العلاج المتمركز حول الحل
الكاتب: عبدالله شجاع الحربي
أولًا: تاريخ المدخل المتمركز حول الحل:
ظهر العلاج الموجز الذي يركز على الحل في بداية الثمانينات في القرن العشرين وتحديدًا في عام 1982م، وهو من أحدث الأساليب العلاجية الذي يسعى له العميل وهو الوصول إلى التوافق النفسي الاجتماعي مع الذات ومع البيئة المحيطة وذلك على يد العالم الأمريكي (ستيف دي شازر) رئيس مركز العلاج الأسري بمدينة (ميلواكي) بولاية ويسكونس الأمريكية.
ولقد انتشرت طريقة العلاج المختصرة ولاقت قبولًا لدى الممارسين في مجال العلاج النفسي ومهنة الخدمة الاجتماعية، بسبب تطبيقاتها ومدى ملائمتها في التعامل مع الفئات الاجتماعية المختلفة، ويتناول هذا الأسلوب العلاجي الحلول التي تساهم في القضاء على المشكلة أو التخفيف من حدتها أو التكيف مع إفرازاتها بدلًا من البحث عن الأعراض المرضية ولا عن العوامل التي ساهمت في نشأتها.
ثانيًا: مفهوم العلاج الذي يركز على الحل – SFBT
هناك عدة تعريفات تناولت العلاج الذي يركز على الحل وجميع هذه التعريفات تتفق على أنه نموذج أو مدخل علاجي ينتمي إلى فصيلة العلاج القصير Short Therapy ويمتاز عن غيره من المداخل العلاجية بعدم الاستغراق في البحث عن أسباب المشكلات والتوجه مباشرة نحو الحلول المنشودة. ومن تلك التعريفات ما يلي:
تعريف الجمعية الأوروبية للعلاج الموجز E.B.T.A. European Brief Therapy Association بأنه: نموذج علاجي صاغه ستيف دي شازار de Shazer وزملائه، يركز هذا النموذج على تحقيق الحلول والأهداف والتغيرات بصفة عامة، وذلك من خلال استخدام أساليب علاجية منها: “سؤال المعجزة والمقاييس Scales وأسئلة التوافق “Coping Question وذلك من خلال استخدام لغة العميل والسعي إلى إيجاد الحلول بدلًا من إضاعة الوقت في البحث عن أسباب حدوث المشكلة، وتركز العلاقة
بين الأخصائي والعميل على احترام وعدم توجيه اللوم. كما يعرفه رشوان والقرني: على أنه: نوع من أنواع العلاج المختصر والموجه مباشرة نحو تحقيق الهدف النهائي الذي يسعى إليه العميل، وهو الوصول إلى التوافق النفسي والاجتماعي مع الذات والبيئة.
أما سميث وسميث Smith and Smith فيعرفانه على أنه: نموذج للعلاج النفسي المبني على الحل، حيث يهتم أساسًا بوقت اللا مشكلة Non Problem Time، إذ ينصب التركيز العلاجي على الاستثناءات وهي الأوقات التي لا تظهر فيها المشكلة بدلًا من الاهتمام بالمشكلة نفسها، والاهتمام بالعمل مع تسلسلات الحل المحدد وتحديد الأدوات والمصادر التي يملكها العملاء لحل شكاواهم.
ثالثًا: مفهوم العلاج الذي يركز على الحل – SFBT
تقوم فلسفة العلاج الموجز الذي يركز على الحل SFBT على عدد من المسلمات التالية:
- التعاون بين الأخصائي والعميل في تحديد المشكلة وصياغة الأهداف العلاجية هو عامل أساس، على افتراض أن العملاء هم أشخاص أسوياء قادرين على المساهمة بجانب الأخصائي في تحديد احتياجاتهم وأهدافهم العلاجية.
