يعد الفصام من أشهر حالات الصحة العقلية شيوعًا وهو اضطراب عقلي خطير يفسر فيه الناس الواقع بشكل غير طبيعي. قد يؤدي الفصام إلى مزيج من الهلوسة والأوهام والتفكير والسلوك المضطرب جدًا الذي يضعف الأداء اليومي، ما قد يمنع الشخص من أن يعيش حياة طبيعية.

يحتاج المصابون بالفصام إلى علاج مدى الحياة، وقد يساعد العلاج المبكر في السيطرة على الأعراض قبل ظهور مضاعفات خطيرة وتحسين التوقعات على المدى الطويل.

أعراض الفصام

هي مجموعة من المشكلات في التفكير (الإدراك) والسلوك والعواطف، وعادةً ما يتم تصنيفها إلى:

1- أعراض إيجابية: أي تغيير في السلوك أو الأفكار، مثل الهلوسات والأوهام.

2- أعراض سلبية: يظهر الأشخاص كأنهم ينسحبون من العالم، ولا يهتمون بالتفاعلات الاجتماعية اليومية، ويبدون كالجماد وليس لديهم عواطف.

قد تختلف العلامات والأعراض من شخص لآخر، لكنها عادة ما تتضمن الأوهام أو الهلوسات أو كلاهما معًا مع الكلام غير المنظم وضعف القدرة على العمل، وتشمل الأعراض ما يلي:

أعراض الفصام الإيجابية

1- الأوهام

هي معتقدات خاطئة (أفكار) لا تستند إلى الواقع، على سبيل المثال: أن يعتقد المصاب أنه يتعرض للأذى أو المضايقات أو أن الناس توجه له بعض الإيماءات أو التعليقات، أو أن لديه قدرة استثنائية أو أنه مشهور، أو يتوهم أن شخصًا ما يحبه أو يعتقد أن هناك كارثة على وشك الحدوث، وتحدث هذه الأوهام عند معظم الأشخاص المصابين بالفصام، وفي حين أن الأوهام تتضمن أفكارًا، فإن الهلوسات تكون حسية وكلاهما شكل من أشكال الفصام وهو انفصال عن الواقع.

2- الهلوسات

تُعرَّف بأنها تجارب وأحاسيس غير حقيقية من إنتاج العقل لا يمكن إدراكها من قبل الآخرين، لكن بالنسبة للشخص الذي يعاني منها تبدو حقيقية وجدية، ومن المعروف أن 70% من المصابين بالفصام يعانون من الهلوسات، ولها أنواع مختلفة:

1- الهلوسة البصرية: تتضمن الهلوسة البصرية رؤية أشياء غير موجودة بالفعل، وقد تكون هذه الأشياء مادية، أو رؤية أشخاص غير موجودين في الحقيقة، كأن يرى المصاب شخصيات خيالية أو أحد الأشخاص المتوفين الذين يعرفهم، أو قد يشاهد صور مشوهة كأن يتخيل جلده يتحرك.

2- الهلوسة السمعية: هي الأكثر شيوعًا عند مرضى الفصام، ويشير هذا المصطلح إلى أن المصاب بالفصام يسمع أصوات غير موجودة مثل: الموسيقى والبكاء والرنين أو لغات مجهولة، وقد يسمع مجموعة من هذه الأصوات معًا.

3- الهلوسة اللمسية: يشمل ذلك الشعور بأشياء غير موجودة، مثل الإحساس بشيء ما يمشي على الجلد أو أن بعض الحشرات تزحف حوله أو داخل جسده.

4- الهلوسة الشمية: يشير هذا المصطلح إلى شم أشياء غير موجودة، وتشمل الأمثلة الشائعة على ذلك الخبز المحمص المحترق أو رائحة الاحتراق.

5- الهلوسة الذوقية: يشير هذا إلى الإحساس بطعم خيالي في الفم، مثل الإحساس بالمرارة أو الحموضة.

تشير أبحاث (2020 .M. Hare) إلى أن ما يصل إلى 80% من المصابين بالفصام يعانون الهلوسة السمعية، وسيختبر الكثيرون أنواعًا متعددة من الهلوسات في نفس الوقت. وجدت دراسة أخرى (2016 .Lim et al) شملت 750 مشارك مصاب بالفصام أن 53% منهم عانوا أنواع متعددة من الهلوسة معًا.

