البطالة والبطالة المقنعة، وتأثراتها السلبية على الصحة النفسية
تؤثر البطالة والبطالة المقنعة بشكل كبير على Psychological health وتعد العلاقة بينهما ذات تأثير متبادل، فالصحة النفسية الجيدة هي المفتاح الرئيسي للحصول على وظيفة والاستمرار بها. بالإضافة إلى أن البطالة سبب رئيسي للتوتر النفسي الذي له آثار طويلة الأمد تؤدي إلى عواقب سلبية على الصحة النفسية للأشخاص، بما في ذلك القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات.
← انضم الآن الى برنامج: التكيف مع الحياة
ما هي البطالة المقنعة؟
يُعرف علماء الاقتصاد البطالة المقنعة بأنها طلب النقابات أو الاتحادات العمالية من صاحب العمل توظيف موظفين أكثر مما هو ضروري لأداء وظيفة معينة، ويمكن أن تحدث أيضًا بسبب احتفاظ النقابة بالعاملين الذين لم تعد هناك حاجة إليهم أو عندما يقوم أصحاب العمل بتوظيف أشخاص مؤهلين أكثر من اللازم لوظيفة معينة.
← اقرأ ايضاً: ما هي العلاقة بين الصحة النفسية والبطالة؟
أكدت العديد الدراسات أن للبطالة – أي عدم الحصول على وظيفة والبحث المستمر عن عمل – تأثيرًا سلبيًا على الصحة، وهناك عدة آليات يمكن للبطالة من خلالها أن تضر بالصحة النفسية، ومن أهمها:
- التوتر المستمر، ونقص احترام الذات الناشئ عن فقدان روتين العمل اليومي أو وصمة العار المرتبطة بالبطالة.
- تأثيرات الضائقة المالية وانعدام الاستقرار المادي، ما يؤدي لحالة من الإجهاد الفكري والنفسي.
- نظام الضمان الاجتماعي نفسه الذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية من خلال الشروط التي يضعها واختبارات القبول للحصول على عمل وظروف البحث عنه.
لقد ثبت أن العواقب الصحية للبطالة تزداد مع مرور الوقت – بتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية ومستويات الرضا عن النفس – وكلما زادت فترات انخفاض الدخل أو فقدان الوظيفة تزداد معها معدلات القلق والتأثيرات النفسية السلبية. ازداد اهتمام الحكومات بانتشار البطالة وخاصةً ضمن فئة الشباب بسبب تأثير المشاكل طويلة الأمد التي يمكن أن تحدثها البطالة على الوضع الاقتصادي الحالي والمستقبلي للدول والشركات.
الآثار الجسدية والنفسية للبطالة
يمكن للتأثيرات النفسية التي قد يعاني منه الشخص عند خسارة وظيفته أن تشكل تحديًا جسديًا ونفسيًا هائلًا، ويمكن الربط بين البطالة وتطور وتفاقم مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية والجسدية من أهمها:
- القلق والاكتئاب.
- الأرق واضطرابات النوم.
- الصداع المزمن.
- ألام الظهر.
- الأمراض القلبية والوعائية.
- ارتفاع التوتر الشرياني.
- الداء السكري.
تحرَّت العديد من الدراسات حول الأذى النفسي الذي يمكن أن تتركه البطالة على الفرد، وتبين أنه يتراوح من ظهور بعض Psychological disorders البسيطة إلى ارتكاب الجرائم العنيفة أو الانتحار، وبحثت الدراسات أيضًا في العلامات الأقل وضوحًا التي تغطي نطاقًا واسعًا بدءًا من التغيرات في إحساس الفرد بقيمته إلى التوتر الشديد الذي يتطلب علاجًا نفسيًا فعالاً.
يمكن أن تؤدي البطالة إلى زيادة معدل الزيارات إلى الطبيب، وزيادة استخدام الأدوية، ونظرًا إلى أن العديد من الأشخاص يحصلون على تأمينهم الصحي من خلال وظائفهم، فإن فقدان الوظيفة قد يقلل من قدرتهم في الحصول على الرعاية الصحية، ما يشكل خطرًا على الأشخاص الذين لديهم أموال أقل في مدخراتهم ويدفعهم إلى تقليل عدد زيارات الأطباء بسبب كلفتها. قد يكون إلغاء هذه الفحوصات الطبية السنوية أمرًا منطقيًا لتوفير المال على المدى القصير، إلا أنه من الممكن أن يزيد خطورة تعرض الشخص لمشاكل صحية أكثر تكلفة لاحقًا. وبالمثل، فإن إلغاء الاشتراك في صالات الرياضة وتقليص النفقات الأخرى المعززة للصحة من الميزانية قد يساعد الشخص على توفير بعض الأموال، ولكن هذه التدابير التقشفية تزيد خطورة الإصابة بأمراض جسدية ونفسية تشكل عبئًا ماديًا أكبر في المستقبل. أما بالنسبة لآخرين فقد تؤدي البطالة والتحديات المرتبطة بها إلى سلوكيات عالية الخطورة مثل زيادة التدخين والإدمان على المخدرات، وقد يؤدي اجتماع القلق والتوتر مع هذه السلوكيات الخطيرة إلى تأثير سلبي كبير على الصحة الجسدية.
