هناك العديد من الأسباب التي تدفعك للاهتمام بصحتك النفسية، إذ تؤثر على جميع جوانب الحياة بالتشارك مع صحتك الجسدية، وبعد أن أجبرت جائحة كوفيد-19 التي ضربت قبل أعوام العالم على تطوير تقنيات حديثة تتماشى مع الواقع المفروض، انتشرت مؤخرًا منصات الرعاية الصحية الرقمية، وأصبح من الشائع حاليًا الحصول على خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، مثل: متابعة جلسات الفحص الطبي وحجز مواعيد الاستشارات النفسية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى متابعة خطط العلاج النفسي والكثير من الخدمات الأخرى.

ما هو العلاج النفسي عبر الإنترنت؟

تعتبر أساليب العلاج عبر الإنترنت نسخًا افتراضية مشابهة للعلاج النفسي التقليدي ضمن العيادة، يستخدم فيها الطبيب أو المعالج النفسي نفس الخطط العلاجية المتبعة في العيادات، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالكلام ومختلف تقنيات العلاج النفسي الأخرى.

 تشير a study (Charron et al., 2022)، بعد تحليل نتائج أكثر من 17 مقال بحثي مختلف، إلى فعالية جلسات العلاج النفسي عبر الإنترنت، وخاصة الجلسات التي تجرى عبر مكالمات الفيديو، بشكل مشابه لتقنيات العلاج الشخصي ضمن العيادة. كما يمكن اعتبار العلاج عبر الإنترنت خيارًا متاحًا بسهولة للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج النفسي التقليدي، أو القاطنين في المناطق الريفية والبعيدة ويصعب عليهم حضور المواعيد، أو في حالات الشعور بالقلق والخجل من نظرة الآخرين المتمثلة في رؤيتهم يدخلون إلى مراكز العلاج النفسي.

كما أظهرت a study (Hietanen et al., 2020)، التي أجريت على أكثر من 40 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين (20-42) سنة، أن التواصل البصري عبر مكالمات الفيديو يجذب انتباه وتفاعل الشخص بشكل مشابه لجلسات العلاج الشخصي التقليدية، وفسّر الباحثون هذه الفعالية بالقدرة على مراقبة لغة جسد المعالج وتعابير الوجه والتواصل البصري بشكل مباشر. 

مع ذلك قد يفضل بعض العملاء المكالمات الصوتية أو الرسائل النصية بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، أو ضعف جودة الاتصال بالإنترنت، أو تداخل المواعيد الزمنية التي تمنعهم من الجلوس أمام الكاميرا، أو حتى بسبب انخفاض تكلفة هذه الخيارات بالمقارنة مع الاستشارات عبر الفيديو.

يتم إجراء جلسات العلاج النفسي عبر الإنترنت بخطوات بسيطة، تتمثّل بدايةً بالإجابة على بعض الأسئلة الشخصية، وتحديد الأعراض النفسية التي تحتاج فيها إلى الدعم والمساعدة، وتسجيلها بحثًا عن الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، واختيار الطبيب أو المعالج الذي ترغب به. 

 يتم بعدها تحليل هذه البيانات بواسطة برنامج متطور أو شخص مختص، وتحويلك إلى طبيبك الخاص للإجابة على استفساراتك وتدريبك على التعامل مع المخاوف الخاصة بصحتك النفسية. تتشابه بعد ذلك طرق العلاج المختلفة، حيث غالبًا ما تستمر الجلسة الواحدة وسطيًا لمدة 45-55 دقيقة كل أسبوع، لمناقشة المشاكل الشخصية، والتعرّف على أسبابها وكيفية تأثيرها على حياتك، واتباع أساليب خاصة لمساعدتك على معالجتها. يمكن أن تشمل هذه الأساليب العلاجية تقنيات السيطرة على المشاعر ومهارات التواصل المختلفة، بالإضافة للطرق الفعالة في تحديد وتغيير الأفكار والتصرفات السلبية المزعجة.

ما هي مميزات العلاج النفسي عبر الإنترنت؟

يتميّز العلاج النفسي عبر الإنترنت بأنه مريح ومرن وأقل تكلفة من طرق العلاج التقليدية، خاصة مع طرح العديد من المنصات خططًا سنوية أو شهرية للاشتراك بالخدمة. كما أنه ملائم لأولئك الذين يعيشون في مناطق بعيدة أو ليس لديهم القدرة على الحركة أو الذهاب للعيادة، حيث يمكنك استشارة طبيبك الخاص من منزلك واختيار موعد مناسب، مما يجعله أكثر فعالية من العلاج التقليدي للأشخاص الذين يبحثون عن خيارات رعاية صحية أفضل.

