لماذا نشعر بالخوف من دون مبرر؟ وكيف نتعامل مع هذه الحالة؟
الخوف هو جزء من حالة أكبر هي القلق، والقلق عبارة شعور بعدم الارتياح أو التوتر أو الخوف. ويشعر الجميع بالقلق في مرحلة ما من حياتهم، ولكن بالنسبة لبعض الناس يمكن أن تكون مشكلة مستمرة دون أي مبرر واضح لهذا الشعور.
محفزات الشعور بالخوف
تشير الأبحاث (2013 ,Adolphs) إلى أن الخوف معقد بشكل لا يصدق ولا يوجد سبب رئيسي واحد فقط له، إنما يحدث بسبب عدة عوامل، وحتى لو لم تكن على علم بذلك؛ فهناك سبب لأعراض الخوف والقلق لديك. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعرف على الأنماط أو تعلم كيفية تحديد ما يثير شعور الخوف لديك، وقد تشعر أن الأعراض قد ظهرت من العدم لكن هذا لأن جسمك يعمل تلقائيًا عندما يكتشف تهديدًا.
قد تنتج بعض المخاوف عن التجارب أو الصدمات، بينما قد يشعر البعض الآخر بالخوف من شيء آخر تمامًا مثل فقدان السيطرة، وقد تحدث مخاوف أخرى لأنها تسبب أعراضًا جسدية مثل الخوف من المرتفعات لأنها تجعلك تشعر بالدوار وبألم في المعدة.
ما هي محفزات الخوف؟
من أهم محفزات الشعور بالخوف وكيف نتعامل معها
تناول الكافيين
يعتمد الكثير من الناس على شرب مشروبات الطاقة الحاوية على الكافيين في الصباح (مثل القهوة) للاستيقاظ، لكن في الحقيقة قد يؤدي ذلك إلى إثارة القلق أو تفاقمه.
وفقًا لمراجعة (2022 ,.Klevebrant et al)؛ فإن شرب نحو خمسة أكواب من القهوة يوميًا يزيد من القلق ويسبب نوبات الهلع لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع.
في دراسة أسترالية (2020 ,.Kaur et al) شملت 429 بالغًا يبلغون من العمر 20 عامًا على مدار عامين، زاد استهلاك مشروبات الطاقة من القلق عند الذكور فقط وليس الإناث.
لذلك اعمل على تقليل تناول الكافيين يوميًا عن طريق استبدال المشروبات التي تحوي كافيين بأخرى خالية منه كلما أمكن ذلك.
الحفلات أو المناسبات الاجتماعية
يمكن أن تثير الأحداث التي تتطلب منك إجراء محادثة قصيرة أو التفاعل مع أشخاص لا تعرفهم مشاعر القلق والخوف، والتي قد تُشخص على أنها اضطراب القلق الاجتماعي.
للمساعدة في تخفيف مخاوفك أو عدم ارتياحك يمكنك دائمًا إحضار رفيق معك عندما يكون ذلك ممكنًا، ولكن من المهم أيضًا العمل مع المختصين لإيجاد آليات للتكيف تجعل هذه الأحداث أكثر قابلية للإدارة على المدى الطويل.
الأدوية
قد تؤدي بعض الأدوية الموصوفة طبيًا والأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية (OTC) إلى ظهور أعراض القلق والخوف، وذلك لأن المواد الفعالة في هذه الأدوية قد تجعلك تشعر بعدم الارتياح أو التوعك. يمكن أن تؤدي هذه المشاعر إلى سلسلة من الأحداث في عقلك وجسمك تسبب لك حدوث أعراض إضافية.
تشمل الأدوية التي قد تثير القلق ما يلي:
- حبوب منع الحمل.
- أدوية السعال والاحتقان.
- أدوية إنقاص الوزن.
تحدث مع الطبيب عما تشعر به في حال تناولت هذه الأدوية لإيجاد بديل عنها لا يثير قلقك أو يزيد الأعراض سوءًا.
المشكلات الصحية
قد يؤدي التشخيص بمرض مزعج أو صعب مثل: السرطان أو الأمراض المزمنة إلى إثارة الخوف أو جعله أسوأ وهذا النوع من المحفزات قوي جدًا بسبب المشاعر الفورية والشخصية التي ينتجها.
يمكنك تقليل الخوف والقلق الناجم عن المشكلات الصحية بأن تكون استباقيًا وتتفاعل مع الطبيب، أو بالتحدث مع المعالج الذي يفيدك في تعلم كيفية التحكم بعواطفك الناتجة عن تشخيصك بالمرض.
المخاوف المالية
تُعتبر المخاوف بشأن توفير المال أو وجود ديون والفواتير غير المتوقعة من أهم محفزات الإحساس بالخوف. قد يتطلب تعلم إدارة هذه الأنواع من المحفزات طلب المساعدة المهنية من مستشار مالي مثلًا، لأن وجودك مع مرشد في هذه العملية قد يخفف من قلقك.
التفكير السلبي
يتحكم عقلك في جزء كبير من جسمك وهذا مؤكد مع القلق والخوف؛ فعندما تكون منزعجًا يمكن أن تثير الكلمات التي تقولها لنفسك مشاعر سلبية أكبر من الخوف والقلق. إذا كنت من الأشخاص الذين تراودهم أفكار سلبية في أغلب الوقت، فإن تعلم إعادة تركيز لغتك ومشاعرك عندما تبدأ بالإحساس بالخوف مفيد جدًا، وتستطيع التواصل مع المختصين لمساعدتك أكثر في هذه الخطوة.
المحفزات الشخصية
قد يكون من الصعب تحديد هذه المحفزات، ولكن يُدرب اختصاصي الصحة النفسية لمساعدتك في تحديدها، والتي قد تبدأ برائحة أو مكان أو حتى أغنية لتذكرك إما بوعي أو بغير وعي بذكرى سيئة أو حدث صادم في حياتك. كثيرًا ما يعاني الأفراد المصابون باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) من محفزات القلق من المحفزات البيئية.
الفعاليات أو العروض العامة
التحدث أمام الجمهور أو التحدث أمام رئيسك في العمل أو الأداء في مسابقة أو حتى مجرد القراءة بصوت عال هو سبب شائع للخوف والقلق، فإذا كانت وظيفتك أو هواياتك تتطلب ذلك، يمكن لطبيبك أو معالجك العمل معك لإيجاد طرق تجعلك أكثر راحة في مثل هذه المواقف، ويمكن أن تساعدك أيضًا التعزيزات الإيجابية من الأصدقاء والزملاء على الشعور بمزيد من الراحة والثقة.
الضغط والإجهاد
الضغوط اليومية مثل الاختناقات المرورية أو التأخر عن موعد معين، يمكن أن تسبب قلقًا لأي شخص، لكن الإجهاد طويل الأمد أو المزمن، قد يؤدي إلى القلق على المدى الطويل وتفاقم الأعراض بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى.
يمكن أن يؤدي الإجهاد أيضًا إلى سلوكيات سلبية، مثل: تخطي وجبات الطعام أو عدم الحصول على قسط كاف من النوم وغيرها من العوامل التي قد تتسبب في الشعور بالخوف والقلق أو تفاقمه.
غالبًا ما يتطلب علاج الإجهاد والوقاية منه تعلم آليات التكيف؛ إذ يساعدك المعالج أو المختص في تعلم كيفية التعرف على محفزات الإجهاد لديك والتعامل معها عندما تصبح شديدة.
كيف يمكنك تحديد محفزات الخوف؟
يمكن أن تكون إحدى الطرق المفيدة لتحديد مسببات القلق هي البدء بالكتابة على دفتر يوميات واستخدامه لتوثيق حالتك المزاجية كل يوم ومعرفة ما إذا كانت هناك أي أنماط من القلق والخوف تظهر عليك.
إذا لاحظت هذه الأنماط فقد يكون من الأسهل تحديد ما قد يسبب لك الشعور بالخوف، وإذا وجدت صعوبة في تحديد المحفزات وسبب لك هذا الخوف الشعور بالضيق فيمكنك العمل مع معالج للمساعدة في استكشاف ما قد يسبب خوفك. قد يستخدم المختص العلاج بالكلام من بين طرق أخرى للمساعدة في العثور على أسباب مشاعر الخوف لديك.
يفيد وجود القليل من القلق والخوف في حياتنا اليومية، مثل الشعور بالقلق قبل الامتحانات الذي يجعلنا أكثر يقظة ويحسن الأداء، لكن إذا شعرت أن الشعور بالخوف يعرقل سير حياتك اليومية ويقلل من قدرتك على التركيز تستطيع تحميل تطبيق لبيه والتواصل مع المختصين لتخفيف هذا الخوف والتعامل معه.
المراجع
1- Ralph Adolphs. “The Biology of Fear”. Current Biology. 2013 Jan 21; 23(2): R79–R93. doi: 10.1016/j.cub.2012.11.055.
2- Lisa Klevebrant, Andreas Frick. “Effects of caffeine on anxiety and panic attacks in patients with panic disorder: A systematic review and meta-analysis”. General Hospital Psychiatry, 2022 Jan-Feb;74:22-31. doi: 10.1016/j.genhosppsych.2021.11.005.
3- Simrat Kaur, et al. “Consumption of energy drinks is associated with depression, anxiety, and stress in young adult males: Evidence from a longitudinal cohort study”. Depression and Anxiety, First published: 26 August 2020. DOI: https://doi.org/10.1002/da.23090.
4- What Triggers Anxiety? 11 Causes That May Surprise You, www.healthline.com, retrieved on 26 June 2023.
5- Why Am I Feeling Anxious For No Reason?, www.simplypsychology.org, retrieved on 26 June 2023.
6- The Psychology of Fear, www.verywellmind.com, Retrieved on 26 June 2023.