص الآخر

في بعض الأحيان يعد التعاطف جوهريًا لكي تفهم على وجه التحديد ما يشعر به الطرف الآخر، إنه ليس بالأمر البسيط فهو يختلف عن مجرد التفهّم فهو محاولة وضع نفسك مكان الشخص الآخر والتفكير جيدًا ماذا كنت ستفعل في هذه الحالة.

  1. التمتع بالثقة والاحترام للطرف الآخر

الثقة هي جانب أساسي في أي علاقة صحية وحقيقية، وعندما تنكسر قد يكون من الصعب إصلاحها. حاول أن تجعل أساس علاقتك مبنيًا على أساس ثابت وعميق من الثقة والاحترام المتبادل.

  1. إمضاء الوقت سويًا

ستكون علاقاتك أكثر قوة ومتانة عندما تعمل على تمضية الوقت الكافي مع الآخر كشريك عاطفي أو صديق؛ فعندما تذهب في نزهة أو رحلة مثلًا، سيكون أمامك فرصًا حقيقية للتعرف أكثر على الآخر ومعرفته عن قرب، وبالتالي ستزيد ثقتك بنفسك على مواجهة أي مشكلة في علاقاتك وإيجاد الحل المناسب الآن ومستقبلًا.

  1. التركيز على إيجاد حل وليس الفوز في النقاش

عندما يكون لديك خلاف مع شخص ما، ماذا تفعل؟ هل تميل إلى تجاهل المشكلة أو تجنب الشخص؟ هل تواجههم على الفور؟ هل تبحث عن حل وسط؟ الهدف من النقاش مع شريكك هو الوصول إلى الحل الذي يرضي الطرفين وليس صراعًا نحو الفوز وإثبات وجهة النظر، لذا من المهم أن تكون مرنًا ومنفتحًا أثناء حوارك مع شريكك، وتذكر أن كل شخص يتعامل مع الصراع بشكل مختلف والهدف النهائي يجب أن يكون في إيجاد أرضية مشتركة.

  1. تجنب اللوم والنقد وكن مسؤولًا

لا فائدة من الدخول في متاهة النقد ولعبة اللوم وتحميل شريكك الذنب حتى وإن كنت محقًا؛ لأن الاستمرار في تذكير الطرف الآخر بأخطائه لن يوصلك إلى حل المشكلة بل سيزيد الأمور سوءًا، مع التأكيد على أهمية تحمّل كل طرف المسؤولية عن أفعاله وتصرفاته بكل نضج وتسامح ووعي.

  1. تذكر الأوقات الجيدة

عندما تكون في خضم المشكلة في أحد علاقاتك من المفيد أن تسترجع ذكرياتك الجميلة مع الطرف الآخر، فإن ذلك سيخفف من حدة التوتر ويساهم في الوصول إلى مزيد من التسامح والتغاضي عن الأخطاء البسيطة وبالتالي بناء علاقة أكثر مرونة في مواجهة المشكلات. 

إن امتلاك القدرة على إيجاد الحل حتى في أقسى وأصعب الحالات التي تعترض علاقاتك العاطفية والأسرية لا يتم بين ليلة وضحاها وبلمح البصر، فالأمر يحتاج إلى تدريب وممارسة.

قد يكون لنهج حل المشكلات طرق واضحة ولكنك دومًا بحاجة إلى تقنيات وطرق خاصة بك، لذا لا تتردد في طلب المشورة والمساعدة من الاختصاصيين أو مجموعات الدعم، لأننا جميعنا نواجه ونتحدى المشكلات على اختلاف أنواعها. ولمزيد من المعلومات حول التعامل مع المشاكل في العلاقات يُمكنك وفي أي وقت التواصل مع اختصاصي ضمن تطبيق لبيه للمساعدة والحصول على الدعم المناسب لك.

المراجع

1- Gómez-López, et al. “Well-being and romantic relationships: A systematic review in adolescence and emerging adulthoodInternational Journal of environmental research and public health. 2019 Jul 7;16(13):2415. DOI: 10.3390/ijerph16132415

2- Kiecolt-Glaser, et al. “Marriage and health: his and hers“. Psychological Bulletin 127(4) (2001): 472. DOI: https://doi.org/10.1037/0033-2909.127.4.472

3- Luciano, et al. “Transitions in romantic relationships and development of self-esteem“. Journal of Personality and Social Psychology 112(2) (2017): 307-328. DOI: http://dx.doi.org/10.1037/pspp0000109.

4- Zafar, Nida, and Rukhsana Kausar. “Emotional and social problems in divorced and married women“. FWU Journal of Social Sciences, Summer 2014, Vol.8, No.1, 31-35

5- Buckless, G. (2021). “How To Solve Relationship Problems: Secret Solutions To Couple’s Issues Couples Therapy Before Problems”.

6- 30 Common Relationship Problems and Solutions, marriage.com. retrieved on 8/6/2023.

7- Managing Relationships, unsw.edu. retrieved on 8/6/2023.8- 5 essentials for a healthy relationship, Colorado.edu. retrieved on 8/6/2023

منذ الطفولة نسعى إلى أن نكون ضمن مجموعة من الناس، نشعر بالسعادة عندما يخبرنا أحد ما كم وجودنا مهم في حياته سواء من أفراد العائلة أو من الأصدقاء أو الأحباء، ولكن منذ تلك اللحظة أيضًا تبدأ رحلتنا  في مواجهة المشكلات في علاقتنا وتزداد تعقيدًا وتشابكًا مع الأيام؛ لأنه ببساطة هذه هي الحياة، وعملية بناء العلاقات تلك هي من أعقد العمليات التي قد تقوم بها في حياتك، ويمكن أن تمنحك أغنى التجارب والخبرات، ولكن السؤال هنا: هل جميع هذه التجارب تجلب لنا السعادة والرضا؟  من الطبيعي أن الجواب حتمًا لا، فبعضها قد يكون مُربكًا، ويسبب لك ضغوط ومشكلات تؤثر سلبًا على سير حياتك اليومية. فما هي أنواع هذه المشكلات وكيف تؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، والأهم كيف تتعامل مع تلك المشكلات عامة والمشكلات العاطفية والزوجية على وجه التحديد، تلك التي ترمي بك بعيدًا عن شاطئ الأمان والراحة؟ وكيف يمكن أن تكتسب ثقة وكفاءة في مواجهتها في المستقبل  لبناء علاقات أكثر عمقًا وقوة؟ هذا مو موضوع بحث هذا المقال. أنواع المشاكل في...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
947

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
8
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
التخلص من العلاقات السامة بخطوات فعّالة
المقال التالي

التخلص من العلاقات السامة بخطوات فعّالة

ما هو اللطف السام في العمل؟ وكيف تتعامل معه؟
المقال السابق

ما هو اللطف السام في العمل؟ وكيف تتعامل معه؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
الفرق بين طبيب نفسي واخصائي نفسي ومعايير الاختيار بينهما
الفرق بين طبيب نفسي واخصائي نفسي ومعايير الاختيار بينهما
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
الوسواس القهري الجنسي، معناه وأهم أسبابه وطرق علاجه بالأدوية والجلسات النفسية
الوسواس القهري الجنسي، معناه وأهم أسبابه وطرق علاجه بالأدوية والجلسات النفسية
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
تواصل مع دكتور نفسي واحصل على جلسات علاجية عبر تطبيق لبيه
تواصل مع دكتور نفسي واحصل على جلسات علاجية عبر تطبيق لبيه
توهم المرض والتعامل معه
توهم المرض والتعامل معه
مراحل الحزن بعد الوفاة والتعامل معها
مراحل الحزن بعد الوفاة والتعامل معها
10 نصائح يومية حول تعزيز صحتك النفسية
10 نصائح يومية حول تعزيز صحتك النفسية
الأسرة والصحة النفسية : علاقة الصحة النفسية بالأسرة، كيف تؤثر أسرتك على صحتك النفسية؟
الأسرة والصحة النفسية : علاقة الصحة النفسية بالأسرة، كيف تؤثر أسرتك على صحتك النفسية؟
علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية
علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية
اكتئاب ما بعد الانفصال
اكتئاب ما بعد الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
كيف تبدأ العلاج النفسي عبر تطبيق لبيه
كيف تبدأ العلاج النفسي عبر تطبيق لبيه
تطبيق لبيه للاستشارات الأسرية والنفسية
تطبيق لبيه للاستشارات الأسرية والنفسية