ما الفرق بين الكلام مع معالج نفسي وصديق؟
تشكل الصداقات بعضًا من أفضل أجزاء رحلة حياة كل إنسان، وللأصدقاء دور أساسي في تقديم المساعدة والدعم والنصيحة التي نحتاجها عندما نواجه ظروفًا صعبة. ومع ذلك، هناك بعض الأوقات التي لا يستطيع فيها حتى أفضل الأصدقاء استبدال التجربة العلاجية الهامة للجلسات المنتظمة مع معالج نفسي متمرس.
لماذا أصبح العلاج النفسي الكلامي أكثر شيوعًا؟
ساهم الاهتمام بالصحة النفسية في إزالة وصمة العار عن تشخيص وعلاج اضطرابات الصحة النفسية. نتيجة لذلك، أصبح العلاج النفسي بالكلام أكثر شيوعًا.
لماذا يستفيد المزيد من الناس من العلاج النفسي؟ إن فعاليته بكل تأكيد هي السبب الرئيسي. حيث تظهر الدراسات أنه يمكن أن يكون مفيدًا في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل ومساعدة أولئك الذين يعانون من الاضطرابات النفسية الأخرى، ومن الأسباب الأخرى وجود مساحة مريحة للشخص عبر العلاج يمكنه فيها التحدث عن أحداث حياته بكل أريحية. وعلى الرغم أن الكثير من الأشخاص غالبًا ما يعتمدون على أصدقائهم أو عائلاتهم أو غيرهم من الأشخاص المهمين في حياتهم للحصول على الدعم، إلا أن هناك عدة سلبيات ، عند العمل مع معالج نفسي متمرس، يشعر الفرد بالراحة لأنه يعلم أن القوانين تحمي خصوصيته. دون الإحساس بالخوف من احتمالية انتشار أسراره أو تفاصيل حياته الخاصة.
يمكن أن يوفر العلاج النفسي أيضًا وقتًا كافيًا للتوقف والتفكير العميق، خاصة أننا نعيش في عالم سريع الخطى. وبالتالي يساعد في كشف كل ما يمنع الشخص من الحصول على أفضل نسخة من نفسه والتخلص من كل ما يقيده.
مقارنة بين الكلام مع معالج نفسي والأصدقاء
يوضح الجدول التالي أهم الفروق بين الكلام مع صديق مقارنة مع العلاج النفسي:
اختلافات هامة يجب الانتباه لها
بالإضافة للفروق السابقة يجب الانتباه لما يلي أيضًا:
يمكنك أن تكون صادقًا
يهتم معظمنا بإظهار نفسه أمام الآخرين بأبهى صورة. إذا كنت تتحدث إلى أعز أصدقائك، فقد تخاف من أن تتغير نظرتهم لك، وبالتالي تقل مصداقيتك معهم. عند التحدث إلى أحد أفراد الأسرة، قد يقوم الشخص بقدر من التحرير على الأحداث. حيث قد يجعلك الخجل أو الرغبة في تجنب العار تغير أو تهمل بعض التفاصيل.
يصغي إليك المعالج النفسي دومًا
الحقيقة غير المريحة هي أنه في كثير من الأحيان، عندما يستمع إليك شخص ما، فإنهم سوف يفكرون فيما سيقولونه ردًا على كلامك. أما جلسة العلاج النفسي فهي تدور حولك تمامًا وبشكل كامل، لأنها ليست محادثة ثنائية الاتجاه. يتم تدريب المعالج أو الطبيب النفسي على الاستماع جيدًا. حيث أنهم لا يستمعون فقط إلى ما تقوله، بل يستمعون إلى ما لا تقوله، مثل نبرة صوتك ولغة جسدك . لا يحصل الجميع على فرصة ليتم رؤيتهم وسماعهم على هذا المستوى. يوفر العلاج بالكلام هذا الأمر والعديد من الناس يقدّرون بشدة هذا الجانب الخاص به.
المعالج النفسي لا يتأثر بالنتيجة
إذا كنت تتحدث إلى أحد أفراد أسرتك حول خيار صعب عليك اتخاذه، فقد يتم التفكير لا شعوريًا بنتائج هذا القرار. على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث إلى أعز أصدقائك حول التفكير بالانتقال إلى بلد آخر، فسوف يفتقدونك إذا ذهبت. وبالتالي قد يؤثر ذلك على رأيهم في خياراتك. ليس الأمر أن الصديق يحاول التخريب، لكن هذا الارتباط العاطفي يؤثر على وجهة نظرهم. لذلك من المهارات المهمة التي يجب أن يتمتع بها المعالج النفسي هي أن يكون محايدًا وموضوعيًا.
ما هي الأشياء التي لا يقدمها العلاج النفسي؟
نظرًا لأن العلاج بالكلام يعتمد بشكل رئيسي على المحادثة، يميل معظم الناس إلى الاعتقاد بأنهم يعرفون كيف يجب أن يكون العلاج. فيتوقع هؤلاء أن Psychotherapy هو قيام شخص تدفع له المال بالاستماع إليك وإخبارك بما يجب عليك فعله، وبالتأكيد هو ليس كذلك.
لا يقدم المعالج النفسي النصائح
من المفاهيم الخاطئة الشائعة التي يتم تداولها أن المعالج النفسي يقدم لك النصائح حول ما يجب القيام به. إذا كنت تتخذ خيارات كارثية تعرض حياتك للخطر، فقد يكون لهذه النصائح وزنها. قد ينصحك أيضًا بشأن بعض خيارات نمط الحياة التي ثبت علميًا أنها مفيدة، مثل تخصيص وقت كافي للنوم.
ومع ذلك، فإن إخبار الشخص بترك زوجته أو تبديل حياته المهنية على سبيل المثال ليس من اختصاص المعالج النفسي، من الصعب جدًا معرفة ما هو مناسب لشخص آخر. ويعرف ذلك جيدًا المتخصصون في الصحة النفسية. ما قد يفعله المعالج النفسي الخبير هو ممارسة الاستجواب الاستنتاجي. بدلًا من إخبارك بترك شريكك، قد يسألونك كيف تجعلك هذه العلاقة تشعر. تم تصميم هذه الأسئلة لجعلك تفكر في وضعك وتساعدك على استنتاج ما هو أفضل لمسار العمل.
لا يعتبر العلاج بالكلام جلسة للتذمر فقط
لا يتعلق العلاج النفسي بالشكوى. حتى لو كان الوقت مناسبًا للحديث عن الأمور المزعجة. يتعلق العلاج النفسي بتوجيه عملية التفكير في الحياة وتحديد العقبات التي تحول دون أن تظهر أفضل ما لديك.
وهي أيضًا مناقشة صادقة حول ما أدخل تلك العقبات إلى حياتك. يمكنك بعد ذلك الحصول على الدعم لإجراء تغييرات ذات مغزى على أنماط الأفكار أو السلوكيات التي تتداخل مع سعادتك ونجاحك. لن تؤدي الشكوى التي لا نهاية لها إلى هذه التغييرات ولن تكون علاجية.
كيف يمكن تحقيق التوازن بين العلاج النفسي والصداقات؟
لا يحل العلاج النفسي محل الصداقة. فكلاهما ذو مغزى ويقدمان مساهمات مختلفة وقيمة في حياة أي شخص. يذكر العديد من الأفراد أن العلاج النفسي بالكلام يجعلهم أكثر إخلاصًا في صداقاتهم. فهم لا يشتكون بشأن سماع صوتهم لأن لديهم المنفذ المنتظم مع معالجهم النفسي.
بقدر ما يمكن أن يكون العلاج النفسي جيدًا، يمكن أن تكون هناك بعض الفوائد لحل مشاكلك بمساعدة أصدقائك. حيث يحتاج الإنسان في أغلب الأحيان إلى المحبة. يتجنب المعالجون النفسيون تقديم المشورة الصريحة بشأن قضية ما. يمكن أن تكون هناك حالات تريد فيها نصائح وإرشادات صريحة بشأن مشكلةٍ ما لأنك تشعر حقًا أنك عاجز عن اتخاذ قرارك، ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من أعراض اضطراب نفسي يمكن تشخيصه مثل الاكتئاب الشديد أو اضطرابات الشراهة في الأكل، فمن المحتمل ألا يكون التحدث إلى صديق كافيًا. نظرًا لأن بعض الحالات مرتبطة بخطر الانتحار أو عواقب صحية خطيرة أخرى، يجب أن نفهم قيود المحادثة مع الأصدقاء. تتطلب اضطرابات الأكل والأفكار الانتحارية عمومًا مداخلات من أخصائي طب نفسي.يسمح العلاج النفسي بالتحدث عن أحداث حياتك. فهو منفذ مهم يمكّن الفرد من إجراء مناقشات خالية من الأحكام في كل ما يزعجه، وهو ما يحتاج معظم الناس لتحسين إمكاناتهم. إذا كنت تعاني من اضطرابات نفسية، فكر في البدء بالعلاج النفسي، لأنه أصبح أسهل من أي وقت مضى. إذا كنت تعاني من أي مشكلة ترتبط بالصحة النفسية يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه والاستفادة من الخدمات التي يوفرها التطبيق.