البدء بالعلاج النفسي … من أين تبدأ؟
البدء بالعلاج النفسي يساعد على علاج التحديات والأعراض المرتبطة بالصحة النفسية والعواطف، ويهدف بشكل أساسي إلى مساعدة الشخص على فهم مشاعره وتجهيزه لمواجهة التحديات في الحاضر والمستقبل، ولقد ازداد شيوع العلاج النفسي وتقبله من الأشخاص خلال السنوات الماضية بشكل كبير وأصبح من المعتاد أن تسمع أن أحدهم يخضع لجلسات العلاج النفسي، إن الشعور بالضيق والكآبة والإحباط أو المرور بإخفاقات متعددة أو المشاكل الأسرية والاجتماعية المتكررة كلها قد تكون مؤشرات هامة لحاجتك لعلاج نفسي يساعدك على معالجة هذه المصاعب وتجاوزها.
قبل البدء بالعلاج النفسي : أنماط العلاج النفسي
تكمن المشكلة لدى معظم الناس عند البدء بالعلاج النفسي في اختيار المعالج وتوقيت العلاج وطريقة العلاج وكيفية تجاوز العقبات والحواجز بينهم وبين المعالج النفسي، وسنعرض لك في هذا المقال أنماط العلاج النفسي وأهم النصائح التي تساعدك على بدء علاجك النفسي بشكل صحيح ما يساعدك في الحصول على أفضل نتائج ممكنة من هذا العلاج، هناك أنماط مختلفة للعلاج النفسي ومن أهمها:
العلاج السلوكي المعرفي
- يساعد العلاج السلوكي المعرفي CBT المريض على فهم كيفية تأثير الأفكار والسلوكيات السلبية على الطريقة التي يشعر ويتصرف بها.
- حيث يتعلم الشخص طرقًا جديدة للتواصل والتعبير عن المشاعر.
- يساعده في بناء علاقات صحية والحفاظ لينعكس ذلك إيجابيًا على حياته بشكل عام.
- ويمكن أن يكون البدء بالعلاج النفسي فعالًا في علاج العديد من المشاكل ومن أهمها:
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطراب الكرب ما بعد الصدمة.
- اضطرابات الأكل.
العلاج النفسي الحركي
- يركز العلاج النفسي الحركي على الطرق التي تؤثر على التجارب السابقة للمريض.
- يهتم بالأحداث التي حدثت أثناء الطفولة والتي تملك تأثيرًا على الأفكار والسلوكيات الحالية له.
- في كثير من الأحيان لا يدرك المريض أن هذا التأثير موجود.
العلاج النفسي الأسري
- يوفر هذا النوع من العلاج مساحة آمنة لأفراد الأسرة من أجل التعبير عن آرائهم واستكشاف المشاعر الصعبة وفهم بعضهم البعض
- إيجاد حلول للمشاكل المختلفة.
- يمكن أن يكون هذا النوع من العلاج مفيدًا خاصةً عندما بالمشاكل الأسرية.
- يفيدي عندما يواجه الطفل أو الشاب صعوبات من الممكن أن يساعده الأهل على تجاوزها من خلال البدء بالعلاج النفسي فورًا.
البدء بالعلاج النفسي الجماعي
- نوع من أنواع العلاج النفسي يجتمع فيه معالج نفسي واحد مع حوالي عشرة مشاركين تقريبًا لديهم مخاوف وصعوبات متشابهة كالاكتئاب أو الإدمان مثلًا.
- تجتمع هذه المجموعة عادة لمدة ساعة أو ساعتين في كل أسبوع وعلى الرغم من أن فكرة مشاركة المخاوف والأفكار السلبية قد تكون مخيفة أو محرجة للبعض.
- إلا أن معظم الأشخاص يستفيدون من تجارب الآخرين والطرق المختلفة التي استخدموها لتجاوز هذه المشاكل.
- يدركون أنهم ليسوا لوحدهم من عانى من هذه المشكلة؛ لذلك لا بد من البدء بالعلاج النفسي دون تأخر.
العلاج النفسي عبر الإنترنت (العلاج عن بعد)
يفضل العديد من الأشخاص العلاج النفسي عن بعد، وفيه يقوم الشخص بالتواصل مع المعالج النفسي عبر الإنترنت ولهذه الطريقة عدة ميزات مناسبة للأشخاص:
- المصابين بإعاقات جسدية وغير القادرين على الوصول لمراكز العلاج.
- الذين لا يشعرون بالراحة عند التواصل وجهًا لوجه.
- الذين يواجهون صعوبة في الحصول على معالج نفسي مناسب في منطقتهم.
- غير القادرين على تحمل تكلفة جلسات العلاج التقليدية.
نصائح مهمة قبل البدء بالعلاج النفسي
النصيحة الاولى: البدء بالعلاج لنفسي امن أجلك وليس من أجل أي شخص أخر.
أحد أهم الأسباب التي قد تمنعك من الاستفادة من العلاج هو قيامك به لإرضاء شخص أخر أو لأنك مرغم عليه، ففي هذه الحالة سوف يتعامل عقلك مع هذا العلاج على أنه نوع من أنواع العقاب أو الواجبات، وبشكل عام عليك أن تبقي في ذهنك أنك المستفيد الأكبر من العلاج النفسي وهذا ما يحسن من نتائج العلاج على المدى الطويل.
