كيفية التعامل مع شريك مثالي
إذا كنت تبحث عن الارتباط العاطفي، قد تسمع كثيرًا عبارة الشريك المثالي، وعادةً ما يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى شخص يتمتع بصفات معينة مثل: الجاذبية والمسؤولية وحس الفكاهة، بالإضافة للعديد من السمات الإيجابية الأخرى، أما الارتباط بمن يهدف إلى المثالية في كل شيء، فهو أمر مختلف تمامًا.
من هو الشريك المثالي؟
هو الشخص الذي يتوقع أن تكون جميع صفاته مثالية، ويسعى باستمرار للعيش بطريقة يمكن اعتبارها خالية من العيوب، ويواجه صعوبة في قبول أي معيار آخر غير الكمال. غالبًا ما يتبع الشريك المثالي أنماطًا معينة من السلوك والتفاعلات مع الآخرين، والتي تبدو مختلفة تمامًا عن أي شخص آخر يبحث ببساطة نحو تطوير وتحسين ذاته.
ما هي سمات الشريك المثالي؟
يمكن للشخص إظهار حبه للكمال في العلاقات الاجتماعية والعمل بشكل واضح، وعلى الرغم من أن معظمنا قد يكون كذلك أحيانًا، لكن الشخص المثالي يبالغ كثيرًا في اتباع هذا السلوك، وغالبًا ما تظهر العديد من الصفات السلبية التي تؤثر بشكل كبير على عملهم وحياتهم الشخصية وعلاقتهم مع العائلة والأصدقاء.
نذكر بعضًا من أهم السمات التي قد يظهرها الشريك المثالي:
1 – الإفراط في التفكير
قد يكون توخي الحذر في صنع القرارات أمرًا إيجابيًا، ويُظهر للآخرين أننا على قدر من المسؤولية، لكن مبالغة الشخص المثالي في التفكير، يجعله مترددًا في قراراته وتصرفاته حتى يصبح غير قادر على اتخاذ أي قرار، لتتحول عملية صنع القرار من الحذر الزائد إلى الشلل التام، ويشار إليها أحيانًا باسم شلل التحليل.
2 – التشكيك في القرارات
لا يتوقف التحليل الزائد حتى بعد اتخاذ القرار، فغالبًا ما يفكر الشخص المثالي بالكثير من الأسباب التي تشكك في اختياراتهم، وقد نرى الشخص يستمر في مطالبة الآخرين في طمأنته بأنه اتخذ الخيار الصحيح أو الصائب.
3 – القلق الشديد من ارتكاب الأخطاء
تعتبر محاولة تجنب الألم الناجم عن العواطف، الدافع الأساسي وراء الشخصية المثالية، لذا يشعر هؤلاء الأشخاص بألم عميق وحزن عندما يرتكبون أي أخطاء، حتى الشائعة منها، ما يخلق لديهم نوعًا من الشعور بالضعف والعجز.
4 – انتقاد الذات
من الشائع أن ينتقد الشخص المثالي ذاته باستمرار، فهو يعتمد على مراقبة ذاته والانطباع الذي يتركه، حتى لا يصبح عرضة للرفض أو الحكم المسبق من قبل الآخرين، وفي محاولته لتجنب ذلك، يجد نفسه في انتقاد مستمر للذات أثناء اتخاذ أي قرار.
5 – الدفاع عن النفس أمام الآخرين
يستجيب الأشخاص الذين لديهم حب المثالية، بشكل دفاعي غالبًا على تعليقات الآخرين. نظرًا لأن الحديث عن الأشخاص المثاليين، يكون أمرًا بالغ الأهمية ويلقى أذانًا صاغية، لذا يفهم الشريك المثالي هذه الأفكار على أنها عدوانية وتشكل اتهامًا مباشرًا.
6 – الاكتئاب
تستنزف الشخصية المثالية الكثير من الطاقة والجهد اليومي، فالضغوط المستمرة التي غالبًا ما تكون ناتجة عن مسببات ذاتية، يمكن أن تزيد من شعور المثالي باليأس، وبسبب تفكيره إما في الكل أو اللا شيء، غالبًا ما يشعر المثالي بالعجز الذاتي والافتقار للإحساس بالكفاءة الذاتية، جنبًا إلى جنب مع التوقعات غير المعقولة للذات، وكل ذلك يعتبر وصفة للفشل والشعور بعدم القيمة، ويمكن أن تجلب هذه الحلقة العاطفية المفرغة مشاعر اليأس والاكتئاب.
