دراسة: طلبة الجامعات أكثر عرضة للاكتئاب.. فما هي أعراض الاكتئاب؟ 

الجامعة هي أكثر الفترات إثارة بالنسبة للعديد من الشباب. ولكن أصبح من الشائع تعرض معظم طلاب الجامعات بعضٍ من اعراض الاكتئاب النفسي والتوتر بسبب التحديات الجديدة التي يتعرضون لها في تلك المرحلة بما فيها من الانتقال بعيدًا عن المنزل و الانخراط في الدراسة، والتكيف مع حياة جديدة.

محاولة التكيف مع كل هذه التغيرات الجديدة قد تسبب لبعض الطلاب الاكتئاب. تظهر الدراسات أن عددًا أكبر من الطلاب في العصر الحديث يواجهون الاكتئاب مقارنةً بالأجيال السابقة. تعرف على الأسباب الشائعة للاكتئاب لدى الطلبة و ما هي أعراضها وكيفية التعامل مع مريض الاكتئاب ومساعدته.

الأسباب الشائعة للاكتئاب لدى طلبة الجامعات

تعتبر منظمة الصحة العالمية (WHO) الاكتئاب من الأسباب الرئيسية للإعاقة على مستوى العالم. حيث يؤثر الاكتئاب على الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس، حتى يومنا هذا لم يستطع فهم أسبابه بشكل كامل. ولكن تم تحديد عدة عوامل قد تسهم في حدوثه، ومن هذه العوامل على سبيل المثال:

• الضغط الأكاديمي: يواجه الطلاب توقعات عالية لتحقيق النجاح الأكاديمي، مما يخلق توترًا وقلقًا مستمرين بشأن الأداء الدراسي والدرجات.
• التغيرات الاجتماعية: الانتقال إلى بيئة جديدة وفقدان دعم الأصدقاء والعائلة قد يؤدي إلى شعور بالوحدة والعزلة، مما يزيد من خطر الاكتئاب. 
•  تغييرات البيئة التعليمية: ذلك يرجع بسبب الانتقال من مدرسة لأخرى أو الانتقال لمرحلة دراسية جديدة.
• الأمور المالية: القلق بشأن تكاليف التعليم العالي، القروض الطلابية، والنفقات اليومية يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للضغط.
• مشكلات التكيف: التعامل مع الحياة الجامعية الجديدة، والتغيرات في الجدول الزمني، وتحمل مسؤوليات جديدة يمكن أن يكون مرهقًا لبعض الطلاب.
• قله النوم: عدم الحصول على قسط كافي من النوم الناتجة عن الدراسة المكثفة والسهر قد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية وتزيد من احتمالية الاكتئاب.
• العلاقات الشخصية: الصعوبات في العلاقات العاطفية أو الصداقات يمكن أن تكون سببًا إضافيًا للشعور بالحزن والاكتئاب.
• التاريخ العائلي للاكتئاب: وجود تاريخ عائلي من الاكتئاب يزيد من خطر إصابة الطالب بالاكتئاب نتيجة للعوامل الوراثية والبيئية المشتركة.
• قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم يمكن أن يسهم في تدهور الحالة النفسية للطلاب.
• التوقعات المستقبلية: القلق حول المستقبل والوظائف يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للتوتر والضغط النفسي.

اعراض الاكتئاب النفسي لدى الطلاب

أعراض الاكتئاب يمكن أن تتفاوت، لكنها تشمل عادة مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر على الحياة اليومية والأداء الأكاديمي والاجتماعي. وفقًا لدراسة أجرتها حكومة الهند، يعاني واحد من كل خمسة هنود من الاكتئاب، مع زيادة ملحوظة في معدلات الاكتئاب بنسبة خمسة بالمئة من السكان. يتجلى هذا من خلال انتشار حالات الانتحار، والحوادث المرتبطة بالتوتر، وقيام الطلاب بإيذاء أنفسهم.

إليك بعض الأعراض الشائعة:

• الشعور المستمر بالحزن: يسود عليهم الشعور الدائم بالحزن، القلق، أو الغضب. قد يكون الطلاب متقلبين عاطفياً أو يبدون غير مبالين.
• فقدان الاهتمام أو المتعة: تراجع الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها من قبل، مثل الأنشطة الاجتماعية، الهوايات، أو الدراسة.
• التغيرات في الشهية: يعانوا من فقدان الشهية أو الأكل المفرط، مما يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الوزن.
• اضطرابات النوم: الأرق أو النوم المفرط.
• التعب وفقدان الطاقة: يشعر الشخص بالإرهاق المستمر وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.

حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم أو يجد الشخص صعوبة في النهوض من السرير وبدء يومه.

• الشعور بالذنب أو عدم تقدير الذات: يشعر الشخص بالذنب بسبب أخطاء غير حقيقية أو تافهة، مما يؤدي إلى إحساس متزايد بعدم الكفاءة. بالإضافة إلى شعور الشخص أنه غير جدير أو أنه غير قادر على تحقيق أي شيء إيجابي، مما يؤدي إلى شعور مستمر بالفشل وعدم الأهمية.

• صعوبة التركيز: ضعف القدرة على الانتباه، والنسيان، وصعوبة اتخاذ القرارات.
• التفكير المتكرر في الموت أو الانتحار: أفكار مُلحة حول الموت أو التخطيط للتخلص من الحياة.
• التغيرات في السلوك: الانسحاب الاجتماعي والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، انخفاض الأداء الأكاديمي، أو فعل سلوكيات خطرة كالتدخين أو شرب الكحوليات.

