ما هي أسباب شراهة الأكل المفاجئة؟
من الطبيعي أن نشعر أحيانًا بزيادة في الشهية لتناول الطعام بكميات أكبر مما اعتدنا عليه، وخاصةً بعد القيام بمجهود بدني كبير أو حتى بعض الأنشطة الأخرى، ولكن إذا استمرت الشراهة بالأكل لفترة طويلة من الزمن وترافقت مع شعورك بالندم بعد تناول الطعام ورغبتك بتخليص جسمك من استهلاك هذه الكمية؛ فقد يدل ذلك على الإصابة بأحد الاضطرابات التي تضر بصحتك أو صحة عائلتك.
أسباب شراهة الأكل المفاجئة
تعرّف معنا على أسباب شراهة الأكل المفاجئة، وكيف يمكنك التخلّص منها.
1. الأكل العاطفي
يمكن أن تكون الشراهة في الأكل ناتجة عن الرغبة في تجنب المشاعر السلبية، مثل: الاكتئاب والقلق والحزن والتعامل معها، حيث تتدخل المراكز العصبية التي تؤدي إلى الشعور بالجوع أو الشبع في الدماغ بالعواطف التي نشعر بها بشكل كبير. كما قد يتسبب تناول الأطعمة الغنية بالسكريات أو الدسم بشكل خاص في إطلاق الهرمونات التي تؤدي إلى الشعور بالسعادة أو الرضا، بشكل مؤقت على الأقل.
2. اضطرابات الغدة الدرقية
يقوم الجسم بحرق كمية أكبر من السعرات الحرارية عندما تكون الغدة الدرقية مفرطة النشاط، مما قد يؤدي إلى زيادة الجوع والشراهة بالأكل. تترافق هذه الحالة مع أعراض أخرى مثل: الشعور بالقلق والتعرّق الزائد والإحساس الدائم بالحرارة.
3. الحمل
يعدّ الحمل أحد الأسباب المهمة لشراهة الأكل المفاجئة، وعلى الرغم من اعتبار الغثيان هو أحد الأعراض الشائعة للحمل المبكر، إلا أن الحاجة إلى تلبية متطلبات السعرات الحرارية المتزايدة للحمل تؤدي إلى الشعور بالجوع أيضًا. كما يمكن أن تكون الشراهة الزائدة إحدى الأعراض الأولى للحمل، عند السيدات اللواتي لا يعانين من الغثيان الصباحي.
4. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم
أظهرت الدراسات الحديثة ارتباط قلة النوم بزيادة تناول الطعام، حيث يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى زيادة مستويات هرمون الغريلين، مما يحفز الشهيّة. ننصحك كل يوم بتخصيص 7 إلى 9 ساعات على الأقل للنوم.
5. العطش
يمكن أحيانًا أن يتم الخلط بين العطش والجوع، لأن هذه المشاعر تكون متشابهة جدًا والإشارات التي تدفع هذه الأحاسيس ضعيفة، لذلك يكون من الصعب تفسيرها. قد تعتقد أنك تشعر بالدوار أو التعب لأنك بحاجة إلى تناول الطعام، لكن من المحتمل أنها طريقة الجسم في طلب كأس كبير من الماء؛ لذلك عليك أولًا أن تبدأ بشرب الماء، إذا شعرت فجأة بالجوع.
6. الأدوية
تسبب بعض الأدوية زيادة الشراهة في تناول الطعام. تشمل الأدوية الشائعة التي تؤدي إلى زيادة الشهية بشكل مفاجئ: بعض الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومحسنّات المزاج. بالإضافة للأدوية التي تستخدم في حالات التحسس التي تحتوي على مضادات هيستامين أو ستيروئيدات قشرية.
7. الاضطرابات النفسية
تلعب بعض حالات الصحة النفسية دورًا كبيرًا في حدوث شراهة الأكل المفاجئة، والتي تشمل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل نفسية المنشأ.
8. سوء تنظيم نسبة السكر في الدم
يؤدي اضطراب قيم السكر، إلى زيادة الشعور بالجوع، حيث يتم هضم الكربوهيدرات الموجودة بالغذاء وتقسيمها إلى سكر الغلوكوز. ويساعد الأنسولين الجسم على معالجة هذه السكاكر البسيطة وتحويلها إلى طاقة. عندما يستشعر الجسم انخفاض قيم السكر، يبدأ في إرسال إشارات الجوع حتى تتناول الطعام مرة أخرى. قد يعاني الأشخاص الذين لديهم حالة تؤثر على تنظيم مستويات السكر في الدم -مثل داء السكري أو نقص السكر في الدم- من الشراهة المفاجئة كاستجابة لاضطرابات السكر.
9. زيادة النشاط البدني
عندما تقوم بممارسة التمارين الرياضية، يحتاج جسمك إلى تناول المزيد للحفاظ على نشاطك لفترة أطول؛ لذلك إذا كنت تشعر بشراهة مفاجئة للأكل، وتمارس المزيد من النشاطات المجهدة، فقد تكون طريقة الجسم للإشارة إلى أنك بحاجة إلى المزيد من الغذاء.
