Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

لماذا يصعب إنهاء علاقة مؤذية؟

نواجه في حياتنا العديد من الأشخاص وندخل في علاقات قد تكون مؤذية ومرهقة لنا، وبالرغم من ذلك قد نجد أنفسنا مقيدين لا يمكننا الخروج أو التخلص مما نتعرض له من إساءات أو إزعاجات، قد يكون ذلك بسبب الخوف أو التردد، أو قد توجد أسباب أخرى تجعل الرحيل والابتعاد شبه مستحيل، لكن هل قرار إنهاء علاقة مؤذية صعب إلى هذه الدرجة؟

في هذا المقال سنتعرف على الأسباب التي تجعلك تقبل بالعلاقة السامة بالرغم من آثارها السلبية عليك.

لماذا يصعب إنهاء علاقة مؤذية؟

أن تكون في علاقة مؤذية يعني أنك في علاقة يسيطر فيها أحد الطرفين على الآخر بطريقة مسيئة له، قد تكون هذه الإساءة جسدية أو عاطفية أو مادية أو لفظية أو غيرها من التصرفات التي تجعل أحد الطرفين تحت سيطرة وسلطة الطرف الأخر، وقد تتعرض في هذه العلاقة للتعنيف الجسدي والتحكم بك والتدخل بقراراتك، ويجعلك تشعر أنك السبب في كل الخلافات والمشاكل التي تحدث بينكما، بالإضافة إلى الغيرة الزائدة، وغيرها من التصرفات التي تجعل بقاءك في هذه العلاقة سببًا لأذيات نفسية وجسدية قد تكون نتائجها دائمة وكارثية.

إن أول ما يخطر في بالنا عندما نعلم أن أحدهم في علاقة مؤذية: لماذا لا ينهي هذه العلاقة؟ لكن الحقيقة أن أصعب مرحلة في العلاقات المؤذية هي اتخاذ قرار الرحيل، فقد تعتقد أنه يمكنك اتخاذ هذا القرار متى أردت، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تقيدك وتمنعك من الانفصال، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:

التلاعب بك من قبل الطرف الآخر

إن تلاعب شريكك بك يجعلك تشعر بالحيرة وتظن أنك السبب في معاملته لك بهذه الطريقة، فتشعر بقلة القيمة وأن لا فائدة منك ولا تستطيع فعل شي، كما أنه يلومك على كل ما يحدث بينكما من مشاكل ويقلب الأدوار ضدك. 

بحسب إحدى الدراسات (Stark.2019) إن هذا أحد أنواع العنف النفسي الذي يطبق في العلاقات، ففيه يسيطر أحد الطرفين على الآخر، ويجعله يشكك في صحة أفعاله، وذلك عبر التهرب من الأدلة التي تثبت خطأه والتركيز على عيوب الطرف الآخر، وتشير الدراسة إلى أن التلاعب يختلف عن الخلافات العادية التي تحدث بين أي شخصين، فهو طريقة تؤدي إلى كرهك لشريكك، كما أنه أحد أنواع الاضطهاد النفسي الذي يطبقه الطرف الآخر ليفرض شخصيته وسيطرته عليك.

الخوف من المجتمع

قد يصعب عليك إنهاء علاقة مؤذية خوفًا من المجتمع ومن رأي الأشخاص من حولك، وقد يخلق ذلك ضغطًا كبيرًا عليك لتحافظ على صورة مثالية من الخارج مهما كان ما يحدث بينكما، فعندما تنظر إلى علاقات الناس حولك وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بمسؤولية كبيرة تضغطك على البقاء في هذه العلاقة مهما كانت كمية الضرر الذي تسببه لك. كما أن شعورك بالخجل لإنهاء علاقة امتدت سنين أو لعدم إنهائها باللحظة التي بدأت فيها الإساءة يمنعك من اتخاذ قرار الرحيل.

تنظر بعض المجتمعات إلى الإساءة على أنها أمر عادي لا ضرر منه، أي أنه سلوك طبيعي يطبقه أحد الشريكين على الآخر، ومن هنا لن تحاول طلب المساعدة من أحد أو إنهاء ما يحدث بالرغم من الضرر الذي يسببه لك.

محاولات الشريك للسيطرة عليك

في العلاقات المؤذية تحاول إنهاء ما يحدث مرات كثيرة قبل أن تستطيع ذلك، وهذا يعود لفرض الطرف الآخر شخصيته ورأيه عليك.

 تقول a study نشرت في مجلة العائلة والزواج (Stets.1995) إن السيطرة التي يفرضها أحد الطرفين ما هي إلا عملية تعويضية لعدم قدرته على فرض سيطرته في مجتمعه وبيئته، أو بسبب قلة ثقته بك، أو نتيجة الخلافات الكثيرة التي تحدث بينكما، فالتصرف بهذه الطريقة بمثابة تعويض عن نقص السيطرة لديهم في نواحٍ أخرى من حياتهم كالعمل أو الحياة الاجتماعية، وهذا ما يجعله يسعى للتحكم  بكل تصرفاتك وقراراتك.