1- متاح وسهل الوصول

لم تكن أساليب الحفاظ على صحتنا النفسية متاحة دائمًا بسهولة، فقد عانى الكثير من الناس في الماضي للحصول على الرعاية الصحية لأسباب عديدة؛ لذلك أدى العلاج النفسي عبر الإنترنت إلى تجنب المشكلة بشكل تام، حيث كان توفّر المختصين في معظم المناطق محدودًا، وكانت طرق الدفع لا تشمل التأمين الصحي. 

كما واجه الكثيرون صعوبة في الوصول إلى المراكز النفسية دون قطع مسافات طويلة وبذل الكثير من الجهد والوقت. بينما أتاحت استشارات الصحة النفسية عبر الإنترنت تلقّي العلاج المناسب والحصول على نفس الرعاية من المنزل، وأصبح الذين يعيشون في المناطق الريفية يمتلكون خيارات أكثر غير محدودة ببعد المسافة، حيث تتيح المنصات عبر الإنترنت إمكانية تقديم المشورة الطبية والنفسية وتجعلها أكثر سهولة.

2- ملائم أكثر

يعاني الكثير من الناس من صعوبة تخصيص وقت مناسب للحصول على الرعاية الصحية، خاصة بالتزامن مع ضغوط الحياة والعمل. يمكنك حاليًا الحصول على جلستك النفسية من منزلك، بفضل تقنيات العلاج النفسي عبر الإنترنت، واختيار الموعد الذي يتناسب مع أوقات فراغك.

3- تكلفة أقل

لقد تجنب الكثير من الناس الحصول على العلاج النفسي والرعاية الصحية المناسبة، بسبب التكلفة العالية وعدم قدرة الشركات على تغطية هذه التكاليف، لكن أصبحت لحسن الحظ العديد من خيارات الاستشارات عبر الإنترنت في متناول الجميع أكثر من أي وقت مضى.

4- راحة أكبر

يمكن أن تكون الاستشارة النفسية مخيفة لبعض الأشخاص، وقد تجنبه الكثير من الناس في الماضي بسبب الشعور بالتوتر من فكرة الضعف والتحدث في مكان غير مألوف؛ لذلك إذا كنت لا تحب مقيّدات العلاج التقليدي، فقد تستفيد من الراحة التي تقدمها الاستشارات عبر الإنترنت، حيث يمكنك الحصول على جلستك بالمكان الذي يريحك، سواء كان مكتبك أو غرفة نومك أو أي مكان أخر، دون الابتعاد عن المنزل والشعور بعدم الراحة، وبالتالي تساعد أساليب العلاج النفسي عبر الإنترنت في تخفيف هذا القلق.

5- على شروطك الخاصة

أصبح من السهل تهيئة ظروف العلاج على شروطك الخاصة، مع سهولة الوصول إلى المشورة والدعم النفسي حاليًا. يمكنك تحديد المواعيد المناسبة بشكل سهل، وإجراء الجلسات من المنزل، والعمل مع المعالج لحل المشكلات اليومية التي تتعرض لها، حيث يتيح العلاج عبر الانترنت، أن تكون العملية برمتها وفقًا لشروطك وملائمة لجدولك مواعيدك، وبالتالي فتحت التكنولوجيا حقبة جديدة للحصول على المشورة الطبية والعلاج، تتمتع بسهولة الوصول والقدرة على تحمل التكاليف، ليستمر الناس في الاستفادة منها، حتى عندما يكون العلاج التقليدي متاحًا.

إذا كنت تتجنب طلب المساعدة والدعم النفسي لأنك تعتقد أنه لا توجد خيارات مناسبة، فقد ترغب في تغيير رأيك، حيث توفر لك منصة لبيه الاستشارات النفسية عالية الجودة، مع سهولة الوصول والكثير من الميزات الأخرى التي نضعها بين يديك، من خلال تحميل تطبيق لبيه على هاتفك الذكي مجانًا. 

سارع بتحميل التطبيق والاستفادة من كافة الخدمات المقدمة لتحسين صحتك النفسية وتغيير حياتك بشكل أفضل.

المراجع

1- Best Online Therapy Services 2023, Get the support you need today (top10.com), Top Ten Network, Retrieved 29/09/2023.

2- 5 Benefits of Online Therapy (marinwellnesscounseling.com), Marin Wellness Counseling, Retrieved 29/09/2023.

3- The Benefits of Online Therapy (priorygroup.com), Priory Health, Retrieved 30/09/2023.

4- Charron, et al. “Virtual versus Face-to-Face Cognitive Behavioral Treatment of Depression: Meta-Analytic Test of a Noninferiority Hypothesis and Men’s Mental Health Inequities.” Depression research and treatment vol. 2022 2972219. 2 Jun. 2022, doi:10.1155/2022/2972219. 

5- Hietanen, JO, et al. “Psychophysiological responses to eye contact in a live interaction and in video call.” Psychophysiology. 2020; 57:e13587. https://doi.org/10.1111/psyp.13587.