يعتبر العلاج بالتنويم المغناطيسي إحدى الطرق المتبعة في العلاج النفسي، حيث يسمح التنويم المغناطيسي للأشخاص باستكشاف أفكارهم ومشاعرهم وذكرياتهم المؤلمة التي ربما قاموا بكبتها داخل عقلهم الباطن، بالإضافة لمساعدتهم على إدراك بعض الأشياء بشكل مختلف كأسباب معاناتهم واكتئابهم وخوفهم وبعض المشاكل النفسية الأخرى.

يعود العلاج بالتنويم المغناطيسي لمئات السنين ويمارسه العديد من المتخصصين في جميع أنحاء العالم، وقد قام الباحثون بإجراء العديد من الدراسات والتجارب حول التنويم المغناطيسي وقدرته على علاج حالات طبية متنوعة مثل: متلازمة القولون العصبي والقلق والرهاب وغيرها.

الهدف من العلاج بالتنويم المغناطيسي هو مساعدة المريض وتعليمه كيفية التحكم بوعيه بشكل أفضل، وفي حالة الاكتئاب قد تركز جلسات العلاج بالتنويم المغناطيسي على مساعدة الشخص في تحقيق حالة من الاسترخاء لمناقشة مشاعره وعواطفه دون رفع مستويات التوتر والقلق.

في هذا المقال سنتعرف على التنويم المغناطيسي كمفهوم، وهل يجدي كعلاج أم لا..

ما هو التنويم المغناطيسي؟

هو أحد أنواع العلاج الذي يتضمن وضع الأشخاص في حالة عقلية تشبه النشوة، الهدف من تحقيق هذه الحالة هو تعزيز التركيز لدى الفرد ليكون أكثر تقبلاً للنصائح وتطبيق حلول لمشاكله كالإقلاع عن التدخين.

العلاج بالتنويم المغناطيسي يساعدك في السيطرة على السلوكيات التي ترغب في تغييرها كالتعامل بشكل أفضل مع القلق أو الألم، على الرغم من أنك أكثر قدرة على التفهم وتقبل الاقتراحات أثناء التنويم المغناطيسي، إلا أنك لا تفقد السيطرة على سلوكك تحت تأثيره.

كيف يتم العلاج بالتنويم المغناطيسي؟

يتم العلاج بالتنويم المغناطيسي بطريقتين هما:

1- العلاج بالاقتراح

عند وضع شخص في حالة التنويم تصبح قدرته على الاستجابة للاقتراحات والنصائح أكبر، مما قد يساعده على تغيير سلوكيات معينة، كالتوقف عن التدخين أو قضم الأظافر، ويمكن لهذه الطريقة أن تساعد الأشخاص على تغيير تصوراتهم وأحاسيسهم بشكل أفضل، ويعد العلاج بالتنويم المغناطيسي بطريقة الاقتراح مفيد بشكل خاص في علاج الألم.

2- العلاج بالتحليل

في هذه الطريقة يتم وضع الشخص في حالة الاسترخاء من أجل استكشاف السبب الجذري للمشكلة النفسية المسببة للاضطراب أو الأعراض التي يعاني منها المريض، يستطيع الممارس في هذه الطريقة الغوص في عقل المريض وتحليله، ومع الوقت قد يستطيع الممارس العثور على حدث صادم سابق قام الشخص بإخفائه في اللاوعي الخاص به، عند اكتشاف صدمة أو اضطراب قد تم كبته داخل اللاوعي الخاص بالمريض يمكن معالجة هذه المشكلة بالعلاج النفسي.

ما هي فوائد العلاج بالتنويم المغناطيسي؟

تتيح الحالة التي يسببها التنويم المغناطيسي أن يصبح الشخص أكثر انفتاحاً على المناقشة والاقتراحات والنصائح، بالإضافة لعلاج وتحسين فرص الشفاء من بعض الحالات النفسية الأخرى مثل:

• الفوبيا والقلق.
• اضطرابات النوم.
• الاكتئاب.
• الضغط.
• قلق ما بعد الصدمة.
• الحزن والخسارة.

يمكن أيضاً استخدام التنويم المغناطيسي لمساعدة المرضى في السيطرة على الألم، والتغلب على العادات ذات الطابع القهري أو الإدماني مثل: التدخين أو الإفراط في تناول الطعام.