البطالة وتدني الوضع الاقتصادي والاجتماعي
هناك صعوبات عديدة في فصل آثار البطالة نفسها عن تأثيرات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني. فقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مالية (مهما كان سببها) بمجموعة متنوعة من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية، وخاصةً تلك الأمراض المرتبطة بالتوتر، وبما أن البطالة في أغلب الأحيان تؤدي إلى تراجع الوضع الاجتماعي الاقتصادي، فمن الصعب دراسة كل منهما على حدا. وكما تشير العديد من الدراسات إلى أن أولئك الذين يعانون من وضع اجتماعي اقتصادي منخفض هم أكثر عرضةً لترك وظائفهم أو طردهم منها، ولديهم فرص أقل في العثور على وظيفة جديدة.
توجد بعض الأدلة على أن البطالة تسبب إجهادًا كافيًا لحدوث تغيرات بيولوجية لدى الأفراد، وقد أظهرت دراسة نمساوية أن مستويات هرمون الشدة (الكورتيزون) ارتفعت في عينات الدم المأخوذة من الأفراد العاطلين عن العمل في عامهم الأول من البطالة، ومع استمرار البطالة، تزداد مستويات الكورتيزون في الارتفاع (ما يشير إلى استمرار التوتر والإجهاد).
نصائح من أجل الحد من تأثير البطالة على الصحة
من الواضح أن فقدان الوظيفة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها للحد من تأثيرها على صحة الفرد أثناء البحث عن فرصة عمل جديدة، ومنها:
مراجعة الوضع المالي بدقة: يجب مراجعة عادات الإنفاق وإيجاد طريقة لتنظيم الميزانية، فالتخلص من بعض الاشتراكات الشهرية يساعد في الاستمرار بالتمرين ومتابعة الرعاية الصحية، وقد يكون جعل الأنشطة الرياضية والصحية من الأولويات أمرًا صعبًا خلال الوقت الذي يعاني فيه الشخص من ضائقة مادية، ولكن من المرجح أن يقي الدعم الصحي الجيد من الأمراض التي يمكن أن تفاقم الضائقة المادية عليه في المستقبل.
الاستمرار بممارسة النشاطات اليومية: عندما الشعور بالإحباط قد يساعد البحث عن النشاطات التي يستمتع بها الفرد في الالتزام بروتين ثابت، ففقدان الروتين الثابت بعد خسارة الوظيفة يعد جزءًا من المشكلة، لذلك تحافظ النشاطات اليومية مثل المشي أو الجري أو السباحة على الشعور بهذا الروتين.
التأمل: يمكن أن يساعد التأمل اليومي لمدة 5 إلى 10 دقائق في إنقاص مستويات التوتر ويقلل ذلك من الآثار الصحية السلبية للبطالة.
الحفاظ على علاقات اجتماعية جيدة: يجب بذل الجهد من أجل التواصل مع الأصدقاء القدامى والزملاء من أجل الحصول على الدعم المعنوي، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى فرصة عمل فأي محادثة عادية يمكن أن تؤدي إلى حصول الشخص على عمل جديد.
طلب المساعدة من الآخرين: قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للعثور على عمل جديد، ويمكن للعاطلين عن العمل أن يتواصلوا مع أصدقائهم أو مع المنظمات الخيرية من أجل الحصول على الدعم الذي يحتاجونه ومناقشة كيفية تطوير أساليب للتأقلم مع الوضع الجديد.
في الختام بعد أن تحدثنا عن تأثير البطالة على الصحة النفسية والجسدية، وعن بعض النصائح التي يمكن أن تحد من هذه التأثيرات على صحة الشخص، تجدر الإشارة إلى ضرورة أخذ فترة استراحة ولو صغيرة من البحث عن الوظائف وذلك من أجل تقليل مستويات التوتر والمحافظة على الصحة النفسية والجسدية، وهذا أمر مهم جدًا لأنه حالما يتم توظيف الشخص مجددًا فهو بحاجة لأن يكون بكاملة صحته من أجل البدء بحيوية وفعالية في عمله الجديد.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أواسي نفسي بعد الاستقالة؟
← اقرأ ايضاً: المرونة في مكان العمل: ما هي المزايا وكيف يمكن للشركات تطويرها؟
← اقرأ ايضاً: متى أتخذ قرار ترك العمل؟