ما يمكن للوالدين فعله لمساعدة الطلاب؟

غالبًا ما يقلق الوالدان بشأن كيفية تفاعل أبنائهم إذا حاولوا التحدث معهم عن علامات وأعراض الاكتئاب. لكن من الضروري إجراء محادثة حول مخاوفك. كن مباشرًا مع ابنك. قدم أمثلة عن الأعراض التي لاحظتها واشرح لماذا تقلقك هذه الأمثلة. كن صبورًا، هادئًا ومتعاطفًا في تواصلك.

الوالدان يمكنهم تقديم دعم كبير للطلاب بعدة طرق، إليكم البعض منها:

• التحفيز والتشجيع: دعم الطلاب نفسياً ومساعدتهم على تطوير الثقة بالنفس، مما يحفزهم على تحقيق أهدافهم الأكاديمية.
• توفير بيئة مناسبة للدراسة: إعداد مكان هادئ ومنظم للدراسة، حيث يكون خالياً من المشتتات.
• تنظيم الوقت: مساعدة الطلاب في وضع جداول زمنية للدراسة والمراجعة، وتعليمهم كيفية إدارة وقتهم بفعالية.

• التواصل الفعّال: الاستماع إلى احتياجات الطلاب ومشاكلهم، والتحدث معهم بانتظام عن تقدمهم الأكاديمي.
• المشاركة في الأنشطة الدراسية: المشاركة في الاجتماعات المدرسية والمساعدة في حل أي مشاكل أكاديمية قد تواجههم.
• تقديم الدعم العاطفي: تقديم الدعم في أوقات الضغط أو الإحباط، ومساعدتهم في التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية.
• التشجيع على القراءة والتعلم المستمر: تحفيز الطلاب على قراءة كتب خارج المنهج وتعليمهم أن التعلم ليس محصورًا في المدرسة فقط.
• التعاون مع المعلمين: التواصل مع المعلمين لمعرفة كيفية تحسين أداء الطالب ومعالجة أي صعوبات قد تواجهه.
• الدعم النفسي من المختصين: ولا شك أن الدعم النفسي من قبل الأطباء النفسيين والمختصين سيحسن من خطورة الوضع و يحد من تفاقم الاكتئاب.
• المساعد في وضع روتين: قد يجعل الاكتئاب من الصعب على أحبائك اتخاذ قرارات صحية بشكل تلقائي. اعرض المساعدة في إعداد جدول للوجبات، والأدوية، والنشاط البدني، والنوم، وقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق أو التنزه في الطبيعة، وشارك في تنظيم المهام المنزلية.

لذلك يعتبر دور الوالدين في دعم الطلاب هو مفتاح رئيسي لنجاحهم الأكاديمي والشخصي والمحافظة عليهم من التعرض إلى نوبات الاكتئاب خلال هذه المرحلة من حياتهم.

نصائح للآباء والأبناء قبل الذهاب إلى الجامعة:

• حدد رؤية واقعية للصورة الكبيرة: إن بذل 100% في جميع الأوقات وفي جميع مجالات الحياة غير واقعي. شجع الطلاب على التركيز على تحقيق أقصى استفادة من تجربة الجامعة من خلال بناء علاقات إيجابية، وخلق ذكريات ممتعة، والتحضير لمهنهم المستقبلية.

• بناء مهارات العيش المستقل منذ سن مبكرة: تتوفر موارد عبر الإنترنت للعثور على المهام المناسبة للعمر لمساعدة الأطفال على بدء هذه العملية.

• حماية وقت الفراغ أو الوقت غير المنظم لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية: هذه هي الفترة التي يبدأ فيها الطلاب استكشاف هويتهم.

علاج اعراض الاكتئاب النفسي

علاج أعراض الاكتئاب النفسي يمكن أن يشمل مجموعة من الخيارات، ويعتمد العلاج المناسب على شدة الاكتئاب وظروف الشخص. فيما يلي بعض الطرق الشائعة للعلاج:

1- العلاج النفسي (العلاج بالكلام):

• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تحديد وتغيير الأنماط الفكرية السلبية.
• العلاج بين الأشخاص (IPT): يركز على تحسين العلاقات الشخصية والمهارات الاجتماعية.

2- الأدوية:

• مضادات الاكتئاب: مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات استرداد النورأدرينالين والسيروتونين (SNRIs) تساعد في تحسين التوازن الكيميائي في الدماغ.

3- التغييرات في نمط الحياة:

• النشاط البدني: ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام تساعد في تحسين المزاج.
• النظام الغذائي: تناول غذاء متوازن يمكن أن يؤثر إيجابيًا على الصحة العقلية.
• النوم: الحفاظ على نمط نوم منتظم وصحي.

4- الدعم الاجتماعي:

• التواصل مع الأصدقاء والعائلة: الحصول على دعم من الأشخاص المقربين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي.
• المجموعات الداعمة: المشاركة في مجموعات دعم يمكن أن توفر شعورًا بالانتماء وتبادل الخبرات.

5- التقنيات الاسترخائية:

• التأمل والتنفس العميق: يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء في تقليل التوتر وتحسين الشعور بالراحة.

6- الاستشارة الطبية:

• الاستشارة مع متخصص: من المهم استشارة طبيب أو معالج نفسي لتحديد العلاج الأنسب بناءً على احتياجات الشخص.

تساعد كل هذه الإرشادات إلى معرفة الأعراض و العلاج حتى يمكنك التواصل مع استشاري أو مختص العلاج النفسي والاطلاع على أفضل الطرق لمواجهة نوبات اعراض الاكتئاب النفسي لدى الطلاب خلال المرحلة الدراسية وذلك عبر منصة لبيه.

المصادر: 1 2 3 4