كيف يمكن التعامل مع الخجل والانطواء؟
الشعور بالتوتر والقلق قبل الذهاب لموعد أو تقديم عرض أمام زملائك في العمل أو الدراسة أمر طبيعي، وقد يتطور الأمر عند البعض نتيجة الخوف وتظهر آلام المعدة والصداع وعدم القدرة على التفكير بشكل جيد، كل هذه الأعراض طبيعية وتحدث بسبب ما يدعى الخجل.
الخجل هو شعور بالخوف أو الانزعاج يسببه الاجتماع مع الآخرين، خاصة في المواقف الجديدة أو عند الاحتكاك بأشخاص غريبين، يمكن القول بأنه الخوف من تفكير الناس بك، هذا الخوف يمكن أن يعيق قدرة الشخص على فعل أو قول ما يريد ويشكل حاجزاً يمنع تكوين علاقات صحية وقد يؤدي للإنطوائية. إذا كنت تعاني من مشاكل تتعلق بالخجل أو الانطواء وتريد حلاً لهذه المشكلة فهذا المقال سيساعدك ويقدم لك كل المعلومات التي تحتاجها.
ما هو الخجل والانطواء؟
الخجل هو الشعور بعدم الارتياح أو الخوف أو القلق عندما يتعلق الأمر بالتعرف على أشخاص جدد أو في المناسبات الاجتماعية، عند الخجل يشعر العديد من الأشخاص بمشاعر خفيفة من الانزعاج يمكن التغلب عليها بسهولة غالبًا، وقد يشعر البعض الآخر بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية مما يثبط قدرتهم على عيش حياة اجتماعية جيدة.
أما الانطواء فهو حالة متطورة من الخجل، حيث يشعر الشخص الانطوائي بالراحة بشكل أكبر عندما يكون منعزلاً مع نفسه وأفكاره، لا يهتم بما يحدث خارج مساحته الخاصة ويستمتع بقضاء الوقت مع شخص أو اثنين ويتجنب الاختلاط مع المجموعات والحشود.
الفرق بين الخجل والانطواء هو أن الشخص الخجول يشعر بالخوف والقلق والتوتر من الحشود والغرباء، لكنه يستطيع التغلب على هذه المشاعر بسرعة؛ لأنه يريد التعرف على أشخاص جدد، أما الشخص الانطوائي يحاول تجنب مشاعر الخوف والقلق والتوتر عن طريق الانسحاب من التجمعات والمناسبات ولا يفضل التعرف على أشخاص جدد؛ لتجنب المشاعر السلبية التي سيعاني منها في بداية العلاقة.
ما الذي يسبب الخجل والانطواء؟
هناك 15% من الأطفال يولدون مع ميل نحو الخجل، وهو شعور طبيعي لدى البشر، لكن الخجل يتأثر أيضًا بالتجارب الاجتماعية، لكن يمكن للوالدين الاستبداديين أو المفرطين في الحماية أن يتسببوا في الخجل المفرط لدى أطفالهم، حيث يواجه الأطفال الذين لا يسمح لهم بتجربة بعض الأشياء الصعبة حفاظًا على سلامتهم صعوبة في تطوير المهارات الاجتماعية. أما البالغين، فقد تؤدي بيئات العمل شديدة الانتقاد والإذلال العلني إلى الخجل والقلق والتوتر.
أما الانطواء، فلا يعرف العلماء على وجه اليقين ما إذا كان هناك أسباب واضحة لتشكله، لكنهم يعلمون أن دماغ الشخص الانطوائي يعمل بشكل مختلف عن الشخص الاجتماعي، فقد وجد الباحثون أن الانطوائيين لديهم تدفق دم أعلى إلى الفص الجبهي، وهو القسم الذي يساعدك على تذكر الأشياء وحل المشكلات والتخطيط للمستقبل.
تتفاعل أدمغة الانطوائيين أيضًا مع الدوبامين بشكل مختلف، ويمتلك الانطوائيون والاجتماعيون نفس الكمية من الدوبامين لكن أدمغة الاجتماعيين تحصل على شعور كبير بالسعادة بعكس الانطوائيين الذين يحصلون على شعور بالإرهاق والتعب.
ما هي أعراض الخجل؟
الشعور بالسعادة عند اللعب أو الجلوس بمفردك لا يعني أنك شخص خجول، كل الناس تحتاج لقضاء وقت بمفردها من حين لآخر، الخجل يجب أن يقترن بالخوف والقلق معظم الوقت، إحدى العلامات الأولى التي تشير إلى أن الطفل خجول هي رغبته في عدم ترك والديه أبدًا.
