احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

كيف تتخلص من الخوف والوسواس؟

تنتشر الاضطرابات النفسية كثيرًا في المجتمعات وتؤثر على سلوك الأشخاص وأفعالهم وتتدخل في نشاطاتهم اليومية لتصبح جزءًا من حياتهم لا يمكنهم السيطرة عليه، وفي هذا المقال سنتحدث عن نوعين من الاضطرابات النفسية الخوف والوسواس وعلاقتهما ببعضهما.

ما هو الخوف؟

الخوف هو استجابة طبيعية لبعض المواقف الخطرة والتي تسبب لنا أذىً جسديّ أو نفسيّ، وبالرغم من أنه غالبًا ما ينبع من تهديدات حقيقة لكنه قد ينشأ أحيانًا من تهديدات تخيليّة ويسبب شعورًا بالضيق والاضطراب خاصة عندما يكون شديدًا وغير متناسبًا مع التهديد الفعلي. كما تسبب بعض المخاوف أعراضًا جسدية مثل: الدوار والغثيان والقشعريرة وجفاف الفم، وألم في الصدر وتسارع ضربات القلب، بالإضافة إلى التعرق والرجفان واضطراب في المعدة.

وبالرغم من أننا جميعًا نملك أسبابًا غير منطقية للشعور بالخوف مثل: الخوف من العناكب أو من الأحداث المستقبلية والكوارث الطبيعية، ومعظم الأحيان تكون هذه المخاوف ثانوية ولا تؤثر علينا كثيرًا، لكن عندما تصبح شديدة وتسبب قلقًا كبيرًا تتحول عندها إلى ما يسمى الفوبيا.

الفوبيا هي خوف كبير من حدث لا يسبب لك أذىً كبيرًا في الحقيقة مثل: فوبيا الأماكن المغلقة وفوبيا المرتفعات وفوبيا الحشرات، وبالرغم من أنها غالبًا ما تبدأ منذ الطفولة إلا أنها قد تحدث في أي مرحلة عمرية. 

وجدت دراسة (Witthauer et al., 2016) أن الفوبيا من أكثر اضطرابات القلق المنتشرة في المجتمع وتسبب شعورًا بالضيق والتوتر، وقد تؤدي إلى تغيبك عن العمل، بالإضافة إلى أنها تزيد التفكير بالانتحار، وتعد أحد عوامل الخطورة للإصابة بأمراض نفسية مثل: الاكتئاب واضطراب القلق.

ما هو الوسواس؟

أما الوسواس فهو فكرة متكررة عن شيء أو شخص ما موجودة دائمًا في ذهن الشخص وتتكرر في حياته اليومية كأفكار أو أحلام أو تخيلات، وقد يكون حدثًا عابرًا أو اهتمامًا طويل الأمد، وقد تنتج عن تجارب غير مريحة. 

على الرغم من أن العلماء ما زالوا يتناقشون حول أصول الهواجس في العقل البشري، إلا أنه توجد بعض الفرضيات حول أسبابها، فالكثير من الأشخاص الذين يعانون منها يظهرون استعدادًا وراثيًا لها، وهناك أفكار أخرى توضح بأنها قد تكون شيئًا نرثه من حمضنا النووي، ويعتقد خبراء آخرين أن الاختلافات الكيميائية الموجودة داخل أدمغة بعض الأشخاص تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بها، كما تمتلك العوامل البيئية والظروف المحيطة بك دورًا كبيرًا في ذلك خاصة إذا كنت تتعرض يوميًّا إلى مستويات عالية من التوتر.

ما العلاقة بين الخوف والوسواس؟

يعتبر الخوف عنصرًا أساسيًّا لكل اضطرابات القلق والوسواس القهري؛ إذ يكون الخوف في اضطرابات الوسواس شديدًا لدرجة أن الجهاز العصبي المركزي سيكرر الهواجس كطريقة للتعامل مع التوتر، وفي بعض الحالات تصبح الأفعال القهرية شبه تلقائية إلى درجة يشعر فيها الشخص بحاجة ملحة للقيام بعمل معين دون ملاحظة القلق أو التفكير الوسواسي الذي سبق هذا الفعل.

 بينت دراسة (Fernandez et al., 2021) أن المعتقدات الذاتية المخيفة مرتبطة بالوسواس القهري إذ كان للخوف من هوية الشخص أو من سيصبح عليه تأثيرًا على أعراض الوسواس، وسيتضح للمريض في أثناء العملية العلاجية كيف تشكلت شخصيته وفقًا للخوف الذي عاشه في حياته دون أن يدرك أو يلاحظ ذلك.

كيف تتخلص من الخوف والوسواس؟

مهما كان السبب الذي يسبب لك حالة الخوف أو الوسواس، هناك بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع قلقك وخوفك اليومي:

