الاكتئاب الدراسي … ماهو وكيف يمكن التغلب عليه ؟

الاكتئاب الدراسي 

أي مرحلة تغيير تحدث للفرد قد تسبب له بعض الاضطرابات في حياته مما يؤثر سلبًا على حالته النفسية. ومن هذه التغييرات قرب الدراسة التي قد تسبب تغيير في نمط حياة الطلاب إلى ما يسمى باضطراب الاكتئاب الدراسي. 

وهو حالة من الحزن واليأس والإحباط تصيب الطلاب خلال مدّة دراستهم، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي وحياتهم الاجتماعية. قد يواجه الطالب صعوبة في التركيز، وفقدان الاهتمام بالدراسة، والشعور بالإرهاق والتعب المستمر، وتغيرات في الشهية والنوم، والعزلة الاجتماعية.

العِلاقة بين الإكتئاب الدراسي وقرب بداية الدراسة

يعد الخوف من المجهول أحد الأسباب الشائعة لاكتئاب ما قبل الدراسة، حيث قد يشعر الطلاب بالقلق الشديد تجاه المواد الدراسية الجديدة، والمعلمين الجدد، أو البيئة المدرسية غير المألوفة، مما يزيد من حدة الأعراض الاكتئابية، وهذا ما يؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والاكتئاب المرتبطة ببداية العام الدراسي، حيث يتخيلون سيناريوهات سلبية حول تجربتهم الدراسية الجديدة.

 أعراض الاكتئاب الدراسي 

هناك بعض الأعراض المشتركة التي قد تشير إلى وجود اكتئاب دراسي، ومن بينها:

• الشعور بالتعب المستمر وقلة الحيوية حتى بعد النوم الجيد.
• عدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا، بما في ذلك الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية.
• مواجهة صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو تذكر المعلومات.
• تغيرات في النوم يمكن أن يشمل ذلك الأرق أو النوم المفرط.
• اضطرابات الطعام مثل فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.
• الشعور بالحزن المستمر أو الشعور بعدم القيمة أو اليأس.
• الشعور بالقلق المفرط أو التوتر بشأن الدراسة أو الواجبات المدرسية.
• الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
• يمكن أن تشمل آلام الرأس أو مشكلات في الجهاز الهضمي.
• التفكير في عدم القدرة على تحقيق الأهداف، أو شعور دائم بالفشل.
• وجود اضطرابات مزاجية في النوم والأكل. فهذه الاضطرابات التي تجعل الطالب يشعر بعدم الرغبة في المذاكرة.
• زيادة الأفكار السلبية التي تؤدي إلى قضاء وقت طويل في المذاكرة وعدم القدرة على تذكر المعلومات وسرعة نسيان المواد.

أسباب الاكتئاب الدراسي 

هناك العديد من الأسباب التي قد تساهم في ظهور هذا النوع من الاكتئاب، ومن أهمها:

الضغط الدراسي: وجود التوقعات العالية من الآباء، والمنافسة الشديدة بين الطلاب، والخوف المستمر من الفشل يمكن أن تسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا للطالب مما يؤدي إلى الدخول في الاكتئاب.

المشاكل الشخصية: قد تؤدي المشاكل العائلية، والعلاقات الاجتماعية الصعبة التي تنشأ في بيئة الطالب تؤثر عليه بشكل كبير التي تؤدى إلى تفاقم الاكتئاب الدراسي.

التغيرات الهرمونية: خاصة في مرحلة المراهقة، قد تؤثر التغيرات الهرمونية على المزاج وتزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

صعوبات التعلم: قد يعاني بعض الطلاب من عدم القدرة على التركيز في المواد ومواجهة صعوبة في فهمها مما تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتزيد من شعورهم بالإحباط.

قلة الدعم الاجتماعي: عدم وجود شبكة دعم قوية من الأصدقاء والعائلة دائمًا من حوله، والتشجيع على استمراريته قد يعزز ذلك  الشعور بالوحدة والاكتئاب.

التغيرات في نمط الحياة: الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو تغيير في الروتين اليومي، قد يسبب ضغطًا إضافيًا يؤدي للاكتئاب.

مقارنة النفس بالآخرين: مقارنة الذات بزملاء الدراسة الآخرين قد تؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الكفاءة.

كيف يمكن التغلب على الاكتئاب الدراسي؟

التغلب على الاكتئاب الدراسي يتطلب مجموعة من الاستراتيجيات التي تستهدف العوامل النفسية والجسدية والاجتماعية، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

طلب المساعدة

من خلال التحدث مع شخص تثق به و مشاركة مشاعرك مع صديق مقرب، أحد أفراد العائلة، أو معالج نفسي، كما يمكنك الاستعانة بمعالج نفسي متخصص حتى  يقدم لك الدعم والتوجيه اللازمين.

