لهذه الأسباب توقف عن محاولة إرضاء الآخرين
شعور رائع أن يحبك الناس لأنهم يعرفون أنك ستفعل كل ما يلزم لإرضائهم ومساعدتهم، لكن هناك جانب آخر للقصة، وهو أن كونك ممتعًا وجيدًا مع الناس يمكن أن يسبب لك الشعور بالإرهاق العاطفي والتوتر والقلق، وربما الإحساس بالذنب إذا رفضت القيام بأمر ما لهم، لأنك لا تملك الوقت والطاقة.
تشير الأبحاث (Hinton Jr et al. 2020) إلى أن قول نعم في كثير من الأحيان في العمل، يمكن أن يؤدي إلى إرهاق الموارد وانخفاض جودة العمل والشعور بالإرهاق مع الكثير من المهام.
ما هو إرضاء الناس؟
الشخص الذي يرضي الناس هو الشخص الذي يضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته الخاصة، وهذا النوع من الأشخاص متناغم للغاية مع الآخرين وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه مقبول ومفيد ولطيف، ولكن يمكن أن يواجه الأشخاص الذين يرضون الناس أيضًا صعوبة في الدفاع عن أنفسهم، ما قد يؤدي إلى نمط ضار من التضحية بالنفس أو إهمال الذات حسب الدراسات (Kaufman et al. 2020).
يمكن أن يكون هذا السلوك أحد أعراض اضطرابات الصحة النفسية مثل: القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
نصائح لوقف إرضاء الناس
ليس من السهل تمامًا إيقاف سلوك إرضاء الناس، وتظهر الدراسات (2016 .Domínguez D et al) أنه من الصعب الاختلاف مع الآخرين لأنه قد يعاكس بين قيمك والإجراءات التي تريد اتخاذها.
فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد:
أدرك أن لديك خيار
على الرغم من أنه قد تبدو لك الأمور وكأنها سلوك تلقائي، إلا أنك بالفعل تملك خيارًا، وغالبًا ما يكون الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير.
ضع حدودك الخاصة
من المهم معرفة حدودك، ووضع حدود واضحة والالتزام بها، كن واضحًا ومحددًا بشأن ما ترغب في تحمله، فإذا بدا لك أن شخصًا ما يطلب الكثير، أخبره أن الأمر يتجاوز حدود ما ترغب القيام به وأنك لن تكون قادرًا على المساعدة.
هناك أيضًا طرق أخرى لإنشاء حدود في حياتك تساعدك في السيطرة على رغبتك في إرضاء الناس، على سبيل المثال: أن تتلقى المكالمات الهاتفية في أوقات معينة فقط، أو توضح أيضًا أنك متاح لفترة زمنية محددة، وهذا مفيد لأنه يضمن لك التحكم في ما تريد القيام به، بالإضافة إلى الوقت الذي تكون فيه على استعداد للقيام بذلك.
ابدأ بخطوات بسيطة بالتدريج
قد يكون من الصعب إجراء تغيير مفاجئ وكبير في حياتك، لذلك غالبًا ما يكون من الأسهل البدء بخطوات صغيرة، لأن تغيير الأنماط السلوكية صعبًا.
عليك أن تعرف أن بعض الحالات لا توجب عليك فقط إعادة تدريب نفسك، إنما أيضًا العمل على تعليم الأشخاص من حولك فهم حدودك، ولهذا السبب من المفيد أن تبدأ بخطوات صغيرة تساعدك على شق طريقك لتكون أقل إرضاءً للناس، كأن تبدأ بقول لا للطلبات الأصغر أو التعبير عن رأيك حول شيء صغير أو طلب شيء تحتاجه.
على سبيل المثال: حاول أن تقول لا لطلب نصي، ثم شق طريقك لتقول للناس «لا» شخصيًا. حاول الممارسة في أماكن أو مواقف مختلفة مثل: الطلب في مطعم أو حتى عند التعامل مع زملاء العمل.
في كل مرة تتخذ فيها خطوة صغيرة بعيدًا عن إرضاء الناس، ستكتسب ثقة أكبر تساعدك على استعادة السيطرة على حياتك.
ضع في اعتبارك ما إذا كان يتم التلاعب بك
انتبه لأي شخص في حياتك يستخدم الإطراء المفرط لاقناعك بإكمال مهمة ما، فقد يستخدم المجاملة كغطاء عن التلاعب وطريقة لإلزامك بتنفيذ شيء لا يريد القيام به بنفسه، كأن يخبرك الشخص المتلاعب أنه يود أن يتولى هذا المشروع، لكنه يرى أنك أفضل بكثير منه في هذا المجال وستقوم بعمل أفضل.
تحديد الأهداف والأولويات
ضع في اعتبارك المكان الذي تريد قضاء وقتك فيه والأشخاص الذين تريد مساعدتهم، وما هي الأهداف التي تحاول تحقيقها، يمكن أن تساعدك معرفة أولوياتك في تحديد ما إذا كان لديك الوقت والطاقة لتخصيصها لشيء ما أم لا.
إذا كان هناك شيء ما يستنزف طاقتك أو يستغرق الكثير من وقتك، فاتخذ خطوات لمعالجة المشكلة، وبينما تتدرب على وضع تلك الحدود وقول لا للأشياء التي لا تريد فعلها حقًا، ستجد أن لديك المزيد من الوقت لتنفيذ الأشياء المهمة حقًا بالنسبة لك.