وجود الأطفال

يعتقد الآباء أن تربية الأطفال في وسط عائلي مع أب وأم أفضل من أن يربيهم أحد الطرفين وحده، وذلك بغض النظر عما إذا كانت العلاقة بين الأهل جيدة أم لا، فقد تشعر أنك لا تريد لطفلك أن يخسر الأمان الذي يشعر به عندما يعيش في جو عائلي، ولعدم رغبتك في خسارة محبة أطفالك وخوفًا على مصلحتهم، تجبر نفسك على البقاء في هذه العلاقة بالرغم من كل ما يحدث فيها من إساءات.

التعرض للعنف

إن التعنيف من قبل الشريك يولد لديك خوفًا وترددًا من إنهاء العلاقة بينكما، إذ تؤكد a study نشرت في مجلة (Indian Journal of Psychiatry) أن ملايين الأشخاص حول العالم يتعرضون للتعنيف الجسدي والنفسي  للسيطرة عليهم واستغلال ضعفهم، وينتج عن ذلك أضرار جسدية ونفسية خطيرة، ونحو 77% من النساء المعنفات يخفين ما يتعرضن له لأسباب مادية، ولعدم وجود من يدعمهم، وخوفًا على أبنائهم.

تتراوح نتائج التعنيف الجسدي من مجرد كسور ورضوض إلى أذى شديد يصل إلى الإعاقة كخسارة السمع أو البصر وغيرها من الأضرار التي تؤدي إلى تدمير العلاقة بين الطرفين.

سوء المعاملة العاطفية

لهذا النوع من المعاملة تأثير سلبي كبير على نفسيتك، فقد لا تنتبه إليه جيدًا لأنه يختلف عن الإساءة الجسدية، فهو غير ملموس وقد تعتقد أنه ليس بسوء التعنيف الجسدي. 

بحسب إحدى الدراسات على موقع (Moglia.2015) إن الشريك يستخدم هذا النوع من الإساءة لنفس أسباب التعنيف؛ وذلك للسيطرة على الطرف الآخر وفرض سلطته عليه، فقد أوضحت الدراسة أنهم يمارسون الترهيب والعزلة مما يشعرهم بالقلق والخوف ولوم الذات وقلة القيمة، ويقتنعون أن لا أحد يهتم لأمرهم ولا يوجد مكان آخر يذهبون إليه ما يجبرهم على البقاء بالرغم مما يحدث معهم. 

بالرغم من وجود العديد من الأسباب التي تجعلك ترضى بالإساءة وتجبرك على البقاء في هكذا علاقات، ومهما كان اتخاذ هذا القرار صعبًا، عليك التفكير جيدًا وملاحظة نتائج بقائك على صحتك ونفسيتك، لذا اتخذ هذه الخطوة سريعًا ولا تخف فلم يفت الأوان بعد، ولا تتردد في طلب المساعدة من أصدقائك أو عائلتك.

1-   Stark, C.A. Gaslighting, misogyny, and psychological oppression. The Monist. 2019; 102(2): 221-235.

2-   Stets, J.E. Modelling control in relationships. Journal of Marriage and Family, 1995; 57(2): 489-501.

3-   Patra P. et al. Intimate partner violence: Wounds are deeper. India J. Psychiatry. 2018; 60(4): 494-498.

4-   Moglia, P. Psychology and behavioral health (4th ed.).  Salem Press at Greyhouse Publishing, 2015;  647-650.

نواجه في حياتنا العديد من الأشخاص وندخل في علاقات قد تكون مؤذية ومرهقة لنا، وبالرغم من ذلك قد نجد أنفسنا مقيدين لا يمكننا الخروج أو التخلص مما نتعرض له من إساءات أو إزعاجات، قد يكون ذلك بسبب الخوف أو التردد، أو قد توجد أسباب أخرى تجعل الرحيل والابتعاد شبه مستحيل، لكن هل قرار إنهاء علاقة مؤذية صعب إلى هذه الدرجة؟ في هذا المقال سنتعرف على الأسباب التي تجعلك تقبل بالعلاقة السامة بالرغم من آثارها السلبية عليك. لماذا يصعب إنهاء علاقة مؤذية؟ أن تكون في علاقة مؤذية يعني أنك في علاقة يسيطر فيها أحد الطرفين على الآخر بطريقة مسيئة له، قد تكون هذه الإساءة جسدية أو عاطفية أو مادية أو لفظية أو غيرها من التصرفات التي تجعل أحد الطرفين تحت سيطرة وسلطة الطرف الأخر، وقد تتعرض في هذه العلاقة للتعنيف الجسدي والتحكم بك والتدخل بقراراتك، ويجعلك تشعر أنك السبب في كل الخلافات والمشاكل التي تحدث بينكما، بالإضافة إلى الغيرة الزائدة، وغيرها من التصرفات التي تجعل بقاءك في هذه العلاقة سببًا لأذيات...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
966

Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

مختصين مقترحين لمساعدتك
Share the article
Your impression of the article
Very useful
7
Useful
2
Normal
1
Not useful
-
لماذا نشعر بقلق بقرب نهاية العام؟
Next article

لماذا نشعر بقلق بقرب نهاية العام؟

ما هي الأنظمة الغذائية التي تساعد في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
Previous article

ما هي الأنظمة الغذائية التي تساعد في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
Related articles
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
العلاقات السامة في ضوء علم النفس
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
كيف أحب ذاتي؟
كيف أحب ذاتي؟
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
كيف أتخلص من التعلق المرضي؟
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها