احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

كيف أتخلص من عقدة النقص؟

من الطبيعي أن نعاني جميعًا من بعض الشعور بالنقص أحيانًا، خاصة عندما نقارن أنفسنا بأشخاص يتمتعون بمهارات عالية، مثل: الرياضيين أو العلماء أو المشاهير أو غيرهم، ونرى أنفسنا غير كافيين للمقارنة، ليحفزنا ذلك على تحسين أنفسنا، لكن إذا كنت تشعر أن هذه المشاعر الصعبة تؤثر سلبًا على كل جوانب حياتك، فقد يكون ذلك مؤشرًا على عقدة النقص.

ما هي عقدة النقص وما أعراضها؟

تعرّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس عقدة النقص على أنها مجموعة من المشاعر بعدم الكفاية أو انعدام الأمان في حياتك اليومية بسبب الاعتقاد بأنك أقل من الآخرين جسديًا أو نفسيًا، سواء كان هذا الاعتقاد قائمًا على تقييم منطقي أم لا. 

هناك نوعان من الاستجابة لعقدة النقص، فإما أن يميل الشخص للانسحاب لدرجة أنه يتجنب التعامل مع الآخرين، أو يحاول أن يستجيب بشكل مفرط ليصبح قادرًا على المنافسة في محاولة لإثبات أنه ليس أدنى من غيره، وبالإضافة إلى الشعور بالنقص وعدم الأمان، قد يقوم الشخص الذي يعاني من عقدة النقص بما يلي:

  1. انخفاض احترام الذات والشعور بالقلق أو الاكتئاب.
  2. صعوبة الوصول إلى الأهداف والطموحات والرغبة بالاستسلام بسهولة.
  3. يجد صعوبة في تقبّل النقد أو تصديق المجاملات، وغالبًا ما يشكك في ذاته ويفترض حدوث الأسوأ دائمًا.
  4. لديهم ميل نحو إخفاء الذات وتجنب التجمعات الاجتماعية.

عندما يعاني الشخص من عقدة التفوق، يميل لأن يكون لديه رأي مبالغ فيه عن نفسه، بما في ذلك قدراته وإنجازاته. يكون وجود هذه الآراء المبالغ فيها غالبًا وسيلة لتعويض النقص، وهنا يتداخل الشعور بالدونية مع عقدة التفوّق، حيث تشمل الأعراض المشتركة في بعض الحالات السعي دائمًا من أجل الكمال والقدرة التنافسية القصوى ومحاولة جذب الاهتمام أو إيجاد عيوب الآخرين. لا يملك هؤلاء الأشخاص القدرة على الاعتراف بأخطائهم مع محاولة القيام بالواجبات بشكل أفضل من الآخرين من أجل الشعور بالرضا.

ما هي أسباب الإصابة بعقدة النقص؟

كشفت الدراسات مؤخرًا عن أسباب مختلفة لتطور عقدة النقص لدى الشخص، فعلى سبيل المثال: نظرت دراسة (David et al., 2012) بتأثير تقنيات العلاج بالفن على عينة صغيرة من المراهقين، والتي شملت مايقارب 30 شاب وشابة، وقد وجد الباحثون إصابة المراهقين الناشئين من أسر فقيرة بمعدلات أعلى من تدني احترام الذات والشعور بالدونية في بيئتهم، بالإضافة إلى زيادة التركيز على المصالح المادية والتمرد وضعف النمو العاطفي.

كما وجدت دراسة (Hirao et al., 2014) التي شملت 148 طالب جامعي تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا علاقة محتملة بين عقدة النقص وأنواع الشخصيات المختلفة، وقد كانت الشخصية الذاتية، التي ترتبط بالأشخاص المندفعين ذاتيًا، أقل ارتباطًا بشكل ملحوظ بمشاعر الدونية بالمقارنة مع باقي أنواع الشخصيات.

ومؤخرًا أظهرت دراسة (Liu et al., 2022) التي اعتمدت على استخدام بيانات مأخوذة من وسائل التواصل الاجتماعي أن الشعور بالنقص قد ينبع من عوامل متعددة، بما في ذلك:

  1. التجارب الشخصية، وخاصة السلبية منها.
  2. صفات الشخصية والعلاقات التي تنطوي على الحب والمودة.
  3. القدرات الشخصية والمهنية والتفاعل الاجتماعي.

