كيف تنجو من المشاعر السيئة؟
يتميز الإنسان عن باقي الكائنات بالمشاعر التي يشعر بها، وقد تكون هذه المشاعر إيجابية أو سلبية، وبقدر أهمية المشاعر الإيجابية ورغبتنا بوجودها في حياتنا دائمًا، فإنه من الطبيعي أن نشعر بمشاعر سيئة لبعض الوقت، ويمكن وصف المشاعر السيئة (أو السلبية) بأنها أي شعور يجعلك بائسًا وحزينًا مثل: الشعور بالغضب أو الغيرة أو الحزن.
لكن تصبح المشاعر السلبية عائقًا لك اعتمادًا على المدة التي نسمح لها بالتأثير علينا، والطريقة التي نختار بها التعبير عنها، فهي قد تدفعك إلى كره نفسك والآخرين وتقلل من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك ورضاك العام عن الحياة وتثبط حماسك.
ما هي المشاعر السلبية؟
هناك عدد من المشاعر المختلفة التي غالبًا ما تُصنف على أنها مشاعر سلبية، في حين أن هذه المشاعر غالبًا ما تكون رد فعل طبيعي لتجارب أو أحداث معينة، لكنها تميل إلى أن تكون مؤلمة وغير سارة، ومن المشاعر السلبية الشائعة التي قد تواجهك في حياتنا:
- الغضب.
- القلق أو الخوف.
- اللامبالاة.
- الازدراء أو الكراهية أو الاشمئزاز.
- الغيرة.
- انعدام الإحساس بالأمان.
- الندم أو الشعور بالذنب.
- الحزن أو الوحدة.
- الخجل.
كيفية التعامل مع المشاعر السلبية؟
لحسن الحظ، هناك طرق أكثر إنتاجية للتعامل مع المشاعر السلبية، ويمكن أن تساعدك هذه الاستراتيجيات على التأقلم مع تحسين قدرتك على تنظيم عواطفك ومشاعرك، ومن هذه الطرق:
افهم مشاعرك
انظر في داخلك وحدد المواقف التي تثير فيك التوتر والمشاعر السيئة؛ لأن النظر إلى مصدر الشعور وردود الأفعال عليه يمكن أن يعطيك معلومات قيمة، فقد تأتي المشاعر السلبية من حدث مثير مثل: تحملك الكثير من أعباء العمل، بالإضافة إلى أن أفكارك المتعلقة بحدث معين والطريقة التي تفسر بها ما حدث، يمكن أن تعزز شعورك بمشاعر سلبية أو يغير الطريقة التي تواجه بها الحدث، وما إذا كان هذا الحدث يسبب لك التوتر أم لا.
تقبل مشاعرك
تعلم قبول المشاعر السلبية، هو أيضًا وسيلة فعالة للتحكم بهذه المشاعر الصعبة، والقبول يعني تجربة الشعور بالخوف أو الغضب أو الحزن أو الإحباط والاعتراف بهذه المشاعر واستيعابها، ما يجعلك تتقبل حقيقة وضعك ويساعدك على التحكم بها وعدم تضييع طاقتك على دفع هذه المشاعر بعيدًا، هذا يعني أنك بدلًا من محاولة تجنب هذه المشاعر أو قمعها ستسمح لها بالوجود في حياتك دون الخوض فيها، ما يجعلها تفقد قوتها التدميرية وقدرتها على عرقلة سير حياتك.
تذكر أنك لا تستطيع الحكم على المشاعر بأنها سيئة أو جيدة بالمطلق
قد تكون المشاعر السلبية صعبة أو غير مريحة، لكنها لا تزال مهمة في حياتنا، على سبيل المثال: غالبًا ما ينظر إلى الخوف على أنه عاطفة سلبية، يساعد الخوف أيضًا في الحفاظ على سلامتك من الخطر، بينما الغضب يمكن أن ينبهك إلى شيء يحتاج إلى تغيير، لذلك عندما تشعر بعاطفة قوية حاول التفكير فيما تخبرك به المشاعر، فإذا عرفت الرسالة وراء هذه المشاعر التي انتابتك يمكنك فهمها بشكل أفضل.
غير منظورك تجاه المشاعر
فكر فيما إذا كنت ستشعر بنفس الطريقة في المستقبل كما تشعر الآن أو بعد أسبوع من الآن أو بعد شهر أو بعد عام، أو يمكنك تدريب نفسك على إدراك مشاعرك وتقول لنفسك بأن هذا صعب، لكن زيادة غصبي لن يغير الموقف أو أن هذا الشعور انتابني من قبل واستطعت تجاوزه أو أن المشاعر تأتي وتذهب وهذا سوف يمر أيضًا.
