ما هي حدود العلاج النفسي؟ وما الذي يمكنك أن تتوقعه منه؟
يساعد العلاج النفسي على علاج الصعوبات والأعراض التي تتعلق بالصحة النفسية والعواطف، ويهدف إلى مساعدة الفرد على فهم مشاعره بشكل أفضل واستخدام هذه المشاعر لمواجهة التحديات في الحاضر والمستقبل. يتشابه العلاج النفسي مع الاستشارة ويمكن أن يتشاركا ببعض النواحي، ولكن يميل العلاج النفسي لأن يكون أكثر عمقًا، فهو موجه لمعرفة الأسباب الكامنة وراء مشاكل الفرد بالإضافة على تعلم كيفية حلّ هذه المشاكل.
من أجل الاستفادة من العلاج النفسي يجب على الفرد فهم الحاجة لإجراء تغيير والرغبة بالالتزام بالخطة العلاجية التي يضعها الأخصائي، كما يجب على الفرد أن يختار أخصائي يثق به. يلجأ العديد من الأفراد إلى العلاج النفسي للتعامل مع مشاكل مختلفة مثل الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والإدمان والتعامل مع مشاعر الفقد وغيرها من المشاكل التي قد تترك الشخص مغمور بمشاعر سلبية، كما يساعد العلاج النفسي على علاج الاضطراب ثنائي القطب، وانفصام الشخصية وغيرها من الأمراض النفسية.
ما هو العلاج النفسي؟
العلاج النفسي هو مصطلح عام يستخدم لوصف الطريقة أو العملية المستخدمة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من مختلف أنواع الأمراض النفسية والاضطرابات العاطفية عبر استخدام الأساليب الكلامية والنفسية، يقوم بإجرائه معالج نفسي متخصص، حيث يساعد العلاج النفسي على التخلص أو التحكم بالأعراض المزعجة للمريض حتى يتمكن من العيش بشكل أفضل وتحسين صحته العامة وتعزيز عملية شفائه.
ما هي أنواع العلاج النفسي؟
توجد العديد من الأساليب والمقاربات للعلاج النفسي، ويعتمد الأخصائي في اختيار العلاج الأنسب على العديد من العوامل أهمها المشكلة التي يعاني منها المريض، نذكر أهم أنواع العلاج النفسي:
العلاج السلوكي المعرفي CBT:
يساعد الفرد على فهم وتغيير طريقة تأثير تفكيره وسلوكه على مشاعره وأفعاله، يلجأ الطبيب إلى هذا الأسلوب في حال كان المريض يعاني من:
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطراب القلق التالي للصدمة.
- اضطراب الشهية وتناول الطعام.
- فقدان الثقة بالنفس.
العلاج الشخصي:
هنا يتعلم الفرد طرقًا جديدة للتواصل أو التعبير عن مشاعره، كما يساعد هذا النوع من العلاج النفسي على بناء علاقات اجتماعية صحية والحفاظ عليها، يتعلم الفرد أن يفهم ويستجيب للمشاكل الشخصية التي يتعرض لها بالإضافة لاكتساب طرق جديدة للتعامل مع هذه المشاكل بشكل بنّاء.
العلاج النفسي الديناميكي:
هذا العلاج موجه للتجارب التي قد مرَّ بها الفرد في الماضي كمرحلة الطفولة والتي قد تؤثر على أفكاره الحالية وسلوكه، غالبًا لا يكون الفرد واعٍ لأثر التجارب السابقة عليه، فإن معرفة هذ التأثيرات يساعد الأفراد على فهم مصدر مشاعرهم كالقلق والانزعاج.
العلاج العائلي:
يؤمّن العلاج العائلي مكانًا آمنًا لأفراد العائلة ويمكن من خلاله:
- التعبير عن آرائهم.
- التحدث حول المشاعر المعقدة.
- فهم بعضهم البعض، وتعزيز نقاط قوتهم.
- إيجاد حلول لمشاكلهم.
يفيد هذا النوع من العلاج النفسي عندما يكون مصدر المشاكل هو العلاقات العائلية أو عندما يواجه طفل أو فرد صغير السن صعوبات أو تحديات.
العلاج ضمن مجموعة:
تتضمن جلسات العلاج الجماعي معالجًا نفسيًا واحدًا وما يقارب 15-5 مشاركين باهتمامات متشابهة مثل:
- الاكتئاب.
- الألم المزمن.
- الإدمان.
يلتقي أفراد المجموعة بشكل أسبوعي، كما قد يخضع الأفراد إلى علاج فردي، يستفيد العديد من هذا الأسلوب عبر التواصل والتفاعل من المعالج والمشاركين الآخرين في المجموعة والذين يعبرون عن صعوبات مشابهة، بالإضافة إلى دعم المشاركين لبعضهم البعض.
أنواع أخرى للعلاج النفسي:
- العلاج عبر الإنترنت (عن بعد).
- العلاج بمساعدة الحيوانات.
- العلاج باللعب.
- العلاج بالفنون التشكيلية.
ما هي حدود العلاج النفسي؟
يساعد العلاج النفسي في العديد من المشاكل والأمراض النفسية المختلفة، فهو يساعد الأفراد على التغلب على التحديات وتطوير أساليب لمكافحة السلبية والتكيف وعيش حياة أكثر صحة وسعادة، فعلى سبيل المثال يفيد العلاج النفسي الأشخاص الذين يعانون من:
- مشاعر قوية ومستمرة من الحزن والعجز.
- سيطرة القلق في أغلب الوقت.
- صعوبات في مواجهة التحديات اليومية أو التركيز على العمل أو الدراسة.
- محاولات لإيذاء النفس أو الآخرين.
- إذا كان الشخص يشعر بأن حالته لن تتحسن على الرغم من المساعدة التي يتلقاها من الأصدقاء والعائلة.
- اضطراب نفسي شديد مثل انفصام الشخصية، يؤثر على الحياة اليومية.
كما يتم اللجوء إلى العلاج النفسي لعلاج حالات وأمراض نفسية مختلفة والتي تتضمن:
- اضطرابات القلق.
- اضطراب ثنائي القطب.
- Depression.
- اضطراب الوسواس القهري.
- الرهاب بمختلف أنواعه.
- اضطراب التوتر التالي للصدمة.
بالإضافة لما سبق، يساعد العلاج النفسي الأفراد على التكيف أو التغلب على: الألم المزمن والأمراض الخطيرة، الطلاق والانفصال، الحزن نتيجة موت شخص مقرب، الأرق، نقصان الثقة بالنفس، مشاكل العلاقات الاجتماعية، التوتر.
يقوم بعض الأفراد باللجوء إلى العلاج النفسي بناءً على نصيحة الطبيب ولكن العديد منهم يلجأ إلى مساعدة العلاج النفسي بشكل مستقل، فهو قد يكون في بعض الأحيان أقل تكلفة أو قد يكونوا فقط بحاجة إلى شخص للتحدث معه، حيث يمكنك ملاحظة فوائد العلاج النفسي حتى إذا كنت تشعر أنه يوجد خلل ما في حياتك، يمكن تحسينه عبر استشارة أخصائي أو معالج نفسي، ويمكن ملاحظة الفوائد التالية بعد الخضوع للعلاج النفسي:
- تحسن مهارات التواصل.
- أنماط تفكير أكثر صحة مع نمو الوعي تجاه الأفكار السلبية.
- الرغبة بتحقيق أهداف أكبر والتفاؤل حول المستقبل.
- القدرة على اتخاذ قرارات حياتية سليمة وصحية.
- تعلم كيفية التعامل مع الانزعاج والتكيف معه.
- توطيد علاقات الفرد مع أفراد عائلته وأصدقائه.
ما الذي يمكنك أن تتوقعه من العلاج النفسي؟
كما ذكرنا يوجد عدة أنواع ومقاربات مختلفة للعلاج النفسي، بعضها يستغرق عدة جلسات في حين قد يستمر بعضها الآخر لأشهر أو سنوات، اعتمادًا على احتياجات المريض، تدوم الجلسات الفردية حوالي 90-45 دقيقة وتتبع عملية محددة.
قد تكون الجلسات فردية أو زوجية أو ضمن مجموعة، قد تتضمن أساليب التحدث وأساليب أخرى للتواصل كالدراما ورواية القصص أو الموسيقا.
قد يكون المعالج النفسي:
- طبيب أخصائي بالأمراض النفسية.
- معالج مختص بالأمور العائلية والمشاكل الزوجية.
- عامل اجتماعي صحي مرخص.
- مستشار صحي خبير مرخص.
- مستشار مختص بالصحة النفسية.
- ممرض متخصص بالعناية بذوي المشاكل النفسية.
- محلل نفسي.
- أخصائي في علم النفس.
تختلف تجربة كل شخص عن الآخر عند الخضوع لعلاج نفسي، كما يختلف الوقت المطلوب لظهور علامات التحسن بين الأفراد، يشعر بعض الناس باختلاف بعد 12-6 جلسات في حين قد يحتاج آخرون إلى عدة سنوات، يمكن للعلاج النفسي أن يساعد الفرد عبر:
- تأمين شخص لمناقشة مشاكله معه بشكل سري.
- جعله قادرًا على رؤية المشاكل والتحديات من منظور آخر.
- توجيهه نحو إيجاد حل للمشكلة التي يعاني منها.
كما يستطيع المشارك: اكتشاف نفسه بشكل أفضل ومعرفة أهدافه وقيمه، معرفة سبب التوتر في علاقاته، تطوير مهارات لمواجهة التحديات، التغلب على مشاكل محددة مثل الرهاب.
للاستفادة من العلاج النفسي يجب على الفرد: أن يملك رغبة بالمشاركة، مع الانخراط بشكل فعال في العلاج، حضور الجلسات وإكمال الواجبات بين الجلسات، أن يكون صريحًا عند التحدث عن أعراضه ومشاكله.
تعتمد فعالية العلاج النفسي على:
- سبب اللجوء للعلاج النفسي.
- مهارة المعالج النفسي.
- العلاقة بين المعالج والمشارك.
- الدعم الذي يحصل عليه الفرد خارج جلسات العلاج.
ما هي العقبات المحتملة أمام العلاج النفسي؟
على الرغم من الفوائد التي يقدمها العلاج النفسي، هناك حدود لما يستطيع تقديمه، لذلك يجب الحذر قبل اللجوء إليه فهناك بعض الأمور التي يجب معرفتها قبل البدء بالعلاج النفسي ويشمل ذلك الآثار غير المتوقعة للعلاج: خلال العلاج النفسي قد يمر الأفراد بتغييرات لم يتوقعوها أو لم يرغبوا بها، فقد يحرض استرجاع الأحداث الماضية مشاعر غير مرغوب بها، إن مواجهة هذه المشاعر جزء أساسي من العلاج النفسي ولكنه قد يشكل تحديًا صعبًا، وقد يشعر العديد من الأشخاص بتحسن بعد العلاج ولكنه يحتاج بعض الوقت حتى تظهر النتائج المطلوبة أو يحدث التحسن المنشود.
تجدر الإشارة أيضًا إلى العلاج النفسي قد يكون مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلًا، وهذا من الأسباب الرئيسية للبحث بشكل جيد عن معالج خبير ومؤهل قبل البدء بالعلاج.