تعج الحياة بالالتزامات والمتطلبات التي يمكن أن تؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، فقد يساهم تزايد الصراعات والضغوط الأسرية والعملية والمالية في تفاقم مستوى التوتر والقلق عند الزوج، ومن الطبيعي أن تشعر بالانزعاج والقلق عند رؤيتك لزوجك يعاني من التوتر، والذي قد يكون له أثر أيضًا على استقرار العلاقة بينكما، ولكن هناك دائمًا بعض الخطوات والنصائح التي يمكنك اتباعها لمساعدة شريكك في تجاوز الأمر والتغلب على الضغط الذي يعيشه.
لماذا من المهم تقديم المساعدة للشريك المضغوط نفسيًا؟
يمكن أن تسبب الأعراض الناتجة عن الضغط النفسي التي يعاني منها الزوج العديد من الاضطرابات النفسية، ومنها ما يلي:
- اضطراب القلق العام.
- الاكتئاب الحاد.
- التوتر.
- اضطرابات النوم.
يمكن أن تتطور هذه الاضطرابات بمرور الوقت لتصبح عائقًا أمام ممارسة الأنشطة اليومية والعملية، هدفت a study (Bandelow.2015) إلى استكشاف الأسباب الرئيسية التي تساهم في انخفاض طاقة الشخص وشعوره بالإجهاد المستمر، وأشارت النتائج أن هناك ما يصل إلى 33.7% من السكان يعانون من الاضطرابات النفسية خلال حياتهم وأبرزها اضطراب القلق، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الاضطرابات مصاحبة لاضطرابات أخرى، لذا فإن دعم الشريك أو الزوج يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا نحو تخفيف محنتهم، ويمكن أن يساهم ذلك في تذكير الزوج بأن لديه شخصًا يلجأ إليه في اللحظات الصعبة.
كيف يمكن تخفيف الضغط النفسي عند الزوج؟
لا شك أن التعامل مع التوتر والضغط النفسي هو حقيقة من حقائق الحياة العملية، إذ تتطلب الحياة واجبات مرهقة، وخاصةً على الصعيد العملي والاجتماعي والمالي، وقد يساهم التوتر الناجم عن هذه الالتزامات في خلق العديد من الآثار السلبية سواء على العلاقة التي تربطك بالشريك، أو على الصحة الجسدية لكل منكما.
بينت a study (Umberson.2010) أن الصراع والتوتر في العلاقات لهما تأثير سلبي واضح على الصحة، إذ يؤثر على ضغط الدم ويساهم في أمراض القلب ويرتبط بحالات أخرى، ما يجعلك تشعر بالإرهاق والارتباك وتصبح أقل ثقة في التعامل مع الضغوط الأخرى التي تواجهها في الحياة.
إليك أبرز النصائح والخطوات التي يمكنك اتباعها للتخفيف من الضغط الذي يعيشه الشريك، والتي يمكن من خلال اتباعها تفادِ الكثير من الصعوبات والعقبات:
1- التعرف على علامات التوتر
لا يُظهر جميع الأشخاص شعورهم بالتوتر والضغط النفسي بشكل مباشر، وقد يكون من المهم بالنسبة لك التعرف على علامات التوتر لدى شريكك، والذي يُشار إليه من خلال وجود تغير ملحوظ في العادات اليومية، كالتغييرات في عادات الأكل والنوم، أو الصداع المتكرر، أو آلام المعدة، أو عدم القدرة على التركيز وعدم إكمال المهام، فإذا تعرفت على العلامات الدالة على التوتر عند الشريك، ستتمكن من اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تخفف القلق والتوتر لديه.
2- الاستماع لشريكك دون وضع أحكام مسبقة
لا شك أن الاستماع الفعَّال، هو أحد أهم الخطوات التي تخفف من الضغط النفسي الذي يعيشه الشريك، إذ أشارت a study (Fedesco.2014) إلى ضرورة ممارسة الاستماع الفعال في العلاقات، الأمر الذي له تأثير مباشر وإيجابي على طبيعة العلاقات.
عندما يشعر الزوج بالتوتر، فإنه في كثير من الأحيان قد لا يكون بحاجة إلى النصيحة، بقدر حاجته إلى من يسمع شكواه، ويكون بحاجة إلى الاهتمام الكامل من الشريك، وعندها يمكنك أن تلعب دورًا فعالًا في الإصغاء إليه ومشاركته المشاعر، وممارسة الاستماع الفعال دون المبادرة إلى تقديم الحلول؛ لأن الشخص الذي يعاني من الضغط النفسي بحاجة فقط لمساحة آمنة للتنفيس عن الضغط والشعور بالأمان، ويؤكد المعالجون النفسيون أن الشخص لا يحتاج دائمًا إلى أن يكون شريكه قادرًا على حل مشكلاته، بل يحتاج فقط إلى أن يُسمع.
3- تقديم الدعم
يتفاعل الرجال والنساء بشكل مختلف مع الإجهاد والتوتر المزمن، إذ تولي النساء اهتمامًا أكبر للمشاعر والعواطف، حيث تفضل المرأة عمومًا تلقي الدعم العاطفي، بينما يفضل الرجل أكثر الدعم الذي يكون على شكل أفعال وأنشطة؛ لذا قد لا يرغب الزوج في مناقشة ما يزعجه بشكل مباشر، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك فعل أشياء صغيرة لإظهار أنك على دراية بمشاعرهم، وأنك تريدين المساعدة في تخفيف التوتر.
يمكن التعبير عن الرعاية والاهتمام بطرق مختلفة وذلك من خلال استخدم لغة داعمة أو من خلال القيام بأفعال داعمة، على سبيل المثال: يمكنك القيام ببعض المهام المنزلية التي قد تخفف عبئًا عن شريكك، أو إعداد وجبة طعام مفضلة لدى الشريك، فهذا يمكن أن يساعد الشخص على الشعور بالدعم والاهتمام ويساهم كثيرًا في تخفيف الضغط النفسي.
4- تغيير نمط الحياة
قد يكون للتغيرات في نمط الحياة تأثير إيجابي كبير في التخفيف من القلق بشكل عام، على سبيل المثال: ممارسة نشاط بدني منتظم هو أحد التغييرات التي يمكن تشجيع الزوج على القيام بها، لأن التمرين المنتظم يزيد من إنتاج هرمون الإندورفين، وهي الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالرضا والسعادة والتي تنظم الحالة المزاجية للفرد.
يعد القلق والضغط النفسي مشكلة شائعة وعادةً ما تظهر نتيجة الالتزامات والواجبات تجاه العمل أو الأسرة، ولا يمكن أن تختفي أعراض الضغط النفسي بمفردها دون تدخل من الأشخاص الموثوقين، لذا يمكنك أن تلعب دورًا حاسمًا في تخفيف القلق لدى الشريك ومساعدته في الحصول على المساعدة اللازمة على الفور.
المصادر:
Borwin Bandelow, Sophie Michaelis, Epidemiology of anxiety disorders in the 21st century, doi: 10.31887/DCNS.2015.17.3/bbandelow, 2015 Sep; 17(3): 327–335.
Umberson D, Montez JK. Social relationships and health: A flashpoint for health policy. J Health Soc Behav. 2010;51(Suppl):S54-S66. doi:10.1177/0022146510383501
Heather Noel Fedesco, The Impact of (In)effective Listening on Interpersonal Interactions, doi.org/10.1080/10904018.2014.965389, Published online: 30 Oct 2014