الضغط النفسي والإرهاق الجسدي والعصبي والتفكير الزائد في بعض الأحيان قد يدفع الشخص إلى الحديث مع النفس. وهو ما يشكل أمر طبيعي في نظر الكثير من الأفراد. لكن تفكير الشخص الكثير وكثرة انشغاله بمشاكله يدفعنا إلى التعرف على اختبار متلازمة جوسكا. لأن المقلق في الوضع حينما يتحول الحديث مع الذات لعلامة تحذيرية على الإصابة بالاضطرابات النفسية التي تدعى لدى الأطباء بمتلازمة جوسكا.

ما هي متلازمة جوسكا

هي عبارة عن اضطراب نفسي من النادر الوصول إليه، وذلك لأنها تعتبر تطور كبير في حالة التحدث مع النفس والتلفظ بالعبارات الغريبة بدون وعي. حيث تطور مرحلة الحديث مع النفس إلى أشكال أخرى خطيرة تصل إلى حد الإصابة بهذه المتلازمة. التى قد تعرض الفرد إلى تخيل أشخاص فى عقله الباطن والتفكير السلبي في أمور حياته مما يؤثر عليه سلباً.

هل الحديث مع النفس مرض؟

من العلامات المؤدية لإجراء اختبار متلازمة جوسكا هى تحدد هل يعتبر الحديث مع النفس مرض؟

يمثل الحديث مع النفس ظاهرة تفاعلية قد تظهر على الفرد نتيجة الضغوطات التي يمر بها. حيث ينتابه من خلالها العديد من الاضطرابات النفسية المختلفة بسبب الحديث مع ذاته ومناقشة كافة المشاكل وكذلك أفكاره بشكل داخلي. إما بصوت عالي أمام الجميع أو تكون المناقشة في صمت في عقله الباطن كجزء من أجزاء التفاعل العقلي اليومي، ويطلق عليها الكثير ظاهرة التحدث مع النفس، وتصل لمرحلة كبيرة جداً من الخطورة حسب الطور أو الجزء الذي وصل إليه الإنسان من الحديث مع النفس. فعندما يترك الفرد نفسه عرضة لهذه الحالة وينخرط فيها بشكل كبير ولفترة طويلة تسبب له بالطبع مرض نفسي.

اختبار متلازمة جوسكا

في الواقع لا توجد خطوات وطريقة واضحة من أجل إجراء اختبار متلازمة الحديث مع الذات للتعرف على الشخص المصاب. لكن يعرفه الأطباء النفسيين من خلال بعض الأعراض التي يسمونها بالتغييرات النفسية المرتبطة بالشخص. كالعزلة التامة والتي تسمى بعزلة اجتماعية وقلة التقدير الذاتي وانعدام التواصل ومهاراته. بجانب اضطراب ما بعد الصدمة والقلق واضطراب الوسواس القهري والفصام وكذلك الاكتئاب. فكل تلك الأعراض قد تساعد الطبيب النفسي أو المختص النفسي في تشخيص الشخص بمتلازمة جوسكا أم لا عن طريق إجراء بعض الاختبار اللازم لبيان مدى إصابته بها. مثل التعرف على مراحل وأعراض هذه المتلازمة.

كيف تعرف أنك مصاب بمتلازمة جوسكا

أغلب الأعراض الخاصة بمتلازمة جوسكا تتلخص في الحديث مع النفس بشكل ذاتي ومبالغ فيه. وإن لم يكن هذا هو العرض الوحيد وهناك أعراض كثيرة أخرى قد تنذر بها كعدم القدرة على التركيز وتشتيت الانتباه. بجانب عدم القدرة على اتخاذ القرار والنسيان وضعف الذاكرة واستمرار الارتباك والقلق وكذلك التوتر.

فنجد من هذه الأعراض التى تساعدنا فى اختبار متلازمة جوسكا ايضاً ما يلي:

1- لا يتحدث مع الأشخاص ويميل للوحدة

عندما يمتنع الفرد عن التحدث مع الآخرين ويفضل الوحدة للتفكير مع ذاته، فيميل للانعزال والانطوائية بجانب الابتعاد عن التفاعل مع الآخرين والكلام معهم فهذا يشمل الابتعاد عن العالم الخارجي والرغبة في التواجد وحيداً وترك المواقف الاجتماعية بجانب القلق أحياناً والخجل بعض الشئ عن الحديث مع أحد أو حتى التواجد معه في نفس المكان.

بجانب ترك الراحة والتسلية والحديث مع النفس باستمرار تجعل الشخص يميل للانعزال كاختيار الشخص العالم الداخلي داخل غرفته ومغلقاً على نفسه أفضل من التواجد في جو عائلي واجتماعي أو حتى المحاوطة بالآخرين في العمل.

2- لا يتفاعل المصاب مع أسرته

التباعد الأسري وهو ما قد يحدث للإنسان نتيجة عدم القدرة على التفاهم والاندماج مع الأسرة والحديث ومشاركتهم كذلك في المناسبات فيجد المصاب بمتلازمة الحديث مع الذات صعوبة في حضور المناسبات العائلية والجلوس في جو أسري هادئ أو حتى السفر مع العائلة إلى أي مكان وهو ما يسبب انفصال عاطفي للفرد مع أسرته مع البعد بشكل كامل وتجنب النقاشات العائلية والحوارات مع الأسرة أو حتى إمكانية فتح حديث مع غيره.

