تأثير الدورة الشهرية على الحالة النفسية للمرأة
تحدث تغيرات منتظمة للهرمونات الأنثوية خلال الدورة الشهرية، تستمر هذه الدورة حوالي 28 يومًا عند معظم النساء، لكن تغير مدتها لا يدل دومًا على حالة مرضية، ويحدث خلال هذه الدورة ارتفاع وانخفاض متزامن في الهرمونات الأنثوية. تترافق الدورة الشهرية مع تغيرات في الحالة النفسية والجسدية للأنثى بمختلف مراحل هذه الدورة، وتعرف هذه التغيرات بمتلازمة ما قبل الطمث.
← حمل الآن: مؤشر لبيه للصحه النفسية
متلازمة ما قبل الطمث
يشير هذا المصطلح إلى الأعراض التي تعاني منها السيدة من تغيرات في المزاج والمشاعر والصحة الجسدية، تحدث هذه الأعراض عادة بين مرحلة الإباضة ومرحلة الطمث من الدورة الشهرية (وهذا يتوافق عادة مع فترة أسبوعين قبل الطمث)، يستمر هذا التغير حتى بضعة أيام بعد مرحلة الطمث، وتظهر هذه المتلازمة بشكل ثابت تقريبًا كل شهر. لهذه المتلازمة تأثير على الحياة اليومية وعلى النشاطات الاعتيادية للأنثى.
إن متلازمة ما قبل الطمث تشكل مشكلة حقيقة، إذ تعاني حوالي 48% من النساء في سن النشاط التناسلي من هذه المتلازمة، وعند حوالي 20% منهن تكون الأعراض شديدة لدرجة تؤثر فيها على نشاطهن اليومي المعتاد، وعلى العكس مما يدعي البعض، فإن متلازمة ما قبل الطمث هي حالة حقيقة قد تصل إلى حد يؤثر على الحياة اليومية وتؤدي إلى تعب جسدي واضطراب عاطفي لدى السيدة التي تعاني منها.
أعراض وعلامات متلازمة ما قبل الطمث
يمكن تقسيم الأعراض والعلامات التي تحدث خلال هذه الفترة إلى أعراض جسدية وأعراض نفسية:
الأعراض السلوكية والعاطفية
- القلق.
- الشعور بعدم الارتياح، والهياج.
- زيادة القابلية للغضب.
- زيادة الشهية للطعام وخاصة الحلويات.
- تغير في عادات النوم كالإحساس بالإنهاك وصعوبات النوم.
- مزاج محبط أو حزين قد يصل إلى حد البكاء الشديد المفاجئ.
- تقلبات سريعة في المزاج.
- صعوبات في التركيز أو تذكر المعلومات.
الأعراض الجسدية
- انتفاخ البطن.
- تقلصات عضلية مفاجئة.
- احتقان في الثديين.
- حب الشباب.
- إمساك أو إسهال.
- صداع.
- ألم أسفل الظهر وآلام عضلية.
- حساسية للضوء أو الأصوات.
ما الذي يسبب متلازمة ما قبل الطمث؟
لم تكتشف الأبحاث العلمية المجراة في هذا المجال حتى الآن سببًا محددًا لمتلازمة ما قبل الطمث، أو حتى تفسيرًا أن بعض السيدات تحدث لديهن هذه المتلازمة بشكل أشد من السيدات الأخريات، ولكن اقترحت الدراسات بعض النظريات المختلفة لهذه الحالة:
تغيرات دورية في الهرمونات:
يعتقد العديد من الخبراء أن متلازمة ما قبل الطمث تحدث كاستجابة للتغير في مستوى الهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون)، هذه الهرمونات تتقلب خلال الدورة الشهرية “وهو أمر طبيعي”. فخلال الطور اللوتئيني (النصف الثاني من الدورة الشهرية وهو الطور الذي يلي الإباضة) تصل الهرمونات إلى ذروة مستواها ثم تنخفض بشكل سريع، وهو ما قد يقود إلى القلق والهياج والتغيرات الأخرى في اضطرابات المزاج.
التغيرات الكيميائية في الدماغ:
تملك النواقل العصبية (السيروتونين والنورإيبينيفرين) العديد من الأدوار المهمة في الجسم، تتضمن المساعدة في تنظيم المزاج والعواطف والسلوك. وقد يكون لهذه النواقل دور في أعراض متلازمة ما قبل الطمث؛ على سبيل المثال: هبوط الاستروجين قد يحفز إفراز النورإيبينفرين، ما يؤدي إلى انخفاض في إنتاج الدوبامين و الأستيل كولين والسيروتونين، وهذا التغير في إفراز الهرمونات يؤدي إلى اضطرابات النوم وإلى الإحباط والاكتئاب.
اقرأ ايضاً: الاضطرابات النفسية:
المريضات اللاتي يعانين من اضطراب نفسي معين مثل Depression أو القلق، قد تزيد لديهن احتمالية حدوث متلازمة ما قبل الطمث أو “اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي” وهو شكل أشد من متلازمة ما قبل الطمث. وجود أقارب يعانون من متلازمة ما قبل الطمث أو اضطراب ثنائي القطب قد يؤدي أيضًا إلى زيادة احتمالية إصابة السيدة بمتلازمة ما قبل الطمث.
أيضًا قد يحدث لدى هؤلاء النساء “تفاقم ما قبل الطمث” وهذا يعني تفاقم الحالة الموجودة لديهن قبل بداية الطمث بفترة قصيرة. لم يصل الخبراء إلى تفسير حاسم لربط العلاقة بين الأمراض النفسية وتغير المزاج المتعلق بالدورة الشهرية ولكن العديد منهم يعتقد بأن السبب متعلق بالتغيرات الكيميائية في الدماغ التي ذكرت سابقًا.
عوامل متعلقة بنمط الحياة:
بعض العادات الصحية يعتقد بأن لها تأثير على أعراض متلازمة ما قبل الطمث. تضم العوامل التي يعتقد أن لها دور في زيادة شدة أعراض متلازمة ما قبل الطمث:
- التدخين.
- تناول الطعام الغني بالدسم، والسكر، والملح.
- قلة النشاط الفيزيائي.
- انخفاض جودة النوم (النوم المتقطع غير المريح على سبيل المثال).
اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي:
هو عبارة عن شكل حاد من متلازمة ما قبل الطمث، يسبب عددًا من الأعراض معظمها مشترك مع متلازمة ما قبل الطمث. والبعض لا يعتبره مرضًا مستقلًا بل يصف هذا الاضطراب بأنه فقط شكل شديد من متلازمة ما قبل الطمث. تتضمن أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي:
- Depression، الحزن الشديد، ونوبات من البكاء.
- أفكار انتحارية.
- نوبات هلع.
- قلق وغضب وهياج.
- تغيرات مفاجئة في المزاج.
- عدم الاهتمامات بالنشاطات اليومية.
- أرق.
- مشاكل في التفكير أو التركيز.
- النهم (الأكل المفرط).
- التشنجات العضلية المؤلمة.
- تطبل البطن (النفخة).
كيف يمكن تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الطمث؟
للأسف لا يوجد علاج لمتلازمة ما قبل الطمث، لكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات للتخفيف من الأعراض، وتشمل هذه الخطوات:
- شرب الكثير من السوائل للتخفيف من تطبل البطن. ويفضل استخدام مشروبات الأعشاب الساخنة والتي تخفف أيضًا من التشنجات العضلية.
- تناول طعام متوازن يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب.
- محاولة الامتناع عن تناول السكر، الملح، الكافيين، والكحول.
- طلب استشارة من أخصائي الرعاية الصحية حول المكملات الغذائية مثل حمض الفوليك والفيتامين B6 والكالسيوم والمغنيزيوم التي قد تساعد في تخفيف التشنج وتقلبات المزاج.
- زيادة الوارد الغذائي من الفيتامين D عن طريق التعرض لضوء الشمس والطعام الصحي أو المكملات الغذائية.
- محاولة الحصول على 7-9 ساعات من النوم المريح كل ليلة، للمساعدة في تخفيف التعب وتحسين الصحة بشكل عام.
- محاولة زيادة النشاط الفيزيائي على الأقل لمدة نصف ساعة كل يوم. فالتمارين الرياضية تساعد في تخفيف تطبل البطن والتشنجات العضلية بالإضافة إلى أنها تساعد أيضًا في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
- محاولة تخصيص بعض الوقت للعناية بالذات، مثل ممارسة تمارين الاسترخاء والهوايات المختلفة، وقضاء بعض الوقت للتواصل مع الآخرين.
- المحافظة على دفء الجسم واستخدام الأغطية الساخنة على البطن يساعد في تخفيف التشنج.
يمكن استخدام بعض الأدوية التي تقوم بتخفيف الأعراض الجسدية لمتلازمة ما قبل الطمث. تشمل هذه الأدوية: مسكنات الألم للصداع أو الآلام العضلية أو تشنجات المعدة، المدرات لتخفيف تطبل البطن واحتقان الثديين. لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية لمثل هذه الحالات.
من الأفضل دائمًا البقاء على تواصل مع الطبيب النفسي بخصوص متلازمة ما قبل الطمث، خاصة إذا كانت الأعراض تؤثر على نوعية الحياة شهرًا بعد شهر، وكانت العلاجات في المنزل ومسكنات الألم لا تقدم تلك الفائدة في التخلص من آثار متلازمة ما قبل الطمث.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: خمس أسباب لأهمية تعزيز الصحة النفسية للأم
← اقرأ ايضاً: في اليوم العالمي للمرأة، كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية للنساء حول العالم؟
← اقرأ ايضاً: فوائد التنفس العميق وتأثيره على تحسين المزاج والصحة النفسية
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: أروى القفاري
← احجز جلستك الآن: منيرة الهذلول
← احجز جلستك الآن: د. أفراح الحجاج