  • اعترف بأفكارك بدلًا من تجاهلها وقمعها، فالاعتراف بها لا يعني أن عليك أن تفكر فيها، كما أن قمعها يجعلها أسوأ؛ لذا بدلًا من كبحها وتجنبها حاول تقبلها والمضي قدمًا، فإذا تمكنت من تقليل التوتر الذي تسببه لك هذه الأفكار يقل تأثيرها الكبير على حياتك.
  • مارس التأمل وتمارين اليقظة الذهنية، فهي تساعدك على قبول الأفكار السلبية والمشاعر الصعبة والتحكم بها، فبحسب دراسة (Pozuelos et al., 2019) يؤدي التأمل إلى تغييرات إيجابية في الأداء المعرفي والعاطفي، ويساعد في دعم السلوكيات المتعلقة بالصحة والتي ترتبط بالعجز عن السيطرة على الاندفاع مثل: الإفراط في تناول الطعام؛ لذا امنح نفسك بضع دقائق للتأمل عندما تظهر لك أفكار سلبية وتنفس بعمق وركز على أنفاسك وتقبل أفكارك دون حكم مسبق عليها.
  • ابحث عن طرق لإلهاء نفسك عندما لا تتمكن من إيقاف الأفكار السلبية، فالتغييرات البسيطة مثل: تغيير بيئتك أو البدء بنشاط جديد أو الاتصال بصديق أو مشاهدة برنامج تلفزيوني أو الاستماع للأغاني المفضلة تساعدك على التخلص من التفكير السلبي وتوجيه عقلك للتفكير بإيجابية وتفاؤل أكبر.
  • واجه مخاوفك وحاول أن تتخيل أسوأ ما قد يحدث، فمواجهة الخوف يؤدي إلى هربه وتلاشيه وتجنبه يجعله أكثر رعبًا وقربًا منك، لذا إذا شعرت بالذعر يومًا عند ركوب المصعد مثلًا، عد إليه ثانية في اليوم التالي وستجد نفسك أقوى من قبل.
  • اطلب المساعدة من اختصاصي فهو سيساعدك في فهم الأسباب وراء هذه الأفكار غير المرغوب بها، والتي قد تكون أعراضًا لحالة نفسية مثل: الاكتئاب أو القلق. كما أنه يعطيك بعض الطرق لتطوير آليات التكيف لتتحكم في هذه الأفكار وتمنعها من السيطرة على حياتك، لذا لا تتردد في طلب المساعدة من طبيبك على موقع لبيه وهو سيؤمن لك الخطة العلاجية المناسبة لحالتك.

تأكد دائمًا بأن شعور الخوف وغيره هي مشاعر طبيعية تعيشها يوميًّا كرد فعل لما يحدث معك، لكن عندما تزداد عن حدها قد يصبح تأثيرها كارثيًّا، لذا انتبه إلى صحتك النفسية جيدًا.

المراجع

1- Witthauer C, et al. Associations of Specific Phobia and Its Subtypes with Physical Diseases: An Adult Community Study. BMC Psychiatry. 2016. https://doi.org/10.1186/s12888-016-0863-0.

2- Fernandez S, et al. Feared self and dimensions of obsessive compulsive symptoms: Sexual orientation-obsessions, relationship obsessions, and general OCD symptoms. Journal of Obsessive-Compulsive and Related  Disorders.2021. https://doi.org/10.1016/j.jocrd.2020.100608.

3- Pozuelos J.P, Malinowski P. Meditation. Progress in Brain Research. 2019.

تنتشر الاضطرابات النفسية كثيرًا في المجتمعات وتؤثر على سلوك الأشخاص وأفعالهم وتتدخل في نشاطاتهم اليومية لتصبح جزءًا من حياتهم لا يمكنهم السيطرة عليه، وفي هذا المقال سنتحدث عن نوعين من الاضطرابات النفسية الخوف والوسواس وعلاقتهما ببعضهما. ما هو الخوف؟ الخوف هو استجابة طبيعية لبعض المواقف الخطرة والتي تسبب لنا أذىً جسديّ أو نفسيّ، وبالرغم من أنه غالبًا ما ينبع من تهديدات حقيقة لكنه قد ينشأ أحيانًا من تهديدات تخيليّة ويسبب شعورًا بالضيق والاضطراب خاصة عندما يكون شديدًا وغير متناسبًا مع التهديد الفعلي. كما تسبب بعض المخاوف أعراضًا جسدية مثل: الدوار والغثيان والقشعريرة وجفاف الفم، وألم في الصدر وتسارع ضربات القلب، بالإضافة إلى التعرق والرجفان واضطراب في المعدة. وبالرغم من أننا جميعًا نملك أسبابًا غير منطقية للشعور بالخوف مثل: الخوف من العناكب أو من الأحداث المستقبلية والكوارث الطبيعية، ومعظم الأحيان تكون هذه المخاوف ثانوية ولا تؤثر علينا كثيرًا، لكن عندما تصبح شديدة وتسبب قلقًا كبيرًا تتحول عندها إلى ما يسمى الفوبيا. الفوبيا هي خوف كبير من حدث لا يسبب لك أذىً...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
476

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
2
عادي
-
لم أستفد
1
كيف أتفهم مشاعري؟
المقال التالي

كيف أتفهم مشاعري؟

كيف أحمي طفلي من الأحداث الصادمة؟
المقال السابق

كيف أحمي طفلي من الأحداث الصادمة؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
علاج التفكير السلبي والوسواس وطرق التخلص من الخوف المرضي
علاج التفكير السلبي والوسواس وطرق التخلص من الخوف المرضي
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
هل يمكن أن يشفى الوسواس القهري تلقائيًا مع مرور الوقت ودون أي علاج؟
هل يمكن أن يشفى الوسواس القهري تلقائيًا مع مرور الوقت ودون أي علاج؟
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
علاج الرهاب الاجتماعي وكيفية التخلص منه
علاج الرهاب الاجتماعي وكيفية التخلص منه
دكتور نفسي أون لاين على تطبيق لبيه – تعرف على خطوات تحميل التطبيق
دكتور نفسي أون لاين على تطبيق لبيه – تعرف على خطوات تحميل التطبيق
ما أسباب الأمراض النفسية؟
ما أسباب الأمراض النفسية؟
أعراض نوبات الهلع وعلامات الذعر الليلي وطرق العلاج
أعراض نوبات الهلع وعلامات الذعر الليلي وطرق العلاج