الشخصية المثالية إيجابيات وسلبيات

ينصب تفكيرنا في الحياة إلى الوصول للمرحلة الكاملة في العمل وإنجاز المهام المطلوبة في أعمالنا بدقة عالية جدًا وبدرجة كبيرة من الاحترافية. التي يمكن أن تتسبب في أذيه نفسك وترهق تفكيرك كذلك ومن حولك. وذلك لأنك لن تعمل وحدك فيمكن أن يكون لديك فريق عمل يساعدك على إنهاء مهامك تلك وتعملون معًا وإصرارك على الوصول لمرحلة الكمال والمثالية قد ترهقهم وتؤذيهم وليس بنفسك فقط، أو بمفردك. هذا أيضًا يسبب ضغوطات كثيرة تؤثر عليك. فالهوس بمرحلة الكمال وكتلك السعي نحو المثالية عدّ في بعض الأحيان مرض نفسي وفق ما صنفه المختصون بأن الشخصية المثالية أو السعي نحو هوس الكمال وهو ما يصل إلى مرحلة الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية أحيانًا.

هل الشخصية المثالية مهووس؟

الباحث عن الكمال والمثالية في عمله وفي صفاته وفي كل شيئ يكون مهووس بشكل كبير بالكمال الراغب للوصول إليه. وهو ما يجعل نفسه مقيدًا بمعايير وشروط معينة قد تكون مستحيلة أحيانا ولكن هو يراها جيدة ويمكن تحقيقها في عمله وأنشطته، والمعنى الخاطئ لدى البعض أن الوصول والسعي نحو الكمال والمثالية هو شيئ جيد وصحي. لكن تلك المعلومة كارثية فيقول موقع هيلث لاين بأن السعي نحو أن تكتمل وتكون مثالي يجعل الأشخاص غير سعداء في حياتهم ويعيشون حياتهم في قلق وحيرة وتعثر وسعي فارغ.

إيجابيات وسلبيات

ودعونا نركز فيمًا يخص الإيجابيات والسلبيات. التي من الممكن أن تظهر على الشخصية المثالية أو صاحب هوس الكمال كما يسميها بعض المختصون النفسيون.

نبدأ بالتعرف على الإيجابيات التي من الممكن أن تظهر على الشخص المثالي. بسبب هوس النجاح والوصول لمحاولة الكمال 

1- نجد أن الشخص المثالي يقدس الوقت بشكل كبير جدًا ويعرف قيمته. بالإضافة إلى أهميته ويستغل ذلك الوقت بشكل كبير في الأعمال النافعة وكتلك المفيدة.

2- كذلك تجد الشخص المثالي ساعي دائمًا نحول النجاح ويحاول مرارًا وتكرارًا تحقيق نجاحات متكررة ومستمرة في مجال عمله وفي حياته وكذلك في مجالات الابتكار المفيدة، وهذا بفضل ثقته العالية في نفسه واهتمامه بعقله وتثقيف نفسه من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر لديه وهو مرحلة الكمال.

3- من مميزات المثالي بشكل خاص الأولويات التي يضعها لنفسه. فتجده يعلم جيدًا قيمة ما يعمله. فالاهتمامات الخاصة به معروفة لديه بوضوح ويعمل على تحقيقها رويدًا رويدا. فينسى الجهد والإزهاق والتعب الذي يبذله. فقد يؤثر على عقله وجسده كذلك لكنه لا يفكر في ذلك. وكل ما اهتمامه هو الوصول إلى الهدف والاستمتاع بالنجاح في النتيجة النهائية.

4- استمرارية السعي لدى المثالي في تحقيق أهدافه المدروسة لا بد منها لا محال من تحقيقها والاستمرار في الوصول إليها أيًا كانت العقبات التي تعيقه فسيعبرها بكل تأكيد. وذلك لامتلاكه المرونة اللازمة في المحاولة حتى يصل الشخص لما يسعي إليه،\. وكذلك يتعلم الشخص المثالي من أخطاءه ولا يكررها.

5- نجد الشخص المثالي يتحمل المسؤولية وشخص قيادي في حياته ويحقق السعادة من خلال النجاحات التي يصل إليها. وينشر فيمن حوله الثقة والتفاؤل ويزرع فيهم حب السعي والوصول دائمًا إلى ما يريد.

6- أهم ما يميز الشخصية الساعية نحو الكمال هو الصدق الدائم على لسانه وفي أقواله وكذلك أفعاله. بجانب الأمانة والمصارحة فهو يحترم عمله بشكل كامل. وكذلك يحترم ذاته ويعرف قيمتها ويتفاعل مع الآخرين بهاتين الصفتين. يحرص أيضا على وفاءه الكامل للعمل وللنجاح أهم شيئ لديه بجانب إخلاصه وتفانيه في العمل وللأصدقاء والأهل.

7- بجانب التعاطف الخاص بهذه الشخصية ناحية الآخرين ويمنحهم الثقة والنصائح ويكون لديه رغبة مستمرة ودائمة لمساعدتهم ورفع معاناتهم. وكذلك يمكن أن يسامح ويصفح بسهولة جدًا لأن من مميزاته التسامح والصفح السريع عن الآخرين والتغاضي عن الأخطاء.