لكنّ تقتصر نتائج هذه الدراسة على منطقة جغرافية واحدة ولا تشمل الأشخاص الذين لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك تدعم هذه النتائج الإجماع العام على مساهمة عوامل مثل: تجارب الطفولة والحياة الصعبة والحرمان الاجتماعي والحوادث الجسدية، بالإضافة إلى الاختلافات الثقافية في الشعور بالنقص.

كيف تؤثر الإصابة بعقدة النقص على صحتك العامة؟

يعتبر الشعور ببعض النقص حتى في مرحلة البلوغ أمرًا اعتياديًا، خاصة عندما نقارن أنفسنا بأشخاص يتمتعون بمهارات كبيرة أو ذكاء مرتفع، لكن يمكن أن يصبح أي سلوك طبيعي غير طبيعي عندما يتم الإفراط فيه إلى أقصى الحدود، حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور كبير بالنقص يؤثر سلبًا على كل وظائفهم اليومية.

يكون الشخص المصاب بعقدة النقص أكثر عرضة للمخاطرة بحياته وممارسة أنشطة مؤذية للذات. ومن المرجح أيضًا أن يعاني هؤلاء الأشخاص من مشاكل الصحة النفسية الأخرى مثل: الاكتئاب والقلق، ومع ذلك يعتبر تدني احترام الذات أهم الأعراض الأولية لعقدة النقص، ويمكن أن تؤدي الصورة الذاتية السلبية إلى أن يصبح أولئك الأشخاص منعزلين اجتماعيًا لأنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون مقارنة أنفسهم بأقرانهم. كما يؤدي أيضًا إلى الشعور بالإحباط أو اليأس عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأهداف، أو الشعور بعدم الكفاية حتى لو تم تحقيق الأهداف.

يمكن أن تتأثر صحتك النفسية وحالتك العامة بشكل كبير، عندما لا تشعر بالقوة أو الجدارة بما يكفي للتعامل مع أصدقائك وعائلتك وزملائك بشكل متساو. كما يساهم التشكيك المستمر بالنفس لفترات طويلة وتهميش الذات أحيانًا إلى الإصابة بالاكتئاب، وقد ثبت أيضًا أنه يفاقم الشعور بالإحباط لدى هؤلاء الأشخاص المصابين بعقدة النقص.

كيف يمكنك علاج عقدة النقص والتخلّص من آثارها؟

غالبًا ما يكون العلاج النفسي هو الخيار الأكثر شيوعًا وفعالية للأشخاص المصابين بعقدة النقص.

تفيد جلسات العلاج النفسي أو العلاج بالكلام، في مساعدة الشخص على فهم مشاعره بشكل أفضل، وكيفية التنقل في هذه المشاعر بطرق أكثر مرونة. توجد عدة أنواع من العلاج النفسي، وتشمل هذه التدابير ما يلي:

  1. العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا الشكل الشائع من العلاج بالكلام إلى مساعدة الشخص على تغيير أنماط فكره وسلوكياته.
  2. العلاج النفسي الديناميكي: يهدف العلاج النفسي الديناميكي إلى مساعدة الناس على التعامل مع المشاعر والسلوكيات السلبية المتأصلة في التجارب السابقة.
  3. العلاج الداعم: في هذا النوع من العلاج يساعد المعالج النفسي الشخص المصاب على تعزيز احترام الذات وتخفيف القلق، وتحسين الأداء الاجتماعي أمام المحيط.

تعتبر العديد من أشكال العلاج بالكلام فعالة أيضًا في مساعدة الناس على التعامل بشكل صحيح مع اضطرابات الاكتئاب والقلق، والتي غالبًا ما تظهر جنبًا إلى جنب مع مشاعر النقص، ومن الشائع أيضًا أن يجمع الطبيب المختص بين العلاج النفسي والأدوية. على الرغم من فعالية العلاج على بعض الأشخاص بشكل أكبر من الآخر، إلا أن المزيج يحقق أفضل النتائج بالنسبة للآخرين.

يمكن أن يساهم العلاج بالكلام والأدوية النفسية بشكل جيد في التخلص من مشاعر الدونية، ولكن قد تقطع بعض الخطوات الإضافية شوطًا طويلاً في مساعدة شخص ما للتغلب على عقدة النقص؛ لذلك عليك:

  1. وضع مخططات واضحة لتحقيق أهدافك الخاصة.
  2. تطوير هواياتك وقضاء الوقت في العمل على مصلحتك الشخصية.
  3. الانخراط في أنشطة الرعاية الذاتية التي تعيد التركيز على حياتك الخاصة.
  4. التأكد من أنك تحيط نفسك بأشخاص صادقين وداعمين.
  5. كتابة اليوميات للتعبير عن تجاربك السابقة ومراقبة مدى التطور والاختلاف.

