كيف أتعامل مع العقبات التي تواجهني في حياتي؟
نمرّ في حياتنا بالكثير من العقبات التي تزيد الضغوط علينا وتملأ حياتنا بالتحديات اليومية، لكن مع ذلك قد يكون لهذه الضغوط دور مهم في تطورنا، لأنها تعلمنا الطرق المناسبة للتعامل مع المواقف بشكل أفضل، فالخبرة تأتي مع التجربة، وهذا يساعدك على فهم الحياة بطريقة أفضل وكيفية التعامل معها كي تكون قويًّا وسعيدًا.
ما العقبات التي تواجهها في حياتك؟
عندما تخطط لعملٍ ما سواء كان خطاب أو حفلة أو عمل آخر فإنك دائمًا تأمل النجاح به، ومهما كان النجاح الذي تريد تحقيقه، فلا بد من وجود بعض العقبات التي يمكنك إما مواجهتها بجهوزية كاملة أو التردد وتضييع فرصتك، وفي حال كنت تعلم ما تواجهه ستكون لديك الأدوات المناسبة لتجاوز أي شيء يهدد فرصتك بالنجاح، وتتحول العقبة التي تبدو كأنها جبل إلى مجرد تلة صغيرة يمكنك تجاوزها بسهولة، وهنا مجموعة من أبرز العقبات التي يجب عليك التغلب عليها في طريقك للنجاح:
السعي للكمال
يعتبر السعي الدائم للكمال واحدًا من أكثر العقبات التي تواجهها عند قيامك بأي عمل، فغالبًا ما يجد الأشخاص الساعون للكمال صعوبة في البقاء على طريق النجاح إذا كان كل شيء يجب أن يسير على نحو ممتاز طوال الوقت، كما أن التعلم من أخطائك هو الطريق كي تتطور وتنمو في حياتك، وبالتالي لن تقدم لك كلمة “مثالي” فرصة مباشرة للنجاح دائمًا.
عدم الوضوح
عندما تحاول إدارة حياتك ومسيرتك المهنية بشكل غير واضح، قد يكون من المستحيل معرفة ما تحتاج القيام به للوصول إلى هدفك. الخطوة الأولى لتحديد هدفك يجب أن تبدأ بمعرفة السبب والغاية، أي لماذا تفعل ما تفعله؟ وبمجرد أن تكون واضحًا بشأن السبب سيكون من السهل عليك معرفة كيف؟ ولماذا؟ وبالتالي تحقيق نجاح أكبر.
إجراء المقارنات
من الطبيعي أن تقارن نفسك بغيرك، فبهذه الطريقة تعلم إذا كنت تقوم بالأشياء بشكل صحيح وكيف يمكنك مواصلة التحسن، لكن عندما يتحول هذا الأمر إلى عادة وتسبب لك شعورًا بالسوء تجاه نفسك لعدم قدرتك على مواكبة غيرك، فسيؤدي ذلك إلى خفض طاقتك وبالتالي يقلل دافعك لمواصلة العمل نحو هدفك، وتذكر دائمًا أنه عندما تقارن نفسك بشخص آخر فإنك في كثير من الأحيان ترى الإمكانات الكامنة بداخلك.
عدم وضع حدود واضحة
لا تتعلق الحدود بقول “لا” على كل شيء وعزل نفسك عن الآخرين، بل تتعلق الحدود بالتواصل مع الآخرين حول ما تريد، وبالطريقة التي تريدها، لكن تكمن المشكلة هنا أنه عند محاولتك تجنب الصراع مع الآخرين فإنك تخلق صراعًا مع نفسك ينتج عنه حواجز في طريق نجاحك، لذا إذا واجهت مشكلة في وضع حدود واضحة مع الآخرين وتريد أن تكون ناجحًا، ابدأ في التدرب على هذه المهارة حتى تستطيع الوصول لهدفك بنجاح.
ما تأثير المشاكل والعقبات على صحتك النفسية؟
يعد التوتر ردة فعل طبيعية للضغوط التي تتعرض لها يوميًّا في حياتك سواء في العمل أو المنزل، وعلى الرغم من أنه مفيد لجسمك على المدى القصير، لأنه يعطيه فرصة للدفاع عن نفسه وإفراز هرمونات تزيد ضربات القلب ومعدل التنفس وتحضر العضلات للاستجابة لأي خطر، لكن عندما يستمر التوتر لفترة طويلة سيظهر تأثيره السلبي على صحتك مثل القلق والاكتئاب والذهان.
تؤكد دراسة (Farhud,2015)، بحسب منظمة الصحة العالمية ترتبط نحو 60% من العوامل المتعلقة بصحة الفرد بنمط الحياة الذي يعيشه والذي غالبًا ما يكون غير صحي، ويعود على الفرد بمشاكل صحية مثل: أمراض استقلابية أو زيادة في الوزن أو مشاكل في العظام والمفاصل أو أمراض الجهاز القلبي الوعائي أو ارتفاع في ضغط الدم، لذا لا بد من الانتباه إلى العلاقة الوطيدة بين الصحة ونمط الحياة.
