يتبلور التكوين النفسي والجسدي للإنسان في مرحلة الطفولة، وتترك الأحداث التي تجري فيها تأثيرات عميقة تستمر طوال الحياة، ومن أهم ما يمكن فعله لتعزيز الصحة النفسية للطفل ودعمها هو زيادة ثقته بنفسه وتقديره لذاته منذ نعومة أظافره، وهذا هو محور حديثنا في موضوعنا هذا.
اقرأ ايضاً: تعزيز ثقة الطفل بنفسه
يمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من النصائح والتوصيات التي سنتعرف عليها في المقال التالي:
1 – عدم المبالغة في المدح والثناء
تأتي الثقة بالنفس عند النجاح في تحقيق مهمة ما بعد الفشل المتكرر، ويبدو واضحًا أن المدح المستمر والمبالغة في الثناء على مختلف الأعمال حتى لو كانت عادية أو من ضمن الواجبات الأساسية للطفل يمكن أن ينعكس سلبًا عليه ويقلل من اندفاعه إلى تجربة وتعلم مهارات جديدة، بسبب اعتقاده بأنّه لم يعد بحاجة إلى التطور والتقدم.
بدلًا من ذلك يجب أن يكون الإطراء والمديح مبنيًا على أساس دقيق، بحيث يُظهر للطفل أهمية الأمر الذي قام به بشكل واقعي بعيدًا عن المبالغة، كما يساعد ذلك في تعليم الطفل على أداء واجباته ومهامه الروتينية مع الشعور بالرضا عن عمله وزيادة ثقته بنفسه.
2 – منح الأطفال فرصة اتخاذ القرارات بأنفسهم
يجب أن تترك للطفل فرصة Decision making بأنفسهم، وذلك وفقًا لعمره وتطوره الفكري والعاطفي، ومن هذه القرارات الخاصة: اختيار نوع الطعام الذي يرغبون في تناوله مع تنبيههم للطعام الصحي وفوائده، أو اختيار الملابس المناسبة لفصل الشتاء أو الصيف، فذلك مثلاً يمكن أن يساعدهم في التعرف على درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة وما يُناسبها من الملابس.
بمجرد أن يشعر الطفل بحرية الاختيار سيتعلم تحمل مسؤولية خياراته، وزيادة ثقته بنفسه لتصحيحها أو اختيار الأفضل في المرات القادمة.
3 – تشجيعه على المشاركة في أعمال المنزل
من المهم أن نعزز شعور احترام الذات عند الأطفال لزيادة ثقتهم بأنفسهم، ولتحقيق ذلك بطريقة سهلة يمكن أن تدفعهم إلى المساعدة في أعمال المنزل مهما كانت أعمارهم، على سبيل المثال: يمكن أن يشاركوا في ترتيب غرفهم أو تحضير الطعام وترتيب المائدة، فهذه الأعمال البسيطة تخلق لديهم شعورًا بالامتنان والأهمية، لكونهم يقومون بأعمال جيدة ويساعدون أهلهم.
4 – منحه الحب والمساندة الدائمة
من المهم أن يشعر طفلك بالحب في مختلف الحالات حتى عندما يفشل أو يخطئ، لأن مشاعر الحب تدفعه إلى تصحيح أخطائه والتفكير بتكرار المحاولة حتى يتمكن من إنجاز أي عمل يبدأ به. يشير خبراء علم النفس إلى أن اقتران مشاعر الحب بشروط أو أعمال محددة يمكن أن تؤثر على ثقة الطفل بنفسه، وتجعله يعتقد بأن والديه يحبونه فقط من أجل أفعاله، وأن هذه المحبة ستزول عندما يتوقف عن أداء مهامه بشكل صحيح.
5 – تشجيعه على ممارسة النشاطات المختلفة
مهما كانت النشاطات التي يفضلها الطفل يجب تشجيعه على ممارستها ومتابعته بشكل دقيق من أجل الالتزام بها، والاستمرار في تطوير مهاراته مهما كان هذا النشاط، على سبيل المثال يمكن أن يميل الطفل إلى ممارسة السباحة أو كرة القدم أو إلى الاهتمام بألعاب الفيديو وغيرها من النشاطات. الهدف من ذلك هو تعليم الطفل الالتزام بالعمل الذي يبدأ به، حتى إتقانه بشكل جيد مهما كان والاستمتاع بلذة النجاح في النهاية.
