منذ نعومة أظفارنا ومع تقدمنا في العمر نقوم بتعلم وتطوير مهارات وخبرات جديدة مع كل يوم يمضي من حياتنا، ومع دخول المدرسة نبدأ في تعلم التاريخ واللغات والرياضيات، لكن وربما أهم مهارة نبدأ في تعلمها في هذا الوقت هي المهارات الاجتماعية وكيفية التواصل مع الآخرين.

يمكن القول بأن المهارات الاجتماعية هي أساس تطور الحضارة، فمن دون التواصل لا يمكن إنشاء مجتمع بشري وبالتالي لا يمكن بناء حضارة، ولهذا فالمهارات الاجتماعية على الدرجة ذاتها من أهمية العلوم التي نتعلمها في المدرسة.

سنتحدث في هذا المقال حول المهارات الاجتماعية وأهميتها وكيفية تحسينها.

ما هي المهارات الاجتماعية؟

المهارات الاجتماعية هي المهارات التي نستخدمها بشكل يومي للتفاعل والتواصل مع الآخرين، تشمل هذه المهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي مثل: الكلام والإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد، والمهارات الاجتماعية ضرورية عندما يتعلق الأمر بالنجاح الوظيفي أو النجاح في الحياة الخاصة، لأنها تمكن الأفراد من خلق وتنمية علاقات نافعة ومفيدة في مختلف جوانب الحياة.

نقول عن شخص ما بأنه يتمتع بمهارات اجتماعية قوية إذا كان لديه معرفة بكيفية التصرف في المواقف الاجتماعية وفهم القواعد المكتوبة والضمنية عند التواصل مع الآخرين، يعاني الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد (ASD) واضطراب النمو الشامل ومتلازمة أسبرجر من صعوبات في تطور المهارات الاجتماعية.

لماذا المهارات الاجتماعية مهمة؟

من خلال المهارات الاجتماعية يمكن للأطفال الحصول على فهم أفضل لأنفسهم وللأشخاص من حولهم، حيث تمكنهم هذه المهارات من اكتساب العديد من المعارف التي تساعدهم في فهم عواطفهم وتطوير هوياتهم وتحديد أهدافهم، بعض الأمور التي تقوم المهارات الاجتماعية بتنميتها:

1- التعاطف

2- تنظيم العاطفة.

3- خلق مهارات حل المشاكل.

4- مهارات اتخاذ القرار.

5- مهارات التواصل.

6- كيفية إنشاء العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.

7- معرفة الذات.

8- التحكم بالذات.

ما هي أساسيات المهارات الاجتماعية؟

الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية عالية قادرين على التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح، ويمكنهم اتخاذ إجراءات مناسبة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل الغضب أو التوتر، كما أنهم قادرين على العمل بشكل جيد مع الآخرين وبناء علاقات قوية قائمة على التعاطف والتفاهم.

هناك أربعة عناصر رئيسية للذكاء العاطفي:

1- الوعي الذاتي

الأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي عالٍ يتعرفون على مشاعرهم. إنهم يفهمون الطرق التي تؤثر بها عواطفهم على دوافعهم وأفعالهم.

2- الوعي الاجتماعي

الأشخاص الذين يملكون وعياً اجتماعياً عالياً متعاطفون للغاية مع الآخرين، إنهم يفهمون احتياجات واهتمامات وعواطف الأشخاص من حولهم، إنهم ماهرون في التقاط الإشارات الاجتماعية وقراءة لغة الجسد.

3- الإدارة الذاتية

إدارة الذات هي القدرة على التحكم في الدوافع والسلوكيات الشخصية، الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات عالية في الإدارة الذاتية يملكون إحساساً عالياً بالالتزام والتكيف مع المتغيرات.

4- إدارة العلاقات

يعد إنشاء علاقات قوية مع الآخرين والحفاظ عليها مهارة حياتية مهمة وأحد العناصر الأساسية الخاصة بالمهارات الاجتماعية، والأشخاص الذين يتمتعون بمهارات قوية في إدارة العلاقات يملكون قدرات مميزة في التواصل وحل النزاعات والعمل الجماعي.

ما هي المشاكل التي يمكن أن تحدث عندما يعاني الطفل من صعوبات في المهارات الاجتماعية؟

عندما يعاني الطفل من صعوبات في المهارات الاجتماعية قد يواجه أيضًا صعوبات في:

1- السلوك : عادةً ما تتعلق شذوذات السلوك التي يظهرها الطفل ببيئته، على سبيل المثال: رفض الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية كحفلات أعياد الميلاد، أو الانخراط في سلوك غير لائق مثل شد شعر أقرانه.

