يعد الجنس جزءًا مهمًا في حياة العديد من الأفراد، مما يجعل من الصعب التعامل مع الاضطرابات الجنسية أو الحديث عنها، والتي  قد تؤثر بدورها على أي مرحلة من مراحل دورة الاستجابة الجنسية، إذ تشير الأبحاث إلى أن هذه الاضطرابات شائعة جدًا ومعظم الناس لا يحبون التكلم عنها متجاهلين خيارات العلاج المتوفرة.

ما هي دورة الاستجابة الجنسية؟

تعرّف دورة الاستجابة الجنسية بأنها سلسلة التغيرات الجسدية والنفسية التي تحدث عندما يصبح الشخص مثارًا جنسيًا ويشارك في أنشطة جنسية، وقد يكون ضروريًا عند البعض معرفة كيف يستجيب الجسم خلال المراحل الأربع للدورة إما لتعزيز علاقتهم مع شركائهم أو لمساعدتهم في تحديد أسباب الاضطرابات الجنسية. إن المراحل الأربع هي: الإثارة، والهضبة، والنشوة الجنسية أو هزة الجماع، والاسترخاء.

• مرحلة الإثارة: يستعد الجسم للنشاط الجنسي عن طريق شد العضلات وزيادة معدل التنفس وضربات القلب وتتصلب الأعضاء الجنسية عند الذكور والإناث بشكل عام. تستمر هذه المرحلة من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
• مرحلة الهضبة: تزداد شدة الأعراض التي بدأت في مرحلة الإثارة، وقد تبدأ تقلصات العضلات في اليدين والقدمين والوجه.
• مرحلة النشوة الجنسية: تعد هذه المرحلة ذروة دورة الاستجابة الجنسية وأقصرها إذ تستمر عمومًا لبضع ثوانٍ فقط؛ ما يميزها هو: بدء التقلصات العضلية اللاإرادية، ووصول ضغط الدم ومعدل التنفس إلى أعلى مستوى، وتشنج عضلات القدمين، وقد يظهر طفح جلدي. عند النساء تتقلص عضلات المهبل ويخضع الرحم لانقباضات إيقاعية، أما عند الرجال تحدث تقلصات في قاعدة القضيب تؤدي إلى قذف السائل المنوي.
• مرحلة الاسترخاء: تعود العلامات الحيوية في الجسم إلى مستوياتها الطبيعية، ويزول انتصاب الأعضاء التناسلية وتعود إلى لونها وحجمها السابقين. تتميز هذه المرحلة بإحساس عام بالرفاهية وتعزيزها لمشاعر الحميمة والمودة، بالإضافة إلى التعب. بعض النساء قادرات على العودة السريعة إلى مرحلة النشوة الجنسية مع المزيد من التحفيز الجنسي بينما يحتاج الرجال إلى وقت للتعافي بعد النشوة (تعرف هذه المدة الزمنية باسم دور الجموح أو الحران Refractory Period)، لا يستطيع الرجل خلالها الشعور بالإثارة الجنسية من جديد، الجدير بالذكر أن هذه الفترة تختلف بين الرجال وعادةً ما تطول مع التقدم بالعمر.

ما الذي يسبب الاضطرابات الجنسية؟

تؤدي العديد من الأمور إلى خلل وظيفي جنسي وفي بعض الأحيان تجتمع الأسباب، أهم الأسباب الشائعة للاضطرابات الجنسية هي:

• القلق.
• التوتر والخوف من الجنس.
• الكحول والتبغ وبعض الأدوية والمخدرات.
• مستويات الهرمونات.
• الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب.
• الاعتداء الجنسي والصدمات النفسية.
• مشاكل في العلاقة.
• انقطاع الطمث (سن اليأس).
• الحمل والولادة والإرضاع.

ما هي أهم الاضطرابات الجنسية؟

يمكن أن تصيب الاضطرابات الجنسية جميع الأعمار لكنها أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا لأنها غالبًا ما ترتبط بتدهور الصحة المرتبط بالشيخوخة. أما بالنسبة لأهم الاضطرابات الجنسية فهي كالآتي:

ضعف الانتصاب

يعرف ضعف الانتصاب على أنه عدم  حدوث الانتصاب في القضيب أو عدم الحفاظ عليه بما يكفي لممارسة الجنس. إن مواجهة مشاكل في الانتصاب من فترة لأخرى ليس مدعاة للقلق، لكن إن كان مشكلة مستمرة يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية والثقة بالنفس والعلاقات العاطفية. كما قد يشير إلى حالة صحية تحتاج للرعاية والاهتمام الطبي كالأمراض القلبية.

التقدم في السن هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب، ولكن ليس كل كبار السن مصابين به، والبعض منهم يحتاجون للتمسيد ليحدث الانتصاب. بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرت أعلاه، يوجد بعض الأسباب الأخرى التي من الممكن أن تؤدي إلى ضعف الانتصاب مثل: 

• التصلب العصيدي وتصلب الشرايين.
• الأمراض الكلوية والكبدية المزمنة.
• داء السكري.
• ارتفاع الضغط.
• التستوستيرون المنخفض.

أما بالنسبة لعلاج ضعف الانتصاب فتتوفر الخيارات الآتية:

• بعض الأدوية مثل: سيلدينافيل.
• مضخة القضيب.
• التكلم مع المختصين النفسيين مثل الموجودين في منصة لبيه.
• الجراحات التي تعد الخيار الأخير في حال فشل الطرق السابقة.

