احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

ما علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بشعور الوحدة؟

يمكن أن يتسبب قضاء الناس الكثير من أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي شعور الوحدة أو الرغبة بالانعزال، أو قد يتضاعف هذا الشعور (في حال كان موجود مسبقًا).

فنحن اليوم نعيش في عالم أصبحت فيه الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت متاحة للجميع، مما جعل الناس يستخدمون الإنترنت لوقت طويل عندما يشعرون بالانعزال في محاولة للهرب من الشعور بالوحدة.

سنتعرف في المقال التالي على العلاقة التي تجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي وشعور الوحدة.

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسبب شعور الوحدة؟

تُعتبر شاشة الإنترنت (سواء الهاتف المحمول أو الكومبيوتر أو غيرها من التقنيات الحديثة) أداة شخصية للغاية وسهلة الاستخدام، لذلك عندما تجلس على مكتبك أو تحدق في شاشة هاتفك غالبًا ستتجاهل العالم من حولك.

قد يكون لديك المئات أو الآلاف من الأصدقاء والمتابعين المزعومين في ذلك العالم، ومع ذلك فإن العديد منهم (إن لم يكن معظمهم) لم تلتق بهم وجهًا لوجه ولا تعرف حتى ما إذا كانوا أشخاصًا حقيقيين فعلًا أو ما ينشرونه صحيحًا.

قد تدرك بعد وقت من التواجد في هذا العالم الافتراضي أنك تستبدل اللقاءات الشخصية بالتحديثات والمنشورات عبر الإنترنت لترى كيف يتعايش الأصدقاء، وربما يتطور الأمر إلى قضائك ساعات كل يوم في البحث عن اتصال مع ما يسمى بالأصدقاء والمتابعين.

يُعتبر الوقت عنصر مهم في الشعور بالوحدة الناجم عن وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أظهرت دراسة (2019 ,.E Riehm et al)، أن المراهقين الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي لديهم مخاطر متزايدة للإصابة باضطرابات الصحة النفسية والعقلية بما في ذلك الشعور بالوحدة والاكتئاب والانتحار.

بالإضافة إلى ذلك تساهم تجارب وسائل التواصل الاجتماعي السلبية أيضًا في الشعور بالوحدة، وقد أظهرت دراسة حديثة (2019 ,.A Primack) أن زيادة بنسبة 10% في التجارب السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي تتوافق مع زيادة بنسبة 13% في الشعور بالوحدة.

ما الذي جاء أولًا: الوحدة أم وسائل التواصل الاجتماعي؟

لا يمكننا أن ننكر أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يساعد في تخفيف الانعزال الاجتماعي من خلال ربط الأفراد مع الآخرين عبر الإنترنت، ويسهل أيضًا تشكيل أنظمة دعم للأفراد الذين يعانون من حالات معينة.

في بعض الحالات يعاني البالغون والمراهقون بالفعل في حياتهم من الوحدة أو عدم الكفاءة الاجتماعية المدركة ذاتيًا قبل البدء بالاستخدام غير الصحي لوسائل التواصل الاجتماعي، وعندما يكون هذا هو الحال غالبًا ما تتفاقم الوحدة بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة عند المراهقين.

من ناحية أخرى، هناك العديد من الحالات لم يعاني فيها البالغون والمراهقون من قبل من الشعور بالوحدة قبل البدء بالاستخدام غير الصحي لوسائل التواصل الاجتماعي، ليجدوا أنفسهم يعانون من الانعزال والوحدة لاحقًا بعد استخدامها، وقد ثبت بالفعل في دراسة حديثة (2020 ,.Youssef et al) أجريت على السكان اللبنانيين وجود صلة واضحة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والشعور بالوحدة عند الأشخاص.

مع ذلك، وجدت دراسة استقصائية حديثة (2021  ,.Bonsaksen et al) لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا أن المستخدمين الأكبر سنًا لديهم حالات أقل من الشعور بالوحدة من المستخدمين الأصغر سنًا.

تأثير الشعور بالوحدة الناجم عن وسائل التواصل الاجتماعي

لسوء الحظ، إن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي تجعلها جذابة بشكل غير صحي للعديد من المستخدمين، فيفرطون في استخدامها، وتكون هذه العواقب أكثر تأثيرًا على المراهقين لأنهم يفتقرون إلى النضج والمهارات اللازمة للتعامل مع الشعور بالوحدة والضغط النفسي.