- عدم الاستغراق في البحث عن الأعراض المرضية أو العوامل التي ساهمت في نشأتها، والتوجه مباشرة نحو الحلول الممكنة التي قد تساهم في القضاء على المشكلة أو التخفيف من حدتها أو التكيف مع إفرازاتها.
- تنفيذ المهام في أقصر وقت ممكن بحيث يتيح للأخصائي أو المعالج الوصول إلى أكبر قدر ممكن من العملاء.
- من الصعب القضاء على المشكلة بصورة نهائية على اعتبار أن المشاكل قد تكون جزءًا من حياة الإنسان؛ فهو يحاول تطوير معان أو طرق جديدة للنظرٍ إلى المشكلة، وبذلك قد يستطيع العملاء في كثير من الأحيان الوصول إلى حلول تناسب مشكلاتهم حينما ترتفع لديهم الروح المعنوية.
- يعد SFBT علاج موجه ومباشر نحو الهدف النهائي الذي تسعى له عملية المساعدة، وهو الوصول بالعميل إلى التوافق النفسي والاجتماعي مع الذات ومع البيئة المحيطة.
رابعًا: الفرضيات التي يقوم العلاج الذي يركز على الحل
حاول عدد من المتهمين بممارسة مدخل العلاج الموجز الذي يركز على الحل أمثال: (Simon & Berg, 2002;Berg & Miller, 1992;1987) أن يحددوا مجموعة من الفرضيات التي يقوم عليها هذا المدخل على النحو التالي:
1 – يعد التغير أمرا حتميًّا لدى كل إنسان، فليس من المنطق أن يولد الإنسان على سمة ما ويستمر عليها حتى الممات، وإنه من المسلمات البديهية حين تتعرض مفاهيم الإنسان لعوامل تغير معينة فإن ذلك التغير من الطبيعي أن ينتقل لسلوكه ويحدث التغير فيه.
2 – العملاء هم الذين يحددون أهدافهم العلاجية، ولا يجب أن تفرض تلك الأهداف علىهم من قبل المعالج، وعلى هذا يجب أن يكون التركيز منصبًّا على مساعدة العملاء على الوصول إلى الحلول بدلًا من البحث في العوامل التي ساهمت في تفاقم المشكلة، واتجاه المعالج نحو ذلك الأسلوب يجعل العميل يتجاوب مع العلاج ويمكنه من استثمار قدراته وإمكانياته.
3 – التغيرات الصغيرة مع الاستمرار يمكن أن تؤدي إلى تغيرات كبيرة. ومعنى ذلك أن التغير مهما كان بسيطًا هو الهدف المنشود والوصول إليه وشعور العميل بما يحدثه في حياته هو لب العلاج، ويجب أن يستمر العمل من خلاله حتى يتحقق التغيير الكامل وهو زوال المشكلة أو على الأقل الحد من آثارها على العميل.
4 – الإنسان عبارة عن أنساق مترابطة، ومعنى ذلك أن على الأخصائي المعالج أن يعمل على إحداث التغيير في العديد من جوانب شخصية العميل، كتغيير الأفكار والمعتقدات والقيم التي يؤمن بها العميل وينتج عنها تأثر في سلوكه.
5 – ليس بالإمكان تغيير الماضي، فالمهم في هذا النوع من العلاج هو التركيز على الحاضر والمستقبل بدًلا من إهدار الوقت في تذكر الماضي.
6 – كل شخص قد تكون لديه الموارد اللازمة لمساعدة نفسه، ولكن الذين يعانون من المشكلات تنقصهم معرفة كيفية استغلال قدراتهم للتغلب على مشكلاتهم وتبقى هذه مهمة الخبراء والمتخصصين.
7 – فردية الحالة، كل إنسان هو حالة فريدة من نوعها ويجب أن يعامل على هذا الأساس.
8 – إذا كان العلاج غير فعال ولم يحدث التغيير فلا تعاود محاولته مرة ثانية، وهنا على المعالج أن يبحث عن أسلوب آخر أو حل آخر غير الذي ثبت فشله، وفي هذا خروجًا من الإحباطات التي قد يشعر بها العميل واستثارة لقدراته وإمكانياته في البحث عن حلول أخرى أكثر فاعلية في التصدي لمشكلته.
خامسا : المبادئ الأساسية للعلاج الموجز الذي يركز على الحل – The Basic Tenets
يقوم على العديد من المبادئ أهمها :
1 – يقوم المبدأ الأول: حول التركيز على موارد العملاء وفقًا لمعطياتهم الشخصية والبيئية، وعلى هذا فالممارس تقع عليه مسؤولية توجيه العميل نحو ما يمكن تحقيقه والنجاح فيه بدلًا من ما لا يمكن تحقيقه والفشل فيه.
2 – المبدأ الثاني: يقوم على فكرة كرة الثلج بمعنى أن التغيير يبدأ بسيطًا في حياة العميل، ولكنه حتما سيؤدي إلى تغيير أكبر وصولاً إلى الهدف النهائي وهو التوافق النفسي والاجتماعي.
3 – المبدأ الثالث: يدور حول أهمية الاعتراف بأن لكل عميل قدرات يستطيع استخدامها للتغلب على ما يواجهه من صعوبات. وعلى هذا يجب على الممارس أن يعطي اهتمامًا كبيرًا نحو اكتشاف قدرات العميل والتركيز عليها لزيادة ثقة العميل بنفسه وفق قدرته لاعتماد عليها، وتجنب التركيز على مواطن الضعف فيه.
4 – المبدأ الرابع: هو ضرورة صياغة أهداف العميل بصورة إيجابية بدلًا من صياغتها بصورة سلبية ومن هنا كان على الممارس أن يساعد العميل على صياغة أهدافه بطريقة إيجابية من خلال سؤاله عما يود فعله وليس ما لا يود فعله، حيث ثبت أن الناس يكتسبون القوة والدعم المعنوي من خلال إنجاز الأهداف التي وضعوها لحل مشكلاتهم التي يواجهونها.
5 – المبدأ الخامس: التعامل مع العميل كخبير، على الأخصائي أن يتعامل مع العملاء كخبراء بشؤون حياتهم وظروفهم وإمكانياتهم، وتحديد أهدافهم واحتياجاتهم ورغباته التي لا تتعارض مع العملية العلاجية.
6 – المبدأ السادس: بناء التحالف التعاوني، يقوم هذا المبدأ على ضرورة العمل بين الأخصائي والعميل بشكل تعاوني، ويتم التحالف التعاوني من خلال بناء علاقة مهنية إيجابية من المقابلة أو الاجتماع الأول، حيث تُعد هذه المقابلة هي الأهم من بين المقابلات في العملية العلاجية كونها بمثابة خارطة الطريق للمقابلات التالية؛ فمن خلالها يتم رسم الخطوط العريضة لعملية المساعدة من خلال تحديد أغلب المهام التي سينفذها العملاء والأخصائي معًا وتحديد دور كل طرف في عملية المساعدة، كما يتم التعرف على وجهات نظر العملاء تجاه مشكلاتهم والتعرف على قدراتهم وإمكاناتهم أيضًا.
سادسًا: الأساليب العلاجية والتكنيكات وتقنيات العلاج الموجز الذي يركز على الحل وتتحدد في الآتي
1 – إعادة التشكيل :
وهو أسلوب يستخدم من أجل مساعدة العملاء على تفهم مواقفهم وصياغة أهدافهم العلاجية، ويعني إعادة صياغة مفاهيم العميل غير المنطقية لتكون أكثر واقعية ومنطقية .
