كيف يمكن أن يساعد العلاج النفسي على التخلص من القلق؟
يمكن أن تضعف اضطرابات القلق من قدرة الشخص على النجاح في العمل والمدرسة وفي المواقف الاجتماعية، ويمكن أن تؤثر في علاقاته مع أفراد الأسرة والأصدقاء. يشعر جميع الناس ببعض القلق أو التوتر من وقت لآخر، لأن القلق هو رد فعل إنساني طبيعي على المواقف العصيبة، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، فإن هذه المخاوف والأفكار ليست مؤقتة. حيث يستمر قلقهم، ويمكن أن يزداد سوءًا بمرور الوقت.
في بعض الحالات، يكون للأدوية النفسية دور فعال في علاج اضطرابات القلق، ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن العلاج السلوكي بمفرده أو بالمشاركة مع الأدوية، هو علاج فعال للغاية لمعظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق. هل تريد السيطرة على قلقك؟ والتخلص من الأفكار السلبية والتغلب على مخاوفك؟ عليك أن تعلم كيف يمكن للعلاج النفسي أن يساعد.
ما هي أنواع اضطرابات القلق؟
تعتبر اضطرابات القلق شائعة لدى البالغين والأطفال. هناك عدة أنواع رئيسية من اضطرابات القلق:
- يتميز اضطراب القلق المعمم بالشعور بالقلق بشكل مستمر، حيث يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالقلق بشأن عدد من المخاوف، مثل المشاكل الصحية أو الشؤون المالية، وقد يكون لديهم شعور عام بأن شيئًا سيئًا سيحدث.
- يتميز اضطراب الهلع بنوبات هلع متكررة تشمل أعراضًا مثل التعرق أو الارتعاش أو ضيق التنفس أو الشعور بالاختناق وتسرع القلب ومشاعر الذعر.
- الرهاب هو الشعور بالخوف الشديد غير المفسر من بعض الأشياء مثل (العناكب أو الثعابين) أو المواقف (مثل الركوب في الطائرات).
- يتميز اضطراب الوسواس القهري بمشاعر وأفكار مستمرة لا يمكن السيطرة عليها (وساوس) وطقوس (قهرية). تشمل بعض الأمثلة الشائعة غسل اليدين القهري استجابةً للخوف من الجراثيم.
- يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة بعد صدمة جسدية أو عاطفية شديدة مثل حدوث كارثة طبيعية أو حادث خطير أو جريمة.
ما هو دور الأطباء النفسيين في علاج اضطرابات القلق؟
على الرغم من وجود العديد من أنواع اضطرابات القلق، لكن معظم أسباب حدوثها تعتبر مشتركة فيما بينها. يميل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق إلى أن يتأثروا بمشاعرهم بسهولة، ويملكون ردود فعل سلبية بشكل خاص على تلك المشاعر والمواقف غير السارة.
غالبًا ما يحاول الناس التعامل مع ردود الفعل السلبية هذه من خلال تجنب المواقف أو التجارب التي تجعلهم قلقين. لسوء الحظ، يمكن أن يأتي التجنب بنتائج عكسية ويفاقم الشعور بالقلق.
يعتبر الطبيب النفسي المختص مؤهلًا لتشخيص اضطرابات القلق وتعليم المرضى طرقًا أكثر صحة وفعالية للتعامل معها. أحد أشكال العلاج النفسي المعروف باسم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يعد فعالًا للغاية في علاج اضطرابات القلق. حيث يساعد الطبيب النفسي الشخص على تعلم تحديد وإدارة العوامل التي تساهم في شعورهم بالقلق. يتعلم الأشخاص من خلال الشق المعرفي للعلاج، فهم كيفية مساهمة أفكارهم في تفاقم أعراض القلق لديهم. من خلال تعلم تغيير أنماط التفكير هذه، يمكن أن تقلل من احتمالية حدوث أعراض القلق وشدتها. أما من خلال الشق السلوكي، يتعلم الشخص عدة أساليب لتجنب السلوكيات غير المرغوب فيها المرتبطة باضطرابات القلق. وعلى وجه التحديد، يتم تشجيع هؤلاء الناس على التعامل مع الأنشطة والمواقف التي تثير القلق (مثل التحدث أمام الجمهور أو التواجد في مكان مغلق) لمعرفة أن نتائجهم المخيفة (مثل الإصابة بنوبة هلع) غير مرجحة الحدوث.
يمنحك العلاج النفسي الأدوات اللازمة للتغلب على القلق ويعلمك كيفية استخدامها. تختلف اضطرابات القلق اختلافًا كبيرًا، لذلك يجب تصميم العلاج وفقًا للأعراض التي تم تشخيصها. فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من اضطراب الوسواس القهري، سوف يكون علاجه مختلفًا عن الشخص الذي يحتاج إلى مساعدة في نوبات القلق. تعتمد مدة العلاج أيضًا على نوع وشدة اضطراب القلق الموجود. ومع ذلك، فإن العديد من علاجات القلق قصيرة الأمد نسبيًا، حيث يتحسن العديد من الأشخاص بشكل كبير في غضون 8 إلى 10 جلسات علاجية.
