هل للعلاج السلوكي المعرفي فوائد حقيقية في حالات الوسواس القهري؟
العلاج السلوكي المعرفي هو شكل من أشكال العلاج النفسي بالكلام، ولكن على عكس العلاجات الكلامية الأخرى، يكون العلاج السلوكي المعرفي أكثر تنظيمًا وتفصيلًا في مشاكل المريض الحالية والمباشرة، ونادرًا ما يركز على ماضيه. يستخدم العلاج السلوكي المعرفي بنجاح كعلاج للعديد من Psychological disorders، بما في ذلك الوسواس القهري واضطرابات Anxiety والهلع واضطراب ما بعد الصدمة و Social phobia، كما أنه يدخل في علاج اضطرابات الأكل والإدمان والذهان.
← ابدأ الآن: مقياس الوسواس القهرى
فوائد العلاج السلوكي المعرفي وإيجابياته
تتوفر بالطبع علاجات أخرى للاضطرابات النفسية بما فيها الوسواس القهري، ولكن تشير بعض الأدلة إلى أن العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأفضل للوسواس القهري. أظهرت الأبحاث أن 75% من الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يستفيدون من العلاج السلوكي المعرفي على نحو جيد. إضافةً لذلك، لا يحمل هذا النوع من العلاج أي مخاطر أو آثار جانبية مرتبطة به، ولهذا يعتبر العلاج المفضل لحالات Obsessive-compulsive disorder.
نظريًا، يكون العلاج السلوكي المعرفي قصير المدى، فقد يستمر لأسابيع وشهور بدلًا من سنوات. لا يوجد أيضًا عدد محدد للمحاولات التي يمكن فيها تجربة العلاج السلوكي المعرفي. ما نعنيه بذلك هو أنك إذا جربت العلاج السلوكي المعرفي مرة أو مرتين (أو أكثر) بنجاح محدود، فلا يوجد سبب يمنعك من العمل مع معالج آخر، ربما أخصائي في الوسواس القهري، لتحصل على تجربة مختلفة تمامًا. يشبه العلاج السلوكي المعرفي إلى حد ما تعلم القيادة، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى مجموعة واحدة من الدروس (العلاج) لاجتياز الاختبار، ولكن قد يحتاج بعضهم الآخر إلى أخذ الدروس مرة أو مرتين، ربما لدى مدرب مختلف (معالج)، وإذا استمروا في المحاولة، فلا يوجد سبب يمنعهم من اجتياز الاختبار في النهاية.
في كثير من الحالات، يكون العلاج السلوكي المعرفي وحده فعالًا للغاية في علاج الوسواس القهري، ولكن بالنسبة للبعض، يكون استخدامه مع الأدوية أكثر فاعلية، خاصةً بوجود مرض آخر يعاني منه المريض كالاكتئاب مثلًا. قد يكون الدواء مفيدًا في تقليل Anxiety بدرجة كافية، ليبدأ الشخص في العلاج وينجح في النهاية.
كيف يستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الوسواس القهري؟
يشير العلاج المعرفي السلوكي إلى مجموعة من العلاجات المتشابهة التي تُستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية، وأهم نوع من العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري هو التعرض ومنع الاستجابة. يشير جزء التعرض إلى تعريض الشخص لأفكار وصور وأشياء ومواقف تجعله قلقًا أو تحفزه للقيام بسلوكيات قهرية، بينما يشير جزء منع الاستجابة إلى اتخاذ قرار بعدم القيام بسلوك قهري نتيجةً لذلك التعرض.
يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص على استكشاف وفهم طرق التفكير البديلة، وتحدي معتقداته عبر تطبيق تمارين سلوكية. يستخدم العلاج السلوكي المعرفي تقنيتين مثبتتين بالأدلة العلمية وهما: العلاج المعرفي الذي ينظر في طريقة تفكيرنا، والعلاج السلوكي الذي ينظر في كيفية تأثير ذلك على ما نقوم به. يقترح هذا النمط من العلاج طرقًا أخرى للتفكير، مع متابعة كيفية تأثير ذلك على الطريقة التي يتصرف بها المريض. يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على المفهوم التالي: تكون أفكارك ومشاعرك وأفعالك مترابطة، وأن الأفكار والمشاعر السلبية قد تحبطك وتدخلك في حلقة مفرغة. يهدف هذا النهج العلاجي إلى جعل الشخص معالجًا لنفسه عبر تزويده بالمعرفة والأدوات اللازمة لمتابعة الطريق نحو الشفاء التام من الوسواس القهري.
تخبرنا الأبحاث أن كل شخص تقريبًا يملك أفكارًا دخيلة غالبًا ما تكون عديمة المعنى أو مقلقة. لا يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى إقصاء هذه الأفكار مطلقًا، فهذا غير ممكن، ولكن بدلًا من ذلك، مساعدة الشخص المصاب بالوسواس القهري على معرفة ومواجهة السلوكيات القهرية وأنماط التفكير التي تسبب له القلق والضيق.
يعلّم العلاج المصاب بالوسواس القهري أن المشكلة ليست الأفكار نفسها، بل ما يصنعه الشخص من تلك الأفكار وكيف يستجيب لها. يساعدنا العلاج السلوكي المعرفي على فهم المخاوف التي نربطها بأفكارنا، والتي يصعب علينا التعرف عليها في معظم الأحيان.
غالبًا ما يسأل الأشخاص المصابون بالوسواس القهري عما إذا كان العلاج قد يساعدهم في التخلص من هذه الأفكار الدخيلة، لأنها مزعجة للغاية ومروعة، ولكن إذا فكرت مطولًا ستجد أنها ليست دائمًا سيئة. من الجدير بالذكر أيضًا أن كل شخص يملك جميع أنواع الأفكار الدخيلة بما في ذلك الأفكار السيئة مثل: أفكار لإلحاق الأذى بالناس أو الحث على التحقق من الأشياء، ولكن يختلف المرضى عن الأشخاص الآخرين بأن أفكارهم الدخيلة المتطفلة لا تصبح مزعجة ولا تلازمهم لفترة طويلة.
مواجهة المعنى والسلوكيات المرتبطة بالأفكار
في العلاج السلوكي المعرفي، يستكشف الشخص المصاب بالوسواس القهري معاني أو معتقدات بديلة حول الأفكار والطقوس الدخيلة التطفلية في جميع أشكالها (على سبيل المثال: التنظيف والتحقق الدائم من الأشياء وكتابة القوائم) ويتعلم الأسباب التي تجعل هذه الأفكار والطقوس مستمرة.
لذلك خلال الجلسات القليلة الأولى، يجب على المعالج الجيد قضاء بعض الوقت في فهم كيفية تأثير الوسواس القهري على الشخص ومعرفة أسباب استمرار الأفكار والطقوس التي يعاني منها المريض، وإذا تمكنا من فهم العوامل التي تبقي المشكلة حية، يمكننا بعد ذلك اتخاذ الخطوة التالية، وهي التفكير في طرق بديلة للتعامل مع المشكلة وما يمكننا فعله بعد ذلك لتغييرها.بناءً على ذلك، يعتبر العلاج السلوكي المعرفي، وتحديدًا طريقة التعرض ومنع الاستجابة، أكثر طرق Psychotherapy فعاليةً في علاج الوسواس القهري. في الوضع المثالي، يجب أن يقدم العلاج المعرفي السلوكي اختصاصي مدرَّب، ومع ذلك، اقترحت بعض الدراسات فعالية تطبيق بعض الأساليب ذاتيًا إلى جانب الحصول على زيارات تحفيزية منتظمة. يمكنك الاطلاع على مجموعة من أفضل البرامج العلاجية للوسواس القهري عبر موقع وتطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: هل يمكن أن يشفى الوسواس القهري تلقائيًا مع مرور الوقت ودون أي علاج؟
← اقرأ ايضاً: هل الوسواس القهري مرض وراثي؟
← اقرأ ايضاً: العلاج المعرفي السلوكي، تعريفه، أهميته، و أهمّ طرق العلاج عبرهُ