ما أهمية الصداقة؟ وكيف يؤثر بناؤها على تعزيز الصحة النفسية وازدهارها
يضيف الأصدقاء بُعدًا رائعًا لحياتنا، فهم يشاركونا الاحتفال بالأوقات الجيدة، ويساعدونا على تجاوز الأوقات الصعبة. هذه العلاقات، التي تتسم بالدعم والتفاهم، لا تقتصر فقط على توفير شبكة أمان اجتماعية، بل تلعب دوراً محورياً في تعزيز الرفاهية النفسية.
في هذا المقال، سنبين لك أهمية الصداقة، وكيف يمكن لبناء صداقات قوية ومتينة أن يسهم في ازدهار الصحة النفسية، مبينين الأبعاد المتعددة لهذه العلاقات الثمينة.
ما هو تعريف الصداقة؟
الصداقة هي علاقة إنسانية غنية ومتعددة الأوجه تتجاوز مجرد التعارف السطحي أو الاتصالات العابرة، وفي جوهرها، تقوم الصداقة على الثقة المتبادلة والمودة، حيث يشعر الأصدقاء بالأمان والراحة في مشاركة أفكارهم ومشاعرهم دون خوف من الحكم أو الرفض.
هذه العلاقة تتسم بالدعم والمساندة المستمرين، فالأصدقاء يقفون إلى جانب بعضهم في الأوقات الصعبة ويحتفلون معًا في الأوقات السعيدة، وإن الصداقة الحقيقية تتطلب التفاهم والتعاطف، حيث يحاول كل طرف فهم واحترام وجهات نظر ومشاعر الآخر، كما تتضمن الصداقة النمو المتبادل والتطور، حيث يساعد الأصدقاء بعضهم البعض على النمو والتحسن كأشخاص، فهي رحلة مشتركة تتسم بالمشاركة، والاكتشاف، والتقدير المتبادل.
ما أهمية الصداقة في حياتنا؟
الصداقات يمكن أن تثري حياتك بعدة طرق، فالأصدقاء الجيدون يتحدونك لتكون أفضل، لذا فإن بناء الصداقات والعلاقات الاجتماعية الصحية لها تأثيرات مختلفة في جميع المراحل العمرية.
بينت a study أن وجود علاقات اجتماعية قوية ومستقرة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة الجسدية، ويساهم في زيادة متوسط العمر المتوقع، هذا يعني أن الأشخاص الذين لديهم شبكات اجتماعية داعمة وعلاقات وثيقة قد يعيشون لفترة أطول مقارنة بأولئك الذين يفتقرون إلى هذه العلاقات.
كما بينت الدراسة تأثير العلاقات الاجتماعية على عوامل مثل: الضغط النفسي، والالتهابات، ووظائف الجهاز المناعي، والتي تلعب دوراً في تحديد طول العمر. موكدًة على أن العلاقات الاجتماعية الجيدة يمكن أن تقلل من الضغط النفسي وتحسن الصحة العامة، مما يؤدي إلى حياة أطول وأكثر صحة.
كيف يمكن أن تؤثر الصداقة على استقرار الصحة النفسية؟
الأصدقاء الجيدون جيدون لحياتك، وخاصة فيما يخص استقرار صحتك النفسية، إذ يمكن أن يكون للصداقات تأثير كبير على صحتك ورفاهيتك على المدى البعيد، وتتجلى أهمية الصداقة في:
1- التشجيع على السلوكيات الصحية
الصداقة الحقيقية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز صحتك النفسية من خلال تشجيعك على اعتماد نمط حياة صحي. الأصدقاء يمكن أن يكونوا داعمين في تحديد أهدافك والمثابرة عليها، مما يسهم في تحسين جودة حياتك اليومية. على سبيل المثال: يمكن للأصدقاء أن يحفزوك على ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن العادات الضارة.
في هذا السياق، تبرز a study أجريت حول كيفية تأثير العلاقات الشخصية على الصحة بشكل إيجابي، مثل تعزيز النشاط البدني، أو بشكل سلبي، كالضغط نحو تبني سلوكيات غير صحية. هذه الدراسة تؤكد على أهمية العلاقات الداعمة في تشكيل السلوكيات الصحية، حيث تشير إلى أن الأشخاص الذين يحظون بدعم اجتماعي قوي يميلون إلى اتباع نمط حياة أكثر صحة.
2- تقديم الدعم العاطفي
وجود الأصدقاء في حياتنا يمكن أن يكون بمثابة مرساة في أوقات الضعف، عندما نمر بأوقات عصيبة، قد نجد أنفسنا غارقين في موجة من المشاعر المتقلبة والتحديات التي تبدو أحيانًا أكبر من قدرتنا على التحمل. في هذه اللحظات، يبرز دور الصديق كعنصر حاسم في دعمنا ومساعدتنا، إذ يمكن للأصدقاء أن يساعدونا في رؤية المواقف من منظور مختلف، ويقدمون لنا الراحة والتشجيع الذي نحتاجه للتغلب على الصعاب.
أظهرت a study أن السعادة معدية بين الأصدقاء، وبينت هذه الدراسة التي أجريت على طلاب المدارس الثانوية أن أولئك الذين يعانون من الاكتئاب كانوا أكثر عرضة للتعافي بمقدار الضعف إذا كان لديهم أصدقاء سعداء، وبالمثل يكون الطلاب أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب إلى النصف إذا كان أصدقاؤهم يتمتعون بمزاج صحي.
3- المساعدة في بناء الثقة
يساعد الأصدقاء في بناء ثقتك بنفسك، فكل شخص لديه شكوك ذاتية وانعدام الرضا والأمان الداخلي بين الحين والآخر، لكن وجود أصدقاء يدعمونك يلعب دورًا كبيرًا في بناء احترامك لذاتك، أو مدى تقديرك وحبك لنفسك.
أي يمكن للأصدقاء الداعمين مساعدتك على الشعور بمزيد من الثقة من خلال تقديم الثناء والطمأنينة عندما تشعر بعدم اليقين، وسيسلطون الضوء على مدى أهميتك وما لديك لتقدمه للآخرين.
4- المساعدة في التغلب على التوتر
إن قضاء الوقت مع الأصدقاء يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل التوتر، ووفقا لكلية الطب بجامعة هارفارد، تساعد الروابط الاجتماعية الصحية على تخفيف مستويات التوتر، والتي يمكن أن تضر وظيفة القلب، ووظيفة الأمعاء، وتنظيم الأنسولين، والجهاز المناعي.
فقد أكدت a study فكرة كيف يمكن لوجود صديق مقرب أن يلعب دوراً مهماً في التقليل من الآثار السلبية للتجارب القاسية أو السيئة التي يمر بها الأفراد، خاصةً في مرحلة الطفولة والمراهقة، مما يساعد في تقليل التوتر وتطوير مهارات التكيف والمرونة النفسية.
لا شك أن الصداقات القوية، لا تقتصر فقط على تحسين الحالة البدنية، بل تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة النفسية، إذ أن الدعم العاطفي والتشجيع المتبادل الذي يأتي من الأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الثقة بالنفس، والرفاهية العامة، والقدرة على التعامل مع مختلف التحديات.
وهنا يمكنك التواصل مع معالجي لبيه النفسيين لتقديم استراتيجيات وأدوات لبناء صداقات حقيقية وموثوقة لتحظى بحياة أكثر استقرارًا، ويمكنك ذلك من خلال تحميل تطبيق لبيه.