كيف تتعامل مع ألم الفقد؟
من المؤكد أنك قد شعرت يومًا بالحزن والأسى لفقدان صديق أو أحد أفراد أسرتك أو أي شخص قريب منك، وهذا يعني أنك أدركت أن التعامل مع ألم فقدان الأحبة هو من أصعب التجارب في الحياة، فألم الفقد قد يكون شديدًا للغاية وقد يصعب عليك تجاوز هذه الخسارة و التكيف على العيش من بعدها، في هذا المقال سنتعرف على أهم الخطوات الضرورية التي تساعدك على التعامل مع ألم الفقد وكيفية تجاوز الخسارات المختلفة.
← التحق الآن ببرنامج: التعافي من الصدمات
ما هو ألم الفقد؟
إن الحزن هو رد فعل طبيعي على الخسارة بمختلف أشكالها، ويعرف شعور الحزن المرافق لخسارة الأشخاص الذين تحبهم بألم الفقد أو الأسى، هذا الألم قد يكون شديدًا وقد يؤثر على صحتك النفسية والجسدية وتواصلك مع الأشخاص المحيطين بك، وعلى الرغم من ذلك ينبغي عليك أن تعلم أن هناك طرق صحيحة للتعامل مع هذا الألم وأن تكون قويًا وتعمل على تجاوز خسارتك والمضي قدمًا في حياتك.
ما هي أهم الأعراض المرافقة لألم الفقد؟
إن الفقد والأسى يترافق مع عدة أعراض مختلفة ويؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة، ومن أهم الأعراض التي يمكن أن تشعر بها:
- الصدمة والإحساس بالذهول: عادةً ما يكون هذا الشيء هو أول رد فعل على الفقد.
- الحزن العارم مع البكاء المستمر.
- الإحساس بالتعب الدائم وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
- فقدان الرغبة والشغف بالأشياء التي كانت ممتعة سابقًا.
- الشعور بالذنب بأنك مسؤول عن الخسارة أو أنك كنت قادرًا على حماية الشخص.
- الشعور بالغضب من الأشخاص المحيطين بك أو من الشخص الذي فقدته.
- الشعور بالخوف من الحياة بعد فقدان الشخص المقرب منك.
- من الممكن أن تعاني من بعض الأعراض الجسدية كفقدان الوزن والآلام المعممة وفقدان الشهية والغثيان وغير ذلك الكثير.
كيف أتعامل مع ألم الفقد؟
عند تعاملك مع ألم الفقد هناك بعض النصائح الضرورية والتي يساعدك اتباعها على تجاوز الخسارة بسرعة والشعور بشكل أفضل، ومن أهم هذه النصائح:
تقبل الخسارة والإيمان بأن ما حدث كان طبيعيًا:
يميل بعض الأشخاص إلى إنكار الخسارة وعدم تقبل رحيل الشخص المقرب وذلك لتجنب التعامل مع الضغط الكبير المترافق مع ألم الفقد، إلا أن ذلك يعتبر من أسوأ الاستراتيجيات الممكنة، وعلى العموم فإن أول خطوة ينبغي القيام بها عند التعامل مع ألم الفقد هو تقبل خسارة الشخص المقرب منك والإيمان أن ما حدث كان طبيعيًا وأن هذا هو السير الطبيعي للحياة.
السماح لنفسك بالتعبير عن الحزن وتجنب كبت المشاعر:
من المهم أن تسمح لنفسك بالتعبير عن المشاعر السيئة والحزن الذي تشعر فيه وذلك عبر التحدث لشخص مقرب منك أو تدوين أفكارك ومشاعرك في مفكرة خاصة بك أو التحدث إلى الطبيب أو المعالج النفسي، فالتعبير عن المشاعر هو من أهم الخطوات لتخطيها. قد يلجأ بعض الأشخاص إلى كبت المشاعر وتجنب التعبير عنها إلا أن ذلك من الممكن أن يفاقم ألم الفقد لديهم.
شارك في طقوس العزاء المختلفة:
إن طقوس العزاء هي مجموعة من الطقوس المختلفة والتي تهدف إلى تذكير الأشخاص المقربين من الشخص الذي توفي بأنهم ليسوا وحدهم وأن الناس سيكونون معهم لتجاوز ما حصل، احرص على التواجد ضمن هذه الطقوس للاستفادة من الدعم المعنوي الكبير الذي يمكن أن يقدمه الأشخاص المعزون بالإضافة إلى تجنب الانعزال الذي سيؤدي إلى زيادة الحزن والإحساس بالضعف.
الالتفات بشكل أكبر حول العائلة والأصدقاء:
إن الفترة التالية للفقد هي الفترة التي ينبغي عليك فيها أن تعتمد على الأشخاص الذين يهتمون لأمرك، فحتى لو كنت تفتخر بكونك قويًا وبأنك مصدر الدعم الدائم للأشخاص الذين يحبونك إلا أنك بعد فقد الشخص المقرب منك ستحتاج أنت لهذا الدعم والرعاية. اجذب الأصدقاء وأفراد العائلة المقربين منك واقض مزيدًا من الوقت معهم واقبل المساعدة التي يقدموها، في بعض الأحيان قد يرغب الأشخاص في مساعدتك إلا أنهم لا يعرفون كيفية القيام بذلك، فلا تتردد بإخبارهم بما أنت بحاجته.
الانضمام إلى مجموعات الدعم الاجتماعي المختلفة:
حتى عندما يتواجد بجانبك أصدقائك وأفراد عائلتك فقد تشعر بالحزن والوحدة وعدم الرغبة بمشاركة مشاعرك معهم، وحينها قد ترغب بالانضمام إلى مجموعات الدعم المختلفة. مجموعة الدعم الخاصة بألم الفقد هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين عانوا من فقدان أحبتهم والذين يجتمعون بشكل دوري للتحدث عن تجاربهم، وإن تواصلك مع الأشخاص ضمن هذه المجموعة يساعدك بشكل كبير على التعبير عن مشاعرك والاطلاع على تجارب مختلفة لأشخاص آخرين يعانون من ألم الفقد ومعرفة الأمور التي يقومون بها لتجاوز هذه المشاعر السلبية.
تحدث إلى طبيبك أو معالجك النفسي:
في حال كان ألم الفقد شديدًا جدًا ولم تستطع أن تتجاوزه لوحدك، فقد يساعد تحدثك مع طبيب نفسي أو معالج نفسي على اكتساب القوة لتجاوز المشاعر السلبية التي تعاني منها، سيقوم طبيبك بتخصيص مواعيد مراجعة ثابتة لك يسمح لك فيها بالتعبير عن الأفكار والمشاعر التي لديك ويساعدك على تخطيها والمتابعة بحياتك عبر تزويدك بطرق مختلفة للتغلب على الألم.
حاول الحفاظ على هواياتك واهتماماتك:
تعتبر العودة إلى روتين حياتك اليومي وممارسة الهوايات المختلفة من أهم الطرق الضرورية للتعامل مع ألم الفقد وخسارة الأحبة، ستساعد هذه الهوايات والأنشطة على تجنب الانعزال والتركيز على تحقيق المزيد من الإنجازات وتجاهل الأفكار والمشاعر السلبية. في حال لم تكن لديك أي هواية مناسبة أو شعرت أن هواياتك واهتماماتك السابقة لا تساعدك على تجاوز ألم الفقد، فقد يكون الوقت مناسبًا للبحث عن هوايات جديدة واكتساب مهارات مختلفة.
احرص على الاعتناء الجيد بصحتك الجسدية:
أكدت الدراسات الحديثة على وجود ارتباط بين الصحة الجسدية والنفسية، لذلك احرص على أن تكون صحتك الجسدية جيدة عند مواجهتك لألم الفقد وذلك من خلال الحرص على النوم لفترات كافية خلال النهار وتناول غذاء صحي يحتوي على كافة العناصر الغذائية الضرورية وشرب كميات كافية من المياه بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
اعرف الأشياء المحرضة لألم الفقد وتجنبها:
من الممكن أن يتحرض ألم الفقد بعدة أمور ولعل من أهمها المناسبات والأعياد المختلفة التي اعتدت على قضائها مع الشخص الذي فقدته أو النشاطات التي اعتدت على القيام بها معه كالاستماع إلى أغاني معينة أو زيارة بعض الأماكن، من المهم أن تتعرف جيدًا إلى هذه المحرضات وأن تتجنبها قدر الإمكان خلال الفترة الأولى التالية لخسارتك وأن تحرص على التخطيط بشكل جيد للتعامل مع المشاعر السلبية التي قد تجتاحك عندما يتحرض ألم الفقد.
إن ألم الفقد تجربة قاسية وصعبة لكن تجاوزها والمضي قدمًا في الحياة ليس مستحيلًا، ويمكن للنصائح السابقة أن توفر نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق ذلك، ويمكنك الاطلاع على معلومات إضافية عن هذا الموضوع والتواصل مع فريقنا من خبراء الصحة النفسية من خلال تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أعود لحياتي الطبيعية بعد فقدان شخص عزيز؟
← اقرأ ايضاً: عزاءات الفقد…كيف نعود للحياة بعد حدوث الصدمات العاطفية؟
← اقرأ ايضاً: كيف تتعامل مع صدمة فقدك لطفلك؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. سلوى داود