النصيحة الثانية: ليست كل العلاجات النفسية متشابهة.
قبل البدء بالعلاج النفسي عليك أن تعلم أن له عدة أنماط مختلفة وأن اختيار نمط علاجك يعتمد بشكل أساسي على شخصيتك وشخصية معالجك وحالتك النفسية، قد يستجيب بعض الناس بشكل كبير للعلاج النفسي السلوكي بينما بعضهم الآخر قد ينفرون من هذا العلاج ويستفيدون من أنماط علاج أخرى.
النصيحة الثالثة: ليس كل المعالجين النفسيين متشابهين.
تختلف شخصيات المعالجين النفسيين تمامًا كما تختلف شخصيات المرضى، فقد تجد أن أحد المعالجين النفسيين هادئ جدًا بالنسبة لك أو يتحدث بطريقة لا تفضلها أو يرتدي ملابسًا لا تتناسب مع ذوقك، وهذا كله ينعكس على تفاعلك مع المعالج وبالتالي على نتائج العلاج، عليك أن تحرص على اختيار أكثر معالج نفسي تشعر بالارتياح معه للحصول على أفضل نتائج.
النصيحة الرابعة: لا تتسرع في الحكم على العلاج.
من أهم النصائح التي ينبغي أن تبقى في ذهنك عند البدء بالعلاج النفسي هو أنك لن تصل للنتائج بعد جلستين أو ثلاثة فقط، وإن عملية العلاج النفسي هي عملية طويلة الأمد ولها عدة مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بالتحدث عن المشاكل والصعوبات التي تعاني منها وشرحها للمعالج وبناء الثقة معه، وبعد ذلك يبدأ المعالج بمعالجة هذه الصعوبات معك وإعطائك بعض الطرق التي تساعدك على تجاوزها، ثم تنتهي الجلسات بالتأكيد على النتائج الإيجابية التي حصلت عليها وتقديم النصائح للحفاظ على هذه النتائج، وكما ذكرنا فإن الانتقال بين هذه المراحل يستغرق فترة من الوقت، لذلك عليك أن تكون صبورًا.
النصيحة الخامسة: عليك أن تكون صادقًا ومنفتحًا.
إن البدء بالعلاجِ النفسي يعتمد بشكل أساسي على الواقعية والصراحة، فمن المهم أن تتحدث عن الأحداث والمشاعر والأفكار كما هي حقًا وأن تتجنب تعديلها بسبب قلقك وخجلك من معالجك النفسي، سيساعدك التحدث بصراحة مع المعالج على مواجهة الصعوبات والأفكار السلبية وتحقيق أفضل استفادة من العلاج.
النصيحة السادسة: من الممكن أن تسوء الأمور في البداية قبل أن تتحسن.
يمكن أن يكون تحدثك عن مشاكلك وأفكارك صعبًا للغاية وأن يزيد ذلك من إحباطك وحزنك في البداية، ولكن ليس عليك أن تقلق فإن هذه المشاعر هي مشاعر مؤقتة وسرعان ما سيبدأ التحسن وسينعكس ذلك على كافة جوانب حياتك.
النصيحة السابعة: إن احترام الذات هو عامل مهم لنجاح البدء بالعلاج النفسي
قد يفقد بعض الأشخاص ثقتهم بنفسهم نتيجة معاناتهم من المشاكل والأفكار السلبية أو حتى نتيجة البدء بالعلاج النفسي مع الخوف من نظرة الآخرين لهم، ولكن عليك أن تعلم أن العلاج النفسي ليس معيب وأن جميع الأشخاص يحتاجون من وقت لآخر للتحدث مع معالج نفسي لتجاوز بعض المشاكل والعقبات التي يعانون منها، احرص دائمًا على المحافظة على احترامك وتقديرك لذاتك وذلك بدوره سينعكس بشكل إيجابي على العلاج ونتائجه.
النصيحة الثامنة: لا تتردد في طرح الأسئلة التي تراودك.
في حال كنت ترغب في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الجلسات عند البدء بالعلاج النفسي ينبغي عليك ألا تتردد في طرح أي تساؤل يخطر في ذهنك على معالجك النفسي، لأن هذه الأسئلة ستساعد معالجك النفسي على فهم الأفكار التي تدور في ذهنك بشكل أفضل كما أن الإجابة عنها يساعد في منحك شعورًا أكبر بالراحة والطمأنينة أثناء العلاج ما ينعكس بشكل إيجابي على نتائج العلاج.
النصيحة التاسعة: ركز على حقيقة أن المعالج النفسي موجود لمساعدتك.
ينبغي عليك أن تدرك أن المعالج النفسي موجود لمساعدتك وليس لكشف نقاط ضعفك وأخطائك وجعلك أكثر تخوفًا، ابق في بالك أنه بمجرد بدء الحديث مع المعالج تتبدد المخاوف بسرعة وستشعر بارتياح كبير.
إن التزامك بالنصائح السابقة يساعدك بشكل كبير على خوض علاج نفسي فعال ويعزز من الحصول على نتائج ممتازة، تذكر دائمًا إن العلاج النفسي أصبح ضروريًا ويملك تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على كافة جوانب الحياة.