فيما يلي بعض الآثار السلبية الشائعة التي تصاحب الشعور بالوحدة الناجم عن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

تدني احترام الذات

يواجه الناس (خاصة المراهقون) باستمرار مشكلات مع احترامهم لذاتهم حتى يجدون مكانهم في المجتمع، ولمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي القدرة على تعزيز الصورة الذاتية أو تشويهها (أغلب الأحيان يكون لها تأثير سلبي).

غالبًا ما ينظر الأشخاص إلى وجوههم وأجسادهم بازدراء؛ بسبب مثالية الصور المعروضة بجودة المجلات مع إخفاء العيوب، بالإضافة إلى أن رؤية منشورات الحفلات واللقاءات والأحداث الأخرى يمكن أن تجعل الشخص حزينًا جدًا لكونه لم يتلقَ دعوة.

انخفاض الإنتاجية 

واحدة من أكثر عواقب الاكتئاب شيوعًا المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، هي انخفاض الإنتاجية، ويظهر ذلك عند البالغين في العمل والمنزل، أما عند المراهقين فنقص الإنتاجية يعني الإصابة بالاكتئاب وأداء دون المستوى في المدرسة والمنزل والعمل (في حال وجود عمل). 

الاكتئاب

يؤكد العديد من الخبراء على العلاقة بين ارتفاع الاكتئاب بين الشباب والاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، ومع أن الدراسات التي تثبت هذه العلاقة لا تزال قليلة؛ فإن معظمها تقر أنه لا شك في أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الاكتئاب، وتعزز أيضًا الانعزال وعدم وجود اتصال وجهًا لوجه.

يؤكد المختصون أيضًا أن عدم تفاعل الأطفال وجهًا لوجه مع بعضهم ومع الآخرين يمكن أن يكون سببًا في فشلهم في تطوير التعاطف ومشاعر الاتصال العميق، ما يجعلهم يشعرون بمزيد من الانعزال.

استراتيجيات لمعالجة الشعور بالوحدة والانعزال الناجمين عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

فيما يلي بعض الاستراتيجيات المدعومة علميًا؛ لمساعدتك على معالجة مشاعر الوحدة الناجمة عن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والتغلب عليها:

الحد من استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي

صحيح أن القول أسهل من الفعل، لكن فوائد تخصيص وقت معين وتقييد استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي كبيرة جدًا، وقد وجدت الأبحاث المنشورة (G Hunt et al., 2018) في مجلة علم النفس الاجتماعي والسريري أن الحد من وقت الناس على التطبيقات الاجتماعية -مثل فيسبوك- إلى 10 دقائق يوميًا، يقلل كثيرًا من مشاعر الوحدة والاكتئاب، لذلك حدد أوقات معينة للتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي (يفضل 30 دقيقة يوميًا)، وابحث عن أنشطة ممتعة بديلة لملء وقت الفراغ الناتج.

ركز على نفسك وحاول أن تكون واقعيًا 

يمكن أن تؤدي الحاجة المستمرة لتقديم صورة مثالية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ظاهرة تعرف باسم المراقبة الاجتماعية، لا يكتفي فيها المستخدمون بتنظيم منشوراتهم بعناية فقط، بل يراقبون أيضًا عن كثب المحتوى الذي ينشره الآخرون على ملفاتهم الشخصية وصفحاتهم، وهذا قد يكون ضارًا بالصحة العقلية للفرد؛ لأنه يشجع الأفراد على اتباع ما هو شائع (ما يُعرف بالتريندات trends) بدلًا من أن يكونوا واقعيين وصادقين مع أنفسهم، لذلك يجب أن تتقبل نفسك وتدرك أن أي مديح تتلقاه على نسخة مزيفة منك هو مديح فارغ، والأهم هو أن تركز على التواصل الحقيقي مع الناس وتجذبهم إلى شخصيتك الحقيقية الواقعية.