2 – السؤال المعجزة :
يهدف “السؤال المعجزة” إلى تشجع التفكير الإبداعي واستكشاف ردود أفعال العملاء التي تحدث بعفوية وتلقائية، فقد تحدد إمكانيات العملاء ونقاط القوة لديهم، ويمكن أخذها في الاعتبار كوسيلة مساعدة للأخصائي نحو وضع الخطط العلاجية خلال إتباع أنماط من الأساليب العاجية البسيطة التي يمكن للعملاء تنفيذها بكل يسر
3 – أسئلة “ماذا بعد؟
إن الهدف من هذه الأسئلة أو هذه الفنية هو زيادة وتعزيز فرصة العملاء في أن يجدوا الحلول الممكنة للمشكلات التي يواجهونها. ويفيد في مثل هذا التكنيك نوع الأسئلة المفتوحة التي من شأنها أن تحرك مهارات العصف الذهني لدى العميل.
4 – خريطة العقل
إن هذا التكتيك (الفنية) العلاجي ما هو إلا رسم خريطة للأفكار التي تقود وتوجه العملاء وتصبغ سلوكهم ومشاعرهم، ولكي يستخدمه الأخصائي الاجتماعي فعليه أن يتعرف على الكلمات أو الأفكار أو المهام التي يؤمن بها العميل وتمثل عاملًا رئيسيًا في التأثير على سلوكه ثم يعمل على تصحيحها، ومن أفضل الأساليب لتصحيح الأفكار الخاطئة لدى العملاء هو التشكيك في نتائجها من خلال الأدلة التي تعرض السلوك الخاطئ للعميل، بعد ذلك يقوم الأخصائي باستدعاء سلوك العميل الإيجابي مهما كان صغيرًا وتعزيز ذلك السلوك في حياة العميل ومطالبته بعمل المزيد منه، فإن هذا السلوك سوف يعمل بمثابة خارطة إيجابية تقود العميل وترشده إلى الوصول إلى النجاح في العملية العلاجية وفيما يحقق أهدافها.
5 – توجيه النجاح
يوصف هذا التكتيك بأنه مساندة وتشجيع نجاح العميل من خلال إسماع العميل كلمات المدح والثناء. فالعملاء يحبون من يثني على ما يقدمون أو ما يقومون به من أفعال، حيث إن ذلك يمنحهم الثقة بالنفس ويعتبر بمثابة الوقود الذي يدفعهم للمشاركة الفاعلة في عملية المساعدة.
ويمكن للأخصائي أن يظهر هذا التكنيك من خلال:
1 – رفع مستوى الصدق أثناء الحوار ليري العميل كيف أن عملية المساعدة تتقدم.
2 – التعبير للعميل عن السرور عندما يقوم العميل بمحاولة جادة للوصول إلى حل للمشكلة.
3 – إظهار الإعجاب بما يقدمه العميل من تفكير بناء ورشيد وناضج في المشكلة التي يواجهها.
6 – المقياس
هذا التكتيك أو الفنية تهدف إلى مراقبة التحسن الذي يطرأ على الحالة من مقابلة إلى أخرى أثناء العملية العلاجية، ويتم ذلك من خلال الطلب من العميل أن يحدد أين يرى نفسه على مقياس يبدأ من “صفر إلى 10 ” بحيث يعني الصفر أنه لا يوجد تقدم أو تحسن في حل المشكلة، بينما يعني رقم ” 10 ” أن المشكلة انتهت تمامًا؛ فعندما يختار العميل رقمًا بين طرفي المقياس يطلب منه الأخصائي أن يفسر سبب اختياره لهذا الرقم، مع ملاحظة التغيرات التي طرأت على العميل بعد كل جلسة. ومن الضروري أن يكون هناك خط أساس للمشكلة يتم تحديده من البداية ليسهل على الممارس تقييم التقدم المحرز في وقت لاحق.
