كيف أتخلص من العادة السرية؟
من الممكن أن تعتاد على ممارسة بعض السلوكيات التي قد تزعجك وتقلق راحتك، وغالبًا ما تتحول هذه السلوكيات إلى عادات تمارسها بشكل متكرر دون التفكير والانتباه إلى مساوئ ومخاطر ما تفعله على صحتك وحياتك، فأحيانًا قد يؤدي التكرار الدائم لتصرفات معينة لمجرد أنها تجلب لك المتعة والسعادة إلى الإدمان والانجرار وراءها، بالرغم من أنك غالبًا ما تعرف مساوئها.
ما هي العادة السرية؟
العادة السرية هي إثارة ذاتية للأعضاء التناسلية أو المناطق الحساسة الأخرى في جسمك للوصول إلى مرحلة الإثارة الجنسية أو المتعة، وتعد تصرفًا شائعًا بين الكثير من الأشخاص من كل الأجناس والأعمار، ولها دور مهم في التطور الجنسي، كما أنها تخفف التوتر وتساعد على النوم.
يشعر البعض بالإحراج منها ولا يتحدثون عنها لأنها تعتبر عادة سيئة وخاطئة عند فئة كبيرة من الناس، وتدعو من يقوم بها للخجل، إذ يبدو وكأن لا أحد يمارسها لأنها عادة خاصة وشخصية والأشخاص عادةً لا يتحدثون عنها والحقيقة أن الجميع يمارسها رجالًا ونساء، لكن يجب الانتباه؛ لأن ممارستها قد توصلك إلى مرحلة تؤثر على حياتك الشخصية ونشاطاتك اليومية.
سلبيات ممارسة العادة السرية
تسبب الممارسة الزائدة لهذه العادة أذية والتهابات في الجلد وتورم وتشنجات في المنطقة، وقد أكدت ذلك دراسة (Tamilselvi et al., 2017) تقول أن ممارسة هذه العادة أدت إلى جرح وضرر في الأعضاء التناسلية، وسببت نزيف للبعض وآلام في البطن، وأثرت على التفكير وأدت إلى قلة الانتباه وآثار نفسية وجسدية أخرى. بالإضافة إلى أنها صعبة الممارسة عند من لديه ضعف جنسي أو تعرض سابقًا لإساءة جنسية، لذا تسبب له نوع من الضغط والتوتر النفسي الكبير.
كما تزيد ممارسة العادة السرية عن حدها عند البعض لتصل إلى درجة الإدمان وتخرج عن السيطرة، وهذا ما يسمى إدمان العادة السرية، وهو ما يندرج تحت فئة الإدمان السلوكي، ويأخذ هذا الإدمان الكثير من وقتك ويؤثر على حياتك العملية والشخصية لدرجة تلغي نشاطاتك مع أصدقائك وتفضل البقاء في المنزل، وتجد نفسك مجبر على ممارسة العادة السرية بالرغم من عدم رغبتك في ذلك، أو لتهرب من المشاعر والأفكار السلبية؛ مما يُضعِف ثقتك بنفسك، ويؤثر كثيرًا على حياتك اليومية والاجتماعية.
كيف تتخلص من العادة السرية؟
بالرغم من الفوائد التي ذُكرت للعادة السرية لكننا لا ننكر أنها مزعجة للكثير من الناس وتؤثر عليهم سلبًا، ولديهم الرغبة بالتخلص منها والتوقف عن ممارستها، لذلك هناك بعض النصائح التي تساعدك على التخلص منها:
1- مارس الرياضة وزد نشاطك البدني فهو وسيلة فعالة لتقليل التوتر وتركيز طاقتك على نشاط إيجابي ومفيد، ويمكنك ممارسة أنشطة مثل: الجري والسباحة ورفع الأثقال، فهذا يساعد جسمك في إطلاق الإندروفين الذي يعزز شعور السعادة والاسترخاء الذين بدورهما يقللان رغبتك في ممارسة العادة السرية. كما تساعد الرياضة أيضًا في إبقاء ذهنك بعيدًا عن التفكير بها، وتساعدك في التركيز على صحتك وتحسن نفسيتك وترفع معنوياتك.
2- حسن علاقاتك مع الآخرين وعزز صِلاتك الاجتماعية، فقد يكون سبب ممارستك لهذه العادة هو شعورك بالوحدة أو الفراغ لعدم وجود ما تملأ به وقتك؛ لذا فإن قضاء وقت أقل مع نفسك يقلل فرص ممارستها ويبقيك مشغولًا ويعيد توجيه تركيزك نحو أمور أكثر أهمية.
3- اشغل دماغك بنشاطات مختلفة مثل: ممارسة بعض الهوايات كالرسم أو النحت أو ركوب الدراجة في الطبيعة أو التأمل أو العزف على آلة موسيقية، فتطوير أهداف جديدة يساعدك على إعادة تركيز طاقتك والعثور على الإثارة والإنجاز في أشياء أخرى. كما يمكنك تحديد متى تكون رغبتك في ممارسة العادة السرية في أعلى مستوياتها والتخطيط لأنشطة أخرى في هذا الوقت.
4- اطلب مساعدة طبيب مختص، فعندما يبدأ التأثير السلبي للعادة السرية على حياتك عليك طلب مشورة الطبيب، فهذا يفيد في التغلب على المشاعر السلبية ويساعدك في تعلم استراتيجيات السلوك، لذا لا تتردد في طلب استشارة طبيبك النفسي على موقع لبيه وهو سيؤمن لك خطة العلاج اللازمة لك والتي ستساعدك في هذه المرحلة.
5- التشجيع على أهمية التثقيف الجنسي عند الأطفال، فبحسب دراسة (Shekarey et al, 2011) تعتبر التربية الجنسية أحد الواجبات الأساسية للاختصاصيين النفسيين وأساتذة المدارس، وذلك لأن عدم الاهتمام بالتربية الجنسية يؤدي إلى أخطار كبيرة في المجتمع، كما أنها قد تكون حلًّا مناسبًا وعمليًّا لتقليل الآثار السلبية النفسية والاجتماعية على الأطفال.
لا تشعر بالخجل عندما تجد نفسك ممارسًا لعادة خاطئة وتعزِل نفسك عن الآخرين، بل حاول طلب المساعدة ممن حولك، فمجرد محاولتك حل المشكلة هذه خطوة كبيرة في طريق العلاج.
المراجع
1- Tamilselvi K . Adverse Effects of Masturbation Behavior of Adolescent Girls in Chennia, Tamil Nadu. IASSH Confernce.2017.
2- Shekarey A, Rostami M.S, etc. Masturbation: Prevention & Treatment. Procedia-Social and Behaviolar Science.2011:1641-1646. https://doi.org/10.1016/j.sbspro.2011.10.318.