ما تأثير الاهتمام بالذات على الصحة النفسية؟
يعتقد كثيرون أن الاهتمام بالذات هو مجرد شعور أناني أو رفاهية زائدة تُمارسها فئة من الناس، لكن الحقيقة أن اهتمامك بنفسك وتقديرك لذاتك هو الخطوة الأولى والأساسية لبناء صحة نفسية متوازنة وسليمة.
كيف يؤثر اهتمامك بنفسك على صحتك النفسية، وكيف يساعدك ذلك في تطوير نفسك والمضي قدمًا في حياتك والتخلص من التوتر والضغوط التي تواجهك؟ كل ذلك سنتعرف عليه في المقالة التالية.
كيف تهتم بذاتك؟
تختلف طرق الاهتمام بالذات من شخص لآخر بما يتناسب مع احتياجات كل فرد، وعلى العموم يمكن أن تساعدك الأفكار التالية في اختيار الطرق المثالية للاهتمام بنفسك وتطوير ذاتك:
1 – تخصيص وقت كاف للنوم
يحتاج كل شخص بالغ لما يقارب 7-9 ساعات من Sleep المتواصل ليلًا، إذ تنعكس قلة النوم بشكل سلبي على سلوك الشخص ومزاجه وتركيزه، كما تُخفض مستويات الطاقة والنشاط الجسدي الضروري لممارسة المهام اليومية.
2 – الحصول على الرعاية الصحية عند الحاجة
عند التفكير بالاهتمام بالذات لابد أن تكون الصحة هي الهدف الأول، لذلك من الضروري أن تهتم بصحتك، وتجري فحوصًا دورية ومنتظمة شاملة لدى طبيبك المختص بشكل منتظم لاكتشاف أي مشكلة صحية منذ بدايتها قبل أن تتفاقم وتصبح خطيرة؛ لأن ذلك يساهم في تخفيف القلق والتوتر الذي يمكن أن نشعر به حول أي أعراض صحية نلاحظها.
3 – الالتزام بنظام صحي متوازن
من المهم جدًا أن تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، من خلال اختيار الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المختلفة، بالإضافة لذلك ننصحك بتنظيم وقت الوجبات، بحيث يتم تناول الوجبة التالية دون الوصول إلى الجوع الشديد الذي يؤدي إلى تناول الطعام بنهم وبكميات كبيرة، تساعد هذه العادات في تحديد كمية الطعام التي تتناولها مع الاستمتاع بمختلف أنواع الأطعمة.
4 – الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام
إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم يساعدك في الاهتمام بنفسك وتعزيز صحتك الجسدية والنفسية. ينصح البالغون بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين الرياضية المعتدلة أسبوعيًا، أي بمعدل 30 دقيقة في اليوم ولمدة 5 أيام بالأسبوع.
يمكن أن يشعر البعض بالانزعاج إذا تحولت الرياضة إلى روتين يومي ممل، إلّا أنّه يمكن التغلب على ذلك من خلال تجربة تمارين جديدة بشكل مستمر، أو اختيار الرياضات الجماعية.
5 – التحكم بتوترك والتخلص من قلقك
يؤثر التوتر المزمن على الصحة النفسية والجسدية، لأنه يُضعف القدرة على التركيز ومحاكمة القضايا بشكل صحيح ومنطقي، كخطوة أولى يجب تحديد الأشياء التي تسبب لك التوتر، ثم محاولة تجنبها أو تطوير طريقة للتعامل معها بهدوء، كما أن ممارسة بعض تمارين الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل، يُمكن أن يساعدك في تهدئة أعصابك والتقليل من توترك.
6 – تخصيص وقت لنفسك
إنّ الاهتمام بالذات يتطلب تخصيص وقت شخصي بشكل يومي لممارسة ما تحبه مثل: القراءة أو التأمل أو اللعب، كما يُمكن التفكير بكل المواقف التي حدثت خلال اليوم وما مدى تأثيرها عليك.
