الاضطرابات هي جزء من عقبات وتعثرات الحياة. فهي نتاج عوامل بيئية وكذلك فكرية أو جسمانية. فليس شرطاً أن يكون دائماً أن نأخذه للجانب السلبي. فالتغييرات الإيجابية للفرد التي تحدث له كالحصول على ترقية أو ولادة طفل أو تغغير في عمله قد تؤدي هي أيضاً إلى التوتر والعصبية بشكل مفاجئ.

أسباب التعرض إلى التوتر والعصبية

في ظل الحياة المليئة بالضغوط والأعباء اليومية يواجهه الفرد مختلف الاضطرابات الداخلية التي يعيشها. فيكون طبيعياً أن يكون الإنسان عرضه للاصابة ببعض المشكلات النفسية: كالتوتر والقلق وعدم الراحة. وهذا رد فعل طبيعي لما يمر به من أى حالة تغيير تتطلب تكيف كامل أو استجابة وتفاعل الجسم مع تلك التغيرات عن طريق الاستجابات الجسدية والعاطفية وكذلك العقلية. فلذلك يجب معرفة كيفية التحكم في هذه الاضطرابات النفسية بما فيها التوتر والعصبية.

تأثير التوتر والعصبية على الجسم

• شدد موقع فت فور فن الألماني المختص بالصحة العامة، أن التوترات الكثيرة والداخلية للفرد لها عواقب كارثية بالمعنى الحرفي. لأنها تدمر صحة الإنسان بشكل كامل، فإن الدماغ يعمل على إرسال إشارات بمشاعر سيئة كالأرق وأفكار سلبية تتمثل في ظهور أعراض مثل: نقص ضربات القلب وزيادتها، التعرق وآلام في جميع أجزاء الجسم.

وقد يلجأ الفرد في هذه المرحلة إلى الأدوية والمواد الكيميائية وبشكل يومي تصبح تلك المهدئات والمسكنات عادة. وقد يحتاج للمنوم من أجل أخذ قسطاً بسيطاً من الراحة من أجل التعامل مع العصبية وتخفيفها بشكل سريع على المدى القصير.

• وقدم موقع باور أو بوزيتيفيتي الأمريكي تقريراً عن تلك المشكلة. بأن المجتمعات الحديثة بات التوتر منتشراً فيها. فقد أصدر المعهد الأمريكي لأبحاث التوترات ودراستها مؤكداً أن أكثر من 80 % من الموظفين والعاملين في البلاد يعانون من الضغوط بشكل يومي والعصبية والتوترات الزائدة. ومنهم من يؤكدون بأن تلك الضغوطات تجعلهم عاجزين عن العمل وكأن أيديهم مشلولة.

أساليب التخلص من التوتر والعصبية

قدم العديد من الأطباء ومختصي الطب النفسي الكثير من الأساليب والطرق التي يمكن من خلالها أن تقضي جزئياً على التوترات والقلق الداخلية الذي تنتاب الشخص بشكل مفاجئ.

• فتقول ديبورا تايلوي كاتب موقع باور أوف بوزيتيفيتي بأن السيئ في الوضع بأن الدماغ تتأثر بشكل رئيسي. لذا على الفرد أن يجرب تلك الأساليب من أجل عمل دفاع طبيعي للجسم ضد تلك الضغوط والحفاظ على اليقظة وحالة الاستنفار التي تحدث بسبب العصبية الشديدة تلك. وأن هذا الوقت إذا طال يجعل الإنسان يفقد الكثير من الأعضاء وتبدأ تضعف في عملها وتضر بالصحة.

فمن الأساليب التى يجب اتباعها من أجل التحكم في التوتر والعصبية مايلي:

1- التأمل وتمارين التنفس :

في ظل الاضطرابات النفسية التي تواجهك خلال يومك بسبب الواجبات أو الظروف التي تحيط بك أو حتى أصابك القلق بشكل مفاجئ في عملك أو في طريقك أو حتى منزلك. حاول أن تجلس منفرداً لممارسة التأمل لعدة دقائق من أجل التخلص من الضغوط. فالتأمل من أفضل العلاجات التي يقوم بها الإنسان لعلاج الإجهاد. وقم بممارسة التمارين التنفسية التي تساعد على إخراج الشعور السلبي والكثير من التوترات من جسدك. وهما من أفضل طرق التخلص من التوتر.

2- ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي:

• تمثل ممارسة الرياضة أفضل الطرق للتغلب على التوتر. فإن كنت سريع الغضب وتتعرض بشكل مستمر للضغوطات ولا تستطيع أن تفصل عقلك من الأحداث الجارية حولك. فعليك أن تمارس بأي شكل من الأشكال الرياضة. من أجل تحريك بدنك لتخفيف الحدة الخاصة بتلك التوترات. فإن لم تكن رياضياً أو لا يتمتع جسدك بالمرونة الكافية فعليك اتباع نظام رياضي جيد يفيدك. أن النشاط البدني يفرز الإندورفينات الجسدية التي تحسن مزاج الفرد والمواد الكيميائية العصبية التي تعزز الإحساس بالراحة النفسية. بجانب ممارسة التمارين الرياضية تجعل العقل يعزز إحساس الراحة النفسية مع حركات الجسم. لذا ينصح العديد من أطباء الأمراض النفسية والعصبية بالمشي والتجول والسباحة والجري أو العمل في الحديقة وكذلك تنظيف المنزل وركوب الدراجة أو ممارسة التدريبات كالسباحة والكرة وغيرها.
• بجانب ذلك عليك العناية بجسدك من الطعام والحرص على تناول الوجبات والفواكه وإدخال العناصر المفيدة لجسمك والحبوب الكاملة. ذلك لأن النظام الغذائي الصحى يمنح الفرد مذيد من الطاقة والنشاط والشعور بالسعادة. مما يؤدى إلي تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر.

