8 طرق للتعامل مع كره الذات
من الطبيعي أن تسمع بعض الأصوات السلبية داخلك من وقت لأخر، والتي تقول لك بأنك سيء أو أنك لن تستطيع النجاح، تدفعك هذه الأفكار إلى بذل المزيد من الجهد والوقت لتحقيق أهدافك وطموحاتك، لكن تأثيرها يكون سلبيًا في بعض الأحيان، فتدفعك إلى كره نفسك بشكل كبير، ما يؤثر على حياتك بشكل عام، وعلاقاتك مع أفراد عائلتك والأشخاص المقربين منك، بالإضافة إلى تأثيرها على تقدمك في دراستك أو عملك، فما هو مفهوم كره الذات، وما أهم أسبابه، وما النصائح المناسبة للتعامل معه؟
← انضم الآن: لمجموعه دعم استحقاق الذات
ما هو مفهوم كره الذات؟
كره الذات هو عبارة عن شعور بأنك لست جيدًا بما يكفي أو أنك لا تستحق الحب ولا أي شيء جيد آخر في هذه الحياة، ويميل الشخص الذي يكره نفسه إلى امتلاك أفكار داخلية قوية ناقدة باستمرار، تظهر خصوصًا عند كل خطأ أو تصرف غير مناسب. تؤثر كراهية الذات على كيفية رؤية الشخص للعالم الخارجي، لأنه دائما يرى أن الجميع أفضل منه وأنه غير مفيد لنفسه أو للآخرين.
يرتبط كره الذات ارتباطًا وثيقًا بالنقد الذاتي المفرط، فهو يحجب أنماط التفكير الإيجابية الضرورية للاستمرار في الحياة، وإذا استمرت كراهية الذات لفترة طويلة، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة، فقد أظهرت a study (Antonia.2019) أن كره الذات يزيد خطر تطور الاكتئاب، ووفقًا لبحث (Mason.2022) فقد كانت كراهية الذات من العوامل المؤهبة للانتحار، وخاصة عند المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، بالإضافة إلى زيادة خطر تعاطي المخدرات والعنف تجاه الآخرين والشعور بالدونية.
ما أسباب كره الذات؟
تبدأ كراهية الذات عادةً منذ الطفولة، وغالبًا ما يكون الشخص قد عانى من تجارب سلبية في طفولته، وهو الأمر الذي يترك تأثيرات سلبية طوال حياته، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC فإن هذه التجارب السلبية تتضمن:
- الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة.
- العنف المنزلي.
- الاعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي.
- ضعف العلاقات الأسرية.
- قلة احترام الذات
أظهرت a study (Nilsson.2022) أن الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة والاستغلال العاطفي تطورت لديهم كراهية الذات وسلوكيات إيذاء النفس المتعمدة، ووفقًا لجمعية الصحة النفسية الأمريكية فإن كراهية الذات من الممكن أن تنتج أيضًا عن:
- المقارنة المستمرة مع الآخرين.
- التوقعات الكبيرة وغير الواقعية.
- النقد الذاتي الشديد.
- عدم القدرة على التخلي عن أخطاء الماضي.
- مشاعر العزلة أو الرغبة المستمرة بالانتماء لشيء ما.
ما هي أعراض وعلامات كره الذات؟
تتعدد الأعراض والعلامات التي يمكن مشاهدتها عند الأشخاص الذين لديهم كراهية للذات، ولعل من أهمها:
- عدم الشعور بالرضا عن النفس.
- خوف دائم من الأمراض.
- الشعور المستمر بالإرهاق و التوتر الشديد.
- مظاهر نقص الرعاية الذاتية أو الإهمال الذاتي.
- الانغماس في العلاقات السامة.
- إدمان المخدرات أو الكحول.
تشير a study (Ypsilanti.2018) إلى أن كره الذات يجعل الشخص أكثر عزلة ويزداد توتره عند تواصله مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك فالشخص الذي يعاني من كره الذات يكون لديه أنماط غريبة من الأفكار فمثلًا قد يعتقد أن عدم نجاحه في شيء ما هو دليل على أنه فاشل تمامًا، على الرغم من نجاحه في الكثير من المجالات الأخرى، أو قد يفترض الشخص مسبقًا أن نتائج مقابلة العمل أو الامتحان الدراسي ستكون سيئة فقط لأنه غير مقتنع بأنه شخص جيد، أو قد يركز على الأفكار السلبية فقط كالتركيز على التعليق السلبي الوحيد مع تجاهل التعليقات الإيجابية الكثيرة.
اقرأ ايضاً: كيف تتغلب على كراهية الذات؟
إذا كنت تتطلع للتغلب على كراهية الذات فهنالك عدة أشياء يمكنك القيام بها، وفيما يلي ثمانية طرق فعالة للتعامل مع كره الذات، وهي:
1- تدوين اليوميات:
احتفظ بدفتر يوميات ودون فيه أحداث يومك وأفكارك ومشاعرك والأمور التي أنجزتها حتى ولو كانت بسيطة، سيساعدك ذلك بشكل كبير على التركيز على الأمور الإيجابية بحياتك وزيادة ثقتك بنفسك، بالإضافة إلى تقليل الضغط النفسي وزيادة السيطرة على العواطف والانفعالات.
