كيف يساهم التطوع والعمل التطوعي في مساعدة الآخرين وتحسين صحتك النفسية؟
تخصيص الوقت في التطوع يعني قضاء الوقت بطريقة بناءة ما يعطي شعورًا بالارتياح، ويتطوع الناس لأسباب مختلفة، مثل: استكشاف المواهب وصقل المهارات والبقاء نشيطًا بعد التقاعد ومقابلة أشخاص جدد وخدمة مجتمعاتهم، ومع ذلك يشترك جميع المتطوعين في رغبة مشتركة هي تحسين صحة ورفاهية الناس في مجتمعاتهم.
ما هو العمل التطوعي ولماذا هو مهم؟
عندما تتطوع تمنح وقتك بحرية دون توقع أي تعويض، إذ يستمتع الكثير من الناس بالمساعدة في مجتمعهم، ويمكن أن يكون هذا التطوع في مكان العمل أو من خلال العديد من المؤسسات الخيرية والمنظمات الخيرية عبر الإنترنت.
أحد أهم أسباب تطوع الناس هو الإيثار الذي يركز على التصرف بدافع الاهتمام بسعادة الآخرين ورفاهيتهم حتى لو كان ذلك بتكلفة، حيث يضع البشر أنفسهم مكان الآخرين الذين يواجهون صعوبات وغالبًا ما يريدون المساعدة مدفوعين بالتعاطف.
يتيح لك التطوع الشعور بأنك جزء من شيء أعظم من نفسك، وقد يعني ذلك أن تكون جزءًا من تعليم الأطفال أو تحسين البيئة أو غيرها من المجالات. عندما تتطوع فإنك لا تشعر بالوحدة أو العزلة، وأيضًا يتشتت انتباهك عن القلق بشأن معاركك في الحياة وتكتسب منظورًا جديدًا، وتستطيع من خلال التطوع المساهمة بشكل إيجابي في العالم.
فوائد التطوع والعمل التطوعي أو مساعدة الآخرين على الصحة النفسية
غالبًا ما يطلق علماء النفس على السلوكيات التي تساعد الآخرين السلوكيات المؤيدة للمجتمع، ومساعدة قضية عظيمة هو سلوك مؤيد للمجتمع يمكن أن يرفع من مزاجك ويؤثر أيضًا على صحتك بطرق لا تعد ولا تحصى.
1- يساعد التطوع في مواجهة آثار التوتر والغضب والقلق
يمكن أن يؤثر التواصل الاجتماعي أثناء مساعدة الآخرين والعمل معهم تأثيرًا عميقًا على صحتك النفسية العامة، إذ أنه لا شيء يخفف التوتر أفضل من الاتصال الهادف بشخص آخر، كما ثبت أن العمل مع الحيوانات الأليفة والحيوانات الأخرى يحسن الحالة المزاجية ويقلل من التوتر والقلق.
2- يقلل التطوع من الاكتئاب
التطوع يكافح الاكتئاب ويقلل الإصابة به ويبقيك على اتصال منتظم بالآخرين ويساعدك على تطوير نظام دعم قوي، والذي بدوره يحميك من الاكتئاب، وقد أظهرت إحدى الدراسات (2003 .Musick et al) أن التطوع يخفض مستويات الاكتئاب لمن هم فوق 65 عامًا، لذلك فإن التطوع مفيد لكبار السن أيضًا.
3- يمنحك التطوع الشعور بالرضا
العطاء حقًا يجعلك تشعر بالرضا، إذ يطلق جسمك الإندورفين الذي يُعتبر مسكن الألم الطبيعي للدماغ، وعندما تتطوع أو تفعل شيئًا تستمتع به يخلق الإندورفين إحساسًا بالرفاهية.
4- يعزز التطوع سعادتك
يمكن أن تزيد الأنشطة الممتعة وذات المغزى (مثل مساعدة الآخرين) من سعادتك، إذ توفر مساعدة الآخرين متعة هائلة، فالعطاء أحد سمات البشر وكلما قدموا المزيد كلما شعروا بالسعادة، وقد وجد الباحثون في a study نُشرت في مجلة السعادة (Lawton et al. 2021) بعنوان (هل التطوع يجعلنا أكثر سعادة، أم أن الأشخاص الأكثر سعادة أكثر عرضة للتطوع؟) أن الأشخاص الذين يتطوعون أكثر سعادة من أولئك الذين لا يتطوعون.