الأطفال الذين يملكون أداء سيئ في دراستهم أو يجدون صعوبة في تكوين صداقات قد يكونون أشخاص خجولين، وذلك بسبب تعرضهم للتنمر أو عدم إعطائهم الفرصة اللازمة ليعبروا عن أنفسهم.
ما هي أعراض الانطواء؟
على الرغم من أن الأمر يختلف من شخص لآخر، إلا أن الأشخاص الانطوائيين لديهم العديد من أنماط السلوك المتشابهة مثل:
- الحاجة للهدوء والتركيز.
- يحتاجون بعض الوقت لاتخاذ قراراتهم.
- يشعرون بالراحة عندما يكونون لوحدهم.
- لا يحبون العمل الجماعي.
- يفضلون الكتابة بدلًا من الحديث وجهاً لوجه.
- يشعرون بالتعب بعد المناسبات الاجتماعية.
- يملكون كمية بسيطة من الأصدقاء.
هل هناك علاج للخجل والانطواء؟
لا يوجد علاج لأن الخجل والانطواء حالة نفسية يعاني منها الشخص بشكل طبيعي، يمكن للعلاج النفسي أن يساعد على تنمية احترام الذات وتخفيف الخجل والانطواء، لكن هذا لا يعني التخلص منهما، فالعلاج النفسي سيساعدك على تعلم المهارات الاجتماعية وتنمية احترامك لذاتك، بالإضافة لتعلم كيفية إدراك الخجل ومتى يكون غير منطقي.
يمكن لتقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق أن تساعد في التغلب على القلق والتوتر، وقد يكون العلاج الجماعي مفيداً للتغلب على الخجل والانطواء بشكل تدريجي. في بعض الحالات عند الأشخاص الذين يعانون من الخجل والانطوائية الشديدة قد يتم وصف بعض الأدوية النفسية لتوفير راحة مؤقتة ولكنها غير محبذة.
هل الانطواء مشابه للرهاب الاجتماعي؟
ظاهريًا، قد يبدو الرهاب الاجتماعي والانطواء متشابهان إلى حد كبير، ومع ذلك فهما مختلفان تمامًا ولا يملكان العديد من القواسم المشتركة.
الفرق الرئيسي هو أن الانطواء سمة شخصية وليس حالة صحية عقلية، فالشخص الانطوائي يستمد راحته وطاقته من نفسه، ويفضل البقاء والاسترخاء بمفرده، يمكن القول أن الانطوائية جزء من هوية الشخص وليست بالأمر الذي يمكن تغييره، تعلم المهارات الاجتماعية والتصرف بين الحشود يساعد الشخص الانطوائي في التأقلم ولكنها لا تغير طبيعته.
أما الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي، فغالبًا ما يعاني من عصبية وخوف عندما يتعلق الأمر بالمناسبات الاجتماعية، حيث تنبع هذه المشاعر بالحكم المسبق بأن الناس سيقومون برفض الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي والحكم عليه بشكل سلبي، أو الخوف من نسيان اسم شخص ما أو القيام بخطأ بسيط، كل هذه الأمور على الرغم من بساطتها تشكل مشكلة كبيرة للشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي.
يمكن القول بأن الانطوائية سمة شخصية لا يمكن علاجها، لكنها لا تسبب مشاكل صحية للشخص الذي يعاني منها، بعكس مرض الرهاب الاجتماعي المصنف تحت خانة الأمراض النفسية، والذي يستنفذ طاقة الشخص ويسبب له مشاكل صحية عديدة، لكن ولحسن الحظ يوجد طرق لعلاج الرهاب الاجتماعي.
الخجل والانطواء صفات طبيعية لكنها ذات نسب مختلفة من شخص لآخر، قد يسبب لك الخجل أو الانطواء بعض المشاكل على الصعيد الاجتماعي وهو أمر طبيعي غالباً، لكن عندما تبدأ هذه المشاعر بعرقلة حياتك أو التسبب ببعض الأضرار النفسية والجسدية يفضل استشارة طبيب متخصص لمساعدتك في حل هذه المشاكل. حمل تطبيق لبيه، واستشر طبيبًا.
المراجع
1- Introvert Personality, www.webmd.com, retrivated on 1/11/2023.
2- Yes, Introversion and Social Anxiety Are Two Different Things, www.healthline.com, retrivated on 2/11/2023.
3- What You Should Know About Shyness, www.healthline.com, retrivated on 2/11/2023.