ابحث عن منفذ
يمكن أن يؤدي إجراء تغييرات في حياتك إلى تقليل المشاعر السلبية، لكنه لن يقضي على محفزات التوتر لديك، لذلك ستحتاج إلى إيجاد منافذ صحية للتعامل مع هذه المشاعر أثناء إجراء تغييرات في حياتك لتقليل الإحباط، ومن هذه التقنيات:
- يمكن أن توفر التمارين المنتظمة دعمًا عاطفيًا كبيرًا ومنفذًا للمشاعر السلبية، وقد بينت a study (Hu, et al. 2020) أن ممارسة التمارين الرياضية تُعتبر علاجًا مساعدًا في الاكتئاب، إذ تخفف من أعراض الاكتئاب وتقلل من القلق.
- يمكن أن يساعدك التأمل في العثور على بعض المساحة الداخلية للعمل معها؛ حتى لا تشعر بالارتباك، وقد بينت الدراسات (Saeed, et al. 2019) أن التأمل له آثار إيجابية على الاكتئاب كعلاج تكميلي، وهذه الآثار طويلة المدى نسبيًا إذ تستمر لمدة ستة أشهر أو أكثر.
- إن العثور على فرص للاستمتاع والحصول على المزيد من الضحك في حياتك يمكن أن يغير وجهة نظرك ويخفف التوتر.
تذكر أن الاحتياجات والقدرات الخاصة بنا تختلف من شخص إلى آخر، وغالبًا ما يكون المفتاح هو تجربة بعض الطرق الأخرى لإيجاد ما يناسبك ويناسب وضعك، وبمجرد العثور على الاستراتيجيات المناسبة لك سيخف شعورك بالإرهاق عندما تنتابك المشاعر السلبية.
اترك نفسك للشعور قليلًا دون حكم
انظر عن كثب إلى الشعور، لكن لا تتصرف بناءً عليه، حاول التراجع خطوة إلى الوراء عن الشعور لرؤيته بوضوح أكبر؛ إذ يساعدك الانتباه إلى ما تشعر به على قبول المشاعر ثم منح نفسك الإذن بالتخلي عنها، لذلك حاول كتابة ما تلاحظه حول هذا الشعور وما يحدث في جسمك عندما ينتابك.
غير ما تستطيع تغييره
بمجرد أن تفهم مشاعرك بشكل أفضل، وتبحث عن السبب وراء هذه المشاعر، يمكنك البدء في اتخاذ خطوات لمعالجة المشكلة، ومن أهم الخطوات التي تقلل المشاعر السلبية، هي تحديد محفزات التوتر لتخفيفها أو التخلص منها، ومن الطرق التي يمكنك من خلالها تحقيق ذلك:
- تقليل ضغوط العمل عن طريق تفويض المهام وتطوير الحدود وطلب الدعم من الآخرين.
- تعلم ممارسات التواصل الحازم لإدارة صراعات العلاقات.
- تغيير أنماط التفكير السلبية من خلال عملية تعرف باسم إعادة الهيكلة المعرفية التي أثبتت الدراسات (Ciharova, et al. 2021) أنها فعالة جدًا (فعاليتها مماثلة لفعالية العلاج المعرفي السلوكي) في علاج الاكتئاب لدى البالغين.
- لا يمكن تغيير كل مصدر للتوتر أو التخلص منه، لكن من الضروري تجنب التفكير الزائد (اجترار الافكار) فيما لا يمكنك تغييره والتركيز على ما هو تحت سيطرتك.
إن التعرف على مشاعرك وتعلم كيفية تجاوز تلك التي لا تساعدك في حياتك هي مهارة يجب أن تتعلمها، لذلك من الطبيعي أنك لن تصبح محترفًا في هذه المهارة فورًا، لكن مع بعض الوقت والممارسة ستصبح مهاراتك أقوى.
إذا استمريت في مواجهة صعوبة حتى بعد التدرب لفترة من الوقت، فكر في الحصول على بعض المساعدة من المختصين عبر تحميل تطبيق Labayh، لتتمكن من معالجة عواطفك وتتعلم الاستراتيجيات التي تناسبك في التعامل مع هذه المشاعر.
المراجع
1- Shaojuan Hu, Lorelei Tucker, et al. “Beneficial Effects of Exercise on Depression and Anxiety During the Covid-19 Pandemic: A Narrative Review”. Frontiers in Psychiatry, 2020 Nov 4;11:587557. DOI: 10.3389/fpsyt.2020.587557.
2- Sy Atezaz Saeed, Karlene Cunningham, et al. “Depression and Anxiety Disorders: Benefits of Exercise, Yoga, and Meditation”. American Family Physician 99(10):620-627.
3- Marketa Ciharova, Toshi A Furukawa, et al. “Cognitive restructuring, behavioral activation and cognitive-behavioral therapy in the treatment of adult depression: A network meta-analysis”. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 2021 Jun;89(6):563-574. DOI: 10.1037/ccp0000654.
4- How to Deal With Negative Emotions, www.verywellmind.com, Retrieved on 3 July 2023.
5- Letting It Go: Getting Past Negative Emotions, myhealth.alberta.ca, Retrieved on 3 July 2023.