وجد العلماء باستخدام بيانات نحو 70 ألف مشارك في المملكة المتحدة، أنه مقارنة بالمشاركين الذين لم يتطوعوا، فإن أولئك الذين تطوعوا في العام الماضي كانوا أكثر رضا عن حياتهم، وكانت صحتهم العامة أفضل أيضًا، بالإضافة إلى نتيجة أخرى للدراسة؛ أن الأشخاص الذين تطوعوا مرة واحدة على الأقل في الشهر أبلغوا عن صحة نفسية أفضل من أولئك الذين نادرًا ما تطوعوا أو لم يتطوعوا على الإطلاق.
5- يزيد التطوع الثقة بالنفس
عندما تفعل الخير للآخرين والمجتمع تشعر بالإنجاز، ويمكن أن يمنحك دورك كمتطوع أيضًا إحساسًا بالفخر والهوية؛ وكلما شعرت بتحسن تجاه نفسك، زادت احتمالية حصولك على رؤية إيجابية لحياتك وأهدافك المستقبلية.
6- يبني التطوع الصداقات والتفاعل الاجتماعي والمشاركة
يزيد العمل التطوعي من المشاركة الاجتماعية التي تعزز صحة الدماغ، ويجعلك أكثر انخراطًا اجتماعيًا، ما يساعد على بناء نظام دعم قائم على المصالح المشتركة، وتتمثل إحدى أفضل الطرق – لتكوين صداقات جديدة وتعزيز العلاقات الحالية- بالمشاركة في نشاط مشترك.
في كثير من الحالات، يتمتع المتطوعون بخلفيات متنوعة، ما يساعد على توسيع شبكتهم الاجتماعية ويسمح لهم بممارسة المهارات الاجتماعية مع الآخرين، بالإضافة إلى أنك عندما تمارس الأنشطة مع الآخرين كالمشي أو أي رياضة أخرى ستشعر بالنشاط وتمارس المزيد من التمارين وتنشغل عن التفكير في مشاكلك لفترة من الوقت وربما تكوّن صداقات جديدة.
يعد وجود أصدقاء أمرًا مهمًا، لأن الأصدقاء يقدمون الدعم العاطفي ويعززون ثقتك بنفسك ويساعدونك على تقليل شعورك بالقلق.
7- يوفر التطوع إحساسًا بالهدف ويعلم مهارات قيمة
العمل الذي يقدمه المتطوعون في الأنشطة اليومية يمنحهم إحساسًا بأن حياتهم لها هدف، خاصة عند إعطاء وقتهم ومواهبهم في المجالات التي يجدونها ذات مغزى، كما أن كبار السن، وخاصة أولئك الذين تقاعدوا أو فقدوا شريكهم يجدون معنى واتجاهًا جديدًا في حياتهم من خلال مساعدة الآخرين، لذلك مهما كان عمرك أو وضع حياتك، يمكن أن يساعدك التطوع في إبعاد عقلك عن مخاوفك ويضيف المزيد من الحماس إلى حياتك.
8- التطوع يجلب المرح والإشباع لحياتك
التطوع طريقة ممتعة وسهلة لاستكشاف اهتماماتك وشغفك، إذ يمكن أن يكون القيام بعمل تطوعي تجده مفيدًا ومثيرًا للاهتمام بمثابة هروب مريح وحيوي من روتين عملك اليومي أو المدرسة أو الالتزامات العائلية، بالإضافة إلى تحفيزك وحثك على الإبداع ومنحك رؤية متجددة يمكن أن تنتقل إلى حياتك الشخصية والمهنية، ويتطوع الكثير من الناس من أجل تخصيص وقت للهوايات خارج العمل أيضًا، ومثال على ذلك: أنك إذا كان عملك مكتبيًا وتحب الخروج في الهواء الطلق فتستطيع التطوع في زراعة الحدائق والأشجار.
بالإضافة إلى فوائد التطوع على الصحة النفسية فإنه يساعد على البقاء بصحة جيدة، وقد وجدت الدراسات (2013 .Okun et al) أن المتطوعين لديهم معدل وفيات أقل من أولئك الذين لا يتطوعون، بالإضافة إلى تقليل أعراض الألم المزمن وخطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم عند كبار السن، مع تحسين مهارات التفكير لديهم.
يمكنك من خلال تحميل تطبيق Labayh التواصل مع أفضل المعالجين ومعرفة المزيد عن فوائد التطوع والمجالات المناسبة لك التي تستطيع أن تتطوع عن طريقها.