كيف أحب ذاتي؟
من الممكن أن يكون حب الذات مفهومًا غير مألوف للكثير من الناس، فعندما تسأل أحدهم “هل تحب ذاتك؟” فقد يستحضر أفكارًا متنوعة تختلف من شخص لآخر، فالبعض يستغرب أفكار حب الذات أو قد يعتبرها أفكارًا مثالية وغير واقعية.
في الحقيقة إن حب الذات أحد أهم أركان الحياة السعيدة والصحية؛ لأنه يساعد على الوقاية من Anxiety والتوتر وDepression وغيرها من الحالات المشابهة، وقد يكون حب الذات أمرًا ضروريًا خاصة عند الذين يعملون لفترات طويلة، بالإضافة للأشخاص الذين يضغطون على أنفسهم رغبةً منهم في زيادة إنتاجهم في العمل أو الدراسة.
← ابدأ الآن: مقياس تقدير الذات
ما هو حب الذات؟
قبل أن يبدأ الفرد بممارسة الخطوات اللازمة للوصول لحب الذات يجب عليه أن يفهم معنى ذلك، فحب الذات هو حالة من تقدير النفس، تنمو وتتطور عبر ممارسة أفعال أو سلوكيات معينة تهدف إلى دعم نمونا الجسدي والنفسي والروحي.
يشمل حب الذات اعتناء الفرد بنفسه وبصحته واحترام وتقدير سعادته، بالإضافة إلى تلبية احتياجات النفس وعدم التضحية بصحته وراحته لأجل الآخرين، حب الذات هو ألا ترضى بأقل مما تستحق.
يمكن أن يختلف معنى حب الذات من شخص لآخر لأن جميع الناس يملكون أساليب مختلفة للاعتناء بأنفسهم، وإن معرفة ماهية حب الذات بالنسبة لك كفرد هو شرط هام لتحقيقه والحفاظ على صحتك النفسية.
ما هي أهمية حب الذات؟
كما تحدثنا في البداية قد يبدو حب الذات بالنسبة للعديد من الأفراد رفاهية أكثر من كونه ضرورة، وقد ينظر إليه كثيرون كبدعة من بدع العصر الحديث يستخدمها أولئك الذين يملكون الكثير من الوقت الفارغ، ففي معظم الأوقات نقسوا على أنفسنا لأننا مسيرون برغبة التفوق والقيام بكل شيء بطريقة صحيحة ومثالية، والذي بدوره يشير إلى أننا ننتقد أنفسنا بقسوة حول كيف كان بإمكاننا القيام بشيء ما بشكل أفضل أو التحدث بطريقة مميزة أكثر من أجل الوصول للكمال.
من هنا تنبع أهمية حب الذات، فهو ذلك الصوت الداخلي الذي يقول لنا بأن نعطي أنفسنا فرصة للراحة والاسترخاء ويبعدنا عن الضغوطات التي نفرضها على أنفسنا، ويساعدنا على التخلص من القلق والتوتر ويقينا من العديد من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات المزاج وغيرها، بالإضافة إلى الوقاية من العديد من الأمراض الجسدية، فحب الذات يحررنا من قبضة أفكار الكمال والمثالية التي وضعنا أنفسنا بها.
اقرأ ايضاً: كيف أحب ذاتي؟
على الرغم من أن تقدير الفرد لنفسه وتعلم حب الذات ليس بالأمر السهل، لكننا نملك القوة اللازمة لزيادة مشاعرنا الإيجابية حول ذاتنا، كما توجد عدة استراتيجيات يمكنك استخدامها حتى تبدأ بحب ذاتك أكثر، ولكن تذكر أن الطريق لن يكون سهلًا، قد لا تشعر بالراحة في البداية عندما تعتني بنفسك بالطريقة والمستوى الذي تستحقه فعليك التحلي بالصبر، فيما يلي أهم الطرق والنصائح التي ستمكنك من البدء برحلة حب الذات:
1 – اهتم بنفسك:
الاهتمام بالذات يعني أن تُظهر العطف والاهتمام تجاه نفسك، ويشمل ذلك تعزيز مشاعرك الإيجابية نحو نفسك، ومواجهة التوتر والقلق، والتخلص من الضغوطات والعلاقات السامة والإجهاد النفسي المزمن.
2 – أظهر حبك ولطفك تجاه نفسك والآخرين:
يمكن تحقيق ذلك من خلال الالتزام بسلوكيات خاصة تجاه نفسك ومن حولك، لأن حب الذات وتقديرها لا يعني بحال من الأحوال الإساءة للآخرين أو الإنقاص من حقوقهم.