سابعًا: مساهمة العلاج المتمركز حول الحل في تعزيز الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية
العلاج الذي يركز على الحل بأنه جاء خلاف غيره من المدخل العلاجية برغم ظهوره وحداثته، لا أنه لاقى صدى كبيرًا لدى الممارسين في مهنة الخدمة الاجتماعية والعلاج النفسي وذلك لتعزيز الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وذلك لأن هذا الأسلوب أسلوبًا علاجيًا من أحدث الأساليب العلاجية، وكذلك يعتمد الاعتماد الأكبر على القدرات الكامنة لدى العميل وكذلك يعتمد الاعتماد الأكبر على القدرات الكامنة لدى العميل، وكذلك نقاط القوة لدى العميل وإتاحة الفرصة لدى العميل لتفعيل نظرته إلى مستقبل مشرق دون إحباط والنظر للخلف للماضي وتعزيز ممارسة الخدمة الاجتماعية في التركيز على الحل النهائي للمشكلة مباشرةً.
ولسهولة تطبيق هذا المدخل من في الواقع الفعلي في مجالات الخدمة الاجتماعية حيث أن مهنة الخدمة الاجتماعية مهنة تتعامل مع جميع المشكلات اليومية والمجتمعية والإنسانية على حد سواء، ولهذا هذا المدخل يعزز الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في الوحدات الصغرى والوحدات الكبرى بما ما يتميز به هذا المدخل في أنه يتدرج تحت العلاج القصير الآن.
ولهذا؛ فالأخصائي الاجتماعي عندما يستخدم هذا المدخل أن يستخدم العديد من الطرق والأساليب العلاجية مع التركيز على شخصية العميل وطريقة تفاعله مع السياق الاجتماعي الذي يعيش فيه كون ذلك يمكن استغلاله لتطوير حلول جديدة لمشكلات العملاء.
ثامنًا: الدراسات السابقة الحديثة إلى استخدمت العلاج المتمركز حول الحل
محداثة هذا المدخل المهني في التدخل المهني لممارسة الخدمة الاجتماعية اتضح منة الدراسات التي تناولت هذا المدخل حيث يمكن لنا حصر بعض هذه الدراسات دراسة وليام (2002)، والتي تهدف إلى تقديم فعالية العلاج المتمركز على الحل في زيادة التحصيل الأكاديمي والتقليل نسبة الغياب لدى طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية وتوصلت هذه الدراسة إلى فعالية المدخل المستخدم تحقيق الهدف من الدراسة وهو التقليل من نسبة الغياب لدى طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية، وكذلك زيادة التحصيل الأكاديمي لطلاب المرحلتين الدراسيتين.
ودراسة عبد المنصف رشوان (2007)، والتي تهدف إلى تحديد العلاقة بين التدخل المهني باستخدام مدخل العلاج الموجز المتمركز على الحل وتحقيق المساندة الاجتماعية للطلاب وتوصلت هذه الدراسة على التحقيق مع فرضية الدراسة، وأهدافها بإن هذا المدخل له فعالية في تحقيق المساندة الاجتماعية لطلاب الجامعة.
ودراسة مساعد غنام العتيبي وآخرون (2020) والتي تهدف إلى تجديد فعالية المدخل العلاجي الموجز الذي يركز في تنمية الدافعية للتعلم. ولهذا يرى بأن يجب الاهتمام بهذا المدخل الحديث في استخدامه في بحوث الخدمة الاجتماعية لمدى فعالية في مجالات الخدمة الاجتماعية على حد سواء.
تاسعًا: نقد المدخل العلاجي المتمركز حول الحل
الإيجابيات: يتميز المدخل العلاجي بالآتي
1 – التركيز على المستقبل بدلًا من التركيز على الماضي والاستغراق فيه مع البحث عن الحلول بدلا من التركيز على المشكلات.
2 – يهتم بالتركيز على قدرات العميل الإيجابية بدلًا من التركيز على نقاط ضعفه.
3 – يهتم بالتركيز مع العميل ومشكلاته اليومية (المشكلات الحياتية) بفاعلية.
4 – يتميز هذا المدخل بقصر جلسات العلاج التي يمكن أن لا يزيد عن 20 دقيقة في الجلسة الواحدة.
