العلاج النفسي عن بعد : ومقارنة بين المقابلة الشخصية والمقابلة عن بعد
لفتت جائحة كوفيد-19 الأنظار نحو موضوع العلاج عن بعد، خصوصًا وأن هذا الوباء قد أجبر ملايين البشر على البقاء في منازلهم تطبيقًا للحجر الصحي الشامل الذي فرضته أغلب دول العالم. وإذا كان هناك من مجال يمكن فيه تطبيق العلاج بفعالية ونجاح فهو بالتأكيد العلاج النفسي، فما هو العلاج النفسي عن بعد ؟ وما ميزاته؟ وهل يمكن مقارنته بالمقابلة الشخصية؟
ما هو العلاج النفسي عن بعد
العلاج النفسي عن بعد هو استشارة تتعلق بالصحة النفسية يتم إجراؤها عبر الإنترنت، وخلالها يقوم الطبيب بإجراء جلسة العلاج عبر الهاتف أو عبر مكالمات الفيديو أو من خلال منصة مخصصة للرعاية الصحية عن بعد، وكما هو الحال في المقابلة الشخصية تبدأ جلسات العلاج عن بعد بالتعرف على طبيبك ثم طرح أسئلة والتحدث عن المشاكل التي تزعجك. في البداية قد تشعر بالاستغراب لأنك تتحدث مع طبيبك عبر الشاشة أو الهاتف، وهذه بعض النصائح التي يمكنك استخدامها لتسهيل الأمر:
- قم بحماية خصوصيتك من خلال اختيار مكان لا يمكن لأحدهم سماع محادثتك مع طبيبك.
- ابحث عن مكان خالٍ من أي ما قد يشتت انتباهك لمساعدتك على التركيز في الجلسة.
- ارتدِ سماعات لحجب الضجيج المحيط بك خلال العلاج النفسي عن بُعد
- دون ملاحظات على دفتر خاص بك.
- اسأل طبيبك عن طريقة عمل العلاج؟ وما التوقعات؟ وما فترة استمرار العلاج؟
- حاول التحلي بالصبر والاسترخاء لتسهيل التواصل بينك وبين طبيبك؟
مجالات العلاج النفسي عن بُعد
يستخدم العلاج عن بعد في معظم الأوقات بالتشارك مع المقابلة الشخصية، وقد وجدت دراسة أجريت في عام 2013 أن العلاج عن بعد له نفس فعالية المقابلة الشخصية في تدبير كل من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق يصعب فيها الوصول إلى عيادة نفسية؛ فيمكن للعلاج النفسي عن بُعد أن يسهل إمكانية الاتصال مع الطبيب النفسي وحضور مجموعات الدعم الافتراضية، وبالإضافة إلى ذلك يستخدم العلاج عن بعد لمساعدة الأشخاص في تخطي مشاكل أخرى غير مرتبطة بالصحة النفسية، مثل علاج النطق والعلاج المهني. ومن الممكن للعلاج النفسي عن بعد أن يكون جزءًا من الخطة العلاجية لبعض الحالات، مثل:
- التوحد.
- اضطرابات الانتباه وفرط الحركية.
- فقدان القدرة على الكلام.
- القلق.
- حالات تشوش التفكير.
المقارنة بين العلاج النفسي عن بعد وبين المقابلة الشخصية
هناك العديد من الجوانب التي يمكن من خلالها المقارنة بين العلاج النفسي عن بُعد والمقابلة الشخصية، ومن أهمها:
طريقة الاتصال
تعد طريقة الاتصال هي الاختلاف الرئيسي بين العلاج النفسي عبر الإنترنت والمقابلة الشخصية، إذ تُعقد المقابلة الشخصية في عيادة الطبيب حيث يمكن لكل من الطبيب والمريض رؤية بعضهما البعض وجهًا لوجه، وهذا يفيد في ملاحظة لغة الجسد والتعرف على الإشارات غير الشفوية الأخرى.
بينما يمكن إجراء المعالجة عن بعد عبر مكالمة الفيديو أو المكالمة الصوتية أو الرسائل النصية اعتمادًا على رغبة المريض والإمكانات المتاحة، ما يخلق العديد من العوائق أمام الطبيب لملاحظة الإشارات غير الشفهية، وخاصةً إذا كان التواصل مع المريض يتم من خلال الاتصال الهاتفي أو الرسائل النصية. بينما توفر مكالمة الفيديو أكثر طريقة اتصال شبهًا بالمقابلة الشخصية.