يسبب التوتر الشديد تغيرات في الجسم تتراوح من متوسطة إلى شديدة، وتكون أعراضه معرفية أو سلوكية أو عاطفية أو جسدية، وتكون آثاره على المدى البعيد الشعور بالإرهاق والتعب وفقدان الأمل بكل ما حولك، وقلة ثقة بالنفس والتردد في اتخاذ القرارات، وتغيرات في المزاج والشهية، وفقدان التركيز والانتباه وقلة الإنتاجية في العمل، والشعور بالقلق والاكتئاب.
بينت إحدى الدراسات (Moitra,2011) التي أجريت على طلاب جامعيين أن الضغوط الخارجية تؤثر على الصحة النفسية للطلبة وتحصيلهم العلمي، وتزيد فرصهم في الإصابة بالاكتئاب والقلق، ومن الآثار السلبية الأخرى للتوتر اليومي نوبات الهلع التي أوضحت دراسة (Andrews,2004) تأثيرها المباشر على جودة الحياة التي يعيشها الإنسان، إذ بينت أن نمط الحياة المليء بالتوتر -مثل النزاعات العائلية والمشاكل في العمل- يزيد تواتر الإصابة بنوبات الهلع بنسبة 12% بعد التعرض للحادثة.
ومن المحطات التي قد تعرضك للتوتر في حياتك:
- عدم وجود وسط داعم لك ويساندك خلال ما تمر به من عقبات.
- التعرض لتغيرات جذرية في حياتك مثل: خسارة وظيفة أو تغيير بيئة العمل.
- عدم القدرة على النوم ليلًا.
- وجود مشاكل وأمراض صحية.
- وجود صعوبة في التحكم بمشاعرك.
كيف تتعامل مع العقبات التي تواجهك في حياتك؟
الحياة مليئة بالعقبات فأحيانًا تشعر أنك مسيطر على الوضع بشكل جيد وأحيانًا أخرى تخرج الأمور عن سيطرتك، لكن ذلك يعد أمرًا طبيعيًّا فجميعنا نمر بهذه الأوقات ويجب علينا التغلب على هذه التحديات، فعندما تتعلم كيفية التغلب عليها تستطيع البقاء هادئًا تحت الضغوط، وهنا بعض النصائح التي يمكنك اتباعها عندما تصبح الأمور صعبة عليك:
- التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعرك ومخاوفك لمجتمعك ومحيطك، وذلك عبر حضور مجموعات الدعم أو برامج إدارة الإجهاد أو استشارة معالجك النفسي أو التحدث مع صديقك، فكل شخص في هذا العالم لديه نقاط ضعف قد يتعامل معها أو يخفيها، وبالتالي مهما كان ما تمر به هناك آخرون مروا به قبلك.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي الكثير من الفواكه والخضراوات، فهي تساعدك في الحفاظ على صحة جهازك المناعي في أوقات الإجهاد، وتقلل من مسببات التوتر وتحسن مزاجك، إذ يؤدي النظام الغذائي السيء إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية.
- تنظيم قائمة مهام يومية والتركيز فيها على المهام المستعجلة والمتأخرة، وبذلك تركز على ما أنجزته أو ما عليك إنجازه لهذا اليوم، بدلًا من التركيز على المهام التي لم تكملها بعد، وخصِّص بعض الوقت أيضًا للاسترخاء ومتابعة اهتماماتك الخاصة.
- ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل أو التدليك أو تمارين التنفس التي تفيد في التحكم في مستويات التوتر لديك وتبطئ معدل ضربات القلب وتعزز الاسترخاء، حيث تساعد بعض التمارين الرياضية اليومية على إفراز هرمونات لتخفيف التوتر وتقلل من ضعف الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الزائد وتحسن من صحتك الجسدية والنفسية.
لا تستسلم فالمثابرة هي المفتاح للتغلب على التحديات، والاستسلام دليل على أنك غير قادر على تجاوز العقبات التي واجهتك، لذا حاول التغلب على كل ما يواجهك، ويمكنك طلب المساعدة من معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لتطوير تقنيات ووسائل مناسبة للتعامل مع العقبات والضغوط التي تواجهك في حياتك.
الدراسات
1- Farhud.D.D. Impact of lifestyle on health. Iran J Public Health.2015;44(11):1442-1444.
2- Moitra E, Dyck I, etc. Impact of stressful life events on the course of panic disorder in adults. J Affect Disord.2011;134(1-3):373-376. doi: 10.1016/j.jad.2011.05.029
3- Andrews B, Wilding JM. The relation of depression and anxiety to life-stress and achievement in students. Br J Psychol.2004;95(4):509-21doi: 10.1348/0007126042369802.