يشعر الكثير من الناس بالنقص وعدم الأمان في مرحلة ما من حياتهم، ومع ذلك فإن الشخص الذي غالبًا ما يعاني من مشاعر النقص قد يسأل نفسه كيف يتعامل مع تلك المشاعر، وبالتالي عندما يفوق عدد الأفكار والسلوكيات السلبية كل ما هو إيجابي، عليك استشارة طبيب أو معالج نفسي مختص بأسرع وقت ممكن.

سارع إلى تحميل تطبيق لبيه مجانًا الآن، واحجز موعد استشارتك النفسية عبر الإنترنت للحصول على الدعم اللازم لإعادتك إلى المسار الصحيح، والتخلّص من عقدة النقص، أو الانضمام للبرامج العلاجية ومجموعات الدعم النفسي المختلفة، والمزيد من الخدمات الأخرى بأفضل سعر ممكن.

المراجع

1- What to know about an inferiority complex (medicalnewstoday.com), Medical News Today Platform, Retrieved 09/09/2023.

2- What is inferiority (verywellmind.com), VeryWell Mind, Retrieved 09/09/2023.

3- What To Know About an Inferiority Complex (webmd.com), WebMD Platform, Retrieved 09/09/2023.

4- Rozina David, Mioara Trandafira, ”I want to fly” – Initiating a program of psychological counseling in order to mitigate the inferiority complex of teenagers in disadvantaged families, Procedia – Social and Behavioral Sciences, Volume 33, 2012, Pages 533-537, ISSN 1877-0428, https://doi.org/10.1016/j.sbspro.2012.01.178.

5- Hirao, Kazuki. “Comparison of Feelings of Inferiority among University Students with Autotelic, Average, and Nonautotelic Personalities.” North American Journal of Medical Sciences vol. 6,9 (2014): 440-4. doi:10.4103/1947-2714.141627.6- Liu, Yu et al. “Analysis of the causes of inferiority feelings based on social media data with Word2Vec.” Scientific Reports vol. 12,1 5218. 25 Mar. 2022, doi:10.1038/s41598-022-09075-2.

من الطبيعي أن نعاني جميعًا من بعض الشعور بالنقص أحيانًا، خاصة عندما نقارن أنفسنا بأشخاص يتمتعون بمهارات عالية، مثل: الرياضيين أو العلماء أو المشاهير أو غيرهم، ونرى أنفسنا غير كافيين للمقارنة، ليحفزنا ذلك على تحسين أنفسنا، لكن إذا كنت تشعر أن هذه المشاعر الصعبة تؤثر سلبًا على كل جوانب حياتك، فقد يكون ذلك مؤشرًا على عقدة النقص. ما هي عقدة النقص وما أعراضها؟ تعرّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس عقدة النقص على أنها مجموعة من المشاعر بعدم الكفاية أو انعدام الأمان في حياتك اليومية بسبب الاعتقاد بأنك أقل من الآخرين جسديًا أو نفسيًا، سواء كان هذا الاعتقاد قائمًا على تقييم منطقي أم لا.  هناك نوعان من الاستجابة لعقدة النقص، فإما أن يميل الشخص للانسحاب لدرجة أنه يتجنب التعامل مع الآخرين، أو يحاول أن يستجيب بشكل مفرط ليصبح قادرًا على المنافسة في محاولة لإثبات أنه ليس أدنى من غيره، وبالإضافة إلى الشعور بالنقص وعدم الأمان، قد يقوم الشخص الذي يعاني من عقدة النقص بما يلي: انخفاض احترام الذات والشعور بالقلق أو الاكتئاب....

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
792

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
2
مفيد
1
عادي
1
لم أستفد
1
كيف يمكن التعامل مع الخجل والانطواء؟
المقال التالي

كيف يمكن التعامل مع الخجل والانطواء؟

ما هي نقاط ضعف الشخصية النرجسية؟
المقال السابق

ما هي نقاط ضعف الشخصية النرجسية؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
علامات تدل أنك بحاجة لزيارة طبيب نفسي
علامات تدل أنك بحاجة لزيارة طبيب نفسي
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات