ما أسباب الشعور الدائم بالحزن وكيف نتخلص منه؟
الحزن عاطفة إنسانية فريدة، وهي رد فعل طبيعي من البشر تجاه المواقف والأحداث الصادمة والمزعجة مثل التعرض لخسارة، مشاكل حياتية، خسارة، خيبة أمل، أو أي شيء يسبب لنا القلق واضطراب العواطف، لكن إذا استمر الحزن لفترات طويلة وأثر على تفاصيل حياتك اليومية فأنت بحاجة لمعرفة الأسباب والبحث عن حلول فعالة لهذه المشكلة.
← اقرأ ايضاً: ما هو الاختلاف بين الحزن والاكتئاب؟
عندما تكون حزينًا ربما تشعر بأنك لا تملك أي طاقة، ولكن هذا لا يمنع أيضًا أن تمر بلحظات تكون فيها قادرًا على الضحك أو الشعور بالراحة، وهناك اختلاف جوهري بين الحزن والاكتئاب لأن الأخير يؤثر على جميع جوانب حياتك وقد يكون من الصعب أو حتى المستحيل أن تجد المتعة في أي شيء بما في ذلك الأنشطة أو الأشخاص الذين اعتدت على الاستمتاع بقضاء الوقت معهم، وتشمل أعراض الاكتئاب عادة:
- مشاعر حزن مستمرة.
- شعور مستمر بالتعب والإعياء.
- تغييرات في نمط Sleep والأكل.
- فقدان الاهتمام والحماس للأشياء التي كانت تشعرك بالمتعة.
- عدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات الصحيحة.
- أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام الجسم التي ليس لها سبب واضح
- أفكار مستمرة عن الموت أو الانتحار أو إيذاء النفس.
قد تظهر الأعراض والعلامات السابقة في حالات الحزن، ولكنها تكون أقصر مدة وأقل شدة.
← اقرأ ايضاً: توصيات ونصائح للتخلص من الحزن
يؤثر الحزن الشديد على الإنسان ويمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، ولذلك من الضروري التعرف على الطرق المناسبة للتخلص من الحزن وتجنب تأثيراته المختلفة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
1 – ممارسة الرياضة بانتظام
إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحمل العديد من الفوائد للجسم في مقدمتها تعزيز صحة القلب والوقاية من الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم وتحسين النوم، وتساعد على إفراز الهرمونات التي تسبب الشعور بالرضا (الإندورفينات) بالإضافة إلى إفراز المستقبلات العصبية التي تزيد نمو الخلايا العصبية وتزيد عدد الروابط فيما بينها، ما يحسن من وظائف الدماغ ويشعرك بتحسن في الحالة النفسية وبأنك أقل حزنًا. بإمكانك أن تبدأ بخمس دقائق من المشي يوميًا ثم تزيد المدة تدريجيًا لتصل إلى نشاط رياضي منتظم وثابت يساعدك على التغلب على حزنك واستعادة طاقتك وتخفيف شعورك بالألم، وتزيد إحساسك بالسعادة والراحة.
2 – الانخراط في المحيط الاجتماعي من حولك
حاول التحدث عن مشاعرك وحزنك مع عائلتك أو أصدقائك أو مختص Psychological health أو انضم لمجموعات تركز على الأشياء التي تثير اهتمامك لتشارك مشاعرك مع أفراد المجموعة أو قم بزيارة الأماكن المعروفة بوجود عدد كبير من الناس وانخرط في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، وحاول أن تتخلص من شعورك بالوحدة في حال كانت الوحدة أحد أسباب حزنك، حيث تشير الدراسات إلى أن التعبير عن المشاعر السلبية والحزن ومشاركتها مع شخص آخر يخفف من شعورك بها ويساعدك على التخلص منها.
