علامات الاكتئاب عند المرأة هي نفسها عند الرجل على حد سواء، ولا توجد علامات  تؤثر حصرًا على النساء دون الرجال، ومع ذلك تشير الأبحاث إلى أن النساء أكثر عرضة للتعبير عن الحزن علانية من الرجال.

تشير a study (Macdonald et al. 2020) إلى أنه نظرًا للأدوار التقليدية للجنسين، فمن المقبول اجتماعيًا أن تبكي النساء وتتأثر أكثر من الرجال بينما يكون الرجال أكثر عرضة للتعبير عن الغضب أو محاولة إخفاء مشاعرهم أو التعامل الذاتي معها، وهذا لا يعني أن النساء لا يشعرن بالغضب لكنهن قد يعبرن عن مشاعرهن بشكل مختلف، واحتمال إصابة المرأة بالاكتئاب أعلى من الرجل كما أن هناك حالات محددة للاكتئاب تؤثر على النساء فقط.

كيف يختلف الاكتئاب عند المرأة عن الاكتئاب عند الرجل؟

يختلف الاكتئاب عند المرأة عن الاكتئاب لدى الرجال بعدة طرق:

• في حين يمكن أن يعاني كلا الجنسين من أعراض الاكتئاب، تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء أكثر عرضة للإبلاغ عن معاناتهم مع هذه الأعراض أو إظهار بعض الأعراض أكثر من غيرها، إذ كما ذكرنا سابقًا عن إحدى الدراسات (Macdonald et al. 2020) فإن النساء أكثر تأثرًا من الرجال، بينما يميل الرجال المكتئبون إلى التعبير عن مشاعرهم بالغضب، لأن المقبول في أغلب الثقافات هو أن تعبر المرأة عن ضعفها بينما يُفرض على الرجل أن يظهر بصورته القوية دائمًا، ما يدفعه إلى عدم الاعتراف بالاكتئاب ومحاولة إخفاء مشاعره واللجوء للعلاج الذاتي للتعامل معها.
• قد يحدث الاكتئاب عند المرأة في وقت مبكر، ويستمر لفترة أطول، ويكون أكثر عرضة للعودة وأكثر ارتباطًا بأحداث الحياة المجهدة، وأكثر حساسية للتغيرات الموسمية.
• من المرجح أن يرتبط الاكتئاب عند المرأة باضطرابات القلق وخاصة أعراض الهلع والرهاب واضطرابات الأكل.
• من المرجح أن تشعر النساء بالذنب وتحاول الانتحار على الرغم من أنهن في الواقع ينتحرن أقل من الرجال.

لماذا يُعتبر الاكتئاب عند المرأة أشد قسوة من الرجل وما الذي يزيد من فرص الاكتئاب عند المرأة؟

إن الأمور التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب عند المراة  تجعله أشد قسوة عليها، وتشمل هذه الأمور العوامل الإنجابية أو الوراثية أو البيولوجية الأخرى والعوامل الشخصية وبعض الخصائص النفسية والشخصية، وتواجه الأمهات المنفصلات أو العاملات (مع تربية الأطفال) المزيد من التوتر الذي قد يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب بالإضافة إلى:

• التاريخ العائلي لاضطرابات المزاج: يمكن أن تزيد الوراثة من خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بنحو %40، ولسوء الحظ أكدت بعض الدراسات (M Jansson et al. 2004) أن نسبة توريث الاكتئاب للنساء أكثر من الرجال.
• تاريخ اضطرابات المزاج في السنوات الإنجابية المبكرة.
• اختلاف الهرمونات: ثبت أن هرموني الاستروجين والبروجسترون يؤثران على النواقل العصبية والغدد الصماء وأنظمة الساعة البيولوجية المتورطة في اضطرابات المزاج.
• فقدان أحد الوالدين قبل سن العاشرة.
• فقدان نظام الدعم الاجتماعي أو التهديد بخسارة من هذا القبيل.
• التوتر النفسي والاجتماعي المستمر -مثل فقدان العمل- بالإضافة إلى المكانة والسلطة غير المتكافئة، فمن الأرجح أن تعيش النساء في فقر أكثر من الرجال، ما يسبب مخاوف مثل عدم التيقن بشأن المستقبل وقلة إمكانية الوصول إلى الموارد المجتمعية والرعاية الصحية، ويمكن أن تسبب هذه المشكلات شعورًا بالسلبية، وضعف تقدير الذات وعدم التحكم في مجريات الحياة ما يساهم في حدوث الاكتئاب وزيادة شدته عن الرجل.
• الإجهاد في العمل: تعمل النساء غالبًا في وظائف خارج المنزل مع تحملهن المسؤوليات المنزلية والعناية بالأولاد والزوج.
• استخدام بعض الأدوية.
• الانفصال عن الشريك: عند الانفصال تتعرض العديد من النساء لتحديات مسؤولية الأبوة من طرف واحد، وقد تضطر للعمل في وظائف متعددة لتغطية النفقات، بالإضافة إلى أن المرأة قد ترعى أطفالها أثناء رعايتها أيضًا لأفراد الأسرة المرضى أو كبار السن.
• وجود أنماط اكتئاب خاصة بالنساء فقط.