3-  يتوهم وجود أشخاص معه ويخلق حديثاً معهم

قد تجد الشخص الدائم حديثه مع نفسه يحب دائماً الحديث مع أفراد غير موجودين حوله أو غير موجودين من الأساس ويخلق معهم حوارات ومحادثات جانبية كأنهم معه. وذلك كنتيجة لكثرة حديثه مع نفسه وذلك كإنذار بحدوث اضطراب من مرحلة متلازمة جوسكا. فهكذا بدأ التأثر بجوانبه العصبية والنفسية وكذلك العاطفية. ويمكن أن يكون الفرد يحتاج إلى تفاعل اجتماعي الجلوس مع شخص يمكنه أن يعوض النقص الموجود ويخلق معه الحوارات ويعوضه عن التفاعل مع أشخاص غير موجودين.

4- تجنب الظهور في المناسبات

ومن أحد أعراض الإصابة بمتلازمة الحديث مع النفس هو تجنب الشخص للأماكن المزدحمة والمناسبات والأماكن التي يحدث بها تجمعات اجتماعية لتفضيله الحديث مع نفسه والبقاء وحيداً ومنعزلاً بعض الشئ. فيشعر بالقلق كلما تواجد في تلك البيئة أو المناسبة فيكون غير متفاعل مع الموجودين.

5- دائماً يشعر بعدم انتماءه للأماكن المتواجد بها

بجانب الغربة التي سيشعر بها باستمرار وفي وسط الاجتماع دائماً متخوف من حدوث شئ أو تعرضه للانتقاد أو التنمر أو عدم التكيف وعدم المرونة في التعامل مع الآخرين أو مع المواقف بشكل عام بجانب خوف الشخص من الإحراج بشكل دائم فيكون متخوف من الظهور بشكل غير ملائم أو تجنب المواقف الاجتماعية التي قد تجعل خوفه من الأفراد زائد عن اللازم وهي أحد أعراض تلك المتلازمة.

ما هي مراحل الإصابة بمتلازمة جوسكا

للتعرف ايضاً على اختبار متلازمة جوسكا يجب معرفه مراحل هذه المتلازمة.

حيث تختلف مراحل الإصابة بتلك المتلازمة حسب الأسباب المؤدية لها والعوامل المحيطة بالفرد. فمنها ما يلي:

كثرة الضغط النفسي

قد تكون الضغوط التي يتعرض لها الشخص بشكل نفسي هي السبب الرئيسي لظهور متلازمة جوسكا نتيجة للصدمات العاطفية. التي قد يقع فيها وقد يلجأ للكلام مع نفسه ولحديث أفكاره. بجانب التأمل في كافة التحديات فتصبح المتلازمة وظهورها كجانب من المرونة والتكيف مع تلك الصدمات.

الميل للعزلة والوحدة

قد يكون عزلة الشخص من العوامل الأساسية في ظهور تلك المتلازمة. فقد يكون الشخص غير قادر على التفاعل مع من حوله ويتحول للحديث مع نفسه والانعزال عن الناس للتعبير عن مشاعره وأفكاره. فيجدها وسيلة للتفكير في تلك الأسباب وذلك بلا حاجة للأخرين أو التفاعل معهم. فيمكن أن يكون الفرد بالنسبة لنفسه أفضل منفذ للتعبير عن مشاعره دون أن يواجه التحديات الاجتماعية.

دائماً ما يرى نفسه ضعيفاً 

يمكن أن يكون عجز الشخص وضعفه أمام تحديات حياته هي الدافع لإصابة الشخص بتلك المتلازمة، فالفرد حينما يتعثر في حياته ويتعامل مع تحديات ومواقف الشخص الصعبة فيجد في الحديث مع نفسه طريقة للتعبير وحل تلك الأمور والبحث عن الحلول. فانعزال الشخص بسبب الشعور بالعجز يكون وسيلة للبحث عن وسيلة لتهدئة الضغوط الزائدة نفسياً.

يرث عن والديه أو أحدهما الوحدة والانطواء

وقد يكون الإنسان الدائم حديثه مع نفسه ومع ذاته قد ورث تلك الصفة أو الطبيعة من أحد أبويه أو منهما فالوضع يكون ناتج عن سلوك وراثي من العائلة ويمكن أن تنتقل هذه المتلازمة من فرد إلى ابنه أو من جيل إلى جيل وهو ما يجعله متكرر داخل نفس العائلة فيحب أن يتم النظر إلى التاريخ العائلي للأبوين قبل أن يتم تشخيص المريض بإصابته بمتلازمة الحديث مع الذات أو إجراء اختبار متلازمة جوسكا الشامل فلا يجب إهمال تلك العوامل التي تنشأ من المجتمع المحيط. فالتفاعل مع البيئة والتجارب التي يقوم بها الشخص في حياته تجعله عرضة لمزيد من التغييرات التي قد تؤثر عليه سلباً.

لذلك وجب علينا مراقبة ما يمر به الفرد من تغييرات أو تحديات قد تطرأ عليه وتسبب له تغيرات في حالته النفسية، مما قد تعيقه من التعامل مع الآخرين من حوله والقدرة على اتخاذ القرار المناسب له بسبب الإفراط في التفكير السلبي، فدائماً نجد أن الوقاية و التشخيص الصحيح لما نمر به هي المرحلة الأفضل. التي تساعد الفرد على تجاوز ما يمر به من خلال الاستشارات النفسية المتخصصة من منصة لبيه.

المصادر: 1 2 3