أخطاء النوم التي تؤثر على صحتك النفسية والجسدية
تؤثر أخطاء النوم بشكلٍ كبيرٍ على الصحة، ومع ذلك غالبًا ما يتم تجاهلها والتقليل من شأنها، وخاصةً في عالمنا اليوم الّذي يوصف بأنه سريع الخُطى ومليء بالأشغال غير المتناهية الّتي تأخذ الكثير من الوقت، نتيجة ذلك يهمل العديد من الأفراد وعادةٌ من غير قصد عادات النّوم المناسبة، فيترتب عليها الكثير من العواقب مثل: ضعف المناعة والتركيز، وانخفاض الإنتاجيّة، وزيادة الشّعور بالتوتر.
يُمكن اتخاذ خطوات استباقية لتحسين جودة النّوم من خلال فهم وتصحيح الأخطاء الشّائعة كتصفح الإنترنت وأوقات النوم غير المنتظمة جميع هذه المشاكل سنتحدث عنها في هذا المقال.
لماذا يُعدّ النوم مهمًا؟
يلعب النّوم دورًا مهمًا في حياة الجميع، ويعتمد كل من مزاج المرء ونفسيته جزئيًا عليه، إذ بعد أن تغفو يعمل جسمك على دعم وظائف المخ السّليمة وصحتك الجسدية، كما أن النوم ضروري جدًا بالنسبة للأطفال والمراهقين فهو يساعد في دعم مرحلتي النمو والتطور لديهم. يؤدي عدم النوم بشكلٍ كافٍ مع مرور الوقت إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحيّة مزمنة، بالإضافة إلى تأثيره على مرافق حياتية مختلفة كالتفكير والتعلم والعمل وردود الأفعال وحتى على الحياة الاجتماعية وطريقة التفاعل مع الآخرين.
تطول تأثيرات النوم أجزاءً مختلفة من أعضاء الجسم وأجهزته وسينعكس ذلك سلبًا في حال ارتكابك أخطاء النوم. إليك أهم الأمور التي عليك معرفتها عن علاقة جسمك بالنوم:
- جهاز الدّوران: ينخفض ضغط الدّم ومعدل ضربات القلب على نحوٍ ملحوظ أثناء النوم، لذلك الأشخاص الّذين لا ينامون جيدًا أو يستيقظون بالليل أكثر عرضة للأمراض الإكليلية، وتطويرهم لأمراض ضغط الدم بالإضافة إلى السكتات الدماغية والبدانة.
- الهرمونات: يصنع الجسم العديد من الهرمونات في أوقات مختلفة من اليوم قد تكون مرتبطة بنمط النوم أو النظم اليوماوي -(يُعرف على أنّه التغيرات الفيزيائية والسّلوكية والعقليّة الّتي يتعرض لها الكائن الحي خلال 24 ساعة)-؛ فمثلًا: يفرز الجسم في الصّباح هرمونات تؤثر في اليقظة كالكورتيزول، يوجد هرمونات أخرى تختلف أوقاتها أثناء التقدم في العمر كالتستوستيرون والاستروجين والبروجسترون وجميعها تفرز بشكل نوبات تزداد هذه النوبات عند اقتراب الطفل من سن البلوغ.
- الاستقلاب: تختلف الطريقة الّتي يتعامل بها جسمك مع الدهون تبعًا للنظم اليوماوي أيضًا، ويؤدي تناول الطعام في أوقات عشوائية للتعامل مع الدهون بطريقة مختلفة، وتبين الدراسات أن عدم أخذ قسط كافٍ من النوم قد يسبب مشاكل متنوعة مثل زيادة مستوى الهرمونات الّتي تتحكم بالجوع، ونقص استجابة أنسجة الجسم للأنسولين، وزيادة تناول الطعام لا سيما الأطعمة المالحة والّتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات.
- جهاز المناعة: يعمل جهاز المناعة بأوقاتٍ مختلفةٍ، فعلى سبيل المثال: ينشط نوع من الخلايا المناعية بشكلٍ كبيرٍ أثناء النوم، لذلك يكون الأشخاص الّذين يفتقرون للنوم أكثر عرضةً للإصابة بنزلات البرد وغيرها من الأمراض الأخرى.