ما هي علامات الاكتئاب عند المرأة؟

الحزن ليس سوى جزء صغير من الاكتئاب وبعض المصابين بالاكتئاب لا يشعرون بالحزن على الإطلاق، وقد يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب (سواء كان رجلًا أو امرأة) أعراضًا يجب أن تستمر لمدة أسبوعين على الأقل حتى تُشخّص الإصابة بالاكتئاب، ومن أهمها:

• الشعور المستمر بالحزن أو القلق.
• مزاج فارغ.
• مشاعر اليأس والتشاؤم.
• تهيج.
• الشعور بالذنب وعدم القيمة أو العجز.
• انخفاض الطاقة أو التعب.
• الاستيقاظ في الصباح الباكر أو الإفراط في النوم أو صعوبة في النوم.
• البكاء المفرط.
• فقدان الاهتمام أو المتعة عند ممارسة الهوايات والأنشطة.
• تباطؤ في الحركة أو الكلام.
• الشعور بالقلق أو صعوبة الجلوس والبقاء ثابتًا.
• عدم القدرة على التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
• تغيرات في الشهية أو الوزن.
• أفكار عن الموت أو الانتحار.
• الأعراض الجسدية المستمرة دون سبب واضح ولا تستجيب للعلاج مثل: الآلام أو الصداع أو التشنجات أو مشاكل الجهاز الهضمي.

أنواع معينة من الاكتئاب تحدث عند النساء حصرًا

يرتبط الحمل وفترة ما بعد الولادة وما قبل انقطاع الطمث والدورة الشهرية بتغيرات جسدية وهرمونية يمكن أن تسبب أنواع معينة من الاكتئاب في مراحل مختلفة من حياة المرأة ومن هذه الأنواع:

اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)

تشير متلازمة ما قبل الطمث أو PMS إلى تقلب المزاج والتهيج في الأسابيع التي تسبق الطمث، وهو اضطراب شائع جدًا تكون أعراضه خفيفة عادة، ولكن هناك شكل أقل شيوعًا وأكثر حدة من متلازمة ما قبل الطمث يسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)، وهو حالة خطيرة مع أعراض شديدة تؤثر على الحياة اليومية مثل: التهيج والغضب والمزاج المكتئب والحزن والأفكار الانتحارية وتغيرات الشهية والانتفاخ وألم الثدي وآلام المفاصل أو العضلات.

الاكتئاب قبل انقطاع الطمث

على الرغم من أن انقطاع الطمث هو الوقت الذي ينخفض ​​فيه خطر إصابة المرأة بالاكتئاب، فترة ما قبل انقطاع الطمث (الانتقال إلى سن اليأس) في حياة المرأة يمكن أن تكون صعبة في بعض الأحيان وفي حال مرت المرأة بفترة ما قبل انقطاع الطمث فقد تعاني دورات شهرية غير طبيعية ومشاكل في النوم وتقلبات مزاجية وهبات ساخنة، ومع أن هذه الأعراض شائعة لكن الشعور بالاكتئاب ليس كذلك.

  وجدت الدراسات (Freeman et al. 2006) أن النساء تتعرض في فترة ما قبل انقطاع الطمث على وجه الخصوص لخطر ظهور نوبات اكتئابية كبرى وتكرارها، ويكون الخطر أكبر عند النساء اللاتي لديهن تاريخ سابق من متلازمة ما قبل الحيض أو اكتئاب ما بعد الولادة، وتكون الأعراض هي نفسها أعراض الاكتئاب التي ذكرناها سابقًا.

اكتئاب ما حول الولادة

الحمل ليس بالأمر السهل وعادة ما تعاني الحوامل من غثيان الصباح وزيادة الوزن وتقلبات المزاج، كما أن رعاية المولود الجديد أمر صعب أيضًا ما قد يجعل العديد من الأمهات الجدد يعانين مما يسمى بالكآبة النفاسية baby blues، وهو مصطلح يستخدم لوصف التغيرات المزاجية المعتدلة ومشاعر القلق والتعاسة والإرهاق التي تعانيها المرأة أحيانًا في أول أسبوعين بعد إنجاب طفل، وعادة ما تستمر هذه المشاعر لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم تختفي عندما تتكيف الأم الجديدة مع إنجاب المولود الجديد.

أما اكتئاب ما حول الولادة هو اضطراب مزاجي يمكن أن يؤثر على النساء في أثناء الحمل وبعد الولادة، وهو أكثر خطورة بكثير من الكآبة النفاسية، وتشير جملة (فترة ما حول الولادة) إلى الوقت قبل ولادة الطفل وبعده) وتعاني فيه الأمهات مشاعر الحزن الشديد والقلق والتعب التي قد تصعّب عليهن القيام بالمهام اليومية بما في ذلك رعاية أنفسهن أو طفلها الجديد أو الآخرين.

علاج الاكتئاب

ذكرت a study (Christoph Kraus et al.2019) أن العلاج المبكر قد يقلل من شدة الاكتئاب ويمكن لأي شخص يشعر أنه قد يعاني من أعراض الاكتئاب التحدث مع طبيب أو معالج لاختيار العلاج المناسب للاكتئاب الذي قد يتضمن العلاج بالكلام أو الأدوية أو مزيج من الاثنين.

يمكن عن طريق تحميل تطبيق Labayh التواصل مع المختصين للحصول على العلاج المناسب والتواصل المباشر مع المرأة المصابة بالاكتئاب أو التعاون مع أحد المقربين منها.