كيف يظهر الشريك المثالي عند الارتباط؟
يمكن أن يكون التواجد في علاقة عاطفية مع الشريك المثالي أمرًا صعبًا، لأن صلابة عقليتهم وتوقعاتهم الذاتية العالية يمكن أن يكون لها تأثير سيئ على علاقتك بهم. قد تبدأ مثلًا في الشعور بالضغط من أجل أدائك بشكل مماثل، أو تجد نفسك وحيدًا في اللحظات التي ينغمس فيها الشريك بسلوكيات الكمال والتفكير الجامد، ومن أهم العلامات التي تميز الشريك المثالي:
- انتقاد الشريك: لا سيما في الأماكن العامة، عندما يكون هناك احتمال لأن تخضع تصرفاتك للحكم من قبل الآخرين، قد يصبح الشريك مدركًا جدًا لسلوكك وسلوكه، وأن يكون سريع الإشارة إلى أخطائك خوفًا من نظرة الآخرين إليه، ويمكن أن يظهر هذا بشكل توتر أو إحباط أو غضب أو حتى مطالب أخرى غير منطقية.
- الحساسية الزائدة: ينتقد المثالي نفسه لدرجة أن أي ردة فعل، خاصة فيما يتعلق بخطأ أو تصحيح لعمل ما قام به، يمكن أن يشعر بها على أنها رفض شخصي مباشر.
كيف تتعامل مع شريكك المثالي؟
عندما تفكر في مشاعر شريكك ومعاناته الداخلية التي غالبًا ما يعيشها كل يوم، قد تفهم لماذا وكيف يكافح في علاقاته العاطفية، إذ يتسم عالمهم ومنظورهم بالجمود الشديد في أغلب الأحيان، ولا يوجد عندهم مجال للأخطاء.
إذن، ما هي أهم الأشياء المفيدة التي يمكنك القيام بها عند تعاملك مع الشريك المثالي؟
- كن فضوليًا: ابذل جهدك للاهتمام بعالم شريكك الداخلي فهو غالبًا لم يسمح باقتراب العديد من الأشخاص منه خوفًا من الألم والأذى. إن الشعور بالفضول لمعرفة عالمهم الداخلي هو أول خطوة لمساعدة شريكك للحصول على حياة أفضل.
- تعاطف معه: قد نعاني جميعًا من الألم، وحينها، نعتمد طرقًا معينة للتفاعل مع العالم على أمل عدم التعرض لهذا النوع من الألم مرة أخرى، لذلك يكون من المفيد أن تشارك شريكك المثالي أنك تفهمه وتتقبله كما هو، وأنه لا يحتاج أن يكون كاملا حتى تحبه وتتمسك به.
- ضع حدودًا واضحة: إن الشريك المثالي شخص منتقد لذاته، وقد يوجه انتقاداته نحوك أيضًا، فمن المهم بالنسبة لك أن تكون واضحًا فيما يتعلق بما هو جيد أو غير مقبول في طبيعة العلاقة بينك وبينه. قد يشعر الشخص المثالي أيضًا بالمنافسة مع الشريك، لذا يكون من الصعب جدًا عليهم الفرح بإنجازات شركائهم أو اللحظات السعيدة في حياتهم. ذكّر شريكك بأهمية مشاركته وتقديره للحظاتك السعيدة.
- شجعه على المخاطرة: يبرع الشخص المثالي في حساب التهديدات والمخاطر، وغالبًا لا يقوم بأي مخاطرة. هذا ما يصعب عليهم التقارب والشعور بالحميمية مع الشريك. لذلك حاول كسر هذا الخوف عن طريق تشجيعه على مشاركة مشاعره ورغباته ومخاوفه. قد يكون ذلك مفيدًا؛ لأنك تشعره أنه يمكنه أن يثق بك ويخاطر بأن ينفتح بحقيقة مشاعره ويخاطر بمشاركتك حقيقة عواطفه. وبالمقابل، كن أنت منفتحا بمشاعرك ونقاط ضعفك معه.
غالبًا ما تساهم صفات الشريك المثالي في خلق المشاكل والشعور بالضغط، لكن من الممكن عيش حياة سعيدة معهم، من خلال تحسين التواصل اليومي والتوقعات المنطقية.
ركز على ما يمكنك القيام به كشريك لشخص مثالي، لأنك لست الوحيد الذي يجب عليه إجراء التغييرات لإنجاح العلاقة. التعاون ضروري للحصول على السعادة في علاقتك مع الشريك، وإذا كنتم على استعداد للاستماع لبعضكم والسعي لعلاقة أفضل، دائمًا هناك أمل.