3- تشجيع النفس واستشعار الذات:

يقول العديد من الأطباء أن الفرد قبل ذهابه إلى السرير للاسترخاء أو حتى بعد الاستيقاظ من النوم يحتاج دائماً إلى عبارات إيجابية و تأكيدية تشعره بذاته وبالنجاحات التي قام بها. كذلك يتذكر حجم الأعمال التي أنجزها وكيف مر بكل تلك الظروف وأصبح ناجحاً. وهو ما ينصح به أطباء علم النفس.

• اكتب على هاتفك أنا أثق بقدراتي وأثق في قوتي الداخلية ويمكنني القيام بذلك. فليس أبناءك فقط هم من يحتاجون إلى الدعم والقوة والتشجيع وزيادة الثقة بالنفس بل نحن جميعاً نحتاج لذلك من أجل التخلص من كل تلك الضغوط.

4- مكافأة النفس:

 حاول أن تجرب تلك الطريقة مع نفسك في المذاكرة إن كنت تكمل تعليمك أو مستمر في الدراسة أو كنت موظفاً وخريجاً أو متقاعداً أو حتى ولي أمر أسرة، فعليك بمكافأة نفسك على كل الأعمال التي تقوم بها خلال اليوم، وخاصة الأيام المليئة بالواجبات والأعمال الشاقة والشديدة، فيمكن ذلك أن يجعل التوتر زائداً في تلك الأيام بشكل خاص. وبالتالي خروج الشخص عن الطور الطبيعي ويصبح عصبياً بشكل شديد. فلا يجب أن ننسى وندلل أنفسنا من وقت لآخر.

• قم بمنح نفسك قسطاً من الراحة أمام شاشة التلفاز وقم بمشاهدة مسلسل أو فيلم من وقت لآخر وأحضر شيكولاته أو هدية بسيطة لنفسك.

• كافئ نفسك بحمام هادئ ودافئ.

• قم بقراءة كتابك المفضل، أو اصنع لنفسك طعام مفضل كنوع من أنواع المكافأت.
• امنح أصدقاءك بعض الوقت واجلس معهم وتسامروا فذلك التسامر مفيد للجميع ليس أنت فقط ويفيدك في إنتاجيتك بنسبة كبيرة.

فالعصبية قد تكون سببها جسدياً كالغدة الدرقية. فإن كانت العصبية مستمرة وقد قمت بتجربة كل تلك الوسائل ولم تستطيع الاسترخاء قم بمراجعة الطبيب المختص بشكل عاجل من أجل أخذ علاج يساعد على تخفيف تلك الاضطرابات.

5- احط نفسك بعلاقات تساعدك:

قم بالجلوس مع الإيجابيين. حاول أن تختار صديقاً يجعلك تضحك وتبتسم وأكثر إيجابية من الآخرين. فذلك قد يساعدك على الخروج من جو التوترات الدائم والذي تعيش فيه. فصديق أو زميل كذلك في العمل يخلصك من الضغوط في دقائق. قم بالضحك حتى بضحكة مصطنعة إلا أن مجرد الابتسام فقط تزيد من ثقتك بنفسك. بجانب أنها تخلصك من الضيق والضغط الذي تشعر به وبجانب التغييرات التي تحدث لجسدك نتيجة لتلك الابتسامة. قم بقراءة بعض النكت المضحكة أو شاهد بعض المسرحيات والمشاهد الكوميدية التي تخرجك من طور الغضب والعصبية والتوتر. فالضحك والابتسام يمكن أن يخلصك من الضغوط النفسية بشكل سريع جداً.

6- النوم والراحة من العمل:

عليك الاستماع بالوقت الذي تأخذ فيه راحتك فالنوم هو الوسيلة الوحيدة التي تجعل العقل البشري يرتاح فهو بمثابة زر التوقف والإيقاف للمخ من أجل تهدئة التفكير بعض الشئ فالمتوتر لا يصل للنوم بكل سهولة ولا يستطيع أن يأخذ راحته في النوم فعليك أن تخلد للنوم في الوقت الذي لا تفكر فيه أو تحاول تصفية ذهنك قبل النوم والنوم من فترة 7 لـ 9 ساعات وليس أقل من ذلك، فمدة النوم يمكنها أن تؤثر على المود العام الخاص بك وتغير حالتك المزاجية ومستوى الطاقة الخاصة بالجسم وأداء الفرد بشكل عام وقم بتهيئة الجو نفسه للنوم كالوسادة المريحة الأضواء الخافتة اللجوء للموسيقى ذات طبيعة الاسترخاء والالتزام بمواعيد منتظمة للنوم وعدم الأكل قبلها مباشرة.

فبعد التعرف على تأثير الاضطرابات النفسية المختلفة وخاصة التوتر والعصبية التي يواجهها الإنسان دوماً خلال أفعاله اليومية و مدى تأثيرها على روتين حياته وتفاعله مع الآخرين. يجب مراعاة التحكم في هذه التغييرات لذلك يمكنك استشارة المختص من خلال مجموعة من الجلسات الاونلاين في تطبيق لبيه احجز جلستك الآن.

المصادر: 1 2 3