يساعد ذلك في تقييم نفسك ومجريات حياتك، لتتمكن من تحسين الجوانب التي تتطلب ذلك، بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن تسعى لحضور جلسات العلاج النفسي الجماعية، أو دورات التنمية الذاتية التي تساعد في تعزيز الراحة النفسية، وزيادة احترامك لنفسك وتقدير جهودك التي تبذلها بشكل يومي، وكل ذلك ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات الاجتماعية والإنتاجية في العمل.
7 – الاهتمام باحتياجاتك العاطفية
ترتبط المشاعر والعوطف بكل تفاصيل الحياة وعادةً ما تدل على الرضا أو عدم الرضا عن حياتك، بناءً عليه يجب عليك تعلم كيفية فهم مشاعرك وتلبية احتياجاتك للمحافظة عليها.
8 – الحفاظ على تواصلك مع أصدقائك
إن قضاء الوقت مع أصدقائك المقربين بين الحين والآخر يعتبر أمرًا ضروريًا، لأنه يمنحك شعورًا بالدفئ والحب، ويرفع مستويات الطاقة الإيجابية ويعزز مشاعر المحبة تجاه الآخرين والنفس.
كيف يؤثر الاهتمام بالذات على الصحة النفسية؟
تتأثر الصحة النفسية بكل النشاطات والعادات التي نمارسها في حياتنا اليومية، لذلك فإن الاهتمام بالذات يلعب دورًا إيجابيًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية وتعزيزها، وتتمثل تأثيراته بما يلي:
- تعزيز ثقتك بنفسك: عند الاهتمام بالذات وتطوير قدراتها المختلفة تزداد ثقة الفرد بنفسه لمواجهة الأحداث اليومية، ومحاكمة المواقف بصورة أكثر حزم وثقة.
- تحسين إنتاجيتك وأدائك في العمل: يؤثر الاهتمام بالذات على قدرة الشخص على ممارسة أعماله ونشاطاته اليومية، وتُحفزه على زيادة الإنتاجية وتطوير المهارات المتعلقة بالعمل.
- زيادة احترامك لذاتك: ينعكس إدراك الشخص لنفسه وللأعمال التي يقوم بها بشكل مباشر على نظرة الفرد لنفسه، يساعدك الاهتمام بنفسك على تعلم كيفية تقييم الأعمال وتقدير الجهود التي يمكن أن تبذلها لأداء مختلف المهام.
- تطوير مهاراتك وتحفيزك على الإبداع: مع زيادة الاهتمام بالذات ومنحها المزيد من الوقت والجهد، سوف تشعر بالتحفيز الشديد وارتفاع مستويات الطاقة النفسية والجسدية لتحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف مجالات الحياة.
- زيادة تركيزك الذهني: يؤثر إهمال العناية بالذات على قدرة الشخص على التركيز والتفكير، ويُمكن أن يُؤدي للتشتت الذهني وفقدان التركيز. يساعدك اهتمامك بنفسك على تحفيز ذهنك وزيادة قدرتك على التركيز وترتيب أفكارك بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ما سبق فإن الإهتمام بالنفس لا ينعكس فقط على الصحة النفسية، بل يُساعد أيضًا في تحسين الصحة الجسدية، ومنح الجسم القدرة على تحمّل ضغوط الحياة ومقاومة العوامل الخارجية التي نتعرض لها يوميًا.
كيف يساعدك معالجك النفسي في لبيه على زيادة الاهتمام بنفسك؟
إن متطلبات النفس واحتياجات الاهتمام بالذات تتغير مع تقدمنا بالعمر، لكن تأثيرها على الصحة النفسية مهم جدًا ويستمر لفترات طويلة.
يوفر تطبيق لبيه طريقة سهلة وبسيطة للتواصل مع معالجك النفسي للحصول على مساعدة فعالة في كل ما يتعلق بصحتك النفسية والاهتمام بنفسك وزيادة تقدير واحترام ذاتك، من خلال مجموعة من النصائح والتوصيات وتقنيات العلاج المختلفة التي تشمل العلاج السلوكي المعرفي وجلسات الدعم وبرامج العلاج المختلفة.
عليك الاهتمام بنفسك أولًا قبل كل شيء، فالصحة النفسية الجيدة هي إحدى الوسائل التي ستساعدك على تحقيق أهدافك، وتذكر أنه يمكنك طلب المساعدة عندما تشعر أنك بحاجة لها.