ما هي أكثر أخطاء النوم شيوعًا؟
تؤثر الكثير من العوامل على جودة النوم، فكل من ضغوط العمل والمسؤوليات الأسرية والأمراض لها نصيبها الخاص؛ ومنها ما لا يستطيع الشّخص تغييرها أحيانًا فيضطر للتعايش والتأقلم معها، على الرّغم من ذلك يمكن بناء عادات يتفادى بها أخطاء النوم؛ من أهمّ الأخطاء الّتي عليك أن تتجنبها ما يلي:
- عدم الالتزام بمواعيد نوم محددة: يجب تخصيص ما لا يقل عن 7 ساعات، فهذه هي المدة الموصى بها للشخص البالغ، وفي الأحوال الطبيعيّة لا يحتاج أكثر من 8 ساعات نوم ليشعر بالرّاحة، بالإضافة لذلك لا بد من الذّهاب إلى الفراش والاستيقاظ بنفس الوقت كل يوم لتعزيز روتين النوم الخاص بكل فرد. في حال لم تتمكن من أن تغفو في غضون 20 دقيقة غادر غرفة نومك وافعل شيئًا مريحًا كالقراءة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- عدم الاهتمام بالأكل والشرب: لا تنم جائعًا ولا مفرطًا بالأكل، وعلى وجه الخصوص تجنب الوجبات الثّقيلة، وأيضًا يجب أخذ الحيطة من النيكوتين والكافيين لأن تأثيرهما المنشط يستغرق عدة ساعات حتى يزول.
- استعمال الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: ينبعث الضوء الأزرق من شاشات الأجهزة الإلكترونية، وهو يؤثر على هرمون الميلاتونين الّذي له علاقة وثيقة بتنظيم النوم؛ لا يقتصر الأمر على الضوء الأزرق فحسب إذ يمكن أن يكون المحتوى الّذي يتصفحه المرء محفزًا، مما يصعّب من قدرته على الاسترخاء.
- أخذ الكثير من القيلولات في اليوم: يمكن أن تتدخل القيلولات في النّهار مع النوم في اللّيل؛ لذلك يُفضل حد مدة القيلولة إلى أقل من ساعة وتجنب أخذها في وقت متأخر من اليوم.
- النوم في بيئة غير مريحة: حافظ على برودة وهدوء غرفة نومك وحاول أن تحد من مصادر الضوء فيها قدر المستطاع، علاوةٌ على ذلك يجب الأخذ بالحسبان فراش السرير والوسائد التي تلعب دورًا كبيرًا في الراحة أثناء النوم.
- النّشاط الفيزيائي والبدني: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على النوم بسهولةٍ ليلًا، ولكن من الضروري القيام بها بوقت مبكر وبعيد نسبيًا عن موعد النوم.
تقييم النتائج بعد التغلّب على أخطاء النوم
لا يكفي النوم لمدة 7 ساعات فقط بل يجب أيضًا الانتباه إلى جودة النوم، ففي بعض الأحيان وعلى الرّغم من تفاديك جميع أخطاء النوم المذكورة أعلاه وأخذ القسط الكافي من الرّاحة ستشعر بالتعب، ويعود ذلك لبعض المشاكل الّتي تحصل أثناء النوم، ومن علامات هذه المشاكل الشعور بالنعاس والتعب على مدار اليوم
بالإضافة إلى ذلك قد تستيقظ مرارًا وتكرارًا مما يستدعي الشك باضطرابات النوم الّتي من أعراضها الشّخير والحاجة إلى التقاط الأنفاس، هنا من الضروري إعلام طبيبك الخاص بهذه المشاكل ليرشدك نحو العلاج المناسب.
إذا كنت تعاني من مشاكل النوم جرب تجنب الأخطاء التي تحدثنا عنها في هذا المقال، وفي حال استمرت هذه المشاكل ولم تستطع التغلب عليها، لا تتردد باستشارة مختصي لبيه لإرشادك إلى أفضل الطرق التي تساعدك على النوم بشكل أفضل.