مهارات الاحتواء العاطفي للزوجين
إن الوصول لعلاقة مثالية بين الزوجين يتطلب الكثير من العمل، لأن العلاقات البشرية المتوازنة يجب أن تكون قائمة على المشاركة والعطاء من كلا الطرفين، مع إظهار الحب والرعاية والاهتمام، وكل ذلك له تأثير إيجابي على استمرارية ونجاح العلاقة.
كيف تكون العلاقة بين الشريكين مثالية؟
تنطوي العلاقات الصحية على الصدق والثقة والاحترام والتشاركية في اتخاذ جميع القرارات، كما تعتمد على التواصل المفتوح بين الشريكين، فالتواصل الصادق جزء مهم من كل علاقة، لأنه يسمح بمشاركة ما تشعر وتفكر به دون قيود، وعلى النقيض من ذلك تعتبر مشاكل التواصل بين الزوجين من أهم الأسباب التي تؤثر بشكل سلبي على العلاقة والانسجام بينهما.
ما هي صفات العلاقة الناجحة بين الزوجين؟
يتطلب الزواج الناجح مبادرةً وجهدًا من كلا الطرفين، إذ لا تخلو العلاقات بين الشركاء من بعض المشكلات والتي يمكن تجاوزها إذا كان الزواج قائمًا على الصفات والخصائص التالية:
- الاحترام المتبادل: إن الاحترام أساس كل زواج ناجح، وهو عامل مهم في تقبل وجهة نظر الشريك وتقدير وفهم حدوده.
- الثقة: تُعد الثقة بين الزوجين أساس كل علاقة زوجية ناجحة، ويؤدي فقدان هذه الثقة بين الشريكين إلى توتر العلاقة الزوجية وربما انهيارها.
- التسامح: إن التسامح بين الزوجين مفهوم واسع يحمل بين طياته مشاعر المودة والألفة، يساعد التسامح على تقبل أخطاء الشريك دون إلقاء اللوم عليه، والمضي قدمًا.
- القدرة على تجاوز الخلافات: ينبغي أن يتحلى كل من الشريكين بالقدرة على حل الخلافات بعيدًا عن الغضب، والعمل معًا لوضع حلول جديدة بديلة.
- الالتزام: يتوجب في كل علاقة ناجحة التزام الطرفين ببعضهما، للحفاظ على متانة العلاقة القائمة بينهما، كما أنهما ملزمان بالحفاظ على العائلة التي أسساها سوية.
كيف يمكن أن تحافظ على زواج ناجح؟
لا شك أن مشاركة حياتك مع شخص آخر يمكن أن يمثل تحديًا، خاصةً إذا لم يكن لديك الكثير من الخبرة في العلاقات، لأن الزواج يتطلب الالتزام، ويحتاج أيضًا إلى الاحترام ليكون كل من الطرفين سعيدين. وفيما يلي أهم المفاتيح للحفاظ على علاقتك مع شريكك:
الوضوح والصراحة
إن التحدث مع شريكك بصراحة ووضوح هو أحد أفضل الطرق للحفاظ على زواجك صحيًا وناجحًا. كن صريحًا بشأن ما تشعر به، لكن كن لطيفًا ومحترمًا عند التواصل، وجزء من التواصل الجيد هو أن تكون مستمعًا جيدًا وأن تأخذ الوقت الكافي لفهم ما يريده شريكك وما يحتاجه منك، لذا من الضروري جعل خطوط الاتصال مفتوحة من خلال التحدث كثيرًا، وليس مناقشة مشاغل الحياة فقط مثل الفواتير وChildren بل شارك زوجك بأفكارك ومشاعرك.
التقدير والامتنان
لتقدير الشريك دور أساسي في الحفاظ على نجاح العلاقة الزوجية واستمراريتها، لذلك أظهر الامتنان والتقدير عندما يقوم شريكك بطهي العشاء مثلاً، أو ساعد الأطفال في واجباتهم المدرسية، لأن هذه الممارسات رغم بساطتها تلعب دورًا كبيرًا في استمرارية العلاقات الناجحة.