كيف تعرف أن طفلك يعاني من قلة الثقة بالنفس؟
يُعاني الكثير من الأطفال من نقص الثقة بالنفس، وقد يؤدي ذلك إلى العزلة الاجتماعية والخجل من المشاركة في النشاطات الجماعية أو المبادرة إلى تعلم مهارات جديدة. يمكن أن تشير بعض الصفات إلى قلة ثقة طفلك بنفسه، ومنها:
- الشعور بأنه أقل أهمية من زملائه وأقل كفاءة.
- انتقاد النفس وعدم الرضى عن الأعمال التي يقوم بها.
- التركيز على الفشل والأخطاء بدلًا من التفكير بالنجاحات التي حققها.
- الشك الدائم بقدراته واعتقاده بعدم قدرته على أداء الأعمال بشكل صحيح.
- الخوف من تجربة أشياء جديدة.
ما أهمية الثقة بالنفس عند الأطفال؟
إنّ الأطفال الذين يملكون ثقة عالية بأنفسهم يتمتعون بالعديد من المميزات التي تنعكس إيجابيًا على تطورهم النفسي والعاطفي، ومن أهم هذه الميزات:
- الحماس والسعي الدائم لتحقيق النجاح.
- الافتخار بكل إنجاز يحققونه.
- تقبّل الأخطاء والعمل على تصحيحها.
- امتلاك الشجاعة لإعادة التجربة بعد الفشل.
جميع هذه الصفات تنعكس بشكل إيجابي على أداء الطفل، سواء في المدرسة أو المنزل أو حتى في التعامل مع الأصدقاء والمجتمع.
كيف تعزز احترام الطفل لذاته وثقته بنفسه؟
بالإضافة إلى الطرق السابقة، يمكن أن يساعد تعزيز احترام الذات في زيادة ثقة الطفل بنفسه وبقدراته، حيث تنمو مشاعر احترام الذات لدى الطفل مع نموه عامًا بعد عام نتيجة الأحداث المتتالية، والتي تشمل:
- تعلم أشياء جديدة سواءً من المنزل أو المدرسة.
- تطوير المواهب وتعلم العزف أو الرسم أو ممارسة الرياضة.
- تقديم المساعدة للآخرين.
- ثناء ومديح يتناسب مع العمل أو السلوك الذي يقوم به.
- تحديد أهداف والسعي للوصول إليها.
كيف يساعد العلاج النفسي على رفع الثقة بالنفس؟
تتنوع أساليب ووسائل العلاج النفسي، ويمكن لهذه الأنواع المختلفة أن تساعد في زيادة تقدير الذات وترفع الثقة بالنفس من خلال عدة طرق، إذ يمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يعزز التفكير الإيجابي للشخص ويساعده على التخلص من العلاقات السامة والأشخاص السلبيين، ويزيد من احترامه لذاته وثقته بنفسه، بالإضافة لذلك يخلصك Psychotherapy من الاضطرابات والمشاكل النفسية المختلفة التي تؤثر بشدة على تقدير الذات واحترام النفس.
إنّ تنمية الثقة بالنفس واحترام الذات عند الطفل يمكن أن يساعده على مواجهة مصاعب الحياة في المستقبل، وتدفعه إلى التقدم لتحقيق النجاح في مختلف المجالات، في حال كان طفلك يعاني من مشاكل في ثقته بنفسه وتقديره لذاته يمكنك التواصل مع معالجك النفسي من خلال تطبيق لبيه.
المقالات المقترحه:
اقرأ ايضاً: كيف تساعد الرياضة الأطفال في تعزيز صحتهم النفسية؟
اقرأ ايضاً: كيف أدعم طفلي الذي تعرض للتنمر في المدرسة؟
اقرأ ايضاً: خمس إيجابيات للحفاظ على الصحة النفسية لطفلك
أشهر المختصين:
احجز جلستك الآن: د. حاتم ال زاحم