10. عدم تناول غذاء صحي
تعتبر الألياف والبروتين والدسم عناصر غذائية مهمة تساعد الشخص على الشعور بالشبع بعد تناول الطعام؛ لذا من المحتمل أن يكون ذلك سبب الشراهة التي تعاني منها، إذا كان الطعام لا يحتوي على ما يكفي من العناصر الغذائية هذه. كما يؤدي تناول الأطعمة المصنّعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح إلى جعلك تشعر بالجوع بشكل أكبر.
هل يجب أن تشعر بالقلق من شراهة الأكل المفاجئة؟
يمكن أن تكون شراهة الأكل علامة على وجود مشكلة صحية قد تحتاج إلى معالجة، إذا كانت مترافقة مع ظهور أعراض جديدة أخرى. على سبيل المثال: إذا كنت تشعر بالجوع الشديد طوال الوقت ويترافق ذلك أيضًا مع الدوار أو رجفان اليدين، فقد تكون مصابًا بنقص مستوى السكر بالدم.
ننصحك دائمًا باستشارة طبيب مختص، بأي وقت تشعر به بالقلق بشأن شهيتك أو الأعراض الأخرى التي تعاني منها، وإذا حاولت معالجة الزيادة المفاجئة في الشهية من خلال تناول المزيد من الأطعمة التي تزيد الشعور بالشبع بشكل طبيعي ولم تتحسن، فقد تكون هذه علامة أخرى على أن الوقت قد حان لطلب المشورة الطبية اللازمة.
كيف يمكنك التخلّص من شراهة الأكل؟
- لا تحاول علاج الحالة عبر اللجوء لمثبطات الشهية التي لا تستلزم وصفة طبية، دون التحدث إلى طبيبك أولًا.
- تعتمد خطة العلاج التي يحددها الطبيب بناءً على سبب زيادة الشهية، وبالتالي يمكنهم مساعدتك على تعلم كيفية علاج الحالة التي تم تشخيصها والتعامل معها بشكل صحيح.
- إذا تم تشخيص إصابتك بمرض السكري، يمكن أن يساعدك الطبيب أو اختصاصي التغذية على تعلم كيفية تنظيم مستويات السكر، بالإضافة أيضًا إلى إرشادك إلى أهم علامات الإنذار المبكر لانخفاض نسبة السكر في الدم، وكيفية تصحيح المشكلة خلال فترة قصيرة، حيث يمكن اعتبارها حالة طبية طارئة تستوجب العلاج الفوري، وإلّا فقد تؤدي إلى فقدان الوعي أو حتى الوفاة.
- إذا كانت الأدوية هي سبب شراهة الأكل، قد يصف لك طبيبك أدوية بديلة أو يضبط الجرعة بشكل أفضل. لا تتوقف أبدًا عن تناول الأدوية الموصوفة أو تقوم بتغيير الجرعة دون التحدث إلى طبيبك أولًا.
- غالبًا ما تفيد برامج الدعم النفسي في السيطرة على شراهة الأكل المفاجئة، حيث يوصي أغلب الأطباء بتطبيق أساليب العلاج النفسي، للتعامل مع اضطرابات الأكل أو الاكتئاب أو أي اضطراب نفسي آخر كجزء من الخطة العلاجية، حيث بحثت دراسة (Wilson, 2007)، في عدد كبير من المقالات العلمية التي تناولت فعالية علاجات اضطرابات الأكل على مدى 25 عام، وأظهرت الأدلة فعالية العلاج السلوكي المعرفي في تخفيف الأعراض عند كل من البالغين والمراهقين واعتباره الخط الأول في تدبير الحالة.
يمكنك من خلال تحميل تطبيق لبيه مجانًا، الانضمام لبرنامج السيطرة على شراهة الأكل المكوّن من 6 جلسات، تحت إشراف نخبة من أفضل الأطباء والمعالجين النفسيين، حيث يعتبر البرنامج مصممًا لتدريبك على القدرة على اتخاذ القرار والسيطرة على شعور الجوع والشبع، بالإضافة إلى تعليمك كيفية التخلّص من شعور تأنيب الضمير بعد تناول الوجبات، وتغيير طريقة تفكيرك بمظهرك ونظرة المحيط إليك.
كما يمكنك حجز موعد استشارة نفسية ومناقشة حالتك مع المختصّين بخطوات بسيطة عبر الإنترنت. استفد الآن من جميع خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها لبيه، بأفضل جودة وأقل سعر.
المراجع
1- 11 Reasons You May Be Suddenly Hungry All the Time (goodrx.com), GoodRx Health, Retrieved 02/08/2023.
2- Why Am I Binge Eating? (webmd.com), WebMD Platform, Retrieved 02/08/2023.3- Wilson, G. T., Grilo, C. M., & Vitousek, K. M. (2007). “Psychological treatment of eating disorders.” American Psychologist, 62(3), 199–216. https://doi.org/10.1037/0003-066X.62.3.199