راحة المريض
تعتبر المعالجة عبر الإنترنت أسهل من المقابلة الشخصية عمومًا، فبدلًا من الذهاب إلى العيادة في كل جلسة، يستطيع المريض ببساطة تسجيل الدخول إلى موقع ويب أو تطبيق معين من منزله مثل (موقع وتطبيق لبيه)، بالإضافة إلى أن الأطباء النفسيين يسعون إلى جعل جدول جلسات المعالجة النفسية أكثر ملاءمةً مع أوقات مرضاهم ، ما يسهل على المرضى تخصيص الوقت لحضور الجلسات.
يعد العلاج النفسي عن بُعد أفضل للأشخاص الذين لا يستطيعون حضور جلسات المقابلة الشخصية لسبب أو لآخر، مثل الذين يعانون من إعاقة ما أو يفتقرون لوسائل النقل أو يعيشون بعيدًا عن مكان العيادة أو لا يستطيعون مغادرة منازلهم، وتتيح لهم الجلسات عن بعد تلقي العلاج النفسي الذي يحتاجونه.
الخصوصية
يوفر العلاج النفسي عن بعد خصوصية أفضل، فغالبًا ما تتضمن المقابلة الشخصية الذهاب إلى أماكن فيها غرف انتظار كالعيادات النفسية أو المنشآت المخصصة للأمراض النفسية، وقد يشعر بعض الأشخاص بالقلق من التعرف عليهم عند الدخول أو الخروج من هذه الأماكن، بينما يكون العلاج عن بعد أكثر سرية من خلال حضور الجلسة من المنزل. تتوفر العديد من المواقع والمنصات الآمن التي تتيح لمرتاديها أعلى درجات الأمان والخصوصية مثل (موقع وتطبيق لبيه).
التكلفة
- يختلف معدل التكلفة في المعالجة عن بعد، فبعض مواقع الاستشارات النفسية عبر الإنترنت تستخدم أسعار منخفضة كتكتيك ترويجي.
- البعض الآخر يفرضون رسوم اشتراك شهرية أو أسبوعية تتيح للمرضى الوصول إلى عدد معين من الجلسات.
- يساعد الاشتراك لفترات زمنية أطول في توفير المال.
- بشكل عام، يتقاضى الأطباء النفسيون نفس الرسوم (أو أقل قليلاً) مقابل جلسات العلاج النفسي عن بُعد مقارنة بجلسات المقابلة الشخصية.
الفعالية
في كثير من الحالات، يوفر العلاج النفسي عن بعد نفس جودة الرعاية المقدمة بالمقابلة الشخصية، ووجدت العديد من الدراسات أن العلاج النفسي عن بُعد له نفس فعالية المقابلة الشخصية لعلاج مجموعة من الاضطرابات الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب.
ولكن العلاج النفسي عن بعد ليس مناسبًا لجميع المرضى وجميع الحالات وذلك بناءًا على ظروف المرضى الشخصية ونوع الحالة المرضية. فبعض المرضى يعانون من اضطراب نفسي شديد يتطلب رعاية مركزة، وبعضهم الآخر يفضل ببساطة المقابلة الشخصية، ورغم الفوائد الكبيرة التي قد يحققها العلاج عن بعد لكنه قد لا يكون خيارًا مناسبًا في كل الحالات، ويلخص الجدول التالي أهم نقاط المقارنة بين العلاج النفسي عن بُعد وبين المقابلة الشخصية
العلاج النفسي عن بعد | المقابلة الشخصية |
أكثر راحة. | أقل راحة. |
خصوصية أكبر. | خصوصية أقل. |
تواصل جيد. | تواصل ممتاز. |
تكلفة أقل غالبًا. | تكلفة أكبر. |
فعالية جيدة. | فعالية ممتازة. |
يعد العلاج النفسي عن بعد أداة مهمة وجديدة في مجال الصحة النفسية. يمكن لهذا العلاج أن يكون بنفس فعالية المقابلة الشخصية، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت للاعتياد عليه، إلا أنه يقدم حلولاً ممتازة لكثير من الأشخاص، وخاصةً المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص الذين يسكنون في المناطق الريفية، لأنه يحسن إمكانية الوصول إلى الرعاية ويزيد الخصوصية.