يستخدم العديد من أنواع العلاج النفسي المختلفة لتدبير القلق، لكن الأساليب الرائدة هي العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج بالتعرض. ويمكن استخدام كل علاج للقلق بمفرده، أو مشاركته مع أنواع أخرى من العلاج. وقد يتم إجراء العلاج بشكل فردي، أو أن يطبّق على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلق مماثلة. لكن الهدف هو نفسه: تخفيف مستويات القلق، وتهدئة النفس والتغلب على جميع المخاوف.
ما هو العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض؟
إنّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو العلاج الأكثر شيوعًا لاضطرابات القلق. أظهرت الأبحاث أنه فعال في علاج اضطراب الهلع والرهاب واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب القلق المعمم، بالإضافة إلى العديد من الحالات الأخرى.
يركز العلاج السلوكي المعرفي على الأفكار السلبية والطريقة التي ننظر بها إلى العالم وأنفسنا، كما يوحي الاسم، يتضمن هذا العلاج عنصرين رئيسيين:
- يتناول العلاج المعرفي كيفية مساهمة الأفكار السلبية أو الإدراك في القلق.
- يتناول العلاج السلوكي كيفية التصرف والتعامل مع المواقف التي تثير القلق.
أما العلاج بالتعرض، فهو كما يوحي الاسم، يقوم على تعريض الإنسان للمواقف أو الأشياء التي يخافها. والفكرة هي أنه من خلال التعرض المتكرر، يشعر الشخص بإحساس متزايد بالسيطرة على الموقف ويخف القلق تدريجيًا.
يتم إجراء العلاج بطريقتين: قد يطلب المعالج النفسي تخيل الموقف المخيف، أو قد يجعله يواجه ما يخافه في الحياة الواقعية. يمكن استخدام العلاج بالتعرض لوحده، أو قد يتم إجراؤه كجزء من العلاج السلوكي المعرفي.
ما يمكن توقعه من العلاج النفسي لاضطرابات القلق؟
إن Psychotherapy هو عملية تعاونية، حيث يعمل الشخص والطبيب النفسي معًا لتحديد مجموعة المخاوف وتطوير مهارات وتقنيات ملموسة للتعامل مع القلق بشكل صحيح. يمكن أن يتوقع الأشخاص أن يمارسوا مهاراتهم الجديدة خارج جلسات العلاج للسيطرة على القلق في المواقف التي قد تجعلهم غير مرتاحين.
يستخدم علماء النفس أحيانًا مناهج أخرى لعلاج اضطرابات القلق بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض. يمكن أن يكون العلاج النفسي الجماعي فعالًا في علاج القلق وتقديم الدعم للناس. وهو يشمل عادةً مشاركة العديد من الأشخاص الذين يعانون جميعًا من اضطرابات القلق، يمكن أن يساعد العلاج النفسي الأسري أفراد الأسرة على فهم قلق أحبائهم ومساعدتهم على تعلم طرق للتعامل لا تزيد من شعورهم بالقلق. يمكن أن يكون العلاج الأسري مفيدًا بشكل خاص للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات القلق.
لا يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق سواءً كانت نوبات هلع أو أفكار وسواسية أو مخاوف تجاه أشياء معينة، الاستسلام والتعايش مع القلق والخوف. حيث يمكن أن يساعد العلاج النفسي، وغالبًا ما يكون هو الخيار الأكثر فعالية للعديد من مشاكل القلق. ذلك لأن العلاج النفسي للقلق يعالج الاضطراب بحد ذاته، على عكس أدوية القلق التي تركز على أعراض المشكلة. يمكن أن يساعد العلاج النفسي في الكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذه المخاوف وتعلم كيفية الاسترخاء، والتفكير في الأمور بنظرة جديدة أقل تخوفًا، وتطوير مهارات أفضل للتعامل مع المشاكل وحلها.تعد اضطرابات القلق قابلة للعلاج بشكل ممتاز، حيث يتمكن معظم المرضى الذين يعانون من القلق من تخفيف الأعراض أو التخلص منها نهائيًا بعد عدة أشهر (أو أقل) من العلاج النفسي، ويلاحظ العديد من المرضى التحسن بعد بضع جلسات فقط. يعتبر الأطباء النفسيون مدربون تدريبًا عاليًا على تصميم خطة علاج مناسبة لتلبية الاحتياجات الخاصة بكل شخص. إذا كنت تشك أنك تعاني من القلق، استخدم مقياس الاكتئاب المجاني على تطبيق لبيه لتعرف مستوى القلق لديك.