الحديث الإيجابي مع الذات
إذا بدأت تشعر بالإرهاق أو أنك على وشك الانهيار، شجع نفسك بالحديث الإيجابي عن نفسك، وتذكر أنك تستحق أن يكون لديك وقت لنفسك، وأن أهدافك مهمة، ولا يجب أن تشعر أنك ملزم بالتخلي عن وقتك وطاقتك في أشياء لا تجلب لك الفرح.
تجنب تقديم الأعذار
من المهم أن تكون مباشرًا عندما تقول لا وتجنب إلقاء اللوم على الالتزامات الأخرى أو تقديم الأعذار لعدم قدرتك على المشاركة، لأنك بمجرد أن تبدأ في شرح سبب عدم قدرتك على فعل شيء ما، فإنك تمنح الآخرين طريقة لإحداث ثغرات في عذرك، أو قد تمنحهم الفرصة لتعديل طلبهم للتأكد من أنه لا يزال بإمكانك فعل ما يطلبونه.
حاول استخدام نبرة حاسمة عندما ترفض شيئًا ما وتقاوم الرغبة في إضافة تفاصيل غير ضرورية حول موقفك، وذكّر نفسك بأن كلمة لا هي جملة كاملة.
تذكر أن العلاقات تتطلب العطاء والأخذ
تنطوي العلاقة القوية والصحية على درجة معينة من المعاملة بالمثل، فإذا كان شخص ما يعطي دائمًا والآخر يأخذ دائمًا، هذا يعني غالبًا أن شخص ما يتخلى عن الأشياء التي يحتاجها للتأكد من أن الشخص الآخر لديه ما يريد.
حتى لو استمتعت بإرضاء الآخرين، فمن المهم أن تتذكر أنه يجب عليهم أيضًا اتخاذ خطوات لتقديمها لك في المقابل، وإذا كنت تعطي دائمًا وهم يأخذون دائمًا، فقد تكون في علاقة سلبية من جانب واحد.
قدم المساعدة عندما تريد المساعدة
لست بحاجة إلى التخلي عن كونك لطيفًا وممنونًا، وهذه صفات مرغوبة يمكن أن تسهم في إنشاء علاقات قوية ودائمة، والمفتاح هنا هو فحص دوافعك ونواياك، لذلك لا تفعل الأشياء فقط لأنك تخشى الرفض أو تريد موافقة الآخرين، إنما استمر في فعل الأشياء الجيدة، ولكن بشروطك الخاصة.
خذ الوقت الكافي قبل اتخاذ قرار الموافقة
عندما يطلب شخص ما معروفًا، أخبرهم أنك بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير في الأمر، لأن الموافقة على الفور يمكن أن تجعلك تشعر بالالتزام المفرط، بينما أخذ وقتٍ للرد على الطلب يمكن أن يمنحك الوقت لتقييمه وتقرر ما إذا كان شيئًا تريد فعله حقًا. قبل أن تتخذ قرارًا، اسأل نفسك:
- كم من الوقت سيستغرق هذا؟
- هل هذا شيء أريد فعله؟
- هل لدي الوقت للقيام بذلك؟
- ما مدى توتري إذا وافقت؟
وجدت الأبحاث (2022 .Teichert et al) أيضًا أن وقفة قصيرة قبل اتخاذ القرار تزيد من دقة اتخاذ القرار من خلال منح نفسك لحظة، ما يجعلك أكثر قدرة على تحديد ما إذا كان هذا شيئًا لديك الرغبة والوقت لفعله.
إرضاء الناس غاية لا تُدرك، والأولوية لنا هي تحقيق الرفاهية النفسية وحياة صحية تمنحنا السلام الداخلي، لذلك لا تتردد في التواصل مع المختصين إذا واجهت صعوبة في الموازنة بين إرضاء نفسك والآخرين. حمل تطبيق Labayh وتواصل مع أفضل المختصين في المملكة من أجل حياة أكثر صحة.
المراجع
1- Antentor O Hinton Jr, Melanie R McReynolds et al. “The power of saying no”. EMBO Rep. 2020 Jul 3;21(7):e50918. doi: 10.15252/embr.202050918. Epub 2020 Jun 28.
2- Scott Barry Kaufman, Emanuel Jauk. “Healthy Selfishness and Pathological Altruism: Measuring Two Paradoxical Forms of Selfishness”. Front Psychol. 2020 May 21;11:1006. doi: 10.3389/fpsyg.2020.01006. eCollection 2020.
3- Juan F Domínguez D, Sreyneth A Taing et al. “Why Do Some Find it Hard to Disagree? An fMRI Study”. Front Hum Neurosci. 2016 Jan 29;9:718. doi: 10.3389/fnhum.2015.00718. eCollection 2015.
4- Tobias Teichert, Vincent P Ferrera et al. “Humans optimize decision-making by delaying decision onset”. PLoS One. 2014 Mar 5;9(3):e89638. doi: 10.1371/journal.pone.0089638. eCollection 2014.
5- 18 Tips to Stop Being a People-Pleaser, psychcentral.com, retrieved 28/ 9/ 2023.
6- How to Stop People-Pleasing, www.verywellmind.com, retrieved 29/ 9/ 2023.7- 13 Ways to Stop Being a People-Pleaser, ccbhc.org, retrieved 29/ 9/ 2023.