3 – سامح نفسك:
لأن ذلك يمكن أن يحمل تأثيرًا إيجابيًا على صحتك، وقد أظهرت عدة دراسات أجريت على أفراد خضعوا لجلسات تدريب ونصح لمسامحة النفس، أن هؤلاء الأشخاص عانوا من نسبة أقل من التوتر والغضب مقارنة بالآخرين، كما شعروا بتفاؤل أكبر تجاه حياتهم بعد انتهاء الجلسات واستمر ذلك على المدى الطويل.
4 – ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي:
أثبتت الدراسات أن منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك Facebook وانستغرام Instagram قد تؤهب للاكتئاب وكره الذات، لأنها تتيح الفرصة للفرد لمقارنة نفسه وحياته مع حياة الآخرين المثالية التي ينشرونها على هذه المنصات.
إن إضاعة وقتنا بتصفح هذه المواقع لا يجعلنا أكثر سعادة، لذلك حان وقت الابتعاد عنها وقضاء وقت أكبر في حياتنا الواقعية، حاول أن تترك هاتفك أو حاسوبك لمدة يوم، وقم بقضاء يومك بالقيام بنشاط مفيد أو ممارسة هوايتك، أو قم بترتيب خزانتك أو بالخروج في نزهة مع الأصدقاء، ستتفاجأ بالانتعاش والراحة اللذين ستشعر بهما في نهاية يومك، كما ستلاحظ تحسنًا في نومك.
5 – تخلص من العلاقات السامة:
لا تشعر بالخوف أو التردد حول قطع علاقتك مع الأشخاص الذين يسيؤون لك، أو يتركون تأثيرات سلبية عليك وابتعد عنهم، لأن ذلك سيساعدك على التحرر من سلبيتك وهذا أمر مهم للوصول لحياة أكثر سعادة، تذكر يجب عليك المحافظة على طاقتك، لذلك فإن إبعاد نفسك عن مواقف أو علاقات سامة تستهلك طاقتك ليس تصرفًا فظًا بل هو ضرورة وحق لك.
6 – توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:
يحب البشر التنافس، ولذلك فإن مقارنة أنفسنا بالآخرين يعد من الأمور الطبيعية، ولكن ذلك قد يحمل جانبًا سلبيًا مهمًا، فلا يوجد سبب مقنع لمقارنة نفسك مع أي شخص آخر لأنه لا يوجد سوى نسخة واحدة منك، بدلًا عن إضاعة وقتك بالمقارنات التي قد تحمل أثرًا سلبيًا عليك، يمكنك توجيه طاقتك نحو نفسك وحياتك وتحقيق أحلامك وأهدافك.
7 – لا تقلق حول آراء الآخرين:
كما تحدثنا في النقطة السابقة لا تقلق حول أفكار محيطك ومجتمعك أو حول ما يتوقعونه منك، لا يمكنك إسعاد الجميع، فالتفكير بذلك مجرد إضاعة لوقتك الذي يمكنك أن تستثمره بالقيام بشيء ممتع ومهم بالنسبة لك.
8 – كنْ ممتنًا لنفسك:
إن أحد أهم أشكال الامتنان هو الشعور بالرضى حول أنفسنا وشخصيتنا وحول إنجازاتنا، حاول أن تأخذ كل لحظة من لحظات يومك بعين الاعتبار وانتبه للأشياء التي تشعر بالامتنان لها حول نفسك.
مثل أي نوع من أنواع الحب والتعاطف، فإن حب الذات يمكن تطويره ودعمه، فأنت الذي تقوم بمساعدة ودعم الآخرين من حولك دومًا لا يجب أن تشعر بالذنب عند أخذك بعض الوقت للاعتناء بنفسك وذاتك. أنت تستحق ذلك، لذلك كن صبورًا لأن حب الذات يستغرق بعض الوقت ولا يتم تحققيه بين ليلة وضحاها، قد تعاني في البداية ولكن مستقبلًا ستتذكر هذه اللحظات لتعلم أنها كانت خطوات ومراحل مهمة خلال رحلتك للوصول إلى أفضل طريقة لتقدير النفس والتعامل معها، يمكنك الحصول على نصائح ومعلومات إضافية حول حب الذات من خلال التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
أقرأ ايضاً: كيف أرفع مستوى الوعي الذاتي لدي؟
أقرأ ايضاً: ما هي فوائد الحديث الإيجابي مع الذات؟
أقرأ ايضاً: لا أعرف من أنا، كيف تعرف نفسك وما تحبه عندما تشعر بالضياع؟