Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

كيف أتعافى من أزمات طفولتي النفسية؟

غالبًا ما يتمتع الأطفال بالمرونة الكافية التي تمنحهم القدرة على تجاوز أي موقف صعب يمرون به، ومع ذلك قد تؤثر الكثير من التجارب المؤلمة التي تحدث خلال مرحلة الطفولة على صحة الطفل الجسدية والنفسية فيما بعد، وقد يستمر تأثيرها لسنوات طويلة، ولذا يمكن أن يكون علاج أزمات الطفولة وحل المشكلات الأسرية أدوات مفيدة في شفاء الطفل الموجود داخل كل شخص فينا.

ما هي أزمات الطفولة النفسية؟

تحدث أزمات الطفولة النفسية عندما يتعرض الأطفال لأحداث قاسية أو مؤلمة عاطفيًا، ويمكن أن تشمل أحداثًا مثل: خطر الوفاة أو الإصابات الخطيرة، وقد تنجم هذه الأزمات النفسية عن تراكم الصدمات والأحداث التي يتعرض لها الشخص خلال طفولته، وتشمل التعرض لصدمة مباشرة أو مشاهدة صدمة تحدث أمامه أو التعرض لحدث مؤلم لفترة زمنية طويلة.

تشمل الأنواع الشائعة من أزمات الطفولة عند الأطفال:

  • إساءة معاملة الأطفال.
  • التنمر والتعرض للعنف المنزلي.
  • العنف المجتمعي.
  • الكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والأعاصير.

يمكن أن تؤدي هذه الصدمات إلى ضائقة نفسية، وربما تتطور إلى اضطرابات نفسية مثل: اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

كيف تؤثر أزمات الطفولة على صحتنا بشكل عام؟

تولِّد الصدمات الكثير من المشاعر السلبية، وإذا لم يتم علاج هذه المشاعر وقت حدوثها، فإنها تصبح عالقة داخل ذهن الشخص وتفكيره، ما يؤثر على مختلف جوانب حياته.

يعتبر التعامل مع المشاعر، مثل: الغضب والحزن والعار والخوف، ضروريًا للشفاء من أزمات الطفولة، ولكن نظرًا لأن هذه المشاعر مؤلمة، وردود الفعل عليها مثل: البكاء أو مواجهة الآخرين غالبًا ما تكون غير مقبولة اجتماعيًا، فإن هذه العملية لا تحدث بسهولة، لذلك يلجأ الإنسان لقمع هذه المشاعر وإخفائها، بدلاً من الاعتراف بها ومعالجتها.

 تنتقل هذه الأزمات العاطفية مع الشخص إلى مرحلة البلوغ، وتؤثر على العمل والصحة والسعادة والعلاقات الاجتماعية، حتى يتعامل معها بشكل صحيح ويتعافى من خلال الاعتراف بالمشاعر الناتجة عنها وتجاوزها.

كيف يمكن التعرف على أزمات الطفولة لدى البالغين؟

قد تظهر من خلال أعراض ومشاكل صحية مختلفة، بحسب نوع الصدمة النفسية، لكن هناك العديد من الآثار السلبية الشائعة التي تشترك فيما بينها. 

أظهرت a study أجريت على أكثر من 1000 مشارك (Horwitz,2001) أثر أزمات الطفولة على الصحة النفسية للبالغين على مدى عشرين عام، وتشير النتائج إلى احتمالية إصابة الأشخاص الذين تعرضوا للإهمال وسوء المعاملة عندما كانوا أطفالًا باضطرابات الشخصية وعدد من الأذيات النفسية الأخرى. من العلامات التي تشير لأزمات الطفولة النفسية:

صعوبة بناء علاقات اجتماعية جيدة

غالبًا ما يتفاعل الأشخاص الذين يتعافون من أزمات الطفولة مع الآخرين بطرق غير صحية، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى سلوكيات اجتماعية معينة تعتمد على نوع الصدمة التي عانوا منها، وما تعلموه عن الآخرين خلال تجارب الطفولة، فإذا كان الشخص قد عانى من أزمة بسبب الإهمال في طفولته، قد يشعر أنه لا يستحق عاطفة الآخرين، ونتيجة لذلك، قد يبقى الشخص يعاني من علاقات يتعرض فيها لسوء المعاملة والإهمال من قبل شريكه، دون البحث عن علاقة جديدة بسبب الشعور بأنهم لا يستحقونها.