إدارة الوقت والضغوط 

حدد أهداف واقعية وقم بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة، كما يمكنك أن تخصص وقتًا محددًا للدراسة، والراحة، والأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى استخدم تقنيات الوقت مثل تقنية بومودورو (العمل لفترات قصيرة مع فترات راحة قصيرة بينها).

العناية بالصحة الجسدية

احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا مع المداومة على ممارسة الرياضة، حتى التمارين الخفيفة يمكن أن تحسن المزاج وتقلل من التوتر ولا تنسى تناول وجبات غذائية متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن.

 بناء علاقات اجتماعية قوية 

وذلك من خلال التواصل مع الأشخاص الذين تحبهم حيث يرفع معنوياتك، يمكنك قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة من وقت لآخر حتى تستعيد حيويتك، ليس هذا فقط بل يمكنك الانضمام إلى نادي أو مجموعة هوايات يمكن أن يساعدك في مقابلة أشخاص جدد ومشاركة اهتماماتك.

تأثير الاكتئاب الدراسي على الطالب

الاكتئاب الدراسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الطالب في عدة جوانب من حياته. من أهم هذه الآثار:

1. قد يتسبب الاكتئاب في تدهور الأداء الدراسي، حيث يصبح الطالب أقل قدرة على التركيز والمذاكرة، مما يؤدي إلى ضعف النتائج.

2. الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاعر القلق والتوتر، مما يؤثر سلبًا على صحة الطالب العقلية.

3. قد يشعر الطالب بالعزلة أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، مما يؤثر على العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.

4. يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى مشكلات في النوم، سواء كانت صعوبة في النوم أو النوم لفترات طويلة.

5. يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الشعور بالإنجاز الداخلي والثقة بالنفس، مما يؤدي إلى شعور دائم بالإحباط.

6. في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب الاكتئاب في ظهور سلوكيات سلبية مثل التمرد أو الانسحاب.

علاج الاكتئاب الدراسي

الاكتئاب الدراسي هو حالة شائعة بين الطلاب، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على سير الدراسة والحياة عمومًا.

إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع الاكتئاب الدراسي:

1. التحدث عن المشاعر: التواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بالوحدة. 

2. استشارة متخصص: زيارة طبيب نفساني أو معالج يمكن أن تكون خطوة مهمة للحصول على الدعم المناسب.

3. تنظيم الوقت: وضع خِطَّة دراسية واضحة وتنظيم الوقت يساعد في تقليل الشعور بالضغط والقلق.

4. ممارسة الرياضة: النشاط البدني يمكن أن يحسن المزاج ويقلل من أعراض الاكتئاب.

5. الحفاظ على نمط حياة صحي: التغذية السليمة والنوم الكافي يؤدّيان دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية.

6. تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل، اليوغا أو التنفس العميق يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر.

7. البحث عن الهوايات: ممارسة الأنشطة التي تثير الشغف يمكن أن توفر متنفسًا وتحسن المزاج.

8. تحديد الأهداف: وضع أهداف قصيرة وطويلة المدى يمكن أن يمنح الشعور بالتحكم والتقدم.

9. تجنب العزلة: لما كان العزلة قد تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب، حاول البقاء متصلًا بالآخرين.

10. البحث عن الدعم الاجتماعي: الانضمام إلى مجموعات دعم أو نشاطات طلابية قد يوفر دعمًَا إضافيًا.

هل الضغط الدراسي يسبب اكتئاب؟

عندما يتعرض الطالب لضغوطات عالية نتيجة للمواد الدراسية، الامتحانات النهائية، أو التنافس مع زملائه، يمكن أن يشعر بالإرهاق والتوتر، هذا الضغط المستمر يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة النفسية ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

يمكن أن يشعر الطالب بعدة أمور تؤثر عليه سلبًا  مثل : 

الشعور بالقلق أو التوتر المستمر، أيضًا يمكنه الشعور بفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُسعده، ومواجهة صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات، كذلك يلاحظ تغيرات في النوم أو الشهية.وعلى هذا ينتج عنه الشعور باليأس أو عدم القيمة فيؤدى إلى الدخول في مرحلة الاكتئاب.

لا شك أن الاكتئاب الدراسي يمثل تحديًا كبيرًا للطلاب، ولكنه ليس نهاية المطاف, من خلال الوعي أعراضه وأسبابه، يمكن للطلاب طلب المساعدة اللازمة والتغلب على هذا المرض، وتوفير بيئة داعمة في المدارس والجامعات، والتشجيع على التحدث عن الصحة النفسية، يمكننا مساعدة الطلاب على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعودة إلى حياتهم الطبيعية، تذكر أنك لست وحدك، وهناك دائمًا من يمد لك يد العون. حمل الآن تطبيق لبيه و جرب اختبار الاكتئاب.

المصادر: 1 2