كيف يمكن التعامل مع المشتتات في بيئة العمل؟
ينشغل الموظفون بالعديد من المشتتات البصرية والسمعية في بيئة العمل، وتعتبر هذه المشتتات من التحديات الشائعة التي تؤثر على إنتاجية الموظفين وعلاقاتهم الاجتماعية وتواصلهم مع بعضهم البعض، فما هي أهم أنواع هذه المشتتات؟ وكيف تؤثر على بيئة العمل؟ وكيف يمكن التعامل معها بفعالية والحد من تأثيراتها السلبية؟
ما هي أهم المشتتات الشائعة في بيئة العمل؟
تمنعك المشتتات الموجودة في بيئة العمل من وضع كامل تركيزك واهتمامك لإنجاز المهام المطلوبة منك، ويتم تقسيم المشتتات الشائعة في بيئة العمل إلى ثلاثة أنواع عادة:
- المشتتات البصرية: تؤثر هذه المشتتات على انتباهك البصري، بشكل يؤثر على عملك والمهام المطلوبة منك، وتشمل: الهواتف المحمولة وتصفح الويب ومواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة العمل.
- المشتتات السمعية: تشمل المشتتات السمعية الأصوات المحيطة بك في مكان العمل، مثل: الحديث مع زملاء العمل أو تشغيل التلفاز خلال وقت العمل أو الموسيقى والإنصات لها والانشغال عن المهام المطلوبة منك.
- المشتتات الإدراكية: تحدث المشتتات المعرفية الإدراكية عندما يركز عقلك على شيء آخر غير عملك بشكل يشغل تفكيرك وتركيزك، تشمل الأمثلة على هذه المشتتات: أحلام اليقظة والتفكير في خطط عطلة نهاية الأسبوع أو التفكير ببعض مشاغل الحياة.
كيف تؤثر المشتتات الشائعة في بيئة العمل على الإنتاجية والأداء؟
حتى أصغر المشتتات يمكنها أن تؤثر على أدائك وإنتاجيتك، ما يجعلك تستغرق وقتًا أطول لإكمال مهامك على أكمل وجه، أكدت إحدى الدراسات أن التشتيت لا يؤدي إلى زيادة المدة التي يستغرقها الموظف لإكمال المهمة فحسب، بل يمكن أن يقلل من جودة عمل الموظف أيضًا، فلذلك من المهم أن نفهم كيف تؤثر عوامل التشتيت على إنتاجية الموظفين، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال الطرق التالية:
- قلة الإنتاجية وتراجع الأداء
عندما يؤثر شيء ما على انتباه الموظف وتركيزه، فإن انتباهه يبتعد عن المهمة الأساسية المطلوبة منه، ما يقود في النهاية لتأثر الإنتاجية وتراجع الأداء، وعدم القدرة على إكمال المهمة خلال الوقت اللازم.
- تأثر العلاقات والتواصل بين زملاء العمل
تؤثر المشتتات الشائعة في بيئة العمل على العلاقات بين الزملاء والموظفين، وقد تعيق التواصل بينهم، وهو الأمر الذي ينعكس في النهاية على الأداء الكلي والإنتاجية العامة للشركة.
- تؤثر على خطط الشركة وأهدافها
من خلال تأثيرها على الإنتاجية العامة للشركة والأداء الكلي للموظفين، بالإضافة لضعف التواصل بين الموظفين، فإن المشتتات تعيق تحقيق خطط الشركة وأهدافها بعيدة الأمد.
كيف يمكن التعامل مع المشتتات الشائعة في بيئة العمل؟
إذا فقدت التركيز خلال عملك بشكل متزايد وغير مضبوط بسبب واحد أو أكثر من المشتتات سابقة الذكر، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها، ومن أهمها:
1 – تنظيم وقتك ومساحة العمل الخاصة بك
يمكنك مثلًا أن تحاول استخدام الساعة الأولى في العمل لإنجاز أصعب مهمة مطلوبة منك، على اعتبار أنك تكون بكامل نشاطك وطاقتك خلال الساعة الأولى من العمل، أو تحديد وقت تكون فيه يمكنك أن تحدد وقتًا تكون فيه هادئًا، وبعيدًا عن أي مشتتات أو مؤثرات قد تؤثر على انتباهك، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، بإمكانك أن تنقل عملك إلى مكان هادئ آخر مثل غرفة اجتماعات أو مكتب معزول، حيث تستطيع التركيز أكثر على عملك.
2 – الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي خلال العمل
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الإلهاء والتشتيت وإضاعة الوقت، كما أنها تساهم في تقليل التركيز وفقدان الطاقة، ولذلك حاول أن تتجنبها وتقلل من استخدامها قدر الإمكان خلال فترة العمل.
3 – تنظيم مكتبك لتقليل المشتتات البصرية
حاول دائمًا الاحتفاظ فقط بالمشروع أو الملف الذي تعمل عليه أمامك، ففي حال كان مكتبك أو مساحة عملك تميل إلى الفوضى، قد يشكل ذلك عاملًا مشتتًا ويمنعك من أداء عملك بصورة صحيحة.
4 – تعلم مهارات الإدارة الذاتية
قد يكون البعض ذو شخصية مشتتة بطبيعته، وفي مثل هذه الحالات لابد من اتباع بعض الإرشادات والطرق التي تساعد على تعلم مهارات التركيز وإدارة الذات للتخلص من عوامل التشتت والإلهاء، ومن أهم هذه المهارات:
- تحمل المسؤولية.
- تحديد أهداف واضحة.
- تطوير استراتيجيات إدارة الوقت.
- التكيف مع التغيير.
- تطوير التعلم الذاتي.
5 – الاهتمام بنفسك والعناية بصحتك
احرص دائمًا على الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة بعد العمل؛ لأن قلة النوم تجعلك متعبًا وسريع الانفعال وتقلل من قدرتك على التركيز في العمل، وبالتالي تزيد المشتتات وتقلل من جودة العمل، بالإضافة لذلك حافظ على برنامج غذائي جيد ومتنوع، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأن ذلك يبقيك بحالة من النشاط الذهني والجسدي الممتاز.
خذ وقتًا في نهاية يومك للتفكير في ما فعلته ومراجعة الأحداث المهمة، وما تريد التركيز عليه غدًا وتحسينه، حدد أولوياتك، وراجع ما خططت له قبل البدء باليوم، ما يساعدك في تحديد المشتتات بشكل دقيق والتغلب عليها.
ختامًا لابد من فهم كيفية تأثير هذه المشتتات على سير العمل وتحديدها بشكل دقيق، ما يساعدك في التغلب عليها وتحقيق نمط منتج ومثمر من العمل.