5 – يتميز هذا المدخل بالتركيز على العميل وهو الذي يحدد أهداف علاجية ولا يفرض عليه من قبل المعالج أهداف علاجية من قبله.
6 – يتميز هذا المدخل بربط الأهداف العلاجية بالحلول للمشكلات التي يعاني منها العميل (مما يجعل عملية العلاج إيجابية).
7 – يهتم هذا المدخل على التركيز فعليا على أسس حل المشكلة وتشجيع العميل على إدراك التغيرات التي سوف تحدث في حال تلاشيها.
8 – يهتم هذا المدخل على عدم الإلحاح على الإلحاح على استخدام حل بعينه، لم يكن قادرًا على أحداث أي تغيير بسيط.
9 – يهتم هذا المدخل بزيادة وعي العميل لقدراته وإمكانياته الخاصة في إيجاد العديد من الحلول المتاحة.
10 – ينفرد هذا المدخل استخدام تكنيكات علمية الحديثة التي لم يسبقه أحد قبل ذلك في استخدامها مثل تقنية الاستثناءات وتقنية التركيز على الحل ولذلك ينفرد هذا المدخل في التفكير بالمستقبل.
عاشرًا: السلبيات
1 – هذا المدخل في بعض الأحيان يمكن أن يكون غير فعال عند التدخل المهني باستخدامه إن لم يحدث تغيير ولهذا لا يعاد محاولته مرة أخري. (مرة ثانية)
2 – التعامل مع العميل كخبير وهذا يقلل من فعالية دور المعالج.
3 – لا يعتمد على العلاقة المهنية التي تعتبر مبدأ أساسي من مبادئ الخدمة الاجتماعية بصفة عامة وفي العلاج النفسي بصفة خاصة.
4 – قلة الدراسات العربية التي تستخدم هذا المدخل في التدخل المهني لممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية.
5 – قصر مدة الجلسات التي يمكن أن يكون ليس لديها جدوى كاملة للعلاج والحل النهائي للمشكلة.
الحادي عشر: مدى ملائمة العلاج المتمركز حول الحل في المجتمع السعودي
يعتبر العلاج المتمركز حول الحل مع المداخل العلاجية الحديثة والمهمة في ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية. وهذا المدخل ملائم تطبيقه في المجتمع السعودي والدليل على ذلك دراسة (د . مساعد غنام العتبي وآخرون) المنشور في مجلو جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعية المجلد الثاني عشر العدد الثاني – رجب 1441ه / مارس 2020 وكذلك توجد العديد من الأسباب التي تجعل هذا المدخل العلاجي يلائم المجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع السعودي بصفة خاصة هي كالآتي :
1 – أنه يقوم هذا المدخل على تحديد الأدوات والمصادر التي يملكها العملاء أصحاب المشكلة محل مشكلاتهم.
2 – استخدام العديد من الأساليب العلاجية التي تتمشي مع المعطيات والأسس الإسلامية ومن أهم هذه الأساليب (سؤال الحلم) الذي يتوافق مع المعطيات الإسلامية وهذا له قبول لدى الأفراد في المجتمعات الإسلامية بصفة عامة والمجتمع السعودي بصفة خاصة.
3 – يعتمد على الروح المعنوية لدى العملاء التي تواجههم المشكلات.
4 – يعتمد هذا المدخل على التفكير الإبداعي لدى العملاء اللذين يعانون من مشكلات.
5 – علاج موجه ومباشرة نحو الهدف النهائي الذي تسعى له عملية المساعدة وهو الوصول للعميل إلى التوافق النفسي والاجتماعي مع الذات ومع البيئة المحيطة.
ولهذا يرى الباحث بالتوصية نحو الحاجة إلى العديد من الدراسات العربية النظرية منها والتطبيقية والنشر العلمي للتأكد وكذلك زيادة التأكيد من مدى جدوى هذا المدخل ومدى ملائمته للتطبيق في المجتمعات العربية.