3- ارتباك التفكير والكلام

غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون بالفصام صعوبة في تتبع أفكارهم ومحادثاتهم، ويجد بعضهم صعوبة في التركيز فينجرفون في الأفكار من فكرة إلى أخرى، وقد يواجهون صعوبة في قراءة المقالات الصحفية أو مشاهدة برنامج تلفزيوني.

يصف الناس أفكارهم أحيانًا بأنها ضبابية أو عشوائية وتختلط الأفكار مع الكلام مع ارتباك مما يجعل المحادثة صعبة وغير مفهومة بالنسبة للآخرين. يصف بعض الناس أفكارهم بأنها خاضعة لسيطرة شخص آخر، أو أن أفكارهم ليست نابعة منهم وأن شخصَا آخر قد زرعها في أذهانهم.

قد يشعر المصابون أيضًا أن الأفكار تختفي كما لو أن شخصًا ما يزيلها من أذهانهم، بينما يشعر بعض المرضى أنه تم الاستيلاء على أجسادهم ويقوم شخص آخر بتوجيه تحركاتهم وأفعالهم. قد تؤدي مشاعر الارتباك هذه إلى أن يصبح سلوك الشخص أكثر اضطرابًا ولا يمكن التنبؤ به.

أعراض الفصام السلبية

غالبًا ما تظهر هذه الأعراض قبل عدة أشهر أو سنوات من تعرض الشخص لأول نوبة فصام حادة مع أعراض مثل الأوهام والهلوسات.

غالبًا ما يشار إلى هذه الأعراض السلبية الأولية باسم الفترة البدئية للفصام، وعادةً ما تظهر الأعراض بشكل تدريجي وتزداد سوءًا ببطء، وقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه أعراض فصام أو اضطراب نفسي آخر.

يمكن أن تشمل الأعراض السلبية التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالفصام ما يلي:

1- عدم الرغبة في الاعتناء بأنفسهم واحتياجاتهم، مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

2- الشعور بالانفصال عن مشاعرهم أو الرغبة في تجنب الناس، بما في ذلك الأصدقاء، وغالبًا ما تؤدي الأعراض السلبية للفصام إلى مشكلات في العلاقة مع الأصدقاء والعائلة، إذ يمكن في بعض الأحيان الخلط بينها وبين الكسل المتعمد أو الفظاظة.

أسباب الفصام

ما تزال الأسباب الدقيقة لمرض الفصام غير معروفة، لكن تشير الأبحاث إلى أن مجموعة من العوامل الجسدية والوراثية والنفسية والبيئية يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة به، وقد يؤدي حدث حياتي عاطفي أو مرهق إلى حدوث نوبة ذهانية، ومع ذلك من غير المعروف سبب ظهور الأعراض على بعض الأشخاص وعدم ظهورها على البعض الآخر.

التشخيص والعلاج للفصام

يتضمن تشخيص الفصام استبعاد اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، ومعرفة ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن تناول أحد الأدوية أو أي حالة صحية أخرى. ويتطلب الفصام علاجًا مدى الحياة، حتى عندما تهدأ الأعراض، إذ يساعد العلاج بالأدوية والعلاج النفسي والاجتماعي في التحكم بالحالة، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة إلى المستشفى.

عادة ما يشرف طبيب نفسي متمرس على علاج الفصام، وقد يضم فريق العلاج أيضًا طبيبًا نفسيًا واختصاصيًا اجتماعيًا وممرضة نفسية وربما مدير حالة لتنسيق الرعاية، وقد تكون تقنية الفريق الكامل متاحة في العيادات ذات الخبرة في علاج الفصام.

قد يكون الفصام أمرًا مخيفًا، لكن الأدوية والعلاج والتعليم النفسي ودعم الأسرة يمكن أن يحدث فرقًا مع المصاب ومع الأشخاص من حوله، وقد لا تختفي الأعراض تمامًا أبدًا، لكن يمكن للمصابين الذين يعانون من أعراض الفصام أن يتعلموا كيفية إدارتها.

إذا كنت تعرف شخصًا مصابًا بالفصام حمل تطبيق لبيه للتواصل مع أفضل المعالجين، والحصول على المزيد من التعليم والتدريب لمساعدة المصاب العزيز عليك على التأقلم مع الفصام وتحسين جودة حياته.

المراجع: 1,2,3