في النهاية لا يجب تفسير هذه النتائج على أنها تعني أننا يجب أن نتخلى عن حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يجب علينا البحث عن أفضل السبل لاستخدامها، وفي حال شعرت أنك تعاني من الوحدة أو الانعزال أو أي اضطراب آخر يمكنك تحميل تطبيق لبيه والتواصل مع المختصين للتغلب على هذه العقبات.

المراجع

1- Kira E Riehm, et al. “Associations Between Time Spent Using Social Media and Internalizing and Externalizing Problems Among US Youth”. JAMA Psychiatry. 2019;76(12):1266-1273. doi:10.1001/jamapsychiatry.2019.2325

2- Brian A Primack, et al. “Positive and Negative Experiences on Social Media and Perceived Social Isolation”. The American Journal of Health Promotion, 2019 Jul;33(6):859-868. DOI: 10.1177/0890117118824196

3- Lara Youssef, et al. “Social media use disorder and loneliness: any association between the two? Results of a cross-sectional study among Lebanese adults”. BMC Psychology, Published: 01 June 2020. doi: 10.1186/s40359-020-00421-5. 

4- Tore Bonsaksen, et al. “Loneliness and Its Association With Social Media Use During the COVID-19 Outbreak”. Sage Journal, First published online July 21, 2021. DOI: https://doi.org/10.1177/20563051211033821

5- Melissa G Hunt, et al. “No More FOMO: Limiting Social Media Decreases Loneliness and Depression”. Journal of Social and Clinical Psychology, Published Online: December 2018. DOI: https://doi.org/10.1521/jscp.2018.37.10.751

6- Does Social Media Cause Loneliness?, socialmediavictims.org, retrieved on 3 July 2023.

7- Are You Suffering From Social-Media-Induced Loneliness?, www.forbes.com, retrieved on 3 July 2023.

يمكن أن يتسبب قضاء الناس الكثير من أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي شعور الوحدة أو الرغبة بالانعزال، أو قد يتضاعف هذا الشعور (في حال كان موجود مسبقًا). فنحن اليوم نعيش في عالم أصبحت فيه الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت متاحة للجميع، مما جعل الناس يستخدمون الإنترنت لوقت طويل عندما يشعرون بالانعزال في محاولة للهرب من الشعور بالوحدة. سنتعرف في المقال التالي على العلاقة التي تجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي وشعور الوحدة. كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسبب شعور الوحدة؟ تُعتبر شاشة الإنترنت (سواء الهاتف المحمول أو الكومبيوتر أو غيرها من التقنيات الحديثة) أداة شخصية للغاية وسهلة الاستخدام، لذلك عندما تجلس على مكتبك أو تحدق في شاشة هاتفك غالبًا ستتجاهل العالم من حولك. قد يكون لديك المئات أو الآلاف من الأصدقاء والمتابعين المزعومين في ذلك العالم، ومع ذلك فإن العديد منهم (إن لم يكن معظمهم) لم تلتق بهم وجهًا لوجه ولا تعرف حتى ما إذا كانوا أشخاصًا حقيقيين فعلًا أو ما ينشرونه صحيحًا. قد تدرك بعد وقت من التواجد في هذا...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
761

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
5 نصائح لتقوية الذاكرة
المقال التالي

5 نصائح لتقوية الذاكرة

أخي يعاني من مرض نفسي كيف أساعده؟
المقال السابق

أخي يعاني من مرض نفسي كيف أساعده؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
علاج الرهاب الاجتماعي وكيفية التخلص منه
علاج الرهاب الاجتماعي وكيفية التخلص منه
دكتور نفسي أون لاين على تطبيق لبيه – تعرف على خطوات تحميل التطبيق
دكتور نفسي أون لاين على تطبيق لبيه – تعرف على خطوات تحميل التطبيق
ما أسباب الأمراض النفسية؟
ما أسباب الأمراض النفسية؟
أعراض نوبات الهلع وعلامات الذعر الليلي وطرق العلاج
أعراض نوبات الهلع وعلامات الذعر الليلي وطرق العلاج
الأعراض الجسدية للصدمات النفسية
الأعراض الجسدية للصدمات النفسية
القضاء على الخوف الداخلي والتخلص من الوساوس ونصائح للعلاج
القضاء على الخوف الداخلي والتخلص من الوساوس ونصائح للعلاج