تسعة أشياء تمنعك من السلام الداخلي
فرضت ظروف الحياة الحديثة، واقعًا مليئًا بالأفكار السلبية والمسؤوليات ويسوده القلق، بدءًا من ضغوط وصعوبات العمل والمشاكل العائلية إلى الأزمات الصحية، لكنك تستطيع بالرغم من ذلك إيجاد السلام الداخلي واستعادة التوازن والهدوء في حياتك من جديد، من خلال التخلي عن الأشياء التالية:
1 – التفكير بالماضي
لا يمكن تحقيق السلام الداخلي دون التخلي عن التفكير بالماضي، حيث أن التفكير بأحداث الماضي التي وقعت ولا يمكن تغييرها يمكن أن يمنع الإنسان من المضي قدمًا في حياته الشخصية والمهنية، ويساهم في حدوث الاكتئاب والقلق، كما أننا لا نستطيع أن نثق بأنفسنا عندما يتعلق الأمر بسرد قصة عن الماضي، فهي غالبًا ما تكون متحيزة وغير مكتملة.
إن تجارب الحياة مليئة بالدروس القيمة، ومن الأفضل نسيان الماضي والتطلع للمستقبل بأمل، فقد أظهرت a study صينية (Sun,2014)، أجريت على 517 طالب جامعي، زيادة درجات الاكتئاب عند الطلاب الذين يعانون من التفكير الزائد بالماضي، كما أظهرت الدراسة أيضًا أن هذا الارتباط بين الاكتئاب والتفكير بالماضي، أصبح غير مهم عند الأفراد الذين كان لديهم أمل أكبر بالمستقبل.
2 – الحدود غير الواضحة
تكمن المشكلة عند السماح للآخرين بتخطي حدود أكبر من قدرتنا على التحمل، ولذلك يجب وضع ضوابط واضحة تنظم علاقتنا مع الغير، فلا مانع من النقاش باحترام مع الشخص الذي أزعجك وفهم السبب الذي جعله يفعل ذلك، وإذا كان من الصعب القيام بذلك في مكان العمل، يمكن التواصل مع طرف ثالث لحل المشكلة (كالإدارة). قد يؤدي عدم وضع حدود صحية واضحة إلى الإخلال بتوازن حياتك ومنعك من تحقيق السلام الداخلي.
3 – الشك بالذات وقلة الثقة بالنفس
نتساءل جميعًا ما إذا كنا قادرين على القيام بأشياء معينة لم نجربها في حياتنا، مع الشك في قدرتنا على تحقيق النجاح.
يتمكن الأطفال بشكل عام من القيام بالنشاطات بثقة أكبر على الرغم من قلة ثقة المحيط بنجاحهم، وذلك لعدم تفكيرهم بالنتائج؛ لذا يجب الابتعاد عن تشتيت الذهن بأسوأ النتائج الممكنة والتركيز على النجاح فقط إذا كنت تبحث عن السلام الداخلي وتحسين صحتك النفسية.
تناولت a study فرنسية (Guillon,2003) تم نشرها في مجلة جامعة كامبريدج، وأجريت على 76 شخص تتراوح أعمارهم بين (12-20) عامًا، العلاقة بين احترام الذات والاضطرابات النفسية لدى المراهقين، حيث يرتبط وجود اضطراب نفسي لدى المراهقين بانخفاض احترام الذات، وتختلف درجته وفقًا للاضطراب النفسي، كما أظهرت فائدة العلاج النفسي المناسب في تحسين احترام الذات والثقة بالنفس لدى هؤلاء المراهقين.
4 – التسويف
يمنعك التسويف من تحقيق السلام الداخلي، حيث يمكن أن يخلق إحساسًا بالقلق والتوتر، خاصة عندما تؤجل عملًا هامًا كان عليك إنهاؤه، مع زيادة الضغط على النفس كلما طالت مدة التأخير؛ لذلك عليك الالتزام بالوعود التي قطعتها لنفسك إذا كنت تريد أن تشق طريقك في الحياة بسلام.
5 – الخوف الدائم من التقصير
قد يجعلنا العالم نعتقد أننا نحتاج لفعل المزيد دومًا، بغض النظر عن مدى صعوبة عملنا أو مقدار الجهد الذي نبذله في حياتنا. عليك العمل باستمرار على تدريب نفسك بأنك تستحق الأفضل، ويمكنك استخدام بعض الطرق لمساعدتك على البدء في ذلك، والأهم التركيز على اتخاذ موقف الامتنان لكل ما يحدث في حياتك لتحقيق ذلك السلام الداخلي الذي نتحدث عنه.
