ماذا تفعل إذا كانت الرعاية الذاتية لا تُحسن نفسيتك؟
تلعب الرعاية الذاتية دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، خصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مزمنة كالقلق أو الاكتئاب. من أهم فوائد الرعاية الذاتية أنها تجعلك مرنًا تجاه ضغوط الحياة اليومية، كضغوط العمل والدراسة أو تلك الناتجة عن العلاقات الاجتماعية، ولكن في بعض الأحيان لا تحقق الرعاية الذاتية الفوائد المرجوة، فما هي الأسباب المحتملة، وما الطرق البديلة؟
في البداية، ما هو تعريف الرعاية الذاتية؟
تُعرِّف منظمة الصحة العالمية الرعاية الذاتية على أنها قدرة الأفراد والأسر والمجتمعات على تعزيز الصحة النفسية والجسدية والوقاية من الأمراض أو التعامل مع هذه الأمراض مع أو من دون طلب المساعدة الطبية، ووفقًا لهذا التعريف، تشمل الرعاية الذاتية كل ما يتعلق بالبقاء بصحة جيدة.
ما أهمية الرعاية الذاتية؟
لممارسات الرعاية الذاتية العديد من الفوائد والإيجابيات، ومن أهمها:
- التخفيف من حدة Anxiety والاكتئاب.
- تجنب التوتر اليومي والمرونة في التعامل مع المواقف المختلفة.
- تعزيز العلاقات الشخصية والتواصل الاجتماعي.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن الرعاية الذاتية ضرورية لأنها تساعدك في تعزيز صحتك النفسية ومكافحة الأمراض المزمنة والتكيف بشكل أفضل مع تحديات الحياة، ولكن بنفس الوقت، يجب أن تعلم أن الرعاية الذاتية تشمل جوانب مختلفة ومتنوعة وكل منها يناسب أشخاصًا محددين أكثر من غيرهم، وقد يساعد طبيبك أو معالجك النفسي على اختيار الطرق والجوانب المناسبة لك.
إذا كانت الرعاية الذاتية لا تُحسن نفسيتك، فما هي المشكلة؟
في بعض الأحيان تبذل قصارى جهدك في محاولة تحقيق رعاية ذاتية مثالية لك ولكن تشعر أن بعض الجوانب لا يمكنك السيطرة عليها، ما ينعكس سلبًا على صحتك النفسية والجسدية، ومن أهم الأسباب التي قد تكون مسؤولة عن ذلك:
1 – علاج غير مناسب أو غير موثوق
إذا كان العلاج الذي يقدمه طبيبك أو معالجك غير مناسب لحالتك أو غير فعَّال، يمكن أن ينعكس سلبًا عليك ويؤدي لتدهور حالتك النفسية والجسدية بدلاً من تحسنها، لذلك حاول أن تشرح لطبيبك جميع التفاصيل المتعلقة بحالتك، ولا تتردد في الالتزام بجميع النصائح والتوصيات والأدوية التي يصفها طبيبك.
2 – عملك يستنزف كل وقتك وطاقتك
يجب أن تفصل بين عملك وحياتك الشخصية بشكل كامل، لأن العمل الذي يستنزف كل جهدك وطاقتك ويأخذ معظم وقتك يترك تأثيرات سلبية على صحتك النفسية والجسدية، ويجعل من الصعب أو المستحيل تقريبًا تحقيق الرعاية الذاتية الجيدة.
3 – العلاقات الاجتماعية السامة
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وهو بحاجة دائمّا لتواجد الأشخاص من حوله، ولكن بعض العلاقات الاجتماعية سواء كانت مع الأصدقاء أو زملاء العمل أو أفراد الأسرة قد تتحول إلى علاقات اجتماعية سامة ومؤذية. تلعب العلاقات الاجتماعية السامة دورًا كبيرًا في فشل الرعاية الذاتية.
ماذا تفعل إذا كانت الرعاية الذاتية لا تحسن نفسيتك؟
حتى تتمكن فعلًا من الحصول على رعاية ذاتية مثالية، لا بد في البداية من إجراء تقييم شامل لجميع مجالات حياتك التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والرعاية الذاتية.
وفيما يلي مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تساعدك على بناء خطة رعاية ذاتية ملائمة لك:
1 – ابدأ بتقييم احتياجاتك
ضع قائمة بالأنشطة التي تشارك فيها كل يوم سواء في مجال العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية من حولك، وحاول أن تحدد جميع تفاصيل ومجالات حياتك التي تحتاج لمزيد من الرعاية والاهتمام.
2 – حدد ما يسبب لك الضغط والتوتر
عليك معرفة وتحديد الممارسات التي تساهم في زيادة التوتر والقلق أو أية مشاعر سلبية أخرى، وفكر في الطرق التي يمكنك من خلالها معالجة هذه الضغوط والتخلص من التوتر والإجهاد النفسي المزمن.
3 – ضع استراتيجيات فعالة للرعاية الذاتية
فكر في بعض الأنشطة التي يمكنك القيام بها والتي ستساعدك على الشعور بتحسن في كل من مجالات حياتك. على سبيل المثال: يمكن أن يكون قضاء وقت أكثر مع الأصدقاء، أو تعلم لغة جديدة إحدى الطرق الفعالة للرعاية الذاتية.
4 – ابدأ بخطوات صغيرة
لا تعالج كل شيء دفعة واحدة، بل حاول أن تقوم بخطوات صغيرة ومتتالية، والتي يمكن القيام بها لتبدأ في الاعتناء بنفسك بشكل أفضل.يمكنك التواصل مع معالجك النفسي في تطبيق لبيه لمساعدتك على وضع خطط واستراتيجيات فعالة للرعاية الذاتية، ويمكنك الانضمام لجلسات الدعم النفسي أو العلاج المشترك التي يوفرها تطبيق لبيه أو أحد البرامج العلاجية، وكل ذلك يساهم في تفعيل الرعاية الذاتية وتطويرها، ما ينعكس إيجابيًا على صحتك النفسية والجسدية.