الحذر الزائد

يعتبر رد فعل طبيعي لأولئك الذين عانوا من أزمات نفسية بطفولتهم، وهو يشمل الشعور بالتهديد المستمر، كالخوف من التعرض للهجوم أو الحصار في أي لحظة، ويحدث ذلك غالبًا عندما يصبح الشخص البالغ مدركًا تمامًا لمحيطه عندما يكون في بيئة جديدة، لذا يكون هؤلاء الأشخاص حذرين للغاية عند مقابلة شخص جديد، أو في المساحات المفتوحة والتعاملات المادية.

الاكتئاب والقلق

يمكن أن يعاني الأشخاص الذين تعرضوا لأزمات الطفولة من الاكتئاب والقلق بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى على الصحة النفسية. عادةً ما تظهر هذه الاضطرابات بشكل مشترك، ويمكن أن تؤدي إلى الشعور باليأس والعزلة؛ لذا يجب استشارة طبيب أو معالج نفسي مختص إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق.

كيف يمكن التغلب على أزمات الطفولة النفسية؟

قد تبدو الآثار النفسية لأزمات الطفولة غير قابلة للعلاج، ولكن يمكن من خلال اتباع الخطوات الصحيحة، تجاوزها والتغلب عليها:

التعرف على الصدمة

يجب أن يعترف البالغ بتجربة الطفولة هذه على أنها صدمة، وهي الخطوة الأولى للتأقلم مع كيفية تأثير هذه الأزمة عليهم  وتقبّل ذلك، ما يساهم في إعطاء معنى خاص لمشاكلهم الحالية وفهم معاناتهم.

كن صبورًا مع نفسك

يمكن أن يكون النقد الذاتي والشعور بالذنب شائعين جدًا عند البالغين الذين عاشوا طفولة مؤلمة، لذا يتساءل بعض الناس عن سبب تصرفهم بهذه الطريقة، وإذا كان بإمكانهم التعامل معها بطريقة أفضل، وقد تؤدي أنماط التفكير هذه إلى المزيد من اليأس والإحباط.

يكمن الحل في التريث والتفكير بأنك لست مسؤولًا عما حدث، ولا عن الندبة التي تركتها أزمات الطفولة وتحاول جاهدًا الشفاء منها. من المهم أن تأخذ الوقت الكافي للشفاء بشكل صحيح، مثل جميع الجروح التي قد يتعرض لها الإنسان، عليك أن تكون صبورًا ومحبًا، وتعامل مع نفسك كما لو كنت لها أفضل صديق.

طلب المساعدة عند اللزوم

يكمن دور العائلة والأصدقاء في الحصول على الدعم العاطفي والتفاهم من خلال الاستماع لما تشعر به واستيعاب هذه المشاعر، فغالبًا ما يشعر المرء الذي يعاني من أزمات الطفولة بالوحدة والعزلة؛ لذا يشعر بأن لا أحد سيفهمه أو يتعاطف معه، لكن يمكن للعائلة والأصدقاء في الواقع أن يصبحوا نظام دعم كبير إذا تم منحهم الفرصة. 

من المهم  أيضًا عدم إهمال أهمية طلب المساعدة من طبيب أو معالج نفسي متخصص، للتخلص من أزمات الطفولة النفسية، حيث يساهم معالجك في شفاء هذه الجروح العميقة لتحسين علاقاتك العامة، وتحديد الأنماط غير الصحية وآليات التأقلم معها، وتحسين صحتك النفسية عبر طرق العلاج النفسي الفعالة المختلفة.

ما هو دور العلاج النفسي في تجاوز أزمات الطفولة؟

قد تسبب الأحداث المؤلمة التي تحدث في الطفولة أثرًا كبيرًا على حياة البالغين، لا يعتبر إنكار هذه الذكريات مع مرور الوقت، ومحاولة دفنها كما لو أنها لم تحدث أبدًا ألية تأقلم صحية.

تساعد العديد من أنواع العلاج النفسي في تدبير أزمات الطفولة، حيث نشرت مقالة بحثية (Rolfsnes, 2011) تناولت 19 دراسة أجريت في 9 دول عن فعالية أنواع العلاج النفسي في تخفيف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وأشارت النتائج إلى تأثير متوسط أو كبير بتقليل الأعراض، وبيّن الباحثون أهمية برامج التدخل داخل المدرسة في مساعدة الأطفال والمراهقين على تجاوز الأحداث المؤلمة بطفولتهم، ومن أنواع العلاج النفسي التي تساعد على علاج أزمات الطفولة:

1- العلاج السلوكي المعرفي

يهدف هذا النهج في العلاج إلى إيجاد صلة بين السلوكيات والأفكار والمشاعر، ويركز العلاج السلوكي المعرفي على المشاكل والأعراض الحالية للشخص. ترتبط الأفكار والمشاعر بسلوك الفرد، حيث تؤدي إلى تطوير أنماط سلوكية خاطئة في الحياة اليومية، مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية، وبالتالي يساعد العلاج السلوكي المعرفي في الحصول على نمط تفكير صحي ومتوازن.