أظهرت a study (Shankar & Park,2016) الآثار السلبية للتوتر على الصحة الجسدية والنفسية للطلاب وتحصيلهم الدراسي، حيث وجد الباحثان أن التوتر يؤثر بشكل مباشر على مناعة الجسم وإفراز الهرمونات وعلى السلوك الصحي للطلاب، وأن الآثار المعرفية السلبية الناجمة عن التوتر مثل: ضعف التركيز وقلة الاهتمام، متهمة بشكل أساسي في تراجع التحصيل الدراسي للطلاب المشاركين بالدراسة.
6 – العلاقات السامة
يساعدك التواجد مع الأشخاص الإيجابيين على الشعور بتحسن تجاه الذات، والتطور من خلال تعلم نقاط القوة والضعف لدى الآخرين، كما يعتبر بناء Relations الاجتماعية مع الأشخاص الذين يظهرون أفضل ما فيك جزءًا مهمًا من كيفية إيجاد السلام الداخلي والسعادة، حيث يؤدي التعامل لفترات طويلة مع أشخاص سلبيين يخرجون أسوأ ما لديك إلى الشعور بالسلبية المطلقة.
7 – الخوف من المجهول
يشعر معظم الناس بنوع من الخوف مما هو غريب عليهم، كالخوف من ركوب الطائرة عند الذين لم يسافروا من قبل، أو تجنب أشخاص من ثقافة مختلفة لأنهم يجهلون عاداتهم، ومن الطبيعي جدًا أن تكون أكثر يقظة عند استكشاف منطقة غير معروفة لأنك لا تعرف أبدًا ما الذي ستحصل عليه، ومع ذلك فإن الأمر السلبي هو أن المجهول يترك لنا فجوة لملء أفكارنا، قد تكون هذه التخيلات عن المستقبل المجهول أو مخاوف بشأن تحطم الطائرة على سبيل المثال، لكن الثقة هي الطريقة الأفضل لصنع السلام مع المجهول.
8 – الحاجة المستمرة للدفاع والتبرير
قد تضطر للدفاع عن نفسك في العديد من المواقف، لكن في معظم الأوقات، يجد الإنسان نفسه في وضعية دفاع أو تبرير دون أن يكون هناك تهديد حقيقي عليه، ولأننا لا نستطيع التحكم بأقوال أو أفعال الآخرين، فمن غير المجدي غالبًا الدفاع عن النفس عندما يقول أحدهم أشياء لا نحبها.
ابتعد عن الأشخاص السامين الذين يتحدثون بسوء عن الآخرين طوال الوقت، دون أن تبرر أو تدافع عن نفسك لأن ذلك يثبت لهم قيمة كلامهم، وتأثيرهم السلبي عليك.
9 – رفض المساعدة
يمر جميع الناس بأوقات صعبة يكون فيها طلب المساعدة أمرًا هامًا، لا يخشى الأشخاص الأقوياء ذهنيًا الاعتراف عندما يحتاجون للمساعدة أو حتى الاعتماد على صديق عند الحاجة، وبالتالي لا مانع من اكتساب القوة من الآخرين، إن معرفة أنه ليس عليك الحصول على جميع الإجابات في حياتك، سوف يمنحك إحساسًا متجددًا بالسلام الداخلي.
علينا أن نتيح مساحة أكبر للسلام في حياتنا، لأنها قد تكون متعبة وصعبة في كثير من الأحيان، ولتحقيق ذلك من المهم الابتعاد عن الأفكار السلبية، وتعلم العيش في الحاضر، وتقبل ما لا يمكننا تغييره، وتجنب السلوكيات غير الصحية.
الدراسات:
Sun, H., Tan, Q., Fan, G. et al. Different effects of rumination on depression: key role of hope. Int J Ment Health Syst 8, 53 (2014). https://doi.org/10.1186/1752-4458-8-53
Guillon, M., Crocq, M., & Bailey, P. (2003). The relationship between self-esteem and psychiatric disorders in adolescents. European Psychiatry, 18(2), 59-62. https://doi.org/10.1016/S0924-9338(03)00002-6
Nilani L. Shankar & Crystal L. Park (2016) Effects of stress on students’ physical and mental health and academic success, International Journal of School & Educational Psychology, 4:1, 5-9, https://doi.org/10.1080/21683603.2016.1130532