3 – ممارسة الهوايات التي تحبها والأنشطة التي تستمتع بها
إن ممارسة هواية تحبها أو نشاط تسمتع به طريقة رائعة لملء وقت فراغك الذي تشعر فيه بالحزن، وسبيل للاسترخاء والخروج عن روتينك اليومي، سواء كان ذلك من خلال تعلم مهارة جديدة أو القراءة أو سماع الموسيقى أو تعلم العزف على آلة تحبها، لأن تمضية الوقت في نشاط تستمتع به يخفف حزنك ويحسن صحتك النفسية ويزيد قدرتك على التحكم بعواطفك.
تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون الهوايات والأنشطة الممتعة هم أقل عرضة للمعاناة من التوتر والحزن والمزاج السيء والاكتئاب، كما أن ممارسة هذه الهوايات ضمن مجموعة من الناس يمكن أن يحسن مهارات التواصل والعلاقات مع الآخرين، وقد وجدت a study أجريت في نيوزيلندا أن ممارسة هواية معينة قد يحسن الحالة المزاجية والنفسية للشخص، ويجعلها تستمر حتى اليوم التالي للنشاط ما يدخلك في حلقة من زيادة الرفاهية والإبداع.
4 – الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن
لا نقصد هنا أن صنفًا غذائيًا محددًا أو نوعًا خاصًا من الأطعمة يساهم في تخفيف شدة الحزن والاكتئاب، بل إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قد يكون جزءًا لا يتجزأ من مجموعة من الخطوات التي يمكن أن نعتبرها خطة شاملة لتخفيف حزنك وإخراجك من الحالة المزاجية السيئة التي تشعر بها، فالأغذية الطازجة كالخضار والفواكه تعتبر غنية بمضادات الأكسدة المفيدة جدًا لأجسادنا بالإضافة إلى أن تقليل تناول السكر وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات له تأثير مريح ومهدئ، ويساعدك على الخروج من حالة الحزن.
5 – النوم لمدة كافية
إن النوم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية والحزن، وغالبًا ما يكون النوم القليل أو غير الصحي سببًا للشعور بالحزن والاكتئاب، من جهة أخرى قد يؤدي الحزن الشديد إلى إصابتك بالأرق وحرمانك من النوم أو يدفعك إلى النوم لساعات طويلة للهروب من الواقع الحزين؛ لذلك ننصحك بالحصول على قسط وفير من النوم لأن ذلك يمنحك المزيد من الطاقة، بالإضافة إلى أنه قد يعزز تركيزك ويمنحك نظرة أكثر تفاؤلًا.
فالنوم الجيد ليس راحة لجسدك فقط، بل هو فرصة لإعادة شحن طاقتك وتقوية مناعتك لتحارب الأمراض وتعزيز قدرتك على التذكر والتعلم، كما أن النوم والحزن يؤثران على الدماغ بطريقة سلبية ما يجعل من الصعب عليك التفكير بوضوح وإدارة حياتك ومشاعرك، بالإضافة إلى حدوث تقلبات مزاجية شديدة لديك.
لا تحاول أبدًا أن تطبق كل هذه النصائح دفعة واحدة، بل جرِّب أن تضع خطة مؤلفة من أهداف صغيرة يمكن تحقيقها بسهولة، ولا تركز على الأمور التي يستحيل أن تغيرها ووظف طاقتك في مساعدة نفسك على الشعور بالتحسن، ولا تركز على شعورك بالوحدة، ولا تقارن نفسك بالآخرين (غالبًا قد تحدث هذه المقارنة عندما تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي التي عليك أن تدرك أنها تريك فقط الجوانب التي يرغب الأشخاص في مشاركتها معك) وابتعد عن التدخين، إذا لم تكن كل هذه النصائح كافية واحتجت للمساعدة يمكنك التواصل مع المعالج النفسي من خلال تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: لماذا أشعر بالحزن بلا سبب؟
← اقرأ ايضاً: أسباب الشعور بالحزن
← اقرأ ايضاً: متأرجحاً بين الفرح والحزن.. فهم أعراض ثنائي القطب كنوبة الهوس والاكتئاب الملازمة له
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: عبدالوهاب العيسى