2- العلاج النفسي الديناميكي

يختلف هذا النوع عن العلاج السلوكي المعرفي، ويركز على حالة اللاوعي وفهم معنى الصدمة وأين يكون الفرد عالقًا داخلها. يركز المعالج النفسي على تأثير الأزمة على الشخص وعلاقاته، ويشمل التأكيد على تجارب الطفولة وحياته الاجتماعية. من خلال هذه الممارسة يمكن فهم آليات التأقلم التي تلعب دورًا إيجابيًا في حياته.

3- العلاج بالتعرض

يستخدم هذا النوع عند علاج اضطراب ما بعد الصدمة، وهو فعال ومثالي في معالجة أزمات الطفولة، يمكن أن يشمل العلاج التعرض للمخاوف في الواقع أو من خلال تخيّل هذه الأحداث أو المشاركة بينها، ويهدف مع كلا النوعين من التمارين إلى تقليل الأعراض السلبية والتعامل مع الصدمة بطريقة صحية وغير ضارة.

تعتبر الطفولة فترة حساسة جدًا في حياة الإنسان؛ لذلك من المهم عدم الاستخفاف بأثر الماضي على الحاضر والمستقبل، يمكن تشبيه أزمات الطفولة بالجرح الذي لم يلتئم بشكل صحيح، ويتطلب علاجها والتخلص منها مزيدًا من الجهد والاهتمام والتفكير.

الدراسات:

Rolfsnes ES, Idsoe T. School-based intervention programs for PTSD symptoms: a review and meta-analysis. J Trauma Stress. 2011 Apr;24(2):155-65. doi: 10.1002/jts.20622. Epub 2011 Mar 18. PMID: 21425191. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/21425191/

Horwitz AV, Widom CS, McLaughlin J, White HR. The impact of childhood abuse and neglect on adult mental health: a prospective study. J Health Soc Behav. 2001 Jun;42(2):184-201. PMID: 11467252. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/11467252/

غالبًا ما يتمتع الأطفال بالمرونة الكافية التي تمنحهم القدرة على تجاوز أي موقف صعب يمرون به، ومع ذلك قد تؤثر الكثير من التجارب المؤلمة التي تحدث خلال مرحلة الطفولة على صحة الطفل الجسدية والنفسية فيما بعد، وقد يستمر تأثيرها لسنوات طويلة، ولذا يمكن أن يكون علاج أزمات الطفولة وحل المشكلات الأسرية أدوات مفيدة في شفاء الطفل الموجود داخل كل شخص فينا. ما هي أزمات الطفولة النفسية؟ تحدث أزمات الطفولة النفسية عندما يتعرض الأطفال لأحداث قاسية أو مؤلمة عاطفيًا، ويمكن أن تشمل أحداثًا مثل: خطر الوفاة أو الإصابات الخطيرة، وقد تنجم هذه الأزمات النفسية عن تراكم الصدمات والأحداث التي يتعرض لها الشخص خلال طفولته، وتشمل التعرض لصدمة مباشرة أو مشاهدة صدمة تحدث أمامه أو التعرض لحدث مؤلم لفترة زمنية طويلة. تشمل الأنواع الشائعة من أزمات الطفولة عند الأطفال: إساءة معاملة الأطفال. التنمر والتعرض للعنف المنزلي. العنف المجتمعي. الكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والأعاصير. يمكن أن تؤدي هذه الصدمات إلى ضائقة نفسية، وربما تتطور إلى اضطرابات نفسية مثل: اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)....

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
888

Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

مختصين مقترحين لمساعدتك
Share the article
Your impression of the article
Very useful
4
Useful
2
Normal
-
Not useful
2
لماذا عليك الحفاظ على أمان العلاقة مع شريكك؟
Next article

لماذا عليك الحفاظ على أمان العلاقة مع شريكك؟

كيف أساعد شريكي المصاب بصدمة؟
Previous article

كيف أساعد شريكي المصاب بصدمة؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
Related articles
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