2- معالجة المعلومات البطيئة : قد يواجه الطفل صعوبة في الحضور وتفسير المعلومات التي يتلقاها من البيئة المحيطة به.

لغة سيئة أو عدم فهم لغته الأم.

3- عدم فهم اللغة التعبيرية : حيث يعاني بعض الأطفال من سوء استخدام الإشارة أو أشكال الاتصال البديلة لتوصيل الرغبات والاحتياجات والأفكار.

4- النطق : عدم وضوح أصوات الكلام واللغة المنطوقة.

5- الطلاقة : انعدام السلاسة أو التدفق الذي يتم به إنتاج الأصوات والمقاطع والكلمات والعبارات عند التحدث.

6- الصوت : شذوذ في الصوت الخاص بالطفل، وذلك لسوء مهاراته الاجتماعية عندما يتحدث مع شخص ما.

ما هي فوائد المهارات الاجتماعية؟

التواصل مع الناس بفعالية يحتاج لاكتساب المهارات الاجتماعية، من أجل تأسيس بيئة ومجتمع صحي قادر على النمو والتواصل بشكل صحيح، بعض الفوائد التي تقدمها المهارات الاجتماعية هي:

1- خلق بيئة عمل ملائمة للجميع.

2- توسيع دائرة المعارف والأصدقاء.

3- خلق صداقات جديدة.

4- التعبير عن وجهة نظرك بشكل واضح.

5- التركيز على حياتك والبيئة المحيطة بها دون قلق.

6- تطوير حياتك على المستوى الصحي والاقتصادي.

كيف نقوم بتنمية المهارات الاجتماعية؟

المهارات الاجتماعية هي أساس النجاح في الحياة المهنية والحياة الشخصية، وتطويرها وتنميتها من الأمور الأساسية لاستمرار التواصل الاجتماعي في مختلف المجتمعات، إذا أردت أن تقوم بتطوير مهاراتك الاجتماعية يمكنك اتباع النصائح التالية:

1- اطلب المساعد أو النصيحة

إذا أردت أن تطور مهاراتك الاجتماعية فالطريقة الأفضل هي طلب المساعدة من أشخاص تثق بهم، قم بسؤالهم عن الأشياء التي عليك تحسينها أو العادات السيئة التي عليك التخلي عنها، ثم أعمل جاهداً لتحسين الأمور التي تعاني من ضعف بها.

2- قم بتحديد أهدافك

عند الاطلاع على الأمور التي ينبغي عليك تحسينها، قم بصياغة خطة وأهداف واقعية تتوافق مع قدراتك الفكرية واهتماماتك الخاصة، يمكن القول أن أفضل طريقة لتطوير نفسك هي المراجعة الذاتية المنتظمة.

3- إيجاد مراجع موثوقة

عندما ترغب في تنمية مهاراتك الاجتماعية عليك إيجاد مراجع موثوقة ومكتوبة بلغة سهلة ومفهومة، تستطيع أن تطور أية مهارة بتصفح الإنترنت أو مطالعة الكتب التي تتكلم عن المهارات التي تريد تحسينها أو متابعة دورات على اليوتيوب أو دورات مدفوعة وذات جودة عالية في المواقع الأخرى.

4- الممارسة 

الممارسة هي التي تزرع في داخلك العادات الجيدة، ومن دون ممارسة الحياة لتجربة المهارات الاجتماعية التي تعلمتها لن تستطيع أن ترى التقدم الذي أحرزته، تعلم ومارس المهارات الاجتماعية التي طورتها مع أسرتك وأصدقائك كل يوم حـتى تصبح هذه المهارات جزءاً لا يتجزأ من طباعك وعاداتك الشخصية.

تعلم المهارات الاجتماعية من الأمور الأساسية لتنمية الذكاء العاطفي والمهارات اليومية الخاصة بكل شخص، يمكن لهذه المهارات تحسين أداء الأطفال في الفصل الدراسي وتحسين تفاعلاتهم مع الآخرين وتحسين احترامهم لذاتهم.

لا يختلف الأمر مع الراشدين حيث تساعدهم المهارات الاجتماعية في الحصول على فرص عمل أكثر، بالإضافة لتحسين حياتهم العائلية والمادية، أي إن المهارات الاجتماعية من الأمور الأساسية لنجاح الإنسان المتحضر، ومع التوجيه المناسب يمكنك تطوير هذه المهارات بنفسك أو بمساعدة الخبراء.

المراجع:

1،2