التعاون وفعل الأشياء معًا
يمكن للعديد من الالتزامات والمسؤوليات المتعلقة بالعمل والاهتمام بالأطفال أن تجعل علاقتك مع شريكك مملة وروتينية، لذا ينصح خبراء العلاقات الاجتماعية بضرورة تخصيص وقت لشريكك لقضاء الأنشطة سوية، كالتسوق، وتناول الطعام في الخارج، والذهاب إلى السينما، والمشي، وممارسة الرياضة، ومشاركة الهوايات، كل ذلك يساعدك على التقارب والحصول على مزيد من الوقت للتحدث مع شريكك.
تقبل الاختلاف
من الطبيعي حصول خلافات في كل علاقة، لكن من المهم أن تكون عادلًا ومحترمًا أثناء الخلافات، ودورك هنا أن تستمع إلى وجهة نظر شريكك، وحاول ألا تغضب ولا تدع نفسك تشعر بالإحباط الشديد، ثم ناقش المشكلة مرة أخرى عندما يكون كلاكما في حالة نفسية أفضل.
كيف أستطيع أن أبدي الاهتمام بشريكي؟
أظهرت الدراسات أن بعض الممارسات البسيطة يمكن أن تُظهر الكثير من مشاعر المودة والحب تجاه الشريك، ويمكن أن تقوي الرابط بينهما بشكل ملحوظ، ومن أهم هذه الممارسات:
- المبادرة نحو الشريك: بادر بين فترة وأخرى لسؤال شريكك إذا كان بحاجة إلى أي شيء كالحاجة للحديث عن أمر ما يقلقه، أو هل هو بحاجة إلى بعض المتطلبات الشخصية، يساعد هذا الأسلوب في إيصال مشاعر الحب والاهتمام إلى الشريك بسهولة.
- فعل شيء محبب للشريك: لا شك أن الاهتمامات المشتركة تعطي الفرصة للتحدث والتواصل بشكل فعال بين الشريكين، لكن الأهم من أن تقوم بنشاط مشترك هو أن تختار الأمر المحبب لشريكك من أجل إسعاده، على سبيل المثال: إذا كنت تفضل الجلوس في المنزل يوم العطلة على الذهاب إلى السينما لا ضير في تغيير الخطة للذهاب لمشاهدة فيلم معًا.
- تقديم هدية: يساعد هذا الأسلوب في إظهار مقدار اهتمامك بشريكك، وهي طريقة لإيصال ما تشعر به تجاهه ولكن بصورة ملموسة، لذا قم بإعداد قائمة بالأشياء التي يحبها شريكك واختر منها ما يفضله وقدمه كهدية دون وجود مناسبة، لأن تقديم الهدايا بشكل مفاجئ ودون وجود مناسبة له قدرة على إيصال كل المشاعر الجميلة والصادقة.
- الاعتذار عند الخطأ: يمكن لبعض المواقف أن تكسر الثقة بين الشركاء، لكن اعتذارك يمكن أن يساعد في تحسين الموقف ومساعدة شريكك على الوثوق بك مرة أخرى. فالاعتذار ليس دليلاً على الضعف بل هو مؤشر على مدى اهتمامك بنظرة شريكك لك ومقدار حبك له.
إن العلاقة بين الشريكين تتطلب الكثير من الجهد والعمل للحفاظ على استمراريتها ومتانتها، ولن تنجح العلاقة إذا كان أحد الشريكين فقط يعمل على تلبية احتياجات الطرف الآخر، فلا توجد شراكة حقيقية إلا عندما يعمل كلا الشريكين على جعل بعضهما البعض سعيدًا وراضيًا.
المقالات المقترحه:
← أقرأ ايضاً: في عصر التحديات الكبرى.. كيف نبني علاقات زوجية صحية متينة؟
← اقرأ ايضاً: متى يحتاج الزوجان العلاج الزواجي؟
← اقرأ ايضاً: كيف يساعد الذكاء العاطفي في نجاح العلاقات الزوجية؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. أحمد الهاشم