لماذا عليك أن تهتم بمشاعرك؟
مشاعرك هي معلومات يزودك بها جسمك لتتعرف على نفسك أكثر، ولكل شعور معنىً خاص به، ومن المهم ألا تتجنب أو تهمل الرسائل التي تقدمها لك مشاعرك، لكن هذا لا يعني أن تجعل مشاعرك تتحكم بك وتسيطر عليك، بل عليك التعامل معها باعتدال ووعي ومنحها الانتباه الكافي.
لماذا تخفي مشاعرك؟
تختلف الأسباب التي تدفعك لإخفاء مشاعرك، فقد تشعر بالضعف والحاجة للآخرين، وتخشى أن تظهر أمامهم بمظهر الذي لا يستطيع التحكم بمشاعره، وقد تسعى دومًا لإخفاء المشاعر الإيجابية والسلبية من خوف وحزن وحب وفرح لتعطي انطباع أنك شخصية قوية وواثقة تستطيع مواجهة جميع التحديات، فقلة الثقة بالنفس تولد لديك شعورًا بعدم الرغبة في التعبير عما تريد.
من جهة أخرى قد تخشى أن يستغل الآخرون مشاعرك بطريقة خاطئة، ولذلك لا تظهر حقيقة ما تشعر به قبل أن تتعرف جيدًا على الطرف الآخر خوفًا من أن يجرحك أو يؤذيك أو يستخدم نقاط ضعفك ضدك، وخاصةً إذا تعرضت لمثل هكذا مواقف من قبل، ومع أننا جميعًا قد نخفي مشاعرنا أحيانًا إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يميلون إلى كبح مشاعرهم أكثر من غيرهم، كأولئك الذين تعرضوا لصدمات نفسية، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب، ومن الشائع أن تنتشر هذه الحالة أيضًا عند النساء والأطفال أكثر من غيرهم.
ما أهمية الاستماع لمشاعرك والانتباه لها؟
انتبه ولاحظ ما تشعر به، فعندها تستطيع ربط أحاسيسك مع عقلك، ويمكنك التعرف على نفسك أكثر، وتحديد احتياجاتك ومشاعرك. إن الاستماع لمشاعرك والانتباه لها يمكن أن يحقق لك الفوائد والإيجابيات التالية:
- يساعدك التعبير عن مشاعرك في اتخاذ قراراتك بطريقة أفضل، لأن مشاعرك ترشدك إلى اتخاذ القرارات التي تريدها، والتي تنسجم مع ما تشعر به من فرح أو حزن أو غضب أو قلق، وبهذه الطريقة يتواصل جسدك مع دماغك بطريقة أفضل لتتخذ القرار المناسب لك.
- إن عدم انتباهك لمشاعرك وتجاهلها يجعلك أقل قدرة على التواصل مع غيرك، ويشعرهم بأنك لا تعبِّر عن نفسك كفاية، ولذلك عندما تتصالح مع نفسك وتثق بها أكثر يمكنك أن تتخذ قرارت أفضل، ما يجعلك أقوى وأكثر ثقة بقرارتك وأقل تأثرًا بآراء الآخرين وأكثر قدرة على التواصل معهم، كما أن اهتمامك بمشاعرك يساعدك على وضع حدود بينك وبين الآخرين تستطيع من خلالها التحكم بردود فعلك تجاه أفعالهم وتصرفاتهم.
- فكِّر بطبيعة المشاعر التي تختبرها، وهكذا ستعرف كيف تتحكم بها وتوجهها لاتخاذ القرارت الصائبة، ما يزيد من تركيزك وتحكمك بقراراتك وتصرفاتك.
- إن ملاحظتك لمشاعرك من فرح وحزن وغضب، سيساعدك على فهم نفسك، ويعطيك الطاقة والاندفاع نحو الاستمرار في حياتك، و يزيد تقديرك لنفسك وثقتك بنفسك وبقدراتك.
يساعدك التعبير عن مشاعرك على فهم الحياة وعيشها بشكل أفضل، فعندما تحاول التعرف على نفسك أكثر سيكون لديك الثقة لتحمل المخاطر والتوجه نحو خيارات واضحة، وحماية نفسك وتوجيهها إلى ما هو أفضل.
هل يؤثر إخفاء المشاعر وتجاهلها على صحتك النفسية؟
تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن كبح مشاعرك وإهمالها يجعل منك شخصًا عدائيًّا وانفعاليًا، كما أن كبت المشاعر الدائم وعدم البوح بها خاصة المشاعر القوية كالغضب مثلاً يؤثر سلبًا على صحتك الجسدية والنفسية على المدى القريب والبعيد، بالإضافة لذلك هناك ارتباط واضح بين كبت المشاعر والإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة في مقدمتها السكري وأمراض القلب وآلام الظهر وارتفاع الضغط واضطرابات الأكل والنوم، وغيرها من المشاكل الصحية التي تزعجك وتقلق راحتك على المدى الطويل.
كيف تستطيع التعبير عن مشاعرك بشكل طبيعي؟
من الطبيعي أن تحتاج للوقت والجهد حتى تتعلم التعبير عن مشاعرك، ولكن هناك بعض الطرق التي تساعدك على ذلك وتمنحك المزيد من الأريحية والسلاسة، ومن أهمها:
- الانتباه لمشاعرك أكثر، والاعتراف بها، وتقبلها كما هي، حتى وإن لم ترغب بإظهارها، فعندما تتقبل مشاعرك تتفهم سبب ما أحسست به في تلك اللحظة، وبذلك تفهم دورك في الموقف الذي أنت فيه وتتجه نحو الحل المناسب.
- تقبل حياتك بكل جوانبها، خاصة المواقف التي تحدث بشكل خارج عن سيطرتك، لأن ذلك يشعرك بتحسن وتصالح مع نفسك، وبالتالي ستصبح أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرك، ولا تربط سعادتك بنوع معين من الإنجازات والمهام، على سبيل المثال فقدان وزن أو ترقية وظيفية، ولا تؤجل أي لحظة فرح أو سعادة واستمتع بتجارب الحياة الممتعة كبيرة كانت أم صغيرة.
- عبِّر عن مشاعرك الجيدة والسيئة بصدق وبطريقة لبقة، فمن خلال ذلك توضح وجهة نظرك للآخرين وتجعلهم يعيدون التفكير في تصرفاتهم، ومن الأفضل دومًا أن تخبر الطرف الآخر بما يزعجك، لأن ذلك يريحك ويزيل الضغط عنك.
بالإضافة للتوصيات والنصائح السابقة من المهم أن تطلب المساعدة عندما تحتاج لها، ولا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه، لمساعدتك على البقاء هادئًا بالرغم من كل ما تمر به من صعوبات وضغوط، ويعمل معك على وضع خطة محددة وفعالة للتعبير عن مشاعرك وعدم إهمالها من جهة، والسيطرة عليها من جهة أخرى.