ما هي مساوئ العلاج بالتنويم المغناطيسي؟

قد لا يكون العلاج بالتنويم المغناطيسي مناسباً للأشخاص الذين يعانون من أعراض ذهانية كالهلوسة والأوهام، أو الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أو الكحول، غالباً ما يتم استخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي للتحكم في الألم فقط وخاصةً بعد التأكد من عدم وجود أي اضطراب جسدي في المريض.

يستخدم بعض المعالجين التنويم المغناطيسي لاستعادة الذكريات المدفونة أو المكبوتة؛ لارتباط العديد من الحالات والأعراض بذكريات سيئة قد تعرض لها المريض في وقت سابق من حياته، ومع ذلك فإن جودة وموثوقية ذكريات المريض الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي لا يمكن الاعتماد عليها.

يمكن أن يتسبب التنويم المغناطيسي بمشكلة خطيرة في بعض الأوقات حيث تتشكل بسببه ما يعرف بالذكريات الكاذبة، تنشأ هذه الذكريات نتيجة لاقتراحات غير مقصودة أو طرح أسئلة غير جيدة من قبل المعالج، ويعد هذا الأمر هو السبب الرئيسي الذي أدى لاعتبار التنويم المغناطيسي علاج غير فعال وتحييد استعماله كعلاج سائد في مجال الطب النفسي.

ما هي الحالات التي يمكن أن يتم علاجها بالتنويم المغناطيسي؟

قد يساعد العلاج بالتنويم المغناطيسي في علاج بعض الحالات الطبية التي تؤثر فيها العوامل النفسية على الجسم، يتم استعمال العلاج بالتنويم المغناطيسي عندما يكون المريض يعاني من:

1. التوتر والقلق، وبشكل خاص قبل العمليات أو زيارة طبيب الأسنان.
2. نوبات الذعر المتكررة.
3. متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
4. الرهاب.
5. مشاكل التحكم في السلوك مثل: الإقلاع عن التدخين وفقدان الوزن وسلس البول (التبول اللاإرادي).
6. الأرق.
7. الربو.
8. الهبات الساخنة أثناء انقطاع الطمث.
9. اضطرابات الجهاز الهضمي كمتلازمة القولون العصبي (IBS).
10. السيطرة على الألم مثل: ما بعد الجراحة والولادة والسرطان والفيبروميالجيا والحروق والصداع (كالصداع النصفي أو الصداع الناجم عن التوتر).
11. الأمراض الجلدية كالثآليل والصدفية.
12. تخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان مثل: الغثيان والصداع والقيء.

يمكن أن يكون العلاج بالتنويم المغناطيسي فعالاً في مساعدة الأشخاص على التغلب على الألم والتوتر والقلق، لكن يجب عليك أن تضع في اعتبارك أن الأطباء المتخصصين يفضلون استعمال علاجات أخرى كالعلاج النفسي بالكلام.

هل العلاج بالتنويم المغناطيسي خطر؟

العلاج بالتنويم المغناطيسي هو إجراء آمن عندما يقوم به طبيب اختصاصي أو معالج خبير، لكن احتمال تولد ذكريات كاذبة والأعراض الجانبية تسبب تفادي العلاج بالتنويم المغناطيسي. يجب التنويه بأن العلاج بالتنويم المغناطيسي ليس سيطرة على العقل أو غسيل دماغ، والطبيب أو المعالج لن يستطيع السيطرة عليك وجعلك تقوم بشيء محرج أو لا تود القيام به.

يفضل الأطباء ترك العلاج بالتنويم المغناطيسي كخيار أخير، لكنه قد يكون فعالاً كجزء من خطة العلاج لبعض الحالات كالإقلاع عن التدخين، لكن يجب علينا الإشارة إلى أن العلاج بالتنويم المغناطيسي ليس مناسباً للجميع، فالدخول لحالة التنويم المغناطيسي بشكل كامل أمر قد لا يقدر عليه العديد من الأشخاص، لذلك من المهم التواصل مع طبيب أو معالج خبير لتنفيذ هذا النوع من العلاج.

المراجع: 1،2،3،4