2- التحدث مع نفسك بين الوقت والآخر:
عندما تشعر أن أفكار كراهية الذات تزداد بشكل كبير لديك ينبغي عليك أن تجلس وتسأل نفسك هل هذه الأفكار واقعية حقًا أم أنها أفكار مشوهة وغير صحيحة، وعلى الرغم من الدور الإيجابي الذي يلعبه النقد الذاتي لتحسين شخصياتنا وتطويرها إلا أنه يجب عليك تجاهل هذا الصوت في بعض الأحيان والتفكير بواقعية أكثر.
3- التعاطف مع نفسك جيدًا:
إن أفضل وسيلة لتجنب كره الذات هي الإكثار من المشاعر الإيجابية و حب الذات والتعاطف مع النفس، ويتطلب ذلك منك أن تنظر إلى الأشياء بشكل مختلف وأن تسمح للمزيد من الصوت الإيجابي بالتواجد داخلك، وتشير الدراسات إلى أن التعاطف مع الذات يحسن من احترامك لذاتك ويقلل بشكل واضح من كراهية الذات.
4- الحرص على قضاء أغلب وقتك مع أشخاص إيجابيين:
بدلًا من قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يستمرون بدفعك للشعور بأنك شخص سيء، احرص على قضاء أغلب وقتك مع أشخاص إيجابيين يساعدونك على التركيز على الأفكار الإيجابية ويقدمون لك التعاطف والدعم عندما تكون عاجزًا عن دعم نفسك.
5- ممارسة تمارين التأمل:
قد يكون من الصعب عليك أن تقطع حلقة التفكير السلبي المستمرة لديك، ولعل من أهم الوسائل لذلك هو ممارسة تمارين التأمل كاليوغا مثلًا والتي تساعد على إخماد الأفكار السلبية في رأسك، تتميز هذه التمارين بأنها كالتمارين الرياضية كلما مارستها أكثر كلما تمكنت من السيطرة على أفكارك ومشاعرك بشكل أفضل.
6- طلب المساعدة من معالجك النفسي:
يساعدك معالجك النفسي على اكتساب بعض العادات والخطط التي تخفف من كره الذات وتعزز الأفكار الإيجابية وتقلل من الأفكار السلبية، ويمكن للمعالج النفسي أيضًا أن يتعامل مع الصدمات السابقة بسرعة أكبر ويرشدك إلى طرق تفكير أكثر إيجابية وفائدة.
7- الاعتناء بنفسك جيدًا:
بدلًا من أن تقوم بلوم نفسك باستمرار اعمل على الاعتناء بنفسك وصحتك النفسية والجسدية بشكل أكبر، تناول طعامًا صحيًا ومارس التمارين الرياضية بشكل منتظم واحصل على قسط كاف من النوم وقلل من الوقت الذي تمضيه على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز والكمبيوتر، كل ذلك يساعدك على النظر بشكل جيد إلى الجانب المشرق في حياتك ويخفف مشاعر الكره الذاتي لديك.
8- السعي دائمًا لأن تحيا الحياة التي تريدها:
قد يكون الحل الأمثل للمشاعر السلبية المستمرة التي تشعر بها هو أن تأخذ خطوات جدية نحو الهدف الذي تريده في حياتك، من الممكن أن يكون ذلك بالتخلي عن وظيفة سابقة كنت مجبرًا عليها، والالتحاق بوظيفة أحلامك، أو السفر إلى المكان الذي لطالما أردت السفر إليه، أو إنهاء العلاقة العاطفية التي تسبب لك الحزن والأسى، وبمجرد أن تبدأ في التفكير والتخطيط بناءً على أفكارك وأهدافك فسيكون من السهل عليك أن تثق بنفسك بشكل أكبر وهذا ما يضع حدًا لكره الذات.
في النهاية، تذكر دائمًا أنك لست الشخص الوحيد الذي يعاني من أفكار كراهية الذات، وعلى الرغم من قسوتها وصعوبتها فأنت قادر على تجاوزها والمضي قدمًا في حياتك، يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تجاوز هذه الأفكار والحد من تأثيراتها السلبية عليك.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: ما هي فوائد الحديث الإيجابي مع الذات؟
← اقرأ ايضاً: ماهو معنى الحياة؟ وكيف تعيش حياتك بمعنى
← اقرأ ايضاً: 6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: مريم البحيري
← احجز جلستك الآن: صابرين الجدعاني
المصادر:
Antonia Y psilanti Lambros Lazuras Phillip Powell Paul Overton, Self-disgust as a potential mechanism explaining the association between loneliness and depression, Journal of Affective Disorders, January 2019.
David Mason, Darren James, Liz Andrew, John R. E. Fox, ‘The last thing you feel is the self-disgust’. The role of self-directed disgust in men who have attempted suicide: A grounded theory study, John Wiley & Sons, May 2022
Magnus Nilsson, Lars-Gunnar Lundh, Sofie Westling, Childhood maltreatment and self-hatred as distinguishing characteristics of psychiatric patients with self-harm: A comparison with clinical and healthy controls, John Wiley & Sons, 25 April 2022Antonia Ypsilanti, Lonely but avoidant—the unfortunate juxtaposition of loneliness and self-disgust, Sheffield Hallam University, Sheffield, UK, December 2018.