سرعة القذف

تصنف المشكلة على أنها سرعة قذف عندما يقذف الرجل السائل المنوي بشكل أسرع مما يجب أثناء ممارسة الجنس. تعد سرعة القذف واحدة من أشيع المشاكل ومن الممكن أن تحدث من فترة لأخرى، ولكن لتعالج كاضطراب يجب أن تحدث الأمور التالية دائمًا أو في كل مرة تقريبًا:

• القذف في فترة لا تتجاوز الدقيقة والثلاث دقائق بعد الإيلاج.
• عدم القدرة على تأخير القذف أثناء ممارسة الجنس.
• الشعور بالانزعاج والإحباط وتجنب العلاقات الجنسية نتيجة ذلك.

السبب الدقيق لسرعة القذف غير معروف بعد، كان يعتقد في الماضي بأن السبب ورائها هو نفسي فقط، ولكن اليوم يعلم مقدمو الرعاية الصحية بأنه ناتج عن تفاعل العوامل النفسية (مثل: الاعتداء الجنسي، أو القلق، أو عدم الثقة بالنفس، أو مشاعر الذنب) مع العوامل الفيزيولوجية (مثل: اضطرابات الهرمونات، أو مشاكل بالبروستات والإحليل، أو عوامل وراثية)، ومن الممكن أن يلعب ضعف الانتصاب دورًا في ذلك. 

يوجد عدة علاجات لسرعة القذف منها ما يجب القيام به بشكل مستمر مثل: 

• تمارين قاع الحوض أو المعروفة باسم تمارين كيغل: للقيام بهذه التمارين على الشخص تخيل نفسه بأنه يمنع نفسه من التبول من خلال شد العضلات المسؤولة عن تلك العملية لبضع ثوانٍ. يجب القيام ب 3 مجموعات (sets) و 10 عدات (reps) يوميًا.
• أسلوب التوقف المؤقت والضغط: أثناء ممارسة الجنس وعندما يشعر الشخص بأنه على وشك القذف يجب التوقف عن تمسيد القضيب أو ممارسة الجنس والضغط على طرف القضيب عند نقطة التقاء الحشفة بجسم القضيب حتى زوال الرغبة بالقذف، والتكرار عند الحاجة. تتطلب هذه الخطوة الكثير من التدريب ومن الضروري إخبار الشريك قبل القيام بها.
• التكلم مع الشريك حيال الموضوع.

العجز الجنسي 

يعد العجز الجنسي واحد من أكثر الاضطرابات شيوعًا عند النساء، الجدير بالذكر أن معظم النساء لا تشعر بالنشوة الجنسية من الجنس المهبلي وحده، وما يشير له هذا الاضطراب هو الصعوبة العامة للمرأة أو عدم القدرة على الشعور بالنشوة الجنسية بشكلٍ عام. يُشخص هذا الاضطراب عندما يسبب ضائقة كبيرة وعمومًا عند غياب العوامل الخارجية مثل: المشاكل في العلاقة، وعنف الشريك، وغيرها من الأمور المؤثرة نفسيًا. أهم الأسباب هي:

• مشاكل في التروية الدموية أو التعصيب في الأعضاء الجنسية.
• سن انقطاع الطمث.
• الاعتداء الجنسي.
• الحمل والولادة والإرضاع.
• الشعور بالذنب أو الإحراج عند ممارسة الجنس.
• بعض المعتقدات الخاصة.

أهم العلاجات:

• تمارين كيغل.
• التثقيف حول الجنس والصحة الجنسية.
• التكلم مع الشريك وإخباره بالرغبات الجنسية.
• استعمال المزلقات والمرطبات.
• استشارة المختصين النفسيين والأطباء.

الجماع المؤلم 

الجماع المؤلم أو عسر الجماع، يحدث عندما يوجد ألم في المنطقة التناسلية قبل أو أثناء أو بعد ممارسة الجنس، ومن الضروري التكلم مع طبيب أو مختص عند الشعور بالألم من الجنس المهبلي. أهم أعراض هذا الاضطراب هي:

• ألم ناتج عن الإيلاج.
• ألم ناتج عن أي شيء يدخل إلى المهبل.
• ألم نابض يستمر بعد ساعات من ممارسة الجنس.
• ألم حارق.

أما بالنسبة للأسباب فهي كالآتي:

• التزليق غير الكافي: يحدث نتيجة عدم المداعبة بشكلٍ كافٍ أو بسبب انخفاض مستويات الاستروجين أو بسبب الولادة والإرضاع، بالإضافة إلى بعض الأدوية.
• التشنج المهبلي: تشنجات في عضلات جدار المهبل مما يجعل الإيلاج مؤلمًا
• إصابات جسدية سابقة نتيجة عمل جراحي.
• التهاب أو عدوى أو اضطراب في الجلد.
• بعض المشاكل النفسية.

أهم العلاجات:

• العلاجات بإزالة الحساسية: يجري عن طريق تعلم تمارين للاسترخاء المهبلي التي يمكن أن تقلل من الألم.
• الاستشارة الطبية.
• الأدوية.

لا يجب الخجل أو التهرب من التحدث عن الاضطرابات الجنسية سواء مع مختص أو مع الشريك، إذ يعاني الكثير من الناس من هذه الاضطرابات وهي تؤثر على حياة الشخص وعلاقاته، وتلقي العلاج والمساعدة ضروري لحياة جنسية ونفسية سليمة.

المصادر: 1 2 3