سلبيات الشخصية المثالية

لا تندفع إلى الصفات الإيجابية التي تظهر في الشخصية الباحثة عن الكمال والمثالية فحسب فكما أن له إيجابيات كثيرة أيضًا له سلبيات كثيرة مثلها ونسردها كالتالي:-

1- من السلبيات الكبيرة هو المعايير التي يضعها الشخص المثالي لنفسه أحيانًا تعدّ مرتفعة جدًا وغير واقعية وعالية قد تشعره بالفشل إن لم يصل إليها أو يستطيع تحقيقها. فهذا يؤثر عليه سلبًا إن لم يستطع الوصول إليها لأنة تشعره بالإحباط.

2- أن البحث عن الكمال يأخذ وقتًا كبيرًا في إنجاز مهامه والوصول للنجاح وقد يتكاسل ويستمر في تأجيل المهمات وذلك بسبب سعيه نحو المثالية في الطريقة التي يصل بها إلى النجاح.

3- وهو إلى تلك شخصية يهتم بشكل زائد عن رأي الآخرين فيه وفي أعماله وفي حجم ما أنجز. وكذلك في أهدافه وينتظر منهم المدح وليس الوقوف على الرأي الصحيح فيه لكن هو يريد المدح حتى يشعر نفسه بالرضا ويزيد ثقته في نفسه. وقد يصل إلى حد الغرور أحيانًا.

4- ثم أن اهتمامه الزائد بالتفاصيل قد يصل به إلى حد التعب والإرهاق والتعب. فهو دقيق جدًا فيمًا يخص عمله أو حياته فيعطي التفاصيل اهتمام كبير.

من السلبيات ايضاً:

 5- يشعر دائمًا بالتوتر والقلق بشكل مستمر بسبب سعيه لتحقيق أهداف غير واقعية أحيانًا وأحيانًا أخرى مستحيل تحقيقها.

6- أن الشخص الباحث عن المثالية يحاول الوصول للنجاح. فتأخره عن تحقيق هدفه يجعله يشعر دائمًا بالصعوبة في اتخاذ أبسط القرارات ودائمًا يعاني من التردد.

7- يربط سعادته والرضا عن نفسه وعمّا حققه بالإنجازات التي قام بها أو بالأهداف التي حققها. فإن لم يحقق فهو غير راضِ عن نفسه وكذلك لا يشعر بأي سعادة.

8- الخوف المسيطر على الشخصية الباحثة عن الكمال والمثالية هو الفشل والخوف من الفشل بشكل غير مبرر. لذلك تجده ينتقد نفسه بشكل متكرر ويقسو على نفسه.

9- يركز على كافة الأخطاء والهفوات بشكل عام لنفسه وللآخرين. وهو ما يسبب لنفسه الشعور بالنقص في ثقة النفس وقلة التقدير إن لم يصل لأهدافه بالجودة والكفاءة العالية التي قد خطط لها وفق أهدافه.

10- وهو إلى ذلك يربط احترامه لنفسه ولذاته بالنجاح الذي يحققه أو بتحقيق أي شئ بشكل عام. فالإنجازات لديه هي مرحلة ثقة في النفس واحترام لنفسه ولذاته بصفة إنجازات مهنية أو دراسية أو اجتماعية.

الفرق بين الشخصية المثالية والطموحة

قد يتسائل البعض عن الفرق بين المثالي والطموح برغم أن الصفات والإيجابيات بين الاثنين مشتركة إلا أن الفارق كبير. وذلك لأن البعض يختلط في أسماعهم وأذهانهم بأن الاثنين نفس الشخص بسبب الصفات الموجودة بهما لكن هذا غير حقيقي.

فالشخصية المثالية الساعية نحو كمال الشخص ما ترضى عن نفسها نهائيًا ولا تتوقف عن محاسبة نفسها وجلد ذاتها بعكس الشخصية الطموحة فهي تعرف أهدافها وتضعها وتحددها كما تسعى لتحقيقها وعند بلوغها مرحلة الرضا والشعور بالثقة فهو فرق بين الشخصيتين بأن تسعى للنجاح فقط وأن تسعى ناحية الكمال واتجاه المثالية ذاتها.

وفي النهاية فإن الشخصية المثالية هي ليست مجرد شخصية باحثة وساعية نحو النجاح فقط لكنها شخصية تكرس حياتها بشكل عام لمحاولة العيش بمجموعة من الصفات الجميلة والحميدة التي تجمع بين حب الخير للغير والقيام بالواجبات على أكمل وجه ليرى نفسه هو الشخص الكامل الذي يعيش على وجه الأرض فيسعى في كل مجالات الحياة لأنه لا يقبل بالمستوى العادي والطبيعي أو حتى تحقيق النجاح بدرجة نجاح لكن يريد دائمًا الوصول إلى القمة وإثبات نفسه. لذلك يجب التمييز دائمًا بين مميزات وعيوب هذه الشخصية للاستفادة من إيجابيتها وتجنب سلبياتها التي قد تعرقل تقدم الفرد وتؤثر سلبًا على حالته النفسية كما رأينا. فإذا شعرت أنك بحاجة إلى المساعدة والدعم لا تتردد في التواصل معنا لمعرفة المزيد مع منصة لبيه للاستشارات النفسية.

المصادر: 1 2 3