هل أنت شخص واثق، أم أناني؟
تتنوع طباع الشخصيات البشرية وصفاتها بشكل كبير، فبعض الأشخاص يحيطونك بجو من التفاؤل والطاقة الإيجابية، وبعضهم الآخر ينشر المشاعر السلبية أينما حل، تحدثنا في مقالات سابقة عن اضطرابات الشخصية المختلفة، مع أعراض وصفات كل اضطراب منها، أما مقال اليوم فيتمحور حول الأنانية، ماهي؟ وما هي المؤشرات والعلامات التي تدل على أنك أناني؟ وهل تؤثر الأنانية على علاقاتك مع محيطك العائلي والاجتماعي وحياتك بشكل عام.
← ابدأ الآن: مقياس تقدير الذات
ما هي صفات الشخص الأناني
لكل شخصية صفات وخصائص تميزها عن غيرها، وأن تكون أنانيًا يعني أنك تحمل الصفات التالية:
1 – تلجأ إلى الكذب والاحتيال لتحصل على ما تريد
إذا كنت أنانيًا فأنت تستخدم أساليب الاحتيال والكذب والتلاعب بالآخرين وتغيير الحقيقة لتصل إلى ما تريد، وقد تصل بك الأمور إلى استخدام أساليب خاطئة كالسرقة مثلا وغيرها من الأفعال المنافية للأخلاق العامة في سبيل الحصول على منفعة شخصية؛ لأنك ستفعل كل ما يتطلب منك الأمر لتصل إلى غايتك بغض النظر عن النتائج.
2 – الاهتمام المفرط بنفسك
يتميز الشخص الأناني بأنه يهتم بنفسه فقط، ويحب أن يكون محط الأنظار دائمًا، ويرغب بتلقي الاهتمام والانتباه دون أي اهتمام بمشاعر الآخرين، ويعجبه تلقي المديح على أفعاله وتسليط الضوء على أمور ليس له فيها دور مهم، فقط بهدف لفت النظر وجذب الانتباه إليه.
3 – عدم الشعور بالشفقة والاهتمام تجاه الآخرين
شعورك بالشفقة هو قدرتك على تفهم مشاعر الغير ومشاركتها معهم، وهذا ما يساعدك على تقوية علاقتك بهم، ولكن الأنانية تلغي كل مشاعر الشفقة تجاههم، وهذا يعني أنك لن تفضل مشاعرهم على مشاعرك مهما كانت حالة الطرف الآخر، وستفضل مصلحتك على مصلحتهم دائمًا، وقد يصل بك الأمر للاستهزاء بمن حولك والتقليل من قيمته لتثبت لنفسك ولغيرك أنك أفضل منهم.
4 – عدم الاهتمام بنتائج أفعالك
أن تكون أنانيًّا يعني أنك متهور وطائش تفعل ما تريد دون أن تعير أي اهتمام لنتائج أفعالك، ومن الصعب التحكم أو السيطرة عليك أو حتى توقع تصرفاتك القادمة، فأنت لا تهتم بما فعلته طالما أنه لن يضرك أو يؤثر عليك، وبالرغم من أنك تدرك سلبية ما فعلته إلا أنك لا تشعر بالندم أو الذنب تجاه أفعالك السيئة، كما أنك لن تقبل اعتذار أي شخص أخطأ بحقك إذا حاول الاعتذار وإصلاح الموقف بينكما.
اقرأ ايضاً: ما الفرق بين الأنانية وتقدير الذات؟
تختلف الأنانية بشكل كبير عن الثقة بالنفس وتقدير الذات، ويمكن تلخيص الفروق الأساسية بينهما بالنقاط التالية التي تميز الشخص الواثق بنفسه ويقدر ذاته:
- علاقات طبيعية مع العائلة والأصدقاء.
- تواصل اجتماعي جيد.
- أهداف واقعية وقابلة للتحقيق.
- الطموحات والمهام متوافقة مع القدرات والجهود المبذولة.
تأثير الأنانية على حياتك
تنعكس الأنانية سلبًا على حياتك وتؤثر على علاقاتك وتدفع الأشخاص بعيدًا عنك، إذ إن تفكيرك الدائم بما يمكن للآخرين القيام به من أجلك يمنعك من التمتع بصداقتك معهم، والاهتمام الزائد بنفسك وسعيك الدائم لتلبية حاجاتك دون المبالاة بمن حولك يبعد الناس عنك، ما يجعلك حزينًا وتعيسًا وأكثر عرضة للقلق والتوتر.
كما أن عدم مساعدتك للآخرين في محنتهم يجعلك وحيدًا في محنتك دون سند أو مساعدة من أحد، فكما تعامل الآخرين يعاملوك.
تفكيرك الأناني وثقتك الزائدة بنفسك وبأنك تعرف كل شيء يحرمك من التعلم واكتساب الخبرة من غيرك، إذ يساعدك التعلم على تطوير نفسك وتوسيع معارفك، بالإضافة إلى أنك قد تخسر بعض الفرص التي تتاح لك من تواصلك مع الآخرين وتعاملك معهم، حتى أن الأنانية تضر بعلاقاتك العاطفية وتؤدي إلى الخيبة واستياء الشريك منك لاهتمامك الدائم بنفسك وتجاهلك له.
كيف تقلل من أنانيتك وتأثيرها عليك وعلى محيطك؟
قد تكون الأنانية صفة سيئة ومزعجة بالنسبة لك إلا أن هناك طرقًا تساعدك على التخفيف منها وتزيد تفكيرك بمشاعر الغير، ومن أهمها:
- قد تكون الخطوة الأولى للابتعاد عن الأنانية هي الاهتمام بعائلتك، والمبادرة نحوهم بدلًا من انتظار المبادرة منهم ومن خلالها تنطلق لتهتم بالآخرين.
- حاول الاهتمام بأصدقائك وزملائك ومن حولك وتقديم الإطراء على أفعالهم، ففي العمل مثلًا بدلًا من التفكير الدائم بواجباتك، حاول توجيه تفكيرك إلى عمل غيرك وتشجيعهم وتقديم المساعدة لهم إن تتطلب الأمر.
- اصغِ إلى حديث الآخرين، فهذه وسيلة جيدة لتحسين علاقتك بهم وبدلًا من اهتمامك الدائم بما تريد أن تقول حاول أن تستمع إلى حديث غيرك وتعيره انتباهك؛ لأن ذلك يزيد معرفتك به ويحسن تواصلك معه.
- إذا شعرت أنك تتخذ جميع القرارات بالنيابة عن غيرك، حاول أن تتنحى جانبًا وتعطيه الفرصة ليبدي رأيه، فتعلمك الثقة بالآخرين خطوة جيدة تبعدك عن الأنانية.
- توقف عن التفكير بأن كل شيء يدور حولك وابدأ بالتفكير بغيرك، فإذا كنت تعاني من مشكلة هذا لا يعني أنك وحدك من لديه مشاكل، فكر بما تشعر حينها وتذكر أن هناك أشخاصًا آخرين لديهم مشاكلهم ويشعرون بما تشعر وربما أكثر، لأن ذلك يساعدك على تفهمهم و التعاطف معهم.
- أعط جزءًا من وقتك لغيرك وحاول أن تخصص البعض منه لخدمة الآخرين ومساعدتهم، كالتطوع والتبرع بالمال وغيرها من الأعمال التي تساعدك على الاندماج مع الأشخاص وإسعادهم.
هل الاهتمام بالنفس يعتبر أنانية؟
محبة النفس والعناية بها وجعل سعادتك أولوية في حياتك، ليست من الأنانية بتاتًا، بل هي أمر ضروري للغاية. لأنه يعزز الرفاهية الجسدية والعاطفية والصحية. حاول ألّا تتجاهل نفسك وصحتك، فالتركيز على العطاء الدائم وإهمال نفسك قد يسبب لك التعب والتوتر ويؤهب للعديد من Psychological disorders.
من الطبيعي أن ترفض الخروج مع أصدقائك إذا شعرت أنك متعب وبحاجة للابتعاد عن الآخرين، وليس من الخطأ أن تستقيل من العمل إذا شعرت أنك لست في المكان المناسب، ومن الجيد إنهاء علاقة عاطفية إذا شعرت أنها تستنفذ طاقتك وتتعبك. فكر جيدًا قبل اتخاذ أي قرار أو القيام بأي تصرف بحيث يكون قرارك مريحًا لك ولمن حولك.
كيف يساعدك معالجك النفسي في لبيه على التخلص من الأنانية وتأثيراتها السلبية؟
إذا كنت تعاني من تأثيرات الأنانية عليك وعلى حياتك اليومية يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه وطلب المساعدة، ومن النصائح والتقنيات التي قد يوصي بها معالجك النفسي للتغلب على الأنانية:
- زيادة الاهتمام بالعائلة وقضاء وقت أكثر معهم.
- بناء علاقات متميزة في العمل.
- تحسين التواصل الاجتماعي مع محيطك.
جميعنا نتصف بشيء من الأنانية في طبيعتنا الشخصية، وقد تكون مفيدة في بعض الأحيان، لكن المبالغة فيها تؤثر سلبَا على نفسيتك و صحتك وعلاقاتك. حاول دومًا أن تبني الجسور بدلاً من أن تهدمها، وأن تظهر الاهتمام بالآخرين ومشاعرهم، وأن تعزز تواصلك مع عائلتك وزملائك ومحيطك الاجتماعي.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أتعامل مع الطفل الأناني؟
← اقرأ ايضاً: كيف أتفهم مشاعري؟
← اